باحث: سيد درويش تعرض لحملة تشويه ونشيد "بلادي بلادي" تأليفه وألحانه
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
قال الكاتب والباحث خيري حسن، أمين صندوق جمعية المؤلفين، إن النشيد الوطني "بلادي بلادي" منسوب لحنًا إلى سيد درويش، وكلمات يونس القاضي، إلا أنه بحث في الأمر.
وعثر على كتابات تكشف أن الكلمات واللحن لسيد درويش، وأن يونس القاضي استند إلى أنه سجل كلمات "بلادي بلادي" بحكم محكمة مختلطة عام 1923.
التاريخ المكتوبوأضاف خيري حسن، خلال لقائه ببرنامج "آخر النهار"، المذاع عبر فضائية "النهار"، مساء اليوم الأحد، أن الوثيقة التي تم الاستناد عليها في نسب كلمات النشيد لسيد زكي القاضي لا يوجد عليها أي أختام، وأنها حررت في 26 يناير 1923، وبالبحث عن التاريخ المكتوب، اكتشف أنه كان يوم جمعة.
وكشف أن يونس القاضي أيضًا بدأ في 1926 حملة تشويه ضد سيد درويش، فقال إنه كان مع سيد درويش وجليلة "حبيبة سيد درويش"، وأن سيد درويش قال لجليلة "احقنيني بحقنة مورفين"، ونفذت جليلة ما طلبه منها، فسقط على الأرض، فأصيب على إثرها بالتهاب رئوي ومات.
الأوبرا تحتفل بمئوية سيد درويش وذكرى محمود الشريف بالإسكندرية الليلة.. صالون أوبرا الإسكندرية يحتفل بمئوية سيد درويش حكايات كاذبةوتابع: "كل حكايات يونس القاضي عن سيد درويش كذب، وحقد أسود، لأن سيد درويش كان رجل فنان وملحن كبير، وكان يرفض التعامل معه".
كما طالب أمين صندوق جمعية المؤلفين، بتكليف لجنة حتى نحسم الجدل حول المؤلف الحقيقي لنشيد "بلادي بلادي".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النشيد الوطني سيد درويش بلادي بلادي حملة تشويه بلادی بلادی سید درویش
إقرأ أيضاً:
محمود درويش: كيف شكلت النكبة هويته الشعرية؟
تعد النكبة الفلسطينية عام 1948 واحدة من أكثر الأحداث تأثيرًا في التاريخ العربي الحديث، ولم تكن مجرد مأساة سياسية واجتماعية، بل كانت أيضًا محطة فارقة في تشكيل وعي وهوية جيل كامل من الأدباء والمثقفين الفلسطينيين.
وعلى رأس هؤلاء يقف محمود درويش الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، الذي جعل من النكبة حجر الأساس في مشروعه الشعري، حيث لم تكن مجرد ذكرى، بل أصبحت تجربة حية تلازمه في كل قصيدة كتبها، من أولى مجموعاته حتى آخر كلماته.
الطفولة في ظل اللجوء والمنفىولد محمود درويش عام 1941 في قرية البروة، ولكن لم يكن له أن يبقى فيها طويلًا، إذ اضطر وعائلته إلى مغادرتها بعد الاجتياح الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، ليعيش تجربة اللجوء وهو طفل صغير.
انتقل مع عائلته إلى لبنان قبل أن يعود سرًا إلى فلسطين ليجد قريته قد مُسحت عن الخريطة، ليصبح لاجئًا في وطنه، يحمل هوية “مقيم غير شرعي”. هذا الإحساس بالاقتلاع والمنفى سيظل محورًا رئيسيًا في شعره لعقود طويلة.
من شاعر مقاومة إلى شاعر إنساني عالميفي بداياته، تأثر درويش بالحركة الوطنية الفلسطينية، وكانت قصائده مشبعة بروح النضال والمقاومة، مثل قصيدته الشهيرة “سجّل أنا عربي”، التي عبرت عن تحدي الفلسطيني لهويته المسلوبة.
لكن مع مرور الزمن، بدأ درويش يتجاوز الخطاب السياسي المباشر، وراح يطرح القضية الفلسطينية بمنظور أوسع، حيث باتت النكبة في شعره رمزًا عالميًا للمنفى والضياع الإنساني.
في قصيدته “سرحان يشرب القهوة في الكافيتيريا”، يرسم صورة اللاجئ الفلسطيني الذي لم يعد يعرف وطنه الحقيقي، وفي “أحد عشر كوكبًا على آخر المشهد الأندلسي”، يربط بين النكبة الفلسطينية وسقوط الأندلس، ليؤكد أن المنفى ليس مجرد مكان، بل هوية تلاحق الفلسطيني في كل زمان ومكان.
تحولات الهوية: بين الوطن والمنفىمع مرور الوقت، بدأ درويش يتبنى نظرة أكثر فلسفية تجاه النكبة، فلم يعد الوطن مجرد مكان يحتل، بل أصبح حالة وجدانية يعيشها الإنسان أينما ذهب يقول في إحدى قصائده:
“أنا من هناك… أنا من هنا… ولستُ هناك، ولستُ هنا”،
وكأنه يختصر مأساة الفلسطيني الذي فقد أرضه، لكنه لم يفقد إحساسه العميق بها.
في ديوانه “حالة حصار”، كتب درويش بأسلوب أكثر تأمليًا عن النكبة بوصفها تجربة إنسانية وجودية، متجاوزًا البعد السياسي، ومقدمًا فلسطين بوصفها فكرة تعيش في الذاكرة، لا مجرد بقعة جغرافية.