دبي:«الخليج»

شهد قطاع الإعلام تطوراً لافتاً في دبي التي تمكنت من الوصول خلال فترة وجيزة إلى مكانة مرموقة كمركز رئيس للعمل الإعلامي في المنطقة، ما أهلها أن يتم اختيارها من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب كعاصمة للإعلام العربي على مدار عامي 2020 و2021، تقديرا لما قدمته من إنجازات أسهمت من خلالها في خدمة الإعلام العربي عبر العديد من المبادرات التي تركت بصمة واضحة على صفحة إعلام المنطقة ومن أهمها «منتدى الإعلام العربي» الذي تستضيف دبي هذا العام دورته ال21، وجائزة الصحافة العربية التي تحولت إلى جائزة عامة للإعلام العربي بكافة أفرعه الصحافية والمرئية وكذلك الرقمية.

ولم تكن الريادة الإعلامية لدبي تتحقق في فترة قياسية لولا رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي كانت وراء تلك المبادرات والمشاريع التي أثبتت دبي من خلالها جدارتها كمحور للعمل الإعلامي في المنطقة العربية.

ولا شك أن المكانة المتقدمة لدبي في مضمار العمل الإعلامي هي ثمرة عمل تواصل على مدار سنوات بدأت ضمن أطر بسيطة واكبت البدايات الأولى لبزوغ نجم دبي كمركز اقتصادي رئيسي في المنطقة وأحد أهم مراكز المال والأعمال على مستوى العالم، والتي تسعى اليوم لتكون متصدرة لقوائم التنافسية العالمية في كافة المجالات، بما في ذلك مجال استكشاف الفضاء. وفيما يلي نستعرض أهم المحطات التي مر بها ركب التطور الإعلامي في دبي خلال فترة تناهز نصف قرن من الزمان.

تلفزيون دبي

في التاسع من سبتمبر عام 1969 وبمتابعة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، بدأ بث تلفزيون دبي باللونين الأبيض والأسود حتى عام 1974 الذي شهد البث بالألوان تزامناً مع احتفالات الدولة بذكرى الاتحاد الثالثة ليكوِّن النواة الرئيسية في إنشاء مؤسسة دبي للإعلام في العام 2003.

إذاعة دبي

تأسست إذاعة دبي عام 1971 وكانت معنية بالبرامج الإخبارية، وبرامج البث المباشر، إلى جانب البرامج الثقافية والشعرية الهادفة. وفي عام 2011 بدأ بث الإذاعة الجديدة «دبي إف إم»، التي أطلقتها مؤسسة دبي للإعلام بإشراف مجموعة من أمهر الكوادر الإماراتية والعربية.

صحيفة البيان

في العاشر من شهر مايو عام 1980 أطلقت دبي أول صحيفة يومية حملت اسم «البيان» والتي تحولت إلى مدرسة صحفية استقطبت ألمع الأسماء العربية في عالم الصحافة المكتوبة و أشرفت على تخريج كوكبة من الصحفيين الإماراتيين، وهي اليوم تواصل تأدية رسالتها مؤكدةً مكانة دبي كمحطةٍ رائدة في صناعة الإعلام، وقد انضمت إلى مؤسسة دبي للإعلام عام 2003 إلى جانب قنوات المؤسسة التلفزيونية و الإذاعية.

صحيفة الإمارات اليوم

تعد أول صحيفة من نوع «تابلويد» في المنطقة حيث صدر العدد الأول من الصحيفة في 19 سبتمبر 2005 وهي تركز على الشأن المحلي والقضايا التي تهم وتشد القراء من خلال القصص الصحفية الشيقة بالإضافة إلى تغطية معظم الفعاليات والأخبار في الإمارات والعالم، وانضمت في العام 2009 إلى مؤسسة دبي للإعلام.

نادي دبي للصحافة

يعد نادي دبي للصحافة الذي تأسس في العام 1999 أحد أنشط نوادي الصحافة في العالم، كمنصة حيوية للصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي بصفة عامة. ومنذ انطلاقه، أخذ النادي على عاتقه مسؤولية تطبيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الطموحة لمستقبل الإعلام الإماراتي والعربي على وجه العموم.

جائزة الصحافة العربية

تأسست جائزة الصحافة العربية في العام 1999 بهدف تعزيز الدور الإيجابي الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتميزين منهم، وتقدير إسهامهم في استعراض ومناقشة أهم الموضوعات الأكثر تماساً مع حياة الناس والأعمق تأثيراً في واقعهم ومستقبلهم. ويتولى نادي دبي للصحافة تنظيم الجائزة بصفته ممثل أمانتها العامة منذ انطلاقها وحتى الآن.

منتدى الإعلام العربي

منتدى الإعلام العربي انطلق في العام 2001 وهو أحد أبرز مشاريع نادي دبي للصحافة، ويعد من أهم المبادرات التي شهدها قطاع الإعلام في المنطقة العربية قاطبة، مع نجاحه في تبوُّء مكانة متميزة كأبرز وأشمل ساحة للحوار المهنيّ المتوازن حول الموضوعات والقضايا المعنيّة بواقع ومستقبل الإعلام في عالمنا العربي، مع استقطابه لنخب الخبراء وقيادات العمل الإعلامي والمعنيين به من مختلف أنحاء المنطقة العربية والعالم.

جائزة الإعلام العربي

في نوفمبر 2021، وعملاً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبمتابعة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، تحولت جائزة الصحافة العربية إلى «جائزة الإعلام العربي»، لتصبح أكثر شمولية بإضافة قطاعين جديدين إلى جانب قطاع الصحافة العربية، وهما قطاع الإعلام المرئي وقطاع الإعلام الرقمي علاوة على جائزة شخصية العام الإعلامية.

منتدى الإعلام الإماراتي

أطلق نادي دبي للصحافة «منتدى الإعلام الإماراتي» في العام 2013 كمنصة حوارية جديدة تبتعد عن القوالب التقليدية للنقاش بتبني رؤية جديدة تتيح المجال أمام مشاركة أرحب تجمع جيل الشباب بطموحه وتطلعاته الوثّابة نحو المستقبل

قمة رواد التواصل الاجتماعي

القمة أطلقها النادي في مارس 2015، وكانت الحدث الأول من نوعه والأكبر على مستوى العالم للمؤثرين على قنوات التواصل الاجتماعي. وفّرت القمة عدة منصات لاستعراض أبرز التجارب والمشاريع والأفكار والمواهب في مجال التواصل الاجتماعي، واستكشاف أفضل سبل الاستفادة منها بما يعود بالخير على شعوب المنطقة العربية.

مدينة دبي للإعلام

تعد الحلم الذي أصبح حقيقة مع بداية الألفية الجديدة حيث انطلقت مدينة دبي للإعلام في العام 2000 لتكون المشروع الواعد في صناعة الإعلام على مستوى العالم حيث تضم المدينة الحرة 4000 شركة إعلامية متخصصة وأصبحت مركزاً لكبرى وسائل الإعلام التي اختارت دبي لتكون مقراً لمكاتبها الخارجية لتكلل الجهود بالنجاح عام 2020 باختيار دبي عاصمة الإعلام العربي من قِبَل مجلس وزراء الإعلام العرب حيث لعبت مدينة دبي للإعلام دوراً محورياً في دعم مسيرة الإعلام العربي وتوفير البيئة المثالية لنجاحه

مؤسسة دبي للإعلام

شهد العام 2003 ظهور كيان إعلاميّ رائد بإنشاء مؤسسة دبي للإعلام حيث تضم عدة قنوات متخصصة موجهة إلى المشاهد المحلي والعربي بالإضافة إلى إذاعاتٍ متخصصة تبث أثيرها على مدار الساعة وأول صحيفة صَدرَت في دبي «جريدة البيان» إذ لعبت المؤسسة دوراً محورياً في نقل صورة دبي إلى العالم من خلال التغطيات والبرامج التي تعزز من مكانة الإمارة عربياً وعالمياً

مجلس دبي للإعلام

تم تأسيس مجلس دبي للإعلام بموجب قانون رقم (5) لسنة 2022 برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم النائب الثاني لحاكم دبي، ويضم المجلس تحت مظلته مؤسسة دبي للإعلام والمكتب الإعلامي لحكومة دبي بهدف توحيد الرؤية الإعلامية للإمارة وتطوير استراتيجيتها كمركز إعلامي ريادي على المستوى الإقليمي والعالمي.

المنتدى الإعلامي للشباب

تنطلق في 25 سبتمبر الجاري أولى دورات المنتدى الإعلامي للشباب، وذلك بالتزامن مع أعمال الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي.

ويؤكد المنتدى الجديد الدور الريادي لدبي في التصدي لأهم التحديات ومواكبة متطلبات التطوير الإعلامي في المرحلة الراهنة وبما يسهم في صنع مستقبل إعلامي أفضل على يد شباب موهوب ومبدع.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات إمارة دبي الإعلام الإعلام العربي محمد بن راشد آل مکتوم منتدى الإعلام العربی مؤسسة دبی للإعلام نادی دبی للصحافة المنطقة العربیة قطاع الإعلام الإعلامی فی فی المنطقة فی العام من خلال

إقرأ أيضاً:

دعوة ملغومة للحلفاء العرب

بعد فشل الحرب الإسرائيلية على غزة، شهدنا مؤخرًا انتقالًا علنيًا إلى تكثيف الهجوم الدبلوماسي والسياسي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها الشريك الأساسي في الحرب.

(1)

صحيح أن ذلك الهجوم كان له دوره منذ بداية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، لكنه آنذاك اتّسم بثلاث خصائص؛ الأولى، أنه لم يكن معلنًا على الملأ، وظلّ يمارَس من وراء ستار.

الثانية، أنه ظلّ معاونًا للجيش في الحملة العسكرية ويؤدي مهمته في حدود شيطنة الفلسطينيين والترويج لأكذوبة «الدفاع عن النفس».

الخاصية الثالثة، أن الدور العربي كان خلفيًا، وهامشيًا، وأريد له أن يظلّ في حدود ضبط النفْس، والحياد مع الدعوة إلى وقف «التصعيد». لكن الأمر اختلف حين لاحت بوادر الفشل العسكري، وتلاحقت أزماته القانونية والأخلاقية والسياسية. آنذاك ظهر الدور الأميركي أكثر وضوحًا على مسرح الأحداث.

فجرى الإعلان عن خطة بايدن لوقف القتال وإنقاذ إسرائيل من أزمتها. وقدمت الخطة إلى مجلس الأمن، حيث تولّت واشنطن تسويقها وحشد التأييد الدولي لها، وحين أصبح الحل السياسي هو المعوَّل عليه، برز الدور العربي الذي جرى من خلاله تنشيط الوساطة العربية، وممارسة الضغط على حماس. وتعدّدت زيارات المبعوثين الأميركيين إلى العواصم العربية، إضافة إلى الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس بايدن شخصيًا مع بعض القادة العرب، حتى أصبح وزير خارجيته أنتوني بلينكن زائرًا شبه شهري للمنطقة العربية.

(2)

قدر لنا أن نتابع الهجوم العسكري عبر وسائل الإعلام، لكن معلوماتنا أقل بكثير عن الهجوم السياسي والدبلوماسي الذي يمارس في الظلّ عادة، وما عاد سرًا أنه يستهدف الضغط على حركة حماس لكي تتراجع عن شروطها المبدئية المعروفة، المتمثلة أساسًا في الوقف النهائي للقتال، والانسحاب الكامل من القطاع والعودة غير المشروطة لكل النازحين، مع إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين.

ولست أخفي قلقًا من ذلك الهجوم الناعم. فالخطة المطروحة بمثابة كمين للفلسطينيين مليء بالفجوات والألغام. كما أن لديّ تحفّظًا على المصطلحات المستخدمة في الملف، ذلك أن الهجوم السياسي هو تعبير مخفّف لإحكام نصب الكمين في الخطة، والحلفاءُ العرب المرشحون للقيام بالواجب يراد توريطهم في خدمة المصالح الإسرائيلية، خصوصًا أن مصطلح «الحلفاء» يتستّر على الخديعة، لأن التحالف يصحّ في وصف الصحبة أو الشراكة بين الأنداد. أما حين تكون العلاقة بين دولة كبرى، وأخرى أصغر كثيرًا فإن الوصف يصبح غطاء للاستخدام أو الامتثال والانصياع.

يضاعف من القلق أن الضغوط المفترضة تمارَس على الطرف العربي الذي يدرك الجميع أنه في أضعف حالاته، على نحو يبعث على الحزن والرثاء بالطبع.

للوهن العربي أعراض جانبية عدة، فرغم جرائم العدوان وفظائعه فإن العواصم العربية تبنّت خطابًا مهادنًا لإسرائيل. حتى الأغاني التعبوية اختفت تمامًا. فلم نعد نسمع عبر الإذاعات، مثلًا، «أخي جاوز الظالمون المدى» للشاعر علي محمود طه، و«وين الملايين» للشاعر الليبي علي الكيلاني.

وفي ذات السياق، رفضت دار الإفتاء في إحدى العواصم الكبرى أن تجيب عن سؤال لبعض المتدينين الحيارى حول ما يجب على المسلم عمله «إذا دهم العدو جزءًا من دار الإسلام – مثل غزة – وعمل على إبادة أهله وعطل صلاة الجمعة والجماعة». وظل السؤال معلقًا بلا إجابة طوال سبعة أشهر.

وكان مؤسفًا أن حملة إسكات الأصوات ذهبت إلى حد لجوء أجهزة الأمن إلى إلقاء القبض على أعداد من الشباب الذين حاولوا التظاهر ببعض اللافتات تضامنًا مع فلسطين.

(3)

الضغوط على الدول العربية «الحليفة» ليست أمرًا هينًا، لأن الاستجابة لها بأي درجة تفقِد أنظمتَها ثقة جماهيرها التي لا يشك أحد في أن أغلبها على الأقل في صفّ المقاومة الفلسطينية. فضلًا عن أن ذلك قد يكون له صداه الذي يؤثر سلبًا على الاستقرار الاجتماعي، خصوصًا في الأقطار التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة تشحن جماهيرها بالغضب والتذمّر. وذلك قد يستدعي احتمالات الانفجار الداخلي الذي لا تحمد عواقبه.

أما إذا حاولت تلك الدول مقاومة الضغوط فإن ذلك قد يعرضها لما قد لا تحتمله من إجراءات تأديبية أو عقابية من جانب الولايات المتحدة وزبائنها. وفي حدود علمي فإن ذلك الاعتبار محل اهتمام خاص من جانب الأميركيين والإسرائيليين الذين يتابعون بدقة وحذر مما قد يحدث في العالم العربي.

ثمّة سؤال جدلي تثيره جدوى الحضور أو الغياب العربي في مجريات الشأن الفلسطيني. ذلك أنني أفهم أن ذلك الحضور أمر بديهي وضروري، ولا يحتاج توفره إلى سؤال، ولكن ثمة وقائع سجلها التاريخ دلّت على أن تلك البديهية ليست مسلمًا بها طول الوقت، بحيث إن الحضور أضر بالقضية ولم يكن لصالحها. أذكر في ذلك ثلاث وقائع:

أولاها، أثناء الثورة العربية الكبرى التي شهدتها فلسطين خلال عامي 1936م -1939م، ذلك أن العناصر الوطنية الفلسطينية استنفرت قواعدها لمقاومة الانتداب البريطاني الذي تستّر على هجمات طلائع الحركة الصهيونية، واستخدمت في ذلك السلاح، فضلًا عن تنظيم الإضرابات، الأمر الذي أدى إلى سقوط أعداد من القتلى، وإلى محاكمة وإعدام بعض الفلسطينيين، وإيداع آخرين في سجون السلطة البريطانية.

وإزاء فشل الانتداب في قمع الثورة، فإنه لجأ إلى بعض «الحلفاء» العرب لتهدئة الثوار وإقناعهم بوقف انتفاضتهم. وكان بين هؤلاء اثنان من الرموز العربية، هما نوري السعيد الذي كان رجل بريطانيا في العراق، والأمير عبدالله ممثلًا للأسرة الهاشميّة في الأردن. وقد زار الأوّل فلسطين، وكان له دوره في التواصل مع الثّوار وإقناعهم بوقف الإضراب، وإصدار بيان بهذا المعنى كتبه المعتمد البريطانيّ.

الواقعة الثانية، تمثلت في عام 1948م، ذلك أن خمس دول عربية أرسلت قوات رمزية لمحاربة المليشيات الصهيونية، قوامها 2,500 شخص بين ضابط وجندي فقط، في حين أن العصابات الصهيونية حشدت 68 ألف مقاتل، إلى جانب عدد مماثل من جنود الاحتياط.

وكما يذكر المؤرخ السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين، فإن مفتي فلسطين، آنذاك الحاج أمين الحسيني، كان اقترح إمداد الثوار بالسلاح بدلًا من إرسال القوات العربية، خصوصًا أن تلك الأقطار العربية كانت خاضعة للاحتلال الإنجليزي والفرنسي، ولكن اقتراحه رُفض. وفي بداية الحرب انسحبت القوة اللبنانية بعد أن سلّمت 3 قرى فلسطينية للعصابات اليهودية، وانتهى الأمر بهزيمة القوات العربية في تلك الجولة.

الواقعة الثالثة، تمثلت في اتفاقية كامب ديفيد التي وقّعها الرئيس أنور السادات في 1978م، وهذه عشناها وما زلنا نعاني من تداعياتها. ذلك أنها وجّهت طعنة للقضية الفلسطينية، مما أفضى إلى تقزيم دور مصر واختراق إسرائيل للعالم العربي.

(4)

رغم تلك الصفحات القاتمة في كتاب التاريخ العربي، فإنّ ذلك، لا ينبغي له أن ينسينا ثلاثة أمور، هي:

أن القضية الفلسطينية احتلت مكانتها اللائقة خلال المرحلة الناصرية في ستينيات القرن الماضي، الأمر الذي يعني أن الأمر وثيق الصلة بالبيئة السياسية العربية. فالقضية تقوى وتنتعش إذا توفرت الإرادة السياسية العربية. وهي تنتكس في ظروف الوهن العربي، بحيث يصبح الغياب في هذه الحالة بمثابة خدمة للقضية، باعتبار أنه يحجب التأثير الضارّ لتداعيات الضعف. أن غياب الإرادة السياسية لا يعني بالضرورة غياب الشعوب، لأنّ التجربة أثبتت أن شعوبنا حاضرة، وإن اختلفت أو تعدّدت مظاهر الحضور في الشأن الفلسطيني الذي أصبح جزءًا ثابتًا في وعي كل عربي سويّ. ومن يتابعْ وسائل التواصل الاجتماعي يزدَدْ يقينًا بأن شعوبنا ليست غائبة في حقيقة الأمر، ولكنها مغيّبة لأسباب ليست خافية. الأمر الثالث، أنه في غياب النظام العربي، ورغم الصمت المفروض على شعوبنا، فإننا لم نعدم ظهور تجمّعات أهلية غير نظامية انخرطت في المقاومة من خارج النظام العربي، وهو ما لاحظناه في لبنان، والعراق، واليمن مثلًا. ورغم أية ملاحظات على تلك الجماعات، فينبغي أن يحسب لها أنها انخرطت في إسناد الفلسطينيين ومواجهة الاحتلال، وهو ما قد يغفر لها أية ملاحظات أخرى في الظروف الراهنة التي يتعرّض لها الفلسطينيون للإبادة.

أختم بخبر صادم وقَعتُ عليه في زمن الإبادة الراهن. ذلك أن موقعَي «واللا» الإسرائيلي و«أكسيوس» الأميركي كشفا عن حدث لم تنشره صحفنا. خلاصته أن اجتماعًا سريًا مهمًا عُقد في العاصمة البحرينية المنامة 18 يونيو/ حزيران أثناء قصف غزة، حضره رئيس الأركان الإسرائيلي، وشارك فيه قائد القيادة المركزية الأميركية، وضم ممثلين لجيوش خمس دول عربية؛ لمناقشة موضوع «التعاون» في مواجهة التداعيات الإقليمية المحتملة لحرب غزة.

وإذا لم یكذّب الخبر أو توضّح أهدافه، فقد نُعذَر إذا أسأنا الظن به بحيث صنّفناه ضمن جهود توريط الحلفاء العرب فيما يخدم المصالح الإسرائيليّة، خصوصًا أننا لم ننسَ أن نكبة 1948م حدثت بعد أن شاركت فيھا خمسُ دول عربية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الإعلام التونسي.. تحديات المهنية وسط العواصف السياسية
  • «مركز الشارقة للتدريب» يعرّف الطلبة باتجاهات الإعلام
  • رئيس اتحاد المعلