لا شك أن الفشل يلقن الدروس، وأن ساحات المعارك تشكل دوماً ساحة لاستخلاص العبر من قبل الدول المتحاربة.

 فبعد مرور أكثر من عام على فشلها في تحقيق تحقيق نصر خاطف على الأراضي الأوكرانية، تكيف الجيش الروسي بشكل مطرد في ساحة المعركة ، وتحول إلى اعتماد استراتيجية إنهاك كييف والغرب الداعم لها على السواء.

 ففي الأيام الأولى للحرب، صدم الأداء الضعيف للقوات الروسية الكثيرين في الغرب.

لكن روسيا تعلمت منذ ذلك الحين من أخطائها، فتكيفت على نحو قد يجعل من الصعب على أوكرانيا طرد القوات الروسية من أراضيها.

وفي السياق، قال الجنرال جيمس هيكر، القائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في أوروبا، "لقد رأينا عددًا لا بأس به من المجالات التي تكيفوا فيها، وبالطبع نحن نولي اهتمامًا وثيقًا لذلك"، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

كما أوضح أن الطائرات الحربية الروسية كانت تحلق في البداية على سبيل المثال بين براثن الدفاعات الجوية الأوكرانية، ما كبدها خسائر فادحة وصلت إلى إسقاط أكثر من 75 طائرة أما الآن فأضحت تلك الطائرات تحلق على ارتفاع منخفض وللحظات سريعة جدًا ثم تعود أدراجها، على الرغم من أن هذا التكتيك أعاق بشكل خطير دقة مهام القصف الروسية، وفق هيكر. تغيير في القتال إلى ذلك، أضاف الروس قدرات توجيهية إلى القنابل القديمة التي كانوا يطلقونها من الطائرات.

فيما راحت أوكرانيا تكافح لاكتشافها وإسقاطها بطائراتها التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

أما بعدما بدأ الأوكرانيون باستخدام قنابل JDAM طويلة المدى الموجهة بالأقمار الصناعية، نقل الروس مراكز قيادتهم إلى مسافات أبعد. أسنان التنين أسنان التنين وقد أجبرت تلك الضربات الروس على الحفاظ على استخدام المدفعية، وتوسيع خطوط الإمداد بالفعل، وزيادة الدقة في استهدافاتهم.

كذلك، على عكس ما فعلته في بداية الحرب، من نشرت طوابير غير محمية من المدرعات الروسية، فضلا عن ارسال وحدات عسكرية تعاني من نقص في العدد والتجهيز إلى جبهات القتال، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الروس، عززت موسكو حالياً حماية جنودها. خنادق وألغام واعتمدت خطة بناء خنادق عميقة شديدة التحصين.

كما بدأت تخفي دباباتها وناقلات الجند المدرعة بين الأشجار وتحت شبكات التمويه. كذلك، عمدت إلى القيام بطلعات جوية خاطفة لقصف المواقع الأوكرانية قبل الانسحاب بسرعة من أي مركز.

وقد أكد أولكسندر سولونكو، وهو جندي في كتيبة استطلاع جوية أوكرانية بالقرب من روبوتين جنوبا البلاد: "أن الفرق هائل" بين التكتيكات الروسية الحالية والسابقة.

 كما أضاف قائلا:" لقد رشوا الحقول بالألغام ونصبوا كل أنواع الفخاخ" وفي الجنوب، زاد الروس من استخدام الطائرات بدون طيار والقنابل الموجهة لصد الهجوم الأوكراني.

فقد أوضح يوري بيريزا، قائد فوج دنيبرو-1 الذي يقاتل حول كريمينا في الشرق، إنه شهد زيادة ملحوظة في استخدام الروس للدرون. وقال "عندما بدأنا القتال قبل عام ونصف، كانت موسكو تلقي بعناصرها في المعارك وتخسرو الآلاف.. أما الآن فتحاول اللحاق بنا من الناحية التكنولوجية"، مضيفا "يتعلمون بسرعة."

وأكد العديد من المسؤولين الأوكران أن الروس اشتروا آلاف الطائرات بدون طيار الرخيصة التي تنتجها الشركة المصنعة DJI من السوق الصينية. كما قامت روسيا أيضًا بتسريع إنتاج الدرون من طراز Geran-3 بالتعاون مع إيران.

إطارات على أجنحة الطائرات أما بعد أن بدأ الأوكرانيون في استخدام الدرون لضرب الطائرات المقاتلة في العمق الروسي، راح الروس يوزعون طائراتهم على المزيد من المطارات. كما بدأوا في وضع الإطارات على أجنحة الطائرات وجسم قاذفات القنابل في بعض القواعد.

وقد تم توثيق هذه الممارسة، التي لم تتضح بعد فائدتها بالنسبة لبعض الخبراء الغربيين، في صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز والتي أظهرت الإطارات مكدسة على قاذفات تو-95 في قاعدة إنجلز الجوية بالقرب من ساراتوف، جنوب غرب روسيا. كل تلك التغييرات تعلمتها روسيا بالفعل بعد أكثر من سنة ونصف على الحرب التي خسرت فيها أكثر من 250 ألف مقاتل بحسب بعض التقارير الغربية

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان

ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الجمعة أن وزارة الخارجية الروسية أكدت أن قرار رفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية "اتخذ على أعلى مستوى". وأوضح الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، زامير كابولوف، أن هذا القرار يجب أن يتبعه إجراءات قانونية متنوعة.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو/تموز الماضي إلى أن روسيا تعتبر حركة طالبان حليفا لها في مكافحة الإرهاب. ودعت روسيا الدول الغربية إلى رفع العقوبات المفروضة على أفغانستان.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة تحمّل الغرب مسؤولية إعادة إعمار أفغانستان بعد الصراع، مشددا على ضرورة إعادة الأصول المصادرة إلى كابول.

وتعززت العلاقات بين روسيا وحركة طالبان منذ سيطرتها على السلطة في أغسطس/آب 2021، عقب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وتحركت موسكو تدريجيا نحو إزالة تصنيف الحركة كـ"منظمة إرهابية"، على الرغم من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على طالبان منذ أكثر من عشرين عاما.

وقال لافروف: "نحث الدول الغربية على الاعتراف بمسؤوليتها تجاه إعادة إعمار أفغانستان بعد انتهاء الصراع، ورفع العقوبات المفروضة عليها، وإعادة الأصول المصادرة إلى كابول".

وشدد لافروف على أن روسيا لن تقبل أي وجود عسكري لدول أخرى في أفغانستان أو إقامة قواعد عسكرية جديدة في الدول المجاورة لها. كما أكد على أهمية الحكومة الأفغانية الحالية في مكافحة إنتاج المخدرات ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وطالب لافروف بزيادة المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، وأكد أن روسيا ستواصل تقديم الدعم الغذائي والمواد الأساسية إلى أفغانستان.

وفي ختام تصريحاته، دعا لافروف الولايات المتحدة إلى إعادة الأصول الأفغانية المصادرة، محملا الغرب مسؤولية إعادة إعمار البلاد بعد الصراع.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي  خلال المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي استضافته موسكو، والذي حضره مبعوثون من حركة طالبان ودول مجاورة.

وفي هذا السياق، أعرب رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف عن رغبته في تعزيز "التعاون المثمر للطرفين" مع الأجهزة الأمنية الأفغانية. وكان وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي قد شارك في هذه المحادثات في موسكو.

وتأتي هذه التحركات في إطار تاريخ معقد بين روسيا وأفغانستان، حيث خاض الاتحاد السوفيتي حربا طويلة ضد المقاومة الأفغانية في ثمانينيات القرن الماضي. وساهمت تلك الحرب، المعروفة بحرب المجاهدين، في انهيار الاتحاد السوفيتي، وتعتبر حركة طالبان اليوم إحدى القوى التي كانت تشكل جزءا من تلك المقاومة.

مقالات مشابهة

  • شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (5)
  • سفير روسيا في واشنطن: أسلحة الغرب لأوكرانيا "لا قيمة لها"
  • أوكرانيا: تسجيل 159 اشتباكا على الخطوط الأمامية مع القوات الروسية
  • القوات الروسية تقضي على 80 عسكريا أوكرانيا وتدمر 17 آلية في مقاطعة "سومي"
  • روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان
  • البنتاغون يعلق على مشاركته في إسقاط الصواريخ الروسية فوق أوكرانيا
  • رئيس الناتو الجديد يؤيد دعوة أوكرانيا لشن ضربات عميقة على الأراضي الروسية
  • روسيا تحذّر من خطر اندلاع حرب مع أميركا
  • وزارة الطوارئ الروسية تعيد من بيروت 60 مواطنا روسيا
  • وزارة الطوارئ الروسية تبدأ إجلاء المواطنين الروس من لبنان