أقرّ الجيش الإسرائيليّ بفشله في ردع "حزب الله"، إذ قال قائد فرقة "162"، المسؤولة عن تأمين حدود الأراضي الفلسطينية مع لبنان، الجنرال نداف لوتان، أمس الأحد، إنه "عند النظر إلى الصورة الكاملة والتدقيق في العلاقة بين حزب الله وإيران، يتبين لنا أن هناك تحديات تحول دون قدرتنا على ردع الحزب".

واعتبر لوتان، في مقابلة أجراها معه موقع صحيفة "معاريف"، أن "ما يعكس تهاوي قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة حزب الله يتمثل بأنَّ الأخير أحدث تحولات على أنشطته العملياتية على طول الحدود، ولا يحترم قرار مجلس الأمن 1701، الذي على أساسه انتهت حرب 2006".

  المُفارقة أنّ كلام لوتان يأتي في ظلّ مواصلة العدو الإسرائيلي خروقاته المتكررة للأجواء والمياه الإقليمية والحدود اللبنانيّة، في انتهاكٍ واضح وفاضح للقرار رقم 1701، والذي يدعو إلى وقف العمليات القتالية في لبنان ونشر القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب، بالتعاون مع القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان عام 2000.

ورأى لوتان أن "حزب الله" بات مستعداً لتحمل المزيد من المخاطر خلال مواجهته إسرائيل"، حيث تتواجد عناصره على طول الحدود، معتبراً أن هذا "تحدٍّ جدي" لإسرائيل.
  كذلك، أشار الجنرال الإسرائيليّ إلى أنّ "حزب الله" وإسرائيل غير معنيين باندلاع حرب، وكلاهما لا يتحمس للمواجهة في ساحة المعركة، "لكن الطرفين في الوقت نفسه يستعدان لهذه الحرب، وعلينا أن نستعد بشكل جدي، وفي الوقت ذاته نفعل كل ما في وسعنا لتجنبها".

وبحسب الموقع ذاته، فإن التقديرات السائدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي تنطلق من افتراض مفاده أنه في حال اندلاع الحرب مع "حزب الله" مستقبلاً، فإنه سيمرّ شهر قبل أن يتمكن جيش الاحتلال "من حسمها أو تحقيق نتائج مرضية"، مستحضراً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرى أن الأضرار التي ستتكبدها الجبهة الداخلية الإسرائيلية خلال الحرب مع "حزب الله" ستكون كبيرة.

ولفت إلى أن لوتان، كسائر قادة الجيش "غير مقتنع بأن الجمهور الإسرائيلي يدرك كم ستكون هذه الحرب مع حزب الله مختلفة عن الحروب السابقة"، على اعتبار أن هذا الجمهور اعتاد ما تحققه منظومة "القبة الحديدية".

وأقر لوتان بأن بعض أنشطة "حزب الله" العملياتية تأتي رداً على أنشطة إسرائيل، قائلاً: "علينا أن نتذكر في الوقت نفسه أن حزب الله يرد على أنشطتنا الهادفة إلى الدفاع عن سيادتنا على الحدود، وضمن ذلك حرصنا على بناء عوائق على طول هذه الحدود".   مع هذا، فقد دعا لوتان إلى الإستعداد خلال أي حملةٍ عسكريّة ضد لبنان، وقال: "عند إندلاع أي حرب، قد نحتاج إلى جميع رجالنا". (العربي الجديد - معاريف - الميادين نت)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله المهزوم يعرض عضلاته في تشييع نصرالله

يستعد حزب الله لإظهار قوته اليوم بجنازة معقدة لزعيمه الراحل حسن نصر الله، وهو الحدث الذي تأمل الجماعة المسلحة أن يحيي صورتها المحطمة في لبنان بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

جنازة نصر الله ستعكس صراع القوة الدائر في لبنان

ومن المتوقع أن يحضر عشرات الآلاف من لبنان والمنطقة المراسم بعد ظهر يوم الأحد، بما في ذلك كبار الشخصيات من إيران. وسيبدأ الحفل في أكبر ملعب رياضي في لبنان على المشارف الجنوبية للعاصمة بيروت، والذي تزين بملصقين طويلين لنصر الله، وبشعارات تعد بمواصلة "المقاومة" التي قادها ضد إسرائيل. بيروت في جمود

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن بيروت في جمود صباح اليوم، حيث ازدحمت الطرق بآلاف المعزين في طريقهم إلى مكان التشييع. وحمل بعضهم صور نصر الله، وأعلام حزب الله، بينما أمسك آخرون بصور ضحايا قتلوا في الحرب.

وقال حسين الحاج حسن، عضو البرلمان عن حزب الله، في حفل أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم السبت، إن جنازة نصر الله "ليست يوماً للحزن أو يوم وداع، بل يوم ولاء وتجديد عهودنا وتعهداتنا لزعيمنا".

There are massive crowds in Beirut for Hassan Nasrallah’s funeral. People were lining up to get in last night.

This is a major challenge to anyone who thinks Hezbollah and the resistance are finished or are too weak to carry on bc of the Israeli/US assassinations and… pic.twitter.com/5833LRUlJ3

— Rania Khalek (@RaniaKhalek) February 23, 2025

ولفت إلى إن الجنازة ستكون لحظة تظهر "للحلفاء وكذلك لأعدائنا وخصومنا أننا لم نضعف أو نتراجع ولن نضعف...وإذا زدتم التحدي، فسنرد بحزم".
وتأتي الجنازة بعد خمسة أشهر من مقتل نصر الله، في 27 سبتمبر(أيلول)، بإسقاط 80 قنبلة على مخبئه في جنوب بيروت مباشرة. وبمقتل نصر الله، قضت إسرائيل على زعيم يتمتع بمكانة شبه أسطورية بين الشيعة في لبنان. وكان مقتله إحدى اللحظات المحورية في المواجهة بين وكلاء إيران وإسرائيل، والتي خرج منها حزب الله ضعيفاً بشكل كبير.
في الأشهر التي تلت ذلك، تعرضت المجموعة لضربات شديدة من القوات الإسرائيلية، وتفككت قبضتها الحديدية على السياسة اللبنانية، حيث لام العديد من اللبنانيين المجموعة على جر البلاد إلى واحدة من أكثر حروبها دموية وتدميراً.

Beirut prepares for the funeral of Hezbollah leaders Nasrallah & Safieddine tomorrow, a key measure of their post-war legitimacy.

Not just Shia but some Christian, Sunni, and secular groups will attend, and supporters are arriving from abroad as well, including from Turkey. pic.twitter.com/krLdKiaQIq

— Sina Toossi (@SinaToossi) February 22, 2025

ووافق حزب الله وإسرائيل على وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما أجبر الحزب على الانسحاب من جنوب لبنان، والتخلي عن معاقله على طول الحدود مع إسرائيل. ورغم موافقة إسرائيل على الانسحاب من لبنان عملاً بالهدنة، ظلت القوات الإسرائيلية في أجزاء من جنوب لبنان بعد الموعد النهائي للانسحاب.
وبعد عقود من تعزيز قوتها، دخل حزب الله الحرب باعتباره القوة السياسية والعسكرية الأكثر هيمنة في البلاد. لكنه أصبح ظلاً لما كان عليه في السابق.
وتقول الصحيفة إنه للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، هناك زخم متزايد بين المعارضين السياسيين لحزب الله داخل لبنان لاستعادة السلطة من الجماعة. وتعهد الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، بنزع سلاح حزب الله، وإعادة احتكار القوة العسكرية إلى الدولة.
وفي الأسبوع الماضي، تبنت الحكومة اللبنانية الجديدة بياناً سياسياً وجه ضربة مباشرة لحزب الله، حيث أكدت أن للدولة وحدها حق الدفاع عن أراضي لبنان. وكان هذا أول بيان سياسي منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد في 1990 لم يذكر حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الخط الذي ساعد لفترة طويلة في إضفاء الشرعية على وجود حزب الله.

صراع القوة

ويبدو أن جنازة نصر الله ستعكس صراع القوة في لبنان، حيث ينتهز حزب الله هذه الفرصة لإعادة تأكيد نفسه قوة سياسية. ويسعى الحزب إلى توجيه رسالة مفادها أنه رغم مقتل قادته، واستنزاف خزائنه، والإطاحة بحليفه السوري بشار الأسد، وإضعاف راعيته إيران، فإن الحزب في لبنان سيبقى.
وقال مهند حاج علي، وهو زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "الجنازة هي منصة إطلاق. إنهم يحاولون إعادة اختراع أنفسهم" واستخدام وفاة نصر الله "أداة تعبئة لحشد الناس حول قضيتهم، التي تعرضت إلى ضربة كبيرة".

مقالات مشابهة

  • الطيران الإسرائيلي يشن غارة استهدفت بلدة على الحدود اللبنانية السورية وأنباء عن وقوع إصابات
  • حزب الله المهزوم يعرض عضلاته في تشييع نصرالله
  • تقريرٌ إسرائيلي.. ماذا ستفعل تل أبيب خلال تشييع نصرالله؟
  • غارات على الحدود اللبنانية السورية.. وبيان للجيش الإسرائيلي
  • تحذير من فخ لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين لبنان وسورية
  • إسرائيل تقصف معابر بين سوريا ولبنان تسببت بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة  
  • بالفيديو.. هذا ما استهدفته إسرائيل ليلا على الحدود
  • رباح المهدي: آخر كلام في مسألة عبد الرحمن
  • الاحتلال يقصف نقاط عبور على الحدود مع لبنان بزعم منع تهريب الأسلحة