أوروبا على شفا حرب جديدة.. أجواء البلقان المشئومة تعود لكوسوفا وأكبر توتر منذ الألفية الماضية "إرهاصات الصدام"
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
على مدى العامين الماضيين، لم تتوقف التوترات داخل المناطق ذات الأغلبية الصربية في دولة كوسوفو بأرض البلقان في أوروبا، ووخلال الـ24 شهر الماضية، كانت هناك قنابل مفخخة تحدث توترا داخل تلك المنطقة، وكادت أن تتصاعد الأحداث لولا تدخل الضغوطات الخارجية لإحتواء الموقف، ولكن يبدوا أن في كل أزمة تالية، تكون أكثر سخونة مما قبلها، وما حدث اليوم يكاد أن يتطور إلى حرب جديدة في أوروبا إذا لم تسارع الجهود الخارجية في إحتواء الموقف.
فاليوم، غزت قوة عسكرية يرجح أن تكون تابعة لدولة صربيا المعادية لشمال كوسوفو، الذي يسكنه الصرب بشكل شبه حصري، وقال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي في مؤتمر صحفي في بريشتينا : "هناك ما لا يقل عن 30 رجلاً، مدججين بالسلاح، يرتدون الزي الرسمي، وضباط عسكريين أو شرطة محترفين ، محاصرين من قبل قوات الشرطة لدينا في قرية بانجسكا"، وهنا نرصد تلك الإرهصات وآثارها.
مقتل ضابط وحصار للقوة العسكرية "التصعيد الأخطر"
وبحسب ما نشرته صحيفة فوكس الألمانية، كانت الفرقة، التي من المحتمل أنها وصلت من صربيا المجاورة، قد خاضت بالفعل معركة مع ضباط شرطة كوسوفو في الساعات الأولى من الصباح، وأكدت وزارة الداخلية في بريشتينا مقتل ضابط وإصابة آخر، ويبدو أن المهاجمين نصبوا كميناً، حيث تعرضت شرطة كوسوفو لإطلاق النار أثناء تفتيش شاحنتين لا تحملان أي علامات، وكانت هذه السيارات متوقفة على أحد الجسور ومنعت الوصول إلى بانجسكا بالقرب من مدينة ميتروفيتشا.
كما تابع كورتي، تمتلك الفرقة سيارات جيب وحتى مركبة نقل مدرعة، وقد استخدم المهاجمون في معركة الصباح الباكر القنابل اليدوية والقنابل اليدوية بالإضافة إلى البنادق الآلية، وحمل كورتي صربيا المسؤولية، ووصف الأحداث بأنه هجوم على دولة كوسوفو، ودعا المتسللين المحاصرين بوحدات شرطة كوسوفو إلى الاستسلام، ويعد هذا هو أخطر حادث في العلاقة المتوترة بين كوسوفو وصربيا منذ سنوات، وذلك منذ أن انفصلت كوسوفو، والتي يسكنها الألبان بشكل شبه حصري، عن صربيا في عام 1999 بمساعدة حلف شمال الأطلسي وأعلنت استقلالها في عام 2008، وتعترف أكثر من 100 دولة، بما في ذلك ألمانيا، باستقلال كوسوفو، ولا يمكن لصربيا أن تقبل هذا الأمر، وتريد استعادة إقليمها السابق.
الأمر أكثر تعقيدًا .. بداية الأزمة في 2021
فيما يتعلق بالصرب المحليين، كان الوضع في شمال كوسوفو هادئًا إلى أن بدأ رئيس الوزراء ألبين كورتي في تأجيج الجمر من خلال إرسال "شرطة خاصة" ، وهي قوة شبه عسكرية مدججة بالسلاح، إلى أراضيهم في عام 2021، ويقول ألكسندر أرسينييفيتش، زعيم المبادرة المدنية، وهو حزب سياسي محلي: "لقد بدأ هذا يبدو وكأنه وجود دائم، ويرى الناس ذلك على أنه احتلال"، ويعتبر أرسينيفيتش، الذي يصف نفسه بأنه "معتدل" ، أنه لا يرى نفسه مجرد صربي ، بل "من صرب كوسوفو" ويعتقد أن لشعبه مستقبل في البلاد مع جيرانهم الألبان.
ومع ذلك ، بعد تعرضه للضرب من قبل الشرطة الخاصة في احتجاج أخير - يقول إنه كان يحاول التوسط بين المتظاهرين وضباط الشرطة - بدأ يشك فيما إذا كانت حكومة كورتي مهتمة بالتسوية، قال "لا يمكننا التعايش بهذه الطريقة، والأزمة أصبحت أكثر تعقيدا مما تبدوا عليه".
هل تندلع حرب البلقان مرة أخري؟ .. إرهاصات 2022
ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية وتطور الأحداث العالمية، دائما ما يضع المحللوب منطقة البلقان ضمن المناطق الأكثر احتمالية اندلاع حرب جديدة بها، فالمشهد الأكثر خطورة، هو الحادث في منطقة البلقان، والرعب المصاحب لذكريات الحرب الدموية التي قد تتجدد بين الصرب، وكوسوفو، وهي الحرب التي شهدت جرائم ضد الإنسانية، كانت حديث العالم في تسعينات القرن الماضي، وانتقلت إلى ساحات المحكمة الدولية بعد ذلك ضد مجرمي تلك الحرب.
وفي نهاية 2022، فوجئ العالم بإعلان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إرسال رئيس أركان الجيش إلى الحدود مع كوسوفو، حيث ازدادت التوترات بين بلجراد وبريشتينا في الآونة الأخيرة، وصرح الجنرال موجسيلوفيتش لتلفزيون بينك بعد اجتماعه مع فوتشيتش في بلجراد بأن المهام المعطاة للجيش الصربي "دقيقة وواضحة" وسيتم "تنفيذها بالكامل"، فالوضع على الحدود "معقد ومعقد" ويتطلب "وجود الجيش الصربي في الفترة المقبلة"، فيما تحدثت التقارير الغربية عن تشجع بلغراد للأقلية الصربية في شمال كوسوفو في محاولاتهم لتحدي سلطة بريشتينا.
وكانت قد تصاعدت التوترات على الحدود مع صربيا مرة أخرى في ديسمبر 2022، وذلك على إثر إطلاق النار على ضباط الشرطة ليلاً، كما أثار هجوم على بعثة الاتحاد الأوروبي بقنبلة صوتية مخاوف دولية، وفي ضوء التوترات المتزايدة في شمال كوسوفو ، حذرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش مؤخرًا من تصعيد الموقف، وقالت في بلغراد مع أزمة 2022: "نحن بالفعل على شفا صراع مسلح"، وألقت باللوم على حكومة بريشتينا في التوترات.
كوسوفو تصر على تواجد الشرطة الخاصة
ولا تزال مطالب الصرب المحليين لبريشتينا بسحب الشرطة المحلية آذاناً صماء. في الواقع ، يبدو أن الاضطرابات التي أعقبت قرار كورتي بتنصيب رؤساء البلديات قسراً زادت من عزم رئيس الوزراء على تركهم في مناصبهم، وقد ألقى هو ومؤيدوه باللوم في أعمال العنف الأخيرة على "العصابات المنظمة" التي أرسلها فوتشيتش من صربيا لإثارة المشاكل، وذلك بحسب ما جاء بصحيفة بوليتيكو الأمريكية.
وتتكرر التوترات في ميتروفيتشا ، المركز الحضري في المنطقة ، وذلك مع إصار حكومة كوسوفو على فرض التواجد الألباني في الإقليم، وذلك عبر رؤساء البلديات وقوات الشرطة الخاصة، وذلك لمواجهة افتعال الأزمات داخل الإقليم عبر تنظيم احتجاجات عنيفة مع جنود القوة الأمنية الدولية في كوسوفو، والقوة العسكرية الخاصة لحكومة كوسوفو.
هكذا يرى صرب كوسوفو الأزمة
وفي ليبوسافيتش ، المركز الإداري لمنطقة تضم 72 قرية ، تراجعت الشرطة عن الأنظار ، لكن الجميع يعلم أنهم ما زالوا هناك، وهنا يشير زوران توديتش ، الذي استقال من منصب العمدة في نوفمبر ، إلى مبنى البلدية ، ويقول إن حوالي 30 من أفراد الشرطة الخاصة تحصنوا مع خليفته الألباني هيتمي، وقال توديتش ، عضو القائمة الصربية ، وهو حزب مؤيد لفوتشيتش: "إنها حالة كلاسيكية من العسكرة"، وأصر على أنه "ليست لدينا مشكلة مع الألبان ، ولكن مع الناس في الحكومة" ، وهو عبارة غالبًا ما يسمعها الصرب في المنطقة، ولكنه عندما سُئل كيف سيصف موقعه الحالي في ليبوسافيتش - كوسوفو أو صربيا - لم يتردد توديتش: "دومًا صربيا".
وما قاله آخر رئيس بلدية صربي للبلدة، لا يعبر فيه عن رأيه وحده، ولكنه الحال في مدن أخرى في شمال كوسوفو ، ليبوسافيتش هو بحر من الأحمر والأزرق والأبيض ، الألوان الوطنية لصربيا، فكل شارع وطريق ريفي محاط بصفوف لا تنتهي على ما يبدو من المعايير الوطنية الصربية، حيث تقع Leposavi في سفوح جبال Kopaonik ، وهي الأعلى في المنطقة ، وكانت مركزًا مزدهرًا للتعدين حتى تفككت يوغوسلافيا، وأصبح الجميع الآن في انتظار ما ستسفر عنه التوترات الحالية مع الحصار لتلك القوة الأمنية التي اخترقت حدود تلك البلد الوليدة من رحم حرب دامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی شمال کوسوفو الشرطة الخاصة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة بشأن الجروح التي ظهرت على وجه غوارديولا
كشف صحفي إسباني شهير عن السبب الحقيقي للجروح الدامية التي ظهرت على وجه مواطنه بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي بعد تعادل "السيتيزنز" أمام فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي.
وظهر غوارديولا في المؤتمر الصحفي بعد تلك المباراة وعلى وجهه بعض الجروح والندوب، وبدا غاضبا من نتيجة التعادل (3-3)، خاصة أن فريقه فرط في تقدم مريح استقر عند 3-0 قبل أن يستقبل 3 أهداف في الربع ساعة الأخيرة.
غوارديولا يشرح ما حدث معه بعد المباراة !!#دوري_أبطال_أوروبا | #مانشستر_سيتي_فينورد#UCL pic.twitter.com/NGzwpavkNi
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) November 27, 2024
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإحصائيات تدعم برشلونة ضد أتلتيكو مدريدlist 2 of 2ريال مدريد ملك النهائيات الأوروبية والعالميةend of listوعاد الصحفي والمؤلف الإسباني غويليم بلاغي للحديث عن هذه اللقطة وكشف تفاصيل جديدة حول ما حدث في ذلك اليوم.
وقال بلاغي في تصريحات أبرزتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية "هل تعلمون أنه يحك رأسه؟ لا تسألوني لماذا، ولكن هذه دليل على العصبية".
وأضاف "في العادة لا يحدث شيء (جروح)، لكن في ذلك اليوم كان لدى بيب ظفر حاد، وقد تسبب ذلك في جرح أعلى أنفه".
وأوضح "إذا كنتم تذكرون ذلك اليوم فقد بدأ تلك المباراة (َضد فينورد) بغطاء على الأنف، وذلك لأنه في اليوم السابق دخل في جدال مع كايل ووكر حول طريقة لعب الفريق والمكان الذي يجب أن يتمركز فيه اللاعب الإنجليزي".
إعلانوتابع "حينها شعر غوارديولا بالتوتر وقام بحك أنقه فجُرح، ووضع غطاء عليه وكان ذلك في مكتبه الخاص".
What happened with Pep Guardiola and ‘those marks on his head’?
I share the story behind those scratches in the latest #CoffeeWithGuillem LIVE, where I talk exclusively about Pep Guardiola and the situation at Man City. pic.twitter.com/LQy9VPU80I
— Guillem Balague (@GuillemBalague) December 20, 2024
وواصل بلاغي "بعد المباراة بدأ بحك رأسه مجددا، وهو في غاية التوتر، ثم ذهب إلى المؤتمر الصحفي والجرح في وجهه".
وفجّر بلاغي مفاجأة حين كشف أن غوارديولا -الذي قاد مانشستر سيتي للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي 6 مرات في المواسم السبعة الأخيرة و3 ألقاب في دوري أبطال أوروبا خلال مسيرته ككل- يعاني من الشك الذاتي.
وقال "إنه شخص يتوتر كثيرا، وهو واحد من أولئك الذين يشكّون في أنفسهم إلى حد كبير، وبالتالي يحتاج إلى الدعم من الناس".
ويمر مانشستر سيتي وغوارديولا بفترة حرجة جدا على صعيد النتائج، إذ لم يحقق الفريق سوى انتصار وحيد في آخر 11 مباراة بجميع البطولات، وجاء الفوز اليتيم على حساب نوتنغهام فورست (3-0) في الجولة الـ14 من الدوري الإنجليزي الممتاز.