مختصون: العراق أمام فرصة لتنويع اتجاهات تصدير النفط
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
رجَّح مختصون في شؤون الطاقة والاقتصاد أن يشغل العراق مساحة واسعة في أسواق النفط العالميَّة، لاسيما الأوروبية منها، ذلك نتيجة تراجع الإمدادات الروسية إلى "القارة العجوز" مبينين أهمية البترول الجيوسياسية والاقتصادية على حد سواء، إذ يمارس النفط تأثيراً ودوراً ستراتيجياً كبيراً في الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري للدول المصدرة والمستوردة، مؤكدين إمكانية أن تستمر أسعار الذهب الأسود بالارتفاع خلال الفترات المقبلة نتيجة تراجع الإمدادات وإقبال فصل الشتاء.
وتعزيزاً للتوقعات التي أبداها العديد من المختصين بشأن تواصل ارتفاع أسعار البترول خلال الفترات المقبلة، يرى بنك (JPMorgan) العالمي أنَّ أسعار النفط المرتفعة حالياً لديها القابلية لمزيد من الزيادة في الفترة المقبلة، وأنَّ خام برنت قد يرتفع وصولاً إلى 150 دولاراً للبرميل.
وسط ذلك، أوضحت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية زينب الموسوي، أنَّ توجيه الاستثمار الأجنبي المباشر نحو القطاع النفطي يؤدي بالنتيجة إلى زيادة الموارد المالية وتعزيز الإيرادات العامة للدولة مما ينعكس إيجاباً على عملية التنمية الاقتصادية.
وقالت الموسوي في بيان صحفي اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إنَّ "زيارة الـسـودانـي الأخيرة إلى نيويورك تخللتها لقاءات مهمة وإيجابية جداً مع رؤساء دول عدة ومنها دول كبيرة في مجال النفط والغاز، نجم عنها دعوتهم للاستثمار في القطاع النفطي، إذ أبدوا رغبة عالية، الأمر الذي يؤشر لتقدم ملحوظ تسجله الحكومة العراقية".
وأضافت الموسوي أنَّ "فرضية البحث تنطلق من الاستثمار الأجنبي الموجه نحو القطاعات الاقتصادية المهمة، إذ يؤدي ذلك إلى تطور تلك القطاعات، وأنَّ توجيه الاستثمار الأجنبي المباشر نحو القطاع النفطي يؤدي بالنتيجة إلى زيادة الموارد المالية وتعزيز الإيرادات العامة للدولة مما ينعكس إيجاباً على عملية التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار في العراق".
وكان المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، أكد أنَّ معدل سعر النفط المقبول الذي أشار إليه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ما بين 85- 95 دولاراً، من شأنه تقليل العجز المالي وتحقيق توازن وضمانات كافية للإنفاق على مشاريع التنمية والإعمار، مشيراً إلى أنها رؤية العراق لإحلال التوازن والاستقرار في الاقتصاد العالمي.
وأوضح صالح أنَّ "معدل سعر برميل النفط الذي يزيد بنحو 15 إلى 20 دولاراً عن الموجود في الموازنة العامة سيقلل من العجز المالي المخطط".
بدوره، يقول الباحث والأكاديمي الدكتور عبد الكريم العيساوي، إنَّ للنفط العراقي دوراً كبيراً ومهماً في السوق العالمية، فلم يعد النفط تلك المادة التي تسوق مثل باقي المواد الأخرى أو مورداً مالياً واقتصادياً فحسب، وإنما أصبح البترول يمارس تأثيراً ودوراً ستراتيجياً كبيراً في الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري للدول المصدرة والمستوردة سواء في وقت السلم أو الحرب، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنَّ معظم الصادرات النفطية العراقية تتجه إلى ثلاث أسواق هي الآسيوية والأوروبية والأميركية وبنسبة 64 بالمئة، 27 بالمئة، 6 بالمئة على التوالي للعام 2021.
وأوضح العيساوي أنَّ "العراق يفضل تصدير نفطه إلى دول آسيا لكي يعظم إيراداته لأنَّ تكاليف التأمين والنقل يتحملها المشتري، وبذلك لا تظهر هذه التكاليف في معادلة تسعير النفط المصدر إلى آسيا هذا من جانب، ومن جانب آخر يتحمل العراق جزءاً من تكاليف التأمين والنقل عندما يصدر إلى الأسواق الأوروبية تصل لنحو 3 دولارات، و3،3 دولارات للبرميل للسوق الأميركية بسبب طول المسافة، فضلاً عن رسوم المرور التي تفرض على ناقلات النفط التي تمر عبر القنوات المائية".
ولفت العيساوي إلى أنَّ "الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية الأميركية الأوروبية المفروضة على موسكو، غيّرتا رسم خريطة التجارة العالمية عموماً والطاقة بشكل خاص لاسيما الروسية منها التي أعادت على إثرها توجيه العديد من الشحنات نحو آسيا عبر المتوسط وقناة السويس".
كما أشار العيساوي إلى أنَّ "الصين والهند الشركاء التقليديون الأساسيون للصادرات النفطية العراقية، إلا أنه وحسب ما تناقلته إحدى الشركات العالمية فإنَّ الصادرات النفطية الروسية المنقولة بحراً إلى الهند والصين قد نمت بشكل كبير جداً منذ مطلع عام 2022، وقد ارتفعت بمستويات قياسية خلال عام واحد من 704 آلاف برميل في اليوم إلى نحو 1258 ألف برميل، وبالتالي فإنَّ الصادرات النفطية العراقية إلى الهند والصين قد شهدت تنافساً حقيقياً مع الصادرات النفطية الروسية، لاسيما بعد تقديم روسيا عروضاً وخصومات لمشتري صادرات نفطها الخام"، لافتاً إلى أنَّ "تلك التكهنات أكدتها الصادرات النفطية العراقية إلى الهند والتي سجلت خلال تشرين الأول 2022 أدنى مستوى لها منذ 20 شهراً وبنسبة انخفاض 6، 9 بالمئة عن العام الماضي الذي سبقه".
من جانبه يقول الباحث الاقتصادي مصطفى الجياشي، إنَّ من الممكن أن يستغل العراق الموقف لصالحه فقد يكون النفط الخام العراقي هو البديل عن النفط الخام الروسي في أوروبا في حال توفرت الظروف الملائمة.
وبين الجياشي أنَّ دول القارة العجوز مقبلة على شتاء بارد، فضلاً عن كونها تعاني من عجز كبير في ميزان الطاقة لديها، ففي عام 2021 بلغ إجمالي إنتاج النفط الخام في أوروبا نحو 527،13 مليون برميل في اليوم، أي أنها استوردت أكثر من 10 ملايين برميل يومياً لكي تسد احتياجاتها، وتعتمد على النفط الخام الروسي لسد 28 بالمئة من هذه الحاجة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الصادرات النفطیة النفطیة العراقیة النفط الخام إلى أن
إقرأ أيضاً:
الراعي يشدد على الدور الرقابي لوزارة النفط ومطابقة الشحنات النفطية المستوردة للمواصفات المعتمدة
الثورة نت/..
أكد رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي، أهمية تعزيز الدور الرقابي لوزارة النفط والمعادن لحماية المواطنين من المشتقات النفطية غير المطابقة للمواصفات المعتمدة.
وشدد رئيس مجلس النواب خلال لقائه اليوم وزير النفط والمعادن الدكتور عبد الله الأمير، بحضور نائب رئيس المجلس عبدالرحمن الجماعي ومستشار المجلس السياسي الأعلى علي القيسي، على أهمية إخضاع المشتقات النفطية المستوردة للفحص والتأكد من مدى مطابقتها للمعايير المعتمدة.
ولفت إلى أهمية مضاعفة جهود الوزارة والمؤسسات التابعة لها لتعزيز استقرار الوضع التمويني للمشتقات النفطية المطابقة للمواصفات والمعايير وتوفير مواد البترول والديزل والغاز المنزلي للمواطنين في أمانة العاصمة والمحافظات.
كما أكد رئيس مجلس النواب، على المسؤولية التي يجب أن تضطلع بها وزارة النفط والمعادن والجهات التابعة لها إزاء الأضرار التي لحقت بالمواطنين من مستخدمي تلك الشحنة وسرعة استكمال الإجراءات اللازمة في إحالة من ثبت تورطهم بتلك الشحنة إلى القضاء.
وأشار إلى أهمية توفير المشتقات النفطية وتعزيز الوضع التمويني للوقود والغاز المنزلي في الأسواق المحلية بصورة دائمة والتحري والفحص والتدقيق قبل دخول الكميات.
وتطرق إلى ما يتعرض له اليمن من استهداف ممنهج بسبب مواقفه الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني، ما يتطلب توحيد كافة الجهود المخلصة وتعزيز الثبات والصمود الوطني في مواجهة المؤامرات التي يتعرض لها اليمن والتصدي لها بكافة الوسائل والسبل الممكنة.
وحث الأخ يحيى علي الراعي، وزارة النفط والمعادن والجهات المختصة على تكثيف الجهود لتوفير المشتقات النفطية ذات الجودة والموصفات العالية .. مؤكداً ضرورة تشكيل لجنة للمتابعة والتحقيق ومحاسبة المتسببين في دخول تلك الشحنات النفطية غير المطابقة للمواصفات والمعايير المعتمدة، وإحالتهم إلى الجهات المختصة وموافاة المجلس بتقرير بنتائج ذلك.
وفي اللقاء استمع رئيس المجلس من وزير النفط والمعادن إلى إيضاح حول الخطوات العملية التي اتخذتها الوزارة والمتضمنة تشكيل لجنة خاصة من عدد من الجهات المعنية ومباشرة عملها في المتابعة وتحريز كمية الشحنة غير المطابقة للمواصفات والمعايير المحددة والتحقيق فيها وإحالة المتسببين إلى النيابة العامة.
ولفت إلى جهود الوزارة والجهات التابعة بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة لضمان تعزيز الوضع التمويني للمشتقات النفطية والغاز المنزلي وبما يلبي احتياجات المواطنين في أمانة العاصمة والمحافظات.
حضر اللقاء أعضاء مجلس النواب، محمد البرعي، ومحمد البكري، ومحمد الرضي، وأحمد شائع، وعمر دغسان، وأمين عام مجلس النواب عبدالله القاسمي والأمين العام المساعد للمجلس عبدالرحمن المنصور وعدد من المسؤولين بالوزارة.