سعي إيراني لعودة العلاقات مع مصر.. ما سر فتور القاهرة؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
القاهرة ـ يرى مراقبون أن ذوبان الجليد في علاقات طهران والقاهرة رهن بإرادة مشتركة للتقارب، في حين توقف مراقبون عند مفارقة سلسلة من التصريحات الإيرانية المتفائلة مقابل تصريحات مصرية شحيحة.
الاختراق في العلاقات كان أحدثه تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعليقا على لقاء بين وزيري خارجية إيران ومصر في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بأن اللقاء "قد يمهد الطريق لاستعادة العلاقات بين البلدين"، مما استدعى التساؤل المتكرر عقب كل لفتة للتقارب: هل تعود العلاقات بين القاهرة وطهران إلى عهدها قبل عقود؟
وفي اللقاء الأخير، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن "تشابك وتعقد أزمات المنطقة بات يلقي بظلال خطيرة على حالة الاستقرار والأوضاع المعيشية لجميع شعوبها دون استثناء، الأمر الذي يقتضي تعاون جميع دول الإقليم من أجل دعم الاستقرار وتحقيق السلام والقضاء على بؤر التوتر"، وفق بيان للخارجية المصرية.
واتفق الوزيران على "استمرار التواصل بينهما لمتابعة الحوار حول مختلف المواضيع التي تهم البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي"، وفق البيان.
وزيرا خارجية مصر و إيران يلتقيان الآن بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة. pic.twitter.com/K5JubWIqSk
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) September 20, 2023
النتائج قبل التصريحاتفي هذا السياق، لا يبدي وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي تفاؤلا بحدوث طفرة كبيرة في علاقات البلدين قريبا، ويذهب إلى مدى أبعد بوصف ما يجري من تطور في هذه العلاقات بأنه مسار من الصعب التكهن بما سيصل إليه.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى العرابي أن استمرار الاتصالات بين الجانبين يستهدف تحديد وجهة هذه العلاقات، موضحا أن هناك ملفات عديدة ينبغي معالجتها عبر المشاورات قبل الحديث عن تطبيع العلاقات.
وعن إمكانية تجاوز التقارب المصري الإيراني المستوى الذي وصلت إليه العلاقات السعودية الإيرانية، شدد العرابي على أن العلاقات المصرية الإيرانية لها محددات ومسارات مختلفة عن العلاقات الإيرانية السعودية.
ونفى المتحدث، وهو أيضا رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية -غير رسمي-، إمكانية تحديد سقف زمني لعودة هذه العلاقات، مشيرا إلى أن الأمر مرتبط بتطورات الأوضاع في سوريا ولبنان واليمن.
وحول التحفظ المصري الرسمي بموازاة التصريحات الإيرانية المتفائلة حول مسار وتطور العلاقات، أكد العرابي أن هذا الموقف ينسجم مع تقاليد الدبلوماسية المصرية التي لا تفضل الحديث عن مثل هذه التطورات المهمة قبل أن تحقق نتائج مؤكدة، فضلا عن أن إيران تبدو معنية بتحقيق تقارب سريع.
تساؤلات أكثربدوره، أبدى السفير الأسبق حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق تحفظا على إمكانية تحديد مدى يمكن أن تصل إليه علاقات البلدين، وألمح إلى وجود ملاحظات عديدة لدى القاهرة على سياسات إيران في عديد الملفات، وهي ملفات "تثير تساؤلات أكثر ما تقدم أجوبة"، وفق تقديره.
وفي حديثه للجزيرة نت، شدد هريدي على أن تحديد المستوى الذي ستصله علاقات البلدين محكوم بتسوية الملاحظات المصرية حول هذه الملفات، المرتبطة بمحددات الأمن القومي المصري، في وقت لم يستبعد أن تشهد هذه العلاقات انفراجة قريبة وسط أجواء إقليمية مشجعة.
