◄ الشعب الفلسطيني يقف صامدًا في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم

◄ تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية تشكِّل تهديدًا بالغًا للسلم العالمي

 

نيويورك- العُمانية

 

أكّدت سلطنة عُمان أمس الأول أنّ الحوار مبدأ ثابت ومنهج قوي في سياستها الخارجية؛ لما له من تأثير فعّال لتحقيق المصالحة والوفاق والسلام بين سائر الأطراف المتنازعة.

جاء ذلك في كلمة سلطنة عُمان في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، حيث ألقاها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية. وقال معاليه إنّ سلطنة عُمان تؤكد على التزامها الراسخ بمُشاركة الأسرة الدولية في سعيها لبلوغ نظام عالمي سِلمي، قوامه العدل والإنصاف واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأضاف معاليه أنّ سلطنة عُمان تدعو المجتمع الدولي إلى التمسك بمنظومة الأمم المتحدة في معالجة النزاعات وتسوية الصراعات، وانتهاج الحوار سبيلًا للتوصل إلى الحلول السِّلمية لها، والتفاوض على بناء عالم تسوده الحياة الكريمة ويعمّه الرخاء والاستقرار والأمن والسلام.

وبيّن معاليه أنه تربطنا بالأمم وحدة المبادئ والأهداف، والتي تتحقق بها غاياتنا وتسمو فضائلنا، وسنبقى- بعون الله- داعمين للحق والقضايا العادلة. وأردف معاليه قائلًا إنّ القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة القضايا التي طال عليها الزمن؛ بل نال منها الظلم لأكثر من سبعين سنة، والشعب الفلسطيني يقف صامدًا في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والحصار والتنكيل، وانتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.

وأفاد معاليه بأنّ التداعيات المحيطة بالأزمة الروسية الأوكرانية والتصعيد الأمني والعسكري لها، فضلا عن الآثار الإنسانية المؤلمة، تشكل تهديدًا بالغًا للسلم العالمي وانسياب سلاسل إمدادات الطاقة والغذاء كما تشكل تحديًا خطيرًا للتعاون الدولي والنظام العالمي القائم على احترام القانون وميثاق الأمم المتحدة. وأكّد معاليه أنّ سلطنة عُمان تدعو إلى الاحتكام إلى الحوار والمفاوضات السلمية على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" واحترام سيادة الدول وسياسة حسن الجوار وإزالة مكامن ومسببات هذه الأزمة.

وأشار معاليه إلى أنّ سلطنة عُمان تعمل على تنفيذ العديد من الخطط والبرامج الهادفة إلى التكيف مع تغيّر المناخ والحد من آثاره، كما تعمل على تحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، وفق استراتيجية الحياد الصفري الكربوني 2050. ولفت معاليه إلى أنّ سلطنة عُمان تتوجه للمشاركة الفعّالة في الدورة المُقبلة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-28) والذي سيُعقد في شهر نوفمبر المُقبل بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأوضح معاليه أنّ رؤية "عُمان 2040" هي بوابة سلطنة عُمان نحو التنمية المستدامة وتجاوز التحدّيات ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية. وبيّن وزير الخارجية أنّ التطوير المتواصل للنظام التعليمي بجميع مستوياته وتحسين مخرجاته هو أمر ضروري لبناء الإنسان وتمكينه في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والنهوض بها. ولفت معاليه إلى أنّ جائحة كوفيد-19 كانت درسًا لجميع الدول لمراجعة آليات التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية وتعزيز قدراتها، ولعل أهم الدروس المستقاة أهمية الاستعداد المبكر في التعامل مع مخاطر ومهددات الصحة العامة، فضلًا عن الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي. وأشار معاليه إلى أنّ سلطنة عُمان نظّمت مؤتمرًا وزاريًّا عالميًّا يهدف إلى وضع الحلول لمقاومة الميكروبات للمضادات وتسريع وتيرة التعاون على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية للحدّ من نمو هذا الخطر على الصحة العامة وعلى المقومات الاقتصادية للدول.

وأكّد معاليه على أنّ سلطنة عُمان تدعو الجميع إلى تشجيع الشراكة في البحث والابتكار والتصنيع للتوصل إلى بدائل وقائية وعلاجية للحدّ من آثار الأوبئة ومنع انتشارها. وقال معالي السيد وزير الخارجية إنّ سلطنة عُمان تسعى بشكل جدّي إلى ترسيخ حقوق الإنسان والالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة من أجل تطوير مجتمعٍ دولي عادل يتبنّى الاحترام المطلق لكرامة الإنسان وحقوقه والقيم الدينية والثقافية للدول.

وأكّد معاليه أنّ سلطنة عُمان ترفض وتستنكر كافة الأعمال التحريضية الداعية إلى العنف والكراهية والتمييز على أساس الدين أو العرق، داعية المجتمع الدولي إلى إيجاد تشريع واضح وصريح يجرّم هذه الأعمال التي تُهدد السلم والاستقرار الاجتماعيين؛ بل تُهدد الأمن الوطني للدول والمجتمعات.

وفي ختام كلمة سلطنة عُمان قال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية: إننا أمام تحدّيات عالمية مُعقدة، أبرزها تصاعد أزمة المناخ وانتشار الأوبئة وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر، إضافة إلى الصراعات السياسية والطائفية؛ داعيًا الأسرة الدولية إلى التمسك بحزم بمبادئ الحق والعدالة وتطبيق قواعد القانون الدولي دون ازدواجية في المعايير، حتى يسود الأمن والاطمئنان بين البشر وتنتشر الثقة بين الدول وتنمو الشراكات بين الشعوب وتزدهر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية التركي يرجح نهجا مختلفا لترامب في ملف دعم المقاتلين الأكراد

أوضح هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي، اليوم الأحد، خلال زيارة إلى دمشق إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يدرك أن دعم تركيا أجدى من دعم المقاتلين الأكراد في سوريا.

أحمد موسى: المطلوب حاليا إسقاط الدولة المصرية بعد انهيار سوريا جمال سلميان: السلطة الحالية في سوريا تواجه تحديات كبرى


وبحسب" سكاي نيوز عربية"، أضاف فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" أنه "عندما ننظر إلى مصالح الولايات المتحدة، عندما نجري عملية حسابية لمعرفة الجهة الأكثر أهمية بين تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، يدرك ترامب فورا المعادلة".
وتابع، فيدان، أن ترامب رأى أنه "لا حاجة لتواجد الولايات المتحدة هنا، لم يستطع أن يفهم سبب وجود (القوات الأميركية) هناك والفائدة من ذلك"، ورجّح أن يغيّر الرئيس الأميركي المنتخب الوضع الراهن.
وتابع قائلا، "أعتقد أن ترامب سيتعامل مع هذه القضية على نحو مختلف في الولاية الجديدة، بإرادة أكثر تصميما وقوة، تعطي الأولوية للمصالح الأميركية فقط.
 

مقالات مشابهة

  • عدن.. وزير الخارجية يلتقي مدير الصحة العالمية الذي يزور اليمن لأول مرة
  • أبو الغيط يستقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي
  • بعدما قال إنها سورية.. هذه خلفية كلام جنبلاط عن مزارع شبعا
  • نائب وزير الخارجية يبحث أوجه التعاون مع الممثل الأممي في العراق
  • ترامب يكشف عن أولوياته بعد التنصيب.. نهاية الحروب وتغييرات جذرية في السياسة الداخلية
  • نائب وزير الخارجية يستقبل الممثل الأممي في العراق
  • وزير الخارجية التركي يرجح نهجا مختلفا لترامب في ملف دعم المقاتلين الأكراد
  • وزير الخارجية: موقف مصر ثابت وداعم لسيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا
  • “تنتهك مبدأ الصين الواحدة”.. الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية
  • وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي