كثيرون لديهم اعتقاد خاطئ عند قراءتهم لسورة فاطر وبالتحديد عند وصولهم للأية رقم 28 عندما يقول المولى عز وجل في محكم كتابه العزيز: «وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»، سورة فاطر: آية 28.

فالكثير يفسر هذه الآية بطريقة خاطئة وحصروا لفظ العلماء في تفسير هذه الآية في علماء الدين، ولكن العالم هو الذى يخشي الله ورأى قدرته عز وجل في خلقه فأمن بالله واستقام لأنه علم من هو الله .

شرح الآية إنما يخشى الله من عباده العلماء

هو أن العلماء يخشون الله عز وجل لكثرة العلم الذي سكن في قلوبهم وليس العكس كما يردد البعض، والمقصود من لفظ العلماء في هذه الآية أي أن كل عالم عرف الله وأمن به ووقعت الخشية والخوف منه فى قلبه، وبعض العلماء قالوا ان كل رجل يخشي الله بفعله وتصرفاته فهو عالم.

وذكر المفسرون العديد من الأقوال في تفسير معنى قوله تعالى: « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» ومنها: إن معنى الآية أي أنه لا يخشى الله تعالى حق الخشية إلا العلماء الذين عرفوه حق معرفته.

وأورد الإمام ابن كثير في تفسيره: أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في معنى الآية: أي الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير، وقال سعيد بن جبير: الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل .

وقال الحسن البصري في معنى الآية: أي أن العالم هو من خشي الرحمن بالغيب، ورغب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما سخط الله فيه،

وورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية .

وقال سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال: كان يقال العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله .

فالعالم بالله وبأمر الله : الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض، والعالم بأمر الله ليس العالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل .

وقال القرطبي: يعني بالعلماء الذين يخافون قدرته، فمن علم أنه عز وجل قدير أيقن بمعاقبته على معصيته، كما قال أنس: من لم يخش الله فليس بعالم، وقال مجاهد: إنما العالم من خشي الله عز وجل، وقال ابن مسعود: كفى بخشية الله تعالى علما، وبالاغترار جهلاً.

وقال الزمخشري في كتابه الكشاف: والآية سيقت للحث والتحريض على النظر في عجائب صنع الله تعالى، وآثار قدرته ليؤدي ذلك إلى العلم بعظمة الله وجلاله، ويؤدي العلم إلى خشية الله تعالى، ولذلك ختمها بقوله تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» فالتدبر هو سر القرآن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الله عز وجل الله تعالى الله لیس

إقرأ أيضاً:

أكبر ذنب يفعله الرجل بعد الشرك بالله.. داعية يحذر من هذا الأمر

أكد الشيخ رمضان عبد الرازق، الداعية الإسلامي، أن الزوجة لها حقوق على زوجها، من أبرزها الإنفاق عليها بما يرضي الله، والتعامل معها ومع الأولاد بتقوى وعدل. 

وأوضح خلال استضافته في برنامج «الدنيا بخير» مع الإعلامية لمياء فهمي على قناة «الحياة»، أن الإسلام شدد على أهمية الإنفاق على الأسرة، مشيرًا إلى أنه لا يجوز للزوج أن يكون كريمًا مع نفسه وبخيلًا مع زوجته وأبنائه، قائلاً: «مينفعش يبخل على بيته وزوجته ويجيب لنفسه أغلى حاجة».

دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم ..أدعية وأذكار مقتبسة من السنةدعاء دخول الامتحان.. بـ7 أدعية يفتح الله عليك ويسهل لك الصعب

وأضاف عبد الرازق أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأن يكون الإنفاق على البيت والأولاد من أعظم الأعمال أجرًا عند الله، مستشهدًا بحديث النبي: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في سبيلِ اللَّه، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في رقَبَةٍ، ودِينَارٌ تصدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذي أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ».

وأشار الداعية إلى أن ما يُنفقه الرجل على أسرته باعتدال، دون إسراف أو بخل، يُعد أعظم الصدقات عند الله.

 وعلى النقيض، فإن تقصير الزوج في الإنفاق على زوجته وأولاده يُعد من الكبائر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يَقُوت».

وفيما يتعلق بالجوانب العاطفية، أكد عبد الرازق أن الزوجة لها حق في الكلمة الطيبة، والتقدير، والثقة، والإعجاب بشخصها ومظهرها، مشيرًا إلى أن هذه الأمور لا تقل أهمية عن الإنفاق المادي، كما أنها حقوق متبادلة يحتاجها الطرفان لتحقيق حياة زوجية مستقرة.

مقالات مشابهة

  • الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانا مُحرَّم ويؤثر على مستقبل الأمة
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يوضح
  • أمر يزيد طمأنينة النفس .. عالم بالأوقاف يكشف عنه
  • آية ترفع من معنوياتك وتزيدك تفاؤلًا وثقة بالله.. رددها كثيرا
  • وصايا النبي: كلمات الرسول قبل وفاته بثلاثة أيام
  • أركان الإيمان ومعنى التوحيد.. يوضحها علي جمعة
  • علي جمعة: الإيمان مبني على 6 أركان
  • غزة … النصر والفتح
  • الإفتاء : الإسلام حث على تعليم البنات والإحسان إليهن
  • أكبر ذنب يفعله الرجل بعد الشرك بالله.. داعية يحذر من هذا الأمر