سواليف:
2025-04-24@23:09:57 GMT

ما يفعله سفراء واشنطن في عمان

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

ما يفعله سفراء واشنطن في عمان

ما يفعله #سفراء #واشنطن في #عمان / #ماهر_أبوطير

تبدأ السفيرة الأميركية الجديدة “يائل لمبرت” نشاطاتها الأردنية بزيارة إلى وزيرة في الحكومة الحالية، وهذه أولى النشاطات، ومن المؤكد أننا سنرى نشاطات ثانية خلال هذه الفترة المقبلة.

السفراء الأميركيون في الأردن يصنعون صورتهم من خلال الوصفة التقليدية في العلاقات العامة، إذ تناول السفير الأميركي السابق في عمان ستيوارت جونز المنسف في بيت شخصية أردنية، وارتدت السفيرة الأميركية السابقة أليس جي ويلز الثوب التراثي المزركش في مناسبة عشاء، فيما تم بث فيديو للسفير الأميركي السابق هنري وستر وهو يقلي الفلافل في إحدى المدن الأردنية، وظهرت السفيرة الأميركية الجديدة يائل لمبرت، وهي تتناول الشاورما في وقت سابق قبل تعيينها الحالي، واصفة الشاورما الأردنية بأفضل شاورما في الشرق الأوسط.

ما بين أفضل شاورما في الشرق الاوسط، وأغرب سياسة في الشرق الاوسط تتمثل بالسياسة الاميركية فإنه يمكن القول ان الأميركيين لديهم قدرات لتقديم أنفسهم إلى المستوى الشعبي على اساس صناعة الصورة الانطباعية، الصورة السينمائية، لكن من الملاحظ هنا ان صناعة الصورة تفترض بساطة شعبية في مجتمع يفيض بالتعقيدات السياسية، وبكونه ايضا من أكثر مجتمعات الشرق الأوسط تعليما، وتعاملا مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهذا يعني ان صناعة الصورة اعتمادا على استثارة الوجدان الشعبي، من خلال رمزيات الطعام واللباس، وربما الدبكة لاحقا، قد لا يبدو مفيدا في بلد مثل الأردن، يتم فيه تقييم السياسات الأميركية بشكل أكثر عمقا مما يظن البعض، وبعيدا عن كل هذه الصناعة التي لم تعد مؤثرة.
ربما من أكثر التساؤلات التي لا يجيب عليها الدبلوماسيون الأميركيون هنا في عمان، لان الاجابات الأعمق متوفرة في واشنطن، تتعلق بغموض العلاقة بين عمان وواشنطن، كون العاصمة الأميركية بكل مؤسساتها من البيت الأبيض إلى الكونغرس مرورا بالبنتاغون يفترضون دورا مركزيا للأردن في المنطقة، لكن حجم التدخل لاطفاء ازمات الجوار وتأثيرها على الأردن يبدو منخفضا ومرتبطا بعوامل اقليمية، مثلما ان حجم المساعدات المالية للأردن الذي تفخر واشنطن بزيادته وفقا لآخر مذكرة، لا يحل مشكلة الأردن بشكل كلي او جزئي، ولا تستعمل واشنطنن نفوذها العالمي للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية في الاردن، بحيث يتم ترك الأردن ضعيفا، وعلى الحافة، ضمن تكييفات معينة يمكن الاجتهاد كثيرا في تأويلها، هذا إضافة إلى المخاوف هنا في عمان من اعادة رسم خرائط المنطقة على حساب الأردن.
ربما من أبرز نقاط ضعف الدبلوماسية الأميركية في الأردن عدم القدرة على شرح المواقف من القضايا المختلفة، على الرغم من المحاولات في هذا الصدد، الا أن هذا الارث السياسي قديم، منذ احتلال فلسطين، وحرب العراق، وغير ذلك من ازمات وصولا الى ملف اوكرانيا وغير ذلك، وفي بعض هذه القضايا المصيرية يستحيل تبني الموقف الأميركي من جانب الأردنيين، لتبدو هنا محاولات الاستثمار في الغرائز عبر مخاطبة المشاعر، من خلال صناعة الصورة، مجرد استثمار ضعيف جدا، أمام حجم الصورة الاجمالي في الرأي العام في الأردن.
السفيرة الاميركية التي زارت وزيرة الاستثمار في الحكومة الحالية أعربت عن تقديرها للقاء وزيرة الاستثمار والتأكيد على دعم السفارة الأميركية بشكل كامل لهدف الحكومة الأردنية لزيادة الاستثمار ولتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل للأردنيين، فيما اشادت الوزيرة بعمق العلاقات الأردنية الأميركية القوية، وما تتسم به من خصوصية تمثل أساساً متيناً لانطلاقة نحو آفاق أوسع في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وبالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن في القطاعات التنموية، خصوصا مع وصول حجم الاستثمارات الأميركية المستفيدة من قانون البيئة الاستثمارية في الأردن الى قرابة 1.1 مليار دولار أميركي، تتركز في قطاعات الطاقة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات وقطاع الصناعة.
شعوب الشرق الاوسط عموما، تجاوزت سن البلوغ منذ زمن بعيد، ومخاطبة هذه الشعوب يجب ان تراعي قدرة هذه الشعوب برغم ظروفها على التمييز بين السياسات والرسائل التي تدغدغ العواطف، فيما الأردن تحديدا يمثل نموذجا مختلفا على المستوى الجيوسياسي والاقتصادي والأمني، لاعتبارات كثيرة، تجعل الأردنيين يسألون عن جدوى “أفضل شاورما في الشرق الاوسط” مقارنة بأغرب سياسة في الشرق الاوسط، تجمع المتناقضات، وتركز على الأمن ومصالحها الاقتصادية اولا، وتفترض استمرار التحالفات حتى في ظل شروط غير عادلة أيضا.

مقالات ذات صلة مديرية ثقافة محافظة الكرك إنموذجاً.. 2023/09/24

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سفراء واشنطن عمان فی الشرق الاوسط فی الأردن فی عمان

إقرأ أيضاً:

الأردن يعلن حظر جماعة الإخوان ومصادرة أصولها بعد كشف مخطط تخريبي

عمان - الوكالات

علن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية اليوم الأربعاء أن الحكومة قررت رسميًا حظر جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أصولها، وذلك في أعقاب اكتشاف ما وصفه بـ"مخطط تخريبي" مرتبط بأعضاء في الجماعة.

وأكد الفراية أن القرار جاء لحماية أمن البلاد واستقرارها، مشيرًا إلى أن "الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف وتفكيك مخطط خطير يستهدف زعزعة الأمن الداخلي ويقف وراءه أفراد من الجماعة المحظورة". وأضاف أن "الخطوة تأتي تنفيذًا لقرار قضائي ملزم، وبدأت الجهات المعنية بتنفيذ الإجراءات فورًا".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر رسمي قوله إن الشرطة الأردنية بدأت بمصادرة مكاتب الجماعة في العاصمة عمان وعدد من المحافظات، في إطار ما وصفه بإجراء قانوني منسجم مع قرار الحظر. وذكر مسؤولان للوكالة أن العملية تأتي بعد أيام فقط من تأكيد السلطات القضائية تورط أعضاء من الجماعة في نشاطات تهدد الأمن القومي.

يُذكر أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن كانت قد واجهت في السنوات الأخيرة تضييقًا قانونيًا وملاحقات قضائية، وتنازعًا حول شرعيتها القانونية بعد إلغاء الترخيص الممنوح لها عام 2015.

وأثار القرار ردود فعل متباينة في الساحة السياسية، حيث رحبت به بعض القوى باعتباره "خطوة ضرورية لحماية البلاد"، بينما دعت أطراف أخرى إلى الاحتكام للحوار والمصالحة الوطنية لتفادي المزيد من الانقسام.

مقالات مشابهة

  • برلمانية أردنية: أي جهة غير حكومية تمارس أي نشاط في المملكة الأردنية وجب إيقافها
  • الشوبكي: جماعة الإخوان اعتبرت نفسها أكبر من المملكة الأردنية
  • رئيس هيئة الانتخابات الأردنية يكشف عن علاقة نواب بجماعة الإخوان
  • الشرطة الأردنية تصادر مكاتب جماعة الإخوان في إجراء قانوني بعد اكتشاف مخطط تخريبي
  • الأردن يعلن حظر جماعة الإخوان ومصادرة أصولها بعد كشف مخطط تخريبي
  • إيران تستعد لجولة تفاوض ثالثة وتدين العقوبات الأميركية جديدة
  • أوغلو: زيارة البارجة الأميركية تعكس تحوّل النفوذ في شمال إفريقيا
  • الآثار الأردنية: النقش الفرعوني المصري المكتشف بالأردن دليل على العلاقات التاريخية بين البلدين
  • وزيرة السياحة الأردنية: النقش الفرعوني المصري المكتشف بالأردن دليل على العلاقات التاريخية
  • خلية الإخوان الأردنية رسالة للعواصم العربية