واعتبر أن إيران معنية أكثر وبشكل كبير باستعادة العلاقات مع مصر، لذا تخرج الإشارات الإيجابية عادة من طهران، انطلاقا من أنها هي من قطعت العلاقات مع مصر وليس القاهرة.
وقطع البلدان العلاقات الدبلوماسية عام 1980، واستؤنفت من جديد بعد 11 عاما، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب رعاية المصالح.
وفي مايو/أيار الماضي، وجّه الرئيس الإيراني وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر. وفي الشهر ذاته نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن طهران ترحب بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وذلك خلال لقائه بسلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد.
حرص إيرانيويستبعد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في القاهرة عبد الله الأشعل حدوث تطور كبير في العلاقات المصرية الإيرانية خلال المرحلة القادمة، مبررا التباطؤ باستمرار "الفيتو" الأميركي الإسرائيلي على هذا التقارب، بحسب وصفه.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الأشعل إن "قرار تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران ليس قرارا مصريا خالصا، حيث يرتبط بمواقف إقليمية ودولية، لاسيما أن هذا التطبيع يبقى مرتبطا بملفات عديدة من بينها التوصل لتسوية الملف النووي الإيراني باعتباره ملفا مهما، علاوة على خلافات حول ملفات أخرى حالت طويلا دون استئناف علاقات البلدين".
ورغم أن الأشعل يرى أن التطبيع بين مصر وإيران يخدم مصالح الطرفين على الصعيد السياسي والاقتصادي، فإنه يؤكد في الوقت نفسه أن إيران هي الأكثر حرصا على هذا التقارب، في إطار مساعيها لكسر طوق الحصار المفروض عليها، ورغبتها في فتح آفاق جديدة في علاقاتها مع القوى الكبرى التقليدية في المنطقة، بشكل يفشل أي تحركات معادية لها مدعومة من الإقليم في المستقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العلاقات مع مصر علاقات البلدین هذه العلاقات
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية والهجرة يستقبل أعضاء مجلس الأعمال المصري الكندي
استقبل بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الاثنين، وفدا من مجلس الأعمال المصري-الكندي، برئاسة المهندس معتز رسلان، ضمن الاهتمام الذي توليه الوزارة لمجالس الأعمال، ودورها في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والدول المختلفة، والتأكيد على الدور المهم الذي يضطلع به مجلس الأعمال المصري-الكندي، في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
تعزيز العلاقات المصرية - الكنديوأكد «عبد العاطي» الحرص على تعزيز العلاقات المصرية - الكندية، في المجالات كافة، وعلى رأسها الاقتصادي والتجاري، معربا عن استعداد الوزارة لتقديم الدعم اللازم للمجلس، لتعزيز دوره لجذب الاستثمارات الكندية، ودعم الصادرات المصرية لكندا، لاسيما مع الأولوية التي توليها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق الأهداف التنموية.
واستعرض وزير الخارجية، الإصلاحات الواسعة التي اضطلعت بها الحكومة المصرية لتحديث السياسات الاقتصادية والمالية، لجذب الاستثمار الخارجي والإجراءات التي اتخذتها لتحسين مناخ الاستثمار، وتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين، وتطوير بيئة الأعمال في مصر، كما استمع لمقترحات أعضاء المجلس لسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع كندا، وتنشيط التبادل التجاري بين البلدين.
تسهيل حركة التنقل لمواطني مصر وكنداوأشار إلى أن القرار بإلغاء التأشيرات المُسبقة على المواطنين الكنديين، المقرر أن يجري تطبيقه اعتبارا من الأول من ديسمبر المقبل، جاء انطلاقا من الحرص المشترك على تنمية مناحي التعاون كافة، وتسهيل حركة التنقل لمواطني البلدين، بما يسهم في تسهيل حركة رجال الأعمال، وتعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، كما أعرب عن التطلع لعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية خلال المرحلة المقبلة، بما يحقق المنفعة المتبادلة للبلدين.