أكد تحليل نشره المركز العربي في واشنطن، أن ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، وتحت ذريعة دفع المرتبات تريد التمتع بإيرادات الدولة عبر الحصول على عائدات النفط.

وقال التحليل، إن الحوثيين يطالبون تحت ذريعة دفع رواتب القطاعين المدني والعسكري، بحصة كبيرة من عائدات النفط. عقب شن هجمات على الموانئ النفطية في المكلا وشبوة وإيقاف التصدير، موضحا أن إيقاف تصدير النفط، وحظر الحوثيين أسطوانات الغاز المنتجة محليًا القادمة من مأرب هدفه الرئيس إضعاف الموارد المالية للحكومة اليمينة، وتقويض مصادر إيراداتها.

 

وأشار إلى أن الحوثيين يريدون التمتع بإيرادات الدولة والحصول على عائدات النفط، كأحد الأهداف الاقتصادية المركزية للجماعة، وقد حاولت الجماعة مرارًا وتكرارًا دون جدوى الاستيلاء على محافظة مأرب الغنية بالنفط.

التحليل، الذي أعدته الباحثة في المركز العربي في واشنطن، أفراح ناصر، تحت عنوان "اقتصاد الحرب في اليمن: عامل رئيسي في الصراع المستمر"، قال: "وفرت عقود من المظالم والصراعات الاقتصادية التي لم تتم معالجتها أرضية خصبة لظهور اقتصاد حرب ديناميكي في اليمن، يتميز بشبكات معقدة من الجهات الفاعلة التي تتنافس جميعها على القوة الاقتصادية والسيطرة"، موضحاً أن اقتصاد الحرب في اليمن يدور بشكل أساسي حول تخصيص الموارد والتنظيم والتعبئة بهدف رئيسي هو استمرار القتال. 

ونوهت الباحثة أفراح ناصر إلى أن التربح من الحرب واستغلال أبعادها المختلفة أدى إلى إطالة أمد الصراع وإعاقة تحقيق السلام الدائم والاستقرار الدائم. بالإضافة إلى ذلك، أدى التأثير البعيد المدى لاقتصاد الحرب إلى تغيير مشهد البلاد وبنيتها الاجتماعية والاقتصادية بطرق معقدة.

وأوضحت أن الخلاف بين الأطراف المتحاربة، حول الضرائب والرسوم الجمركية، أدى إلى خلق نظام ضريبي منقسم في البلاد، حيث يفرض كل طرف نظامه الضريبي الخاص. والتعريفات والرسوم الجمركية الخاص به، موضحة أن الحكومة تفرض رسوما جمركية عند وصول أي بضائع إلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها. وبعد ذلك، عندما يتنقل التجار عبر المعابر الداخلية لتسليم تلك البضائع إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يتم فرض رسوم جمركية إضافية عليهم، حيث يدعي الحوثيون أنهم السلطة الحكومية الشرعية في الشمال.

وأكد التحليل أن الحوثيين ضاعفوا من تضييقهم على التجار عند قيامهم باستيراد المواد إلى المناطق التي عبر الموانئ أو المعابر البرية بضريبة بنسبة 100 بالمائة. وتستنزف هذه التعريفات المزدوجة القوة الاقتصادية للتجار وتزيد أسعار السلع بشكل كبير. 

وأشار إلى أن خطوة الحوثيين تهدف إلى تعزيز القوة الاقتصادية للجماعة، وقد بدأت بالفعل في جني الأرباح، حيث جمعت ما لا يقل عن 1.8 مليار دولار من الضرائب وإيرادات الدولة في عام 2019 وحده.

ونبه التحليل إلى ما تتعرض له المساعدات الإنسانية من انتهاكات لتحقيق المنفعة الاقتصادية، خصوصا بعد أن كشفت تقارير المنظمات الدولية المختلفة، بما فيها الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان، عن نمط من التدخل في توزيع المساعدات الإنسانية في اليمن. 

وأشارت الباحثة إلى أن تباين المساعدات الإنسانية والقيود والعرقلة هي بعض الاستراتيجيات الاقتصادية التي استخدمتها الأطراف المتحاربة لتعزيز نفوذها. وفي عام 2020، تورطت ميليشيات الحوثي في ممارسات غسيل الأموال والفساد، مما كان له عواقب سلبية على قدرة الناس على الوصول إلى الإمدادات الغذائية الكافية. بالإضافة إلى ذلك، تورط الحوثيون في استغلال المساعدات الإنسانية، واعترف برنامج الأغذية العالمي بتباين مساعدات الجماعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ثم تشق هذه المساعدات المحولة طريقها إلى المجهود الحربي للحوثيين.

ولفت التحليل إلى أن الموارد المالية للمواطنين العاديين ذهبت نحو ملء جيوب الأطراف المتحاربة. تعد الرسوم الجمركية المرتفعة والارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية جزءًا من "الاقتصاد الاستخراجي" الذي تمارسه الفصائل المتحاربة على السكان بشكل عام. وبما أن الآلاف من موظفي الخدمة المدنية واجهوا صعوبات في تلقي رواتبهم لسنوات، فقد كانوا يعيشون على مدخراتهم التي اكتسبوها بشق الأنفس، والتي من المحتمل أن تكون قد استنفدت تمامًا في كثير من الحالات. 

وقالت الباحثة: "من شبه المؤكد أن غالبية الناس في اليمن أنفقوا كل مدخراتهم، باعتبار أن اليمن من أفقر دول العالم. تم الاستيلاء على أموالهم من قبل أمراء الحرب الجشعين الذين يمتلكون السلاح والسلطة. إن الاستخراج الممنهج لثروات الشعب واستنزافها، أو بالأحرى نقل الثروة من المواطن إلى النخبة السياسية والعسكرية، هو أحد المظاهر الرئيسية لاقتصاد الحرب، وأدى إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء".

وأوضح تحليل المركز العربي في واشنطن، أن التأثير المهم لاقتصاد الحرب على مستقبل اليمن هو إطالة أمد الصراع. ولا توفر المكاسب الاقتصادية التي تواصل الأطراف المتحاربة تحقيقها خلال الحرب حافزًا يذكر لإنهاء الصراع، كما يتضح من حقيقة أن الهدنة التي انتهت في أكتوبر 2022 ولم يتم تجديدها بعد، مشيراً إلى أن هذا السيناريو المحبط للهمم، تصبح آفاق مستقبل اليمن قاتمة بسبب الصراع المستمر.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الأطراف المتحاربة فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

المرتزقة وتحالف العدوان دمروا كل شيء في اليمن، حفاظا عليه من الحوثيين

الشيخ وضاح بن مسعود

في واحدة من أكثر المفارقات الساخرة في التاريخ الحديث، يدّعي تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا وإسرائيل وبدعم ومشاركة سعودية إماراتية أنه جاء لـ “إنقاذ” اليمن من الحوثيين، بينما الواقع يشهد أن هذا التحالف دمّر كل شيء في البلاد، من البنية التحتية إلى الإنسان نفسه، تحت ذريعة الحفاظ على اليمن!

الدمار باسم الحماية!

منذ مارس 2015، شنت قوات التحالف مئات الآلاف من الغارات الجوية على اليمن، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم نساء وأطفال لم تفرق الطائرات بين مدرسة ومستشفى وأسواق عامة، بل استهدفت كل شيء حي، بحجة أن الحوثيين قد “يستغلون” هذه المرافق! وهكذا، دمّروا اليمن لـ”إنقاذه”!

المدارس التي قُصفت؟ دمروها كي لا “يُستخدمها الحوثيون”

المستشفيات التي أُبيدت؟ دمروها لـ”حماية الشعب” من الميليشيات!

الجسور والطرقات التي سُوّيت بالأرض؟ دمروها لمنع الحوثيين من التحرك!

حتى المزارع ومصادر المياه لم تسلم، لأن الحوثيين قد “يشربون منها”!

اما خلال العدوان الأمريكي الصهيوني المباشر على اليمن نلاحظ انه عقب كل جريمة ترتكبها الغارات العدوانية الأمريكية على الموانئ والأحياء السكنية ومنازل المواطنين والأسواق العامة والمرافق الصحية والخدمية ويسقط على اثرها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين يتسابق العملاء والأبواق الناعقة المشردين في فنادق المنفى للتبرير وخلق الأكاذيب وتضليل الرأي العام عن حقيقة الإجرام والمجازر التي ترتكبها أمريكا بحق الشعب اليمني متجردين من كل معاني الإنسانية والأخلاقية.

وبعد كل هذا الدمار، يصرخون: “نحن هنا لإنقاذ اليمن!”قادمون يا صنعاء

باعوا السيادة للغزاة بحجة الحفاظ على الاستقلال!

الأكثر سخرية هو أن من يدعون “الشرعية” سلموا اليمن لقوات الاحتلال الأجنبي، بدعوى الحفاظ على استقلاله! فالقواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية والإماراتية انتشرت في عدن وسقطرى والمهرة، وباتت السيادة اليمنية مجرد وهم

الاحتلال السعودي-الإماراتي للجنوب ليس تحريراً، بل استبدالاً لسلطة محلية باحتلال أجنبي فبدلاً من أن يحاربوا من أجل يمن موحد مستقل ذات سيادة فضّلوا تسليم الأرض للغزاة، مقابل حفنة دولارات ومناصب وهمية يتحكم بهم أصغر ضابط أمريكي او سعودي

سلموا الأرض للاحتلال لـ”تحريرها” من أبنائها!

أي عقل يقبل أن يكون التحرير بتسليم الأرض للمحتل؟ أي منطق يجعل من القوات الأجنبية “منقذة” بينما هي تحتل الأرض وتنهب ثرواتها؟ لقد حوّلوا الجنوب إلى ساحة للصراع بين مرتزقة الإمارات والسعودية، وأشعلوا حروباً بين اليمنيين أنفسهم، كل ذلك تحت شعار “مواجهة الحوثيين”!

مرتزقة اليمن أسوأ عملاء التاريخ

لم يشهد التاريخ الحديث عمالة أكثر وقاحة من أولئك الذين باعوا بلادهم للأجنبي ثم زعموا أنهم “منقذون” لم يكتفوا بتدمير اليمن، بل أضافوا إهانة جديدة عندما قدموا أنفسهم كأبطال، بينما هم مجرد أدوات في يد أسيادهم

اليمن سيبقى، وسيتجاوز هذه المرحلة الدموية، لكن تاريخ العمالة سيلاحق كل من خان وباع شعبه ووطنه بأسم “الإنقاذ” فالشعوب لا تنسى، والتاريخ لا يرحم.

مقالات مشابهة

  • غارات أمريكية على سفينة إسرائيلية مُحتجزة لدى الحوثيين في اليمن
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • لبنان مشارك في وداع البابا...عون:سيظل منارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسته
  • سفراء يشيدون بالرؤية الإنسانية لرئيس الدولة
  • المرتزقة وتحالف العدوان دمروا كل شيء في اليمن، حفاظا عليه من الحوثيين
  • تحليل غربي: لماذا يجب على واشنطن الحفاظ على وحدة اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • تحليل: الحوثيون يستغلون الضربات الأمريكية لتعزيز الدعاية والتجنيد
  • ميديابارت: المساعدات الإنسانية لغزة.. ألف عقبة إسرائيلية
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • الأمم المتحدة تشدد على استقلالية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة