ينزح الأرمن في ناغورنو قرة باخ، جماعياً بالسيارات أمس الأحد نحو أرمينيا، بعد أن هزمت أذربيجان الانفصاليين في صراع من الحقبة السوفيتية.

وقالت حكومة أرمينيا في ساعة متأخرة من مساء أمس إن "1050 شخصاً عبروا إلى البلاد من ناغورنو قرة باخ". 

وقالت قيادة الإقليم الانفصالي في وقت سابق، إن الأرمن في قرة باخ والذين يبلغ عددهم 120 ألفاً، سيغادرون إلى أرمينيا لأنهم لا يريدون العيش تحت سيادة أذربيجان ويخشون التطهير العرقي.

Nagorno-Karabakh's Armenians start to leave en masse for Armenia - Reuters https://t.co/q74Hfvnpn

— Not Exclusive (@NotExclusiveNow) September 25, 2023

وقال مراسل رويترز في عاصمة الإقليم، ستيباناكيرت، إن "الذين معهم الوقود اتجهوا بسياراتهم عبر ممر لاتشين نحو الحدود مع أرمينيا"، وأظهرت صوراً عشرات السيارات تخرج من العاصمة ليلاً نحو الممر الجبلي.

واضطر الأرمن في قرة باخ، وهي منطقة معترف بها دولياً جزءاً من أذربيجان لكنها كانت خارج سيطرة باكو في السابق، إلى إعلان وقف إطلاق النار في 20 سبتمبر (أيلول) الجاري، بعد عملية عسكرية خاطفة لجيش أذربيجان الأكثر عدداً وقوة خلال 24 ساعة. وتقول أذربيجان إنها ستضمن حقوق الأرمن وتدمج المنطقة في باقي البلاد، لكن الأرمن يقولون إنهم يخشون القمع.

وقال دافيد بابايان، مستشار رئيس جمهورية أرتساخ التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد: "شعبنا لا يريد العيش جزءاً من أذربيجان، 99.9% يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية"، وتابع "مصير شعبنا المسكين سيسطره التاريخ عاراً ووصمة على جبين الأرمن، والعالم المتحضر بأسره. المسؤولون عن مصيرنا سيحاسبون يوماً، أمام الله على خطاياهم".

وقال قادة الأرمن في قرة باخ في بيان، إن قوات حفظ السلام الروسية سترافق الذين شردتهم عملية أذربيجان العسكرية ويريدون المغادرة إلى أرمينيا.

ورأى مراسلو رويترز قرب قرية كورنيدزور على حدود أرمينيا سيارات مكتظة بالركاب تعبر إلى أرمينيا. ولم يتضح بعد متى سيتحرك الجزء الأكبر من الأرمن إلى أرمينيا.

حماية الأرمن

ويواجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان، دعوات للاستقالة لفشله في إنقاذ قرة باخ. وقال في كلمة إلى مواطنيه أمس الأحد، إن "بعض المساعدات وصلت لكن يبدو أن النزوح الجماعي أمر لا مفر منه"، وأضاف "يظل أرمن ناغورنو قرة باخ عرضة للتطهير العرقي، الإمدادات الإنسانية وصلت إلى ناغورنو قرة باخ في الأيام القليلة الماضية لكن هذا لا يغير الوضع".

#أرمينيا تُحبط محاولة للاستيلاء على السلطة https://t.co/04IyfErLEU

— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2023

وتابع "إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناغورنو قرة باخ في منازلهم، والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي، فالاحتمال يزيد بطرد الأرمن في ناغورنو قرة باخ من أرضهم باعتبار هذا السبيل الوحيد للخلاص". ونقلت عنه وكالة تاس الروسية للأنباء "حكومتنا سترحب بكل ود بإخواننا وأخواتنا من ناغورنو قرة باغ".

وقد يؤدي نزوح جماعي إلى تغيير توازن القوى الدقيق في منطقة جنوب القوقاز، التي يسكنها مزيج من العرقيات وتمر بها خطوط أنابيب للنفط وللغاز، وتتصارع روسيا، والولايات المتحدة، وتركيا، وإيران على النفوذ فيها.

ويبدو أن نصر أذربيجان في الأسبوع الماضي، وضع نهاية حاسمة لواحد من "الصراعات المجمدة" التي دامت عقوداً بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وقال الرئيس إلهام علييف إن قبضته الحديدية، جعلت فكرة وجود منطقة مستقلة لعرقية الأرمن في قرة باخ من الماضي، وأن المنطقة ستتحول إلى فردوس في أذربيجان.

وتقول أرمينيا إن أكثر من 200 قُتلوا، وأصيب 400 آخرون في عملية أذربيجان العسكرية.

حرب قرة باخ الأولى

وتوجد منطقة ناغورنو قرة باخ، التي يطلق عليها الأرمن أرتساخ، في منطقة سيطر عليها على مدى قرون الفرس، والأتراك، والروس، والسوفييت. وطالبت أذربيجان وأرمينيا بالسيادة عليها بعد سقوط الإمبراطورية الروسية في 1917. وصنفت في العهد السوفييتي منطقة ذات بحكم ذاتي داخل أذربيجان.

ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، تخلص الأرمن من سيطرة أذربيجان الصورية، واستولوا على أراض مجاورة فيما يعرف الآن بحرب قرة باخ الأولى. وقُتل حوالي 30 ألفاً وشرد أكثر من مليون معظمهم من أذربيجان بين 1988 و 1994.

لماذا يستعد 120 ألف أرميني لمغادرة #قره_باغ؟ https://t.co/Gj6Z3D0LpJ

— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2023

وبعد مناوشات استمرت عقوداً، انتصرت أذربيجان في عام 2020 بدعم من تركيا في حرب قرة باخ الثانية الحاسمة، التي استمرت 44 يوماً، واستعادت السيطرة على مناطق فيها وفي محيطها. وانتهت الحرب باتفاق سلام بوساطة روسية، ويتهم الأرمن موسكو بالفشل في ضمان تنفيذه.

وقال باشينيان، الذي اتهم روسيا علناً برفض دعم أرمينيا، يوم الجمعة، إنه أعد مكاناً لاستيعاب 40 ألفاً من قرة باخ في أرمينيا، وقالت أذربيجان، وأغلب سكانها من المسلمين، إن الأرمن، المسيحيين، يمكنهم المغادرة إذا أرادوا ذلك.

وقال باشينيان إن بلاده ستراجع تحالفها مع موسكو، وأضاف في خطابه "يبذل بعض شركائنا جهوداً متزايدة لكشف نقاط الضعف الأمنية لدينا، ما يعرض للخطر، ليس أمننا واستقرارنا الخارجي فحسب، وإنما الداخلي أيضاً، بينما ينتهكون جميع قواعد السلوك في العلاقات الدبلوماسية والعلاقات بين الدول، بما في ذلك الالتزامات بموجب المعاهدات".

ويقول المسؤولون الروس إن باشينيان هو المسؤول عن سوء إدارة للأزمة، وذكروا مراراً أن أرمينيا، التي توجد على الحدود مع تركيا، وإيران، وأذربيجان، وجورجيا، لها عدد قليل من الأصدقاء الآخرين في المنطقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أرمينيا أذربيجان قرة باخ إلى أرمینیا

إقرأ أيضاً:

عدد من أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم يرفضون الإبعاد للخارج

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن 6 أسرى فلسطينيين من محرري "صفقة شاليط" المعاد اعتقالهم وكان من المفترض إطلاق سراحهم اليوم "رفضوا قرار إبعادهم إلى الخارج"، ما دفع تل أبيب لإبقائهم في سجونها والإفراج عن آخرين بدلا منهم.

وأوضحت الإذاعة أن "6 أسرى فلسطينيين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة شاليط (عام 2011) رفضوا الإبعاد إلى الخارج (وفق صفقة التبادل 2025) وسيبقون في السجن، على أن يتم الإفراج عن آخرين بدلا منهم".

ولم تذكر الإذاعة العبرية أسماء الأسرى الستة.

ومن جهتها، أشارت مؤسسات حقوقية فلسطينية بينها مكتب إعلام الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، السبت، إلى أن 97 من الأسرى المقرر الإفراج عنهم من سجون إسرائيل، اليوم، سيبعدون خارج فلسطين، وفق قوائم للأسرى نشرتها.



وفي وقت سابق السبت، أعلن مكتب إعلام الأسري الفلسطينيين قائمة بأسماء 596 فلسطينيا تفرج عنهم إسرائيل السبت بينهم 50 مؤبدا و60 من الأحكام العالية و41 من أسرى "وفاء الأحرار" (صفقة شاليط) 2011 والمعاد اعتقالهم، و445 اعتقلوا من غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أمريكي، ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني من مخيمات الضفة.. والاحتلال الإسرائيلي: لا عودة لكم
  • قتيل في كريفي ريه وسقوط جرحى في كييف بعد موجات هجمات روسية
  • لجنة رئاسية فلسطينية: إسرائيل تصعّد حربها ضد الكنائس في القدس
  • عدد من أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم يرفضون الإبعاد للخارج
  • عين على القمة.. رفض جماعي لتهجير الفلسطينيين
  • طارق الطاير يبحث التعاون البرلماني مع أذربيجان
  • سعود بن صقر يبحث مع وزير اقتصاد أرمينيا تعزيز علاقات التعاون
  • رئاسة طائفة الأرمن ‏البروتستانت تنظم مبادرة أهلية لدعم 100 مشروع صغير بحلب
  • سفير أذربيجان لمركز الحوار: COP29 خطوة نوعية في العمل المناخي بدعم مصري
  • سعود بن صقر يستقبل وزير الاقتصاد في جمهورية أرمينيا