مشاركون في ندوة بمعرض عمّان الدولي للكتاب: قطر جزء أصيل من المشهد الثقافي العربي
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
أقيمت ندوة حول «صناعة النشر في قطر» ضمن البرنامج الثقافي لدولة قطر «ضيف شرف» معرض عمان الدولي للكتاب 2023 في دورته الـ22، المقام حاليا بالعاصمة الأردنية «عمان» ويستمر حتى 30 سبتمبر الجاري.
شارك في الندوة الدكتور إبراهيم عبد الرحيم السيد نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب ومدير دار الوتد للنشر، والدكتورة عائشة الكواري المدير العام للملتقى القطري للمؤلفين والرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر، وجبر أبو فارس رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين.
وسلط الروائي الأردني أحمد الطراونة الذي أدار الندوة، الضوء على المشهد الثقافي العربي والمساهمات الفاعلة لدولة قطر في إثرائه، موضحا أن الصناعات الثقافية في العالم العربي اليوم تعتبر إحدى أهم الركائز الرئيسية في أي اقتصاد وطني، ومن هذه الصناعات صناعة النشر، في إشارة للطراونة لمدى التشابكية بين الثقافة والاقتصاد. وأضاف أن حجم سوق النشر العالمي في عام 2022 بلغ 138 مليار دولار في حين بلغت حصة الدول العربية منه 5 مليارات دولار فقط تنحصر معظمها في إصدارات الكتب الجامعية والمدرسية، الأمر الذي يؤشر إلى أن صناعة النشر في الوطن العربي تمر بمرحلة خطيرة، مؤكدا أن قطر جزء أصيل من المشهد الثقافي العربي وقطاع النشر، الأمر الذي يحتاج إلى دراسة واقع النشر في قطر والكشف عن نقاط القوة والضعف فيه.
ارتباط وثيق
أما الدكتورة عائشة الكواري، فقد بدأت حديثها بالندوة قائلة إن هناك ارتباطا وثيقا بين صناعة النشر والاقتصاد، حيث تعتبر صناعة النشر اقتصادا معرفيا وتواجه تحديات كبيرة، مبينة أن أصحاب دور النشر والمطابع عند دخولهم هذا القطاع يدخلون من هاجس يتمثل في المسؤولية الاجتماعية لديهم إلى جانب الطموح الاستثماري المطلوب. وأردفت أن واقع قطاع النشر في دولة قطر لا يختلف كثيرا عن الدول العربية من حيث المشاكل والتحديات والأزمات اقتصادية التي تخص القطاع كارتفاع أسعار الورق وانخفاض في معدلات اقتناء الكتب، ونشر ثقافة القراءة، وترى أن حل هذه العقبات يكمن بـ «الموائمة الصعبة» على حد قولها بين معضلات قطاع النشر وارتفاع تكاليفه مع ضعف القدرة على اقتناء الكتاب، الأمر الذي يتطلب الدور الكبير من قبل الناشر والقارئ والمجتمع ككل.
واقع أقل من الطموح
ونوهت الدكتورة عائشة الكواري المدير العام للملتقى القطري للمؤلفين والرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر، بأن عدد دور النشر في دولة قطر نسبتها بسيطة جدا إذا ما قورنت مع الرؤية والطموح العظيم للدولة، وأن قطاع النشر في قطر بدأ حديثا منذ عام 2017 كدور نشر خاصة، وما قبل ذلك التاريخ كان قطاع النشر في الدولة قطاعا مؤسسيا حكوميا كمؤسسات التوزيع والمكتبات، وكانت دار روزا للنشر أولى دور النشر في قطر تلتها دار الوتد، تلتها دار نبجة، ومن ثم العديد من دور النشر سواء كانت خاصة أو كانت شبه حكومية، كدار نشر جامعة قطر، ودار نشر جامعة حمد بن خليفة، ودور النشر التابعة لمراكز البحوث والدراسات. وبينت أن قطر اليوم تشهد تنوعا في دور النشر الأمر الذي ينصب في صالح القارئ والمجتمع، مشيرة إلى أن الواقع أقل من الطموح وما زلنا في الخطوة الأولى وهناك أجندة من الأهداف المرجو تحقيقها والتي تتطلب التشاركية ما بين المؤلفين والناشرين والمجتمع.
واختتمت الكواري حديثها بأن معرض عمان الدولي للكتاب بدورته الحالية أتاح الفرصة لاطلاع القارئ الأردني والعربي على واقع قطاع النشر في دولة قطر، ومد جسور التعاون بين المؤلفين والناشرين من البلدين.
تأسيس دار الكتب القطرية
من جانبه، تحدث الدكتور إبراهيم عبد الرحيم السيد أثناء مداخلته بالندوة عن تاريخ ونشأة صناعة النشر في دولة قطر، مبينا أن قطر من الدول السباقة عربيا مع بداية عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني بالاهتمام بالكتاب،حيث كانت تتم طباعة الكتب في البلاد وشراؤها أيضا من الهند ومن مصر وبغداد وتوزيعها على القرى والمهتمين بالقراءة،
وأسهب إبراهيم السيد في حديثه عن تاريخ صناعة النشر القطرية، بذكره أن قطر من أوائل الدول التي انضمت لرقم الإيداع الدولي في بداية الثمانينات وكانت مهتمة بالنشر بوضع رقم للكتاب سواء كان رقم دار الكتب القطرية أو برقم الإيداع القطري، مضيفا أن عملية النشر بالشكل الحكومي استمرت من خلال مؤسسات حكومية كوزارتي الاعلام والثقافة سابقا مرورا بالمجلس الوطني للثقافة والهيئات الموجودة، حتى عام 2017 والذي شهد بداية النشر الخاص.
مستقبل جيد لمشاريع الكتاب
وأشار إلى أن هناك عدة مشاريع للاهتمام بالكتاب في قطر، سيكون لها مستقبل جيد في زيادة المستوى الثقافي والمعرفي القطري، موضحا أن برنامج «قطر تقرأ» من البرامج الثقافية التي تهتم بالقراءة والكتاب ونشره، بالإضافة إلى وجود مكتبة قطر الوطنية التي تعتبر من أهم المكتبات العامة الموجودة في المنطقة العربية بالإضافة إلى وجود عدة جوائز تختص بالشأن الثقافي كجائزة حمد بن خليفة للترجمة وهذه من أهم الجوائز العربية في هذا المجال بالإضافة إلى جائزة الرواية التي تنطلق من جائزة كتارا للرواية.
وأضاف نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب ومدير دار الوتد للنشر أنه منذ بزوغ فجر دور النشر الخاصة القطرية في عام 2017، ارتفع رقم الإيداع القطري والذي كان متواضعا آنذاك بواقع 400 إلى 1200 كتاب نشر في قطر لعام 2022، موضحا أن كتب الأطفال كذلك انتشرت في دولة قطر.
وبين أن معرض الدوحة الدولي للكتاب من أوائل المعارض العربية للكتاب ويحل في المرتبة الرابعة عربيا والذي بدأ في عام 1972 بعد كل من معرض بيروت والقاهرة وبغداد.
يشار إلى أن معرض عمان الدولي للكتاب بدورته الـ22 انطلقت فعالياته في 21 سبتمبر الجاري بمشاركة 400 دار نشر محلية وعربية ودولية سواء بشكل مباشر أو من خلال التوكيل من 22 دولة، ويقام تحت شعار «القدس عاصمة فلسطين»، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر معرض عمان للكتاب الأردن الدولی للکتاب صناعة النشر الأمر الذی دور النشر أن قطر إلى أن
إقرأ أيضاً:
"المانجا بين الكلمة والصورة" ومستقبل القصص المصورة بمعرض جدة للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ندوة مميزة بعنوان "المانجا ما بين الكلمة والصورة"، ألقى معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على عالم القصص المصورة، مستعرضاً أبرز تقنياتها ومستقبلها، من خلال ضيوفها العباس حميد الدين، ونوف الحسين، وأدارت الحوار تغريد الطاسان، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض.
تناولت الحسين خلال حديثها أهمية تقديم محتوى ملائم باللغة العربية يلبي تطلعات الجيل الجديد، ووصفت المانجا بأنها وسيلة مبتكرة وجذابة لإثراء المحتوى العربي، مشيرة إلى دورها في تصدير الثقافة العربية إلى العالم. وأضافت: "نستطيع من خلال المانجا تقديم محتوى بصري يخدم الأطفال والشباب، خاصة الفئة العمرية من 9 إلى 15 سنة، شريطة أن يتناول قضاياهم بشكل يناسب قيمنا وأخلاقنا عند الترجمة أو التعديل".
وأكدت الحسين أهمية تمكين الأجيال وتعزيز الخيال، واعتبرت الذكاء الاصطناعي أداة قيمة لتحسين جودة الإنتاج الإبداعي، مما يسهم في تنمية قدرات الأطفال على الابتكار والمنافسة. كما أوضحت أن مجلات المانجا حاضنة للمبدعين السعوديين والعرب، وتسهم في تصدير منتج عربي للعالم عبر عمليات دقيقة تشمل الترجمة والتنقيح والتدقيق، ينفذها سعوديون وسعوديات مؤهلون.
من جانبه، تحدَّث العباس حميد الدين عن دور المانجا في تعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال والشباب، مشيراً إلى حرص الجهات المعنية على توطين صناعة الرسوم المتحركة بسواعد سعودية. وقال: "تصدير الثقافة السعودية عبر المانجا يتطلب إعداد جيل واعٍ قادر على مخاطبة العالم بمهارة، مما يعزز مكانة المانجا بوصفها قوة ناعمة لنشر ثقافتنا".
وشدَّد العباس على أهمية عنصر الإثارة في إنتاج القصص المصورة، معتبراً أنها المفتاح لجذب الجمهور. وأكد: "اغتنام المانجا بوصفها وسيلة لتصدير ثقافتنا يتطلب إبداعاً مستمراً وتطويراً مستداماً، لضمان مستقبل مشرق لهذا الفن الواعد".
بهذا، نجحت الندوة في إلقاء الضوء على الإمكانات الكبيرة للمانجا، باعتبارها أداة ثقافية وإبداعية تعكس رؤية مستقبلية طموحة لتعزيز الهوية العربية وتصديرها للعالم.
يُذكر أن معرض جدة للكتاب 2024 يستقبل الزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر حتى 21 ديسمبر الجاري.