عاد اسم ناغورني قره باغ إلى الظهور مجددا خلال الأيام بعد تجدد الصراع في الإقليم الذي امتد لعقود من الزمان، فيما تسارعت التطورات لترسم مشهدا جديدا يهدد بتغيير  توازن القوى الدقيق في منطقة جنوبي القوقاز.

والأحد، بدأ الأرمن في مغادرة عاصمة الأقليم بأعداد كبيرة متجهين إلى أرمينيا في سيارات، بحسب ما قال شاهد لـ"رويترز".

ودخلت مجموعة أولى من اللاجئين الفارين من ناغورني قره باغ، أرمينيا. ووصل بضع عشرات من سكان هذه المنطقة، معظمهم نساء وأطفال ومسنون، إلى مركز إيواء شيدته الحكومة الارمينية في كورنيدزور على الحدود الأرمينية-الأذربيجانية.

ويخشى كثيرون أن يفر السكان المحليون بشكل جماعي، في وقت تشدد القوات الأذربيجانية قبضتها، لأنه بالإضافة إلى القلق السائد بين سكان ناغورني قره باغ البالغ عددهم 120 ألفا، فإن الوضع الإنساني لا يزال متوترا جدا هناك.

كيف تطورت الأحداث؟

بعد هجوم خاطف شنته في 19 سبتمبر على المنطقة الجبلية المتنازع عليها في جنوب القوقاز، ذات الغالبية الأرمينية، أعلنت أذربيجان السيطرة على الإقليم ومصادرة أسلحة.

استسلم الانفصاليون في ناغورني قرة باغ بعدما ألحقت بهم باكو هزيمة خلال هجوم استمر 24 ساعة، انتهى بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، في أحدث حلقات صراع يعود تاريخه إلى حقبة الاتحاد السوفييتي.

الإقليم معترف به رسميا باعتباره جزءا من أذربيجان، ومع ذلك فإن سكانه البالغ عددهم 120 ألف نسمة هم في الغالب من العرق الأرمني ولديه حكومة محلية حافظت تاريخيا على علاقات ثقافية واجتماعية وسياسية وثيقة مع يريفان، عاصمة أرمينيا.

ما تاريخ الصراع؟

يقع ناغورني قرة باغ، التي يعرفها الأرمن باسم أرتساخ، في منطقة سيطر عليها على مدى قرون الفرس والأتراك والروس والعثمانيون والسوفييت. 

طالبت كل من أذربيجان وأرمينيا بالسيادة عليها بعد سقوط الإمبراطورية الروسية، في عام 1917. وتم تصنيفها في العهد السوفييتي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل أذربيجان.

ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، باتت ناغورني قرة باغ مسرحا لحربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، أذربيجان وأرمينيا، واحدة من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل). 

نص اتفاق وقف لإطلاق النار أعقب صراع 2020، توسطت فيه روسيا، على نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة، بما في ذلك بالقرب من ممر لاتشين، الطريق السريع الوحيد الذي يربط المنطقة الانفصالية بأرمينيا.

وهذه المرة، وحين تجدد الصراع في سبتمبر 2023، انتهت العملية العسكرية في 24 ساعة إذ لم تكن القوات الانفصالية بثقل باكو، ورفضت أرمينيا زج قواتها في نزاع جديد. ووافق الانفصاليون على وقف إطلاق النار بوساطة روسيا، الذي بموجبه ستغادر الوحدات المتبقية من القوات الأرمينية الإقليم.

وقال قادة الأرمن في بيان إن قوات حفظ السلام الروسية سترافق كل الذين شردتهم عملية أذربيجان العسكرية ويريدون المغادرة إلى أرمينيا.

مخاوف "تطهير عرقي"

وتقول أذربيجان إنها ستضمن حقوق الأرمن، وتدمج المنطقة في باقي البلاد، لكن الأرمن يقولون إنهم يخشون من حدوث قمع وتطهير عرقي. 

وقال دافيد بابايان، مستشار رئيس (جمهورية أرتساخ) التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد لرويترز: "شعبنا لا يريد العيش كجزء من أذربيجان. 99.9 في المئة يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية".

وتابع قائلا: "مصير شعبنا المسكين سيضعه التاريخ وصمة عار على جبين الأرمن والعالم المتحضر بأسره".

ودعت أرمينيا، السبت، الأمم المتحدة إلى إرسال بعثة لمراقبة وضع الأرمن في ناغورني قرة باغ، وخاطب وزير الخارجية الأرميني، أرارات ميرزويان، الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا: "يجب على المجتمع الدولي بذل كل الجهود من أجل النشر الفوري لبعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة في ناغورني قرة باغ، بهدف مراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض".

خوفا من "تطهير عرقي".. الأرمن يغادرون ناغورني قره باغ قالت قيادة منطقة ناغورني قره باغ، لرويترز، إن المنتمين لعرقية الأرمن في المنطقة سيغادرونها إلى أرمينيا، إذ إنهم لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان ويخشون من التطهير العرقي. ما تداعيات العملية الأخيرة؟

يبدو أن النصر الذي حققته أذربيجان، الأسبوع الماضي، وضع نهاية حاسمة لواحد من الصراعات المجمدة التي دامت عقودا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. 

وقال الرئيس إلهام علييف إن "قبضته الحديدية" جعلت فكرة وجود منطقة مستقلة لعرقية الأرمن بالمنطقة من الماضي، وإن المنطقة ستتحول إلى "فردوس" في أذربيجان.

وتقول أرمينيا إن أكثر من 200 شخص قُتلوا وأصيب 400 آخرون في العملية. وأثار مصير السكان الأرمن مخاوف موسكو وواشنطن وبروكسل.

ولم يتضح حتى الآن أين يمكن إيواء 120 ألفا من سكان الإقليم في أرمينيا، التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة فقط، قبل فصل الشتاء.

وعبور 120 ألف شخص سيجعل الدولة الصغيرة الواقعة في جنوب القوقاز بمواجهة أزمة إنسانية.

وقال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الجمعة، إن السلطات أعدت أماكن لاستيعاب 40 ألفا على الأقل.

وأضاف أنه "إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناغورني قرة باغ والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي، فالاحتمال يتزايد بأن الأرمن سيطردون من أرضهم باعتبار هذا السبيل الوحيد للخلاص".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها بدأت في تسجيل من يبحثون عن أطفال من دون مرافقين ومن فقدوا الاتصال بذويهم.

تغيير توازن القوى الدقيق

وقد يؤدي النزوح الجماعي إلى "تغيير توازن القوى الدقيق" في منطقة جنوب القوقاز، التي يسكنها مزيج من العرقيات وتمر بها خطوط أنابيب للنفط وللغاز، وتتصارع روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران على النفوذ هناك، وفق رويترز.

ويُحمل الكثيرون من الأرمن باشينيان مسؤولية خسارة المنطقة. وطالب محتجون قبل أيام في العاصمة يريفان باستقالته.

وقال باشينيان إن قوات مجهولة تسعى لإثارة انقلاب ضده، واتهم وسائل الإعلام الروسية بشن حرب معلومات عليه.

ولدى روسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا، وتعتبر نفسها الضامن الأمني الرئيسي لها في المنطقة.

واستضافت أرمينيا، هذا الشهر، تدريبا عسكريا مشتركا مع الولايات المتحدة التي انتقدت العملية العسكرية الأخيرة.

وتحظى أذربيجان بدعم تركيا.

ويقول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي أس أي أس) الأميركي، إنه كان ينظر في مستهل الأمر إلى نشر القوات الروسية باعتباره خطوة مهمة نحو ترسيخ روسيا نفسها في المنطقة.

لكن الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 "أضعف قدرتها على السيطرة والتدخل بشكل فعال في الصراع"، وخلق هذا فرصا للجهات الفاعلة الخارجية الأخرى لتعزيز مصالحها وأجنداتها الخاصة في المنطقة. 

ويعكس الهجوم الأذربيجاني المتجدد على الأرمن "ديناميكيات القوة المتغيرة هذه، مما يوفر لصانعي السياسات الغربيين فرصة للتقدم كضامنين محتملين للسلام والاستقرار على المدى الطويل في القوقاز"، وفق التحليل.

لكن آخرين يرون أن قوات حفظ السلام الروسية غضت الطرف عن الهجوم الأذربيجاني الأخير بسبب تحالف رئيس الوزراء الأرمني المتزايد مع الولايات المتحدة بعد غزو أوكرانيا.

وقدمت تركيا دعمها الثابت لأذربيجان على أساس الانتماءات الثقافية واللغوية التركية والعلاقات الاقتصادية القوية. وأثبتت المساعدة التركية أنها كانت حاسمة في التفوق العسكري الأذربيجاني على أرمينيا خلال حرب عام 2020 .

ورغم من تنافسهما على النفوذ في جنوب القوقاز، تتفق موسكو وأنقرة على ضرورة إبقاء التدخل الدولي، وخاصة الغربي، في الصراع بعيدا.

ورغم أن واشنطن لديها علاقات بطرفي الصراع، فقد ضغط الأرمن عليها للتدخل، وانتقد المسؤولون الأميركيون العملية الأخيرة ضد الأرمن.

ودان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الهجوم الأخير، بعد أشهر قليلة فقط من استضافته لزعماء أرمينيا وأذربيجان في ميونيخ.

وعبر بلينكن عن قلق واشنطن "العميق" بشأن السكان الأرمن في المنطقة، مشددا في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني على "دعوة الولايات المتحدة لأذربيجان، لحماية المدنيين والوفاء بالتزاماتها باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لسكان ناغورني قرة باغ، والحرص على أن تطبق قواتها القانون الإنساني الدولي".

ويشكل الصراع "معضلة" للدول الأوروبية التي تعتبر المنطقة جزءا من أوروبا ولكنها غير مستعدة للتدخل عسكريا. 

وقد تحدث الكثيرون من القادة في القارة بقوة ضد الحشد العسكري الأذربيجاني، بينما سعوا في الوقت ذاته لتجنب الصدام المباشر مع باكو.

وأذربيجان واحدة من الموردين الرئيسيين للطاقة إلى أوروبا، وهو اتجاه من المتوقع أن يزداد مع ابتعاد القارة عن الغاز الروسي.

وكانت محاولات الاتحاد الأوروبي للتدخل غير ناجحة إلى حد كبير، حيث لم تكن أذربيجان أو أرمينيا على استعداد لإثارة غضب تركيا وروسيا.

ولكن يبدو أن مشكلات روسيا في أوكرانيا وعلاقاتها المتدهورة مع أرمينيا قد خلفت فراغا استغلته أوروبا التي حاولت إجراء حوار مباشر بين قادة أرمينيا وأذربيجان، وقد تسعى لإجراء مفاوضات سلام بعد الهجوم الأخير.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی ناغورنی قرة باغ ناغورنی قره باغ جنوب القوقاز من أذربیجان فی المنطقة الأرمن فی

إقرأ أيضاً:

التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في عام 2025، يشهد عالم التداول تحولات جذرية تجعله مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل عقد من الزمن. التطورات التكنولوجية المتسارعة، والتغيرات في التشريعات المالية، وزيادة مشاركة الأفراد في الأسواق المالية، كلها عوامل أعادت تشكيل مشهد التداول العالمي، بما في ذلك التداول في الاردن، حيث أصبحت البلاد مركزًا ناشئًا للمستثمرين العرب بفضل بنيتها التحتية الرقمية المتطورة وانتشار الثقافة المالية بين الشباب. أصبحت الأسواق أكثر ذكاءً، وأسرع، وأكثر شمولية، لكنها أيضًا أكثر تعقيدًا وتحديًا. في هذا السياق، تبرز منصات مثل Exness كأحد الأطراف الرئيسية التي تسهل الوصول إلى الأدوات المبتكرة، مثل حاسبات التداول الذكية التي تسمح للمستخدمين بتقييم المخاطر والأرباح المحتملة بدقة فائقة، حتى للمبتدئين في دول مثل الأردن الذين يسعون لاستكشاف الفرص العالمية.

لا يمكن الحديث عن التداول في عام 2025 دون التركيز على التكنولوجيا التي أصبحت عصب هذا المجال، خاصة في مجال تداول العملات، حيث تحولت عمليات شراء وبيع العملات إلى نشاط يحدث على مدار الساعة بلا توقف. الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل تلك التي توفرها Exness، لم تعد تقتصر على تحليل البيانات التاريخية، بل أصبحت قادرة على التنبؤ بحركات السوق في الوقت الفعلي باستخدام مصادر متعددة مثل الأخبار العالمية وحتى المشاعر الاجتماعية. هذه الخوارزميات تُدار بواسطة حواسيب كمومية تختصر زمن التنفيذ إلى نانو ثانية، مما يضمن للمتداولين الحصول على أفضل الأسعار حتى في أكثر الظروف تقلبًا، وهو ما يفسر تزايد شعبية تداول العملات الرقمية والافتراضية عبر منصات موثوقة مثل Exness، التي توفر فروق أسعار تنافسية ووصولًا فوريًا إلى أكثر من 100 زوج عملات.

في مجال العملات المشفرة والأصول الرقمية، أصبحت تقنية البلوك تشين أساسًا لا غنى عنه، حيث تتيح التداول اللامركزي عبر منصات DeFi بسلاسة وشفافية. هنا، تقدم Exness حلولًا متكاملة لتداول العملات المشفرة مثل البيتكوين والإيثريوم، مع ضمان أمان المحافظ الرقمية عبر تشفير متقدم يتوافق مع معايير الأمان العالمية. كما ظهرت فئة جديدة من الأصول المالية مثل "الرموز غير القابلة للاستبدال المالية" (Financialized NFTs)، التي تسمح بتمويل المشاريع الافتراضية أو تداول حصص في عقارات داخل عالم الميتافيرس، وهو مجال بدأت فيه منصات كبرى مثل Exness في استكشاف فرص استثمارية مبتكرة، مثل ربط المستثمرين بمشاريع الواقع الافتراضي ذات العوائد المرتفعة.

على الصعيد التنظيمي، واجهت الحكومات تحديات كبيرة في مواكبة التطورات التكنولوجية دون كبح الابتكار. ولهذا، اعتمدت العديد من الدول أنظمة مرنة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأسواق بشكل تلقائي، مثل كشف التلاعب بالأسعار أو التداول الداخلي عبر تحليل أنماط البيانات الضخمة. منصات مثل Exness تلتزم بأعلى معايير التنظيم العالمي، مما يوفر للمستخدمين بيئة آمنة ومطابقة للقوانين المحلية والدولية، وهو عامل جذب رئيسي للمتداولين في مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث تزداد الحاجة إلى منصات مرخصة وشفافة. كما ساهمت الاتفاقيات العالمية، مثل تلك التي أبرمتها "منظمة التعاون الاقتصادي الرقمي" (DECO)، في توحيد الإطار التشريعي للتداول عبر الحدود، خاصةً في مجال الأصول الرقمية التي تتيحها شركات رائدة مثل Exness، والتي تقدم خدماتها بلغات متعددة، بما في ذلك العربية، لتلبية احتياجات المستثمرين الناطقين بها.

أما بالنسبة للأفراد، فقد أصبح التداول في متناول الجميع بفضل التطبيقات الذكية التي تعمل بتقنيات الواقع المعزز والافتراضي. على سبيل المثال، توفر Exness أدوات تعليمية تفاعلية عبر الواقع الافتراضي (VR) تشرح مفاهيم التداول للمبتدئين، مثل كيفية تحليل الرسوم البيانية أو إدارة الرافعة المالية، إلى جانب مساعدين افتراضيين يقدمون نصائح مخصصة بناءً على تحليل ملف المستثمر الشخصي، بما في ذلك تحمل المخاطر والأهداف المالية. كما ازدهرت منصات التداول الاجتماعي، حيث يمكن للمستخدمين متابعة ومحاكاة استراتيجيات المتداولين المحترفين تلقائيًا، وهو ما تدعمه Exness عبر ميزات التداول بالنسخ (Copy Trading) التي تتيح للمستخدمين الاستفادة من خبرات الآخرين دون الحاجة إلى معرفة مسبقة، مما يخلق مجتمعًا استثماريًا ديناميكيًا يعتمد على المشاركة الجماعية.

في عالم الميتافيرس، أصبحت البورصات الافتراضية وجهة رئيسية للمتداولين، حيث يمكنهم شراء وبيع الأصول الرقمية، وحضور ندوات مالية افتراضية، بل والتفاعل مع نسخ رقمية (أفاتارات) من خبراء الاقتصاد. Exness، على سبيل المثال، بدأت في تنظيم فعاليات افتراضية داخل عالم الميتافيرس، حيث يمكن للمستخدمين مقابلة خبراء الأسواق ومناقشة الاتجاهات الاستثمارية في بيئة غامرة، مثل التنبؤ بأسعار الذهب أو تحليل تأثير الأحداث الجيوسياسية على العملات. هذه التطورات لم تقتصر على الترفيه، بل أصبحت جزءًا من استراتيجيات استثمارية تعتمد على تحليل البيانات الضخمة التي تجمع من العالمين الافتراضي والواقعي، مثل تتبع سلوك المستهلكين في المتاجر الافتراضية للتنبؤ بأداء أسهم شركات التجزئة.

في سياق الاستثمار المستدام، شهدت الأصول الخضراء مثل سندات الكربون والشركات الملتزمة بالحياد المناخي طلبًا متزايدًا، حيث بات المستثمرون يدركون أن أرباحهم يجب ألا تأتي على حساب البيئة. هنا، تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في تتبع تأثير الاستثمارات عبر سلاسل البلوك تشين، مما يوفر شفافية كاملة للمستثمرين حول كيفية استخدام أموالهم. Exness تدعم هذا التوجه عبر توفير فرص استثمارية في أصول مستدامة، مثل صناديق الاستثمار الخضراء، مع إتاحة تقارير مفصلة عن البصمة البيئية لكل استثمار، مما يسمح للمتداولين بمواءمة قراراتهم مع قيمهم الأخلاقية. بل إن بعض المنصات تذهب إلى أبعد من ذلك، فتوفر خيارات "التداول الانتقائي" التي تستبعد تلقائيًا الشركات ذات الممارسات غير المستدامة.

لكن هذه الثورة التكنولوجية لم تخلُ من التحديات. فمع تعقد الأنظمة، تزايدت مخاطر الاختراقات الأمنية، خاصةً في المنصات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لثغرة برمجية واحدة أن تؤدي إلى خسائر فادحة. Exness، ومع التزامها بأعلى معايير الأمن السيبراني، توفر طبقات حماية متعددة تشمل التشفير المتقدم والتحقق البيومتري، مثل التعرف على الوجه أو بصمة الأصبع، مما يقلل من فرص الهجمات الإلكترونية. ومع ذلك، تبقى التبعية التكنولوجية أحد أبرز المخاطر، حيث أدى الاعتماد المفرط على الخوارزميات إلى تقليل فهم المتداولين للأسواق، مما يزيد من حدة الانهيارات في حال حدوث أخطاء برمجية، كما حدث في عام 2023 عندما تسببت خوارزمية خاطئة في انهيار مؤقت لسوق العملات المشفرة بنسبة 20% خلال دقائق.

في الختام، يمثل التداول في عام 2025 نظامًا بيئيًا ديناميكيًا يجمع بين التكنولوجيا الفائقة والمشاركة الجماعية والأخلاقيات الاستثمارية. النجاح في هذا العالم يتطلب تكيفًا مستمرًا مع الأدوات الجديدة، مثل تلك التي توفرها Exness، والتي تتراوح بين الحلول الذكية لإدارة المحافظ وتقنيات التعلم الآلي المتقدمة. بينما تقدم التكنولوجيا فرصًا غير مسبوقة، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الابتكار وإدارة المخاطر، وهو ما تعمل عليه المنصات الرائدة عبر دمج المرونة والأمان في كل جوانب تجربة المستخدم. بالنسبة للمتداولين في الأردن أو المهتمين بـ تداول العملات، فإن اختيار منصة موثوقة وشفافة يعد الخطوة الأولى لتحويل التحديات إلى فرص في هذا المشهد المتطور.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تشيد بإنهاء المفاوضات بشأن اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار
  • اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن
  • عاجل. اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان على إنهاء النزاع المستمر منذ عقود حول ناغورني قره باغ
  • بعد عقود من النزاع.. أذربيجان وأرمينيا تتوصلان لـاتفاق سلام
  • أرمينيا تعلن استعدادها لتوقيع اتفاقية سلام مع أذربيجان
  • أحمد موسى: تهجير الفلسطينيين لن يتسبب في استقرار المنطقة
  • ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
  • تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء وما يسببه من كارثة إنسانية
  • أزمة مالية تضرب نادي عفك.. اللاعبون يغادرون والإدارة تستغيث