يرفضون فردوس أذربيجان.. نزوح جماعي للأرمن من ناغورنو قرة باخ
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
ينزح الأرمن في ناغورنو قرة باخ، جماعياً بالسيارات أمس الأحد نحو أرمينيا، بعد أن هزمت أذربيجان الانفصاليين في صراع من الحقبة السوفيتية.
وقالت حكومة أرمينيا في ساعة متأخرة من مساء أمس إن "1050 شخصاً عبروا إلى البلاد من ناغورنو قرة باخ".وقالت قيادة الإقليم الانفصالي في وقت سابق، إن الأرمن في قرة باخ والذين يبلغ عددهم 120 ألفاً، سيغادرون إلى أرمينيا لأنهم لا يريدون العيش تحت سيادة أذربيجان ويخشون التطهير العرقي.
Nagorno-Karabakh's Armenians start to leave en masse for Armenia - Reuters https://t.co/q74Hfvnpn
— Not Exclusive (@NotExclusiveNow) September 25, 2023وقال مراسل رويترز في عاصمة الإقليم، ستيباناكيرت، إن "الذين معهم الوقود اتجهوا بسياراتهم عبر ممر لاتشين نحو الحدود مع أرمينيا"، وأظهرت صوراً عشرات السيارات تخرج من العاصمة ليلاً نحو الممر الجبلي.
واضطر الأرمن في قرة باخ، وهي منطقة معترف بها دولياً جزءاً من أذربيجان لكنها كانت خارج سيطرة باكو في السابق، إلى إعلان وقف إطلاق النار في 20 سبتمبر (أيلول) الجاري، بعد عملية عسكرية خاطفة لجيش أذربيجان الأكثر عدداً وقوة خلال 24 ساعة. وتقول أذربيجان إنها ستضمن حقوق الأرمن وتدمج المنطقة في باقي البلاد، لكن الأرمن يقولون إنهم يخشون القمع.
وقال دافيد بابايان، مستشار رئيس جمهورية أرتساخ التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد: "شعبنا لا يريد العيش جزءاً من أذربيجان، 99.9% يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية"، وتابع "مصير شعبنا المسكين سيسطره التاريخ عاراً ووصمة على جبين الأرمن، والعالم المتحضر بأسره. المسؤولون عن مصيرنا سيحاسبون يوماً، أمام الله على خطاياهم".
وقال قادة الأرمن في قرة باخ في بيان، إن قوات حفظ السلام الروسية سترافق الذين شردتهم عملية أذربيجان العسكرية ويريدون المغادرة إلى أرمينيا.
ورأى مراسلو رويترز قرب قرية كورنيدزور على حدود أرمينيا سيارات مكتظة بالركاب تعبر إلى أرمينيا. ولم يتضح بعد متى سيتحرك الجزء الأكبر من الأرمن إلى أرمينيا.
حماية الأرمنويواجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان، دعوات للاستقالة لفشله في إنقاذ قرة باخ. وقال في كلمة إلى مواطنيه أمس الأحد، إن "بعض المساعدات وصلت لكن يبدو أن النزوح الجماعي أمر لا مفر منه"، وأضاف "يظل أرمن ناغورنو قرة باخ عرضة للتطهير العرقي، الإمدادات الإنسانية وصلت إلى ناغورنو قرة باخ في الأيام القليلة الماضية لكن هذا لا يغير الوضع".
#أرمينيا تُحبط محاولة للاستيلاء على السلطة https://t.co/04IyfErLEU
— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2023وتابع "إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناغورنو قرة باخ في منازلهم، والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي، فالاحتمال يزيد بطرد الأرمن في ناغورنو قرة باخ من أرضهم باعتبار هذا السبيل الوحيد للخلاص". ونقلت عنه وكالة تاس الروسية للأنباء "حكومتنا سترحب بكل ود بإخواننا وأخواتنا من ناغورنو قرة باغ".
وقد يؤدي نزوح جماعي إلى تغيير توازن القوى الدقيق في منطقة جنوب القوقاز، التي يسكنها مزيج من العرقيات وتمر بها خطوط أنابيب للنفط وللغاز، وتتصارع روسيا، والولايات المتحدة، وتركيا، وإيران على النفوذ فيها.
ويبدو أن نصر أذربيجان في الأسبوع الماضي، وضع نهاية حاسمة لواحد من "الصراعات المجمدة" التي دامت عقوداً بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وقال الرئيس إلهام علييف إن قبضته الحديدية، جعلت فكرة وجود منطقة مستقلة لعرقية الأرمن في قرة باخ من الماضي، وأن المنطقة ستتحول إلى فردوس في أذربيجان.
وتقول أرمينيا إن أكثر من 200 قُتلوا، وأصيب 400 آخرون في عملية أذربيجان العسكرية.
حرب قرة باخ الأولىوتوجد منطقة ناغورنو قرة باخ، التي يطلق عليها الأرمن أرتساخ، في منطقة سيطر عليها على مدى قرون الفرس، والأتراك، والروس، والسوفييت. وطالبت أذربيجان وأرمينيا بالسيادة عليها بعد سقوط الإمبراطورية الروسية في 1917. وصنفت في العهد السوفييتي منطقة ذات بحكم ذاتي داخل أذربيجان.
ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، تخلص الأرمن من سيطرة أذربيجان الصورية، واستولوا على أراض مجاورة فيما يعرف الآن بحرب قرة باخ الأولى. وقُتل حوالي 30 ألفاً وشرد أكثر من مليون معظمهم من أذربيجان بين 1988 و 1994.
لماذا يستعد 120 ألف أرميني لمغادرة #قره_باغ؟ https://t.co/Gj6Z3D0LpJ
— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2023وبعد مناوشات استمرت عقوداً، انتصرت أذربيجان في عام 2020 بدعم من تركيا في حرب قرة باخ الثانية الحاسمة، التي استمرت 44 يوماً، واستعادت السيطرة على مناطق فيها وفي محيطها. وانتهت الحرب باتفاق سلام بوساطة روسية، ويتهم الأرمن موسكو بالفشل في ضمان تنفيذه.
وقال باشينيان، الذي اتهم روسيا علناً برفض دعم أرمينيا، يوم الجمعة، إنه أعد مكاناً لاستيعاب 40 ألفاً من قرة باخ في أرمينيا، وقالت أذربيجان، وأغلب سكانها من المسلمين، إن الأرمن، المسيحيين، يمكنهم المغادرة إذا أرادوا ذلك.
وقال باشينيان إن بلاده ستراجع تحالفها مع موسكو، وأضاف في خطابه "يبذل بعض شركائنا جهوداً متزايدة لكشف نقاط الضعف الأمنية لدينا، ما يعرض للخطر، ليس أمننا واستقرارنا الخارجي فحسب، وإنما الداخلي أيضاً، بينما ينتهكون جميع قواعد السلوك في العلاقات الدبلوماسية والعلاقات بين الدول، بما في ذلك الالتزامات بموجب المعاهدات".
ويقول المسؤولون الروس إن باشينيان هو المسؤول عن سوء إدارة للأزمة، وذكروا مراراً أن أرمينيا، التي توجد على الحدود مع تركيا، وإيران، وأذربيجان، وجورجيا، لها عدد قليل من الأصدقاء الآخرين في المنطقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أرمينيا أذربيجان قرة باخ إلى أرمینیا
إقرأ أيضاً:
نزوح قسري لـ 90% من سكان مخيم جنين
القدس المحتلة - الوكالات
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ53 على التوالي.
وارتفع عدد النازحين في مخيم جنين إلى 21 ألف مواطن، نتيجة العمليات العسكرية لقوات الاحتلال، أي ما يقارب 90% من سكان المخيم تعرضوا للنزوح القسري.
تستمر قوات الاحتلال في عمليات الحرق والتدمير، حيث أحرقت أمس عددًا من المنازل في مخيم جنين، وتواصل انتشارها في الساحة الرئيسية للمخيم وعدة شوارع في المدينة، وتغلق مدخل مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية.
تواصل دبابات الاحتلال -التي اقتحمت جنين ومخيمها لأول مرة منذ عام 2002- في عمليات التخريب والمداهمة، إلى جانب جرافات وآليات الاحتلال العسكرية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدات جلبون وقباطية ويعبد وقرية بير الباشا، وحولت عددًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية.
العدوان الواسع على جنين أدى لأضرار جسيمة، وفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للمواطنين، وسط نقص حاد في الطعام والاحتياجات الأساسية للأطفال، تزامنا مع تواصل انقطاع المياه والكهرباء.
أدى عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها إلى استشهاد 36 مواطنا، منهم اثنان برصاص أجهزة السلطة، التي تشترك في جرائم الاحتلال وتلاحق المقاومين وتقوم باعتقالهم.
تضررت 512 منزلاً ومنشأة بشكل كامل أو جزئي في مخيم جنين، في حين اعتقلت قوات الاحتلال نحو 202 معتقل، إضافة إلى إخضاع العشرات للتحقيق الميداني.
أمام هذه الجرائم المتصاعدة، فإننا ندعو إلى إسناد أهالي جنين النازحين، والعمل على فك الحصار المفروض على المدينة والمخيم، والتصدي لبطش الاحتلال وحرب الإبادة التي ينفذها ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.