ليس اتفاقية الدفاع.. مطلب سعودي من أمريكا يثير مخاوف إسرائيلية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
توجد ثلاثة مستويات من الالتزام الدفاعي الأمريكي تجاه الحلفاء، ويمكن للولايات المتحدة والسعودية الاختيار بينها، وحتى لو حصلت المملكة على اتفاقية دفاع مشترك، فسيخدم ذلك مصالح إسرائيل، التي لا ينبغي في المقابل أن تقبل بأي تنازلات أمريكية على مستوى البرنامج النووي السعودي.
ذلك ما خلص إليه الباحثان يوئيل جوزانسكي وإلداد شافيت، في تحليل بـ"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء تصريحات رسمية متواترة في الرياض وواشنطن وتل أبيب عن محادثات مستمرة ربما تقود إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط وصاحبة المكانة الدينية البازرة في العالمين الإسلامي والعربي.
ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، فإن الرياض مستعدة للتطبيع مع تل أبيب مقابل توقيع معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن، والحصول على أسلحة أمريكية أكثر تطورا، وتشغيل دورة وقود نووي مدني كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم دخل المملكة، إلى جانب التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف جوزانسكي وشافيت أن "اتفاقية الدفاع المشترك ليست منتجا قياسيا جاهزا للاستخدام، وكل معاهدة دولية تعكس اتفاقا بين الدول التي تتمتع بحرية تشكيلها وفقا لمصالحها".
وتابعا أن "أعلى عتبة للمعاهدات والاتفاقيات الأمنية هي معاهدة (حلف شمال الأطلسي) الناتو، التي تطلب في مادتها الخامسة من الدول الأعضاء اتخاذ خطوات لمساعدة بعضها البعض، بما في ذلك العمل العسكري، في حالة تعرض أي عضو لهجوم عسكري".
وأردفا: وفي مرتبة أقبل بخطوة واحدة "يمكن للولايات المتحدة، بناء على سلطة الرئيس، تحديد أن السعودية شريك دفاعي رئيسي، وهو ما لا يلزمها باتخاذ أي عمل عسكري إلى جانب المملكة".
أما في "المستوى الأدنى، فيمكن للولايات المتحدة أن تحدد أن السعودية حليف رئيسي من خارج الناتو، وهو تعريف يسمح بزيادة التعاون الأمني والتكنولوجي، لكنه لا يقيد الولايات المتحدة. وتتمتع إسرائيل ومصر وقطر والبحرين وباكستان، من بين دول أخرى، بهذا الوضع"، بحسب جوزانسكي وشافيت.
اقرأ أيضاً
الطريق لا يزال طويلا.. ماذا قال معهد الأمن القومي الإسرائيلي عن التطبيع مع السعودية؟
اتفاقية دفاع مشترك
جوزانسكي وشافيت اعتبرا أنه "من الواضح أن تعزيز التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وحلفائها الرئيسيين، مثل السعودية، مع زيادة وجودها العسكري في الخليج العربي، يشكل مصلحة إسرائيلية".
وقالا إنه "لذلك، لا ينبغي أن تواجه إسرائيل مشكلة خطيرة إذا دخلت الولايات المتحدة في أي التزام أمني مع المملكة، بما في ذلك اتفاقية دفاع".
وزادا بأن "تل أبيب والرياض تتعاونان بالفعل في مختلف المجالات الأمنية والاستخباراتية، ومن الممكن أن يشجع الاتفاق الأمريكي السعودي هذا التعاون".
وحاليا، لا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وترهن الأمر علنا بانسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
كما أنه "من شأن الاتفاق السعودي الأمريكي أن يساعد الجهود الإقليمية لمنع انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة، وسيكون التعاون الأمني الأكبر بين واشنطن والرياض أساسا لرفع مستوى قدرات إسرائيل كتعويض"، وفقا لجوزانسكي وشافيت.
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، ولا تزال دول مجلس التعاون الخليجي تحمل مخاوف مما تقول إنها طموحات إيرانية توسعية في الشرق الأوسط، على الرغم من تحسين علاقات إيران مع جوارها العربي مؤخرا.
فبوجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية؛ ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في المنطقة.
اقرأ أيضاً
رئيس إيران: تطبيع إسرائيل العلاقات مع دول الخليج مآله الفشل
دورة وقود نووي
و"الاتفاق مع الولايات المتحدة يشكل مصلحة سعودية مركزية، رغم أن المملكة لن تكتفي بالتزام أمريكي بأمنها مقابل التطبيع مع إسرائيل"، كما أردف جوزانسكي وشافيت.
وزادا بأن "الرياض ربما لن تتنازل عن مطالبها الأخرى، وفي مقدمتها موافقة الإدارة الأمريكية على ترقية قدراتها النووية، وخاصة تشغيل دورة وقود نووي كاملة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم على أراضيها، رغم أنه من الصعب أن توافق الإدارة الأمريكية وإسرائيل على ذلك".
وإسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، إذ تمتلك ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية.
واعتبر جوزانسكي وشافيت أن "هذا الطلب السعودي يضع إسرائيل، مع اهتمامها الواضح بالتطبيع مع السعودية، أمام معضلة كبيرة".
وتابعا أنه "في حين يمكن لإسرائيل قبول اتفاق دفاعي بين الرياض وواشنطن، يجب عليها أن تعرب عن معارضتها لأي تنازلات أمريكية بشأن المسائل النووية".
وعللا ذلك بأن "دورة الوقود المستقلة ستسمح للسعودية بتراكم القدرات والمعرفة والمواد النووية، ويمكن أن تسرع سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط".
وكثيرا ما اتهمت الرياض وتل أبيب وواشنطن طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية الأسبوع الماضي، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا، فستمتلكه بلاده أيضا.
اقرأ أيضاً
تايم: 3 أسباب تجعل اتفاقية الدفاع السعودية الأمريكية فكرة مرعبة.. وعلى بايدن التريث
المصدر | يوئيل جوزانسكي وإلداد شافيت/ معهد دراسات الأمن القومي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية تطبيع إسرائيل اتفاقية دفاع برنامج نووي الولایات المتحدة الشرق الأوسط بما فی
إقرأ أيضاً:
البنتاغون تعلن زيادة عدد القوات الأمريكية في سوريا.. لماذا قد يثير ذلك قلق العراق؟
(CNN)-- ارتفع عدد القوات الأمريكية في سوريا بانتظام إلى أعلى مما كشفت عنه وزارة الدفاع (البنتاغون) علنًا منذ عام 2020 على الأقل، وفي الأشهر الأخيرة زاد إلى أكثر من ضعف قرابة 900 جندي، قالت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إنهم في سوريا، وفقًا لما قاله العديد من مسؤولي الدفاع المطلعين على الأمر لشبكة CNN.
وقالت "البنتاغون" الأسبوع الماضي إن القوات الإضافية التي تزيد عن 900 "مؤقتة". ولكن يوم الاثنين، أقر المتحدث باسم الوزارة، باتريك رايدر، بأن أعداد القوات في سوريا "بشكل عام زادت بمرور الوقت مع زيادة التهديد للقوات الأساسية".
وكشف رايدر للمرة الأولى، الخميس، أن عدد القوات الموجودة حاليًا في سوريا يبلغ حوالي 2000، "أعلى بكثير مما كنا نطلع عليه" في الأشهر والسنوات الأخيرة.
وقال مسؤولان لشبكة CNN إن مدير الخطط والعمليات والتدريب في الجيش الأمريكي وزع الرقم الحقيقي داخليًا في وقت سابق من هذا الشهر، وليس من الواضح متى وصلت أعداد القوات بالضبط إلى ذروتها الحالية، لكن الولايات المتحدة زادت من الأصول والأفراد الإضافيين إلى الشرق الأوسط، عقب هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل.
وأصدرت "البنتاغون" بيانًا جديدًا، الاثنين، لمحاولة توضيح التناقض حول عدد القوات في سوريا.
وأوضح البيان أنه "بالإضافة إلى ما يقرب من 900 جندي أساسي، هناك أيضًا ما يقرب من 1100 فرد عسكري أمريكي في سوريا ينتشرون لفترات أقصر كمساعدين مؤقتين لدعم حماية القوة أو النقل أو الصيانة أو غيرها من المتطلبات التشغيلية الناشئة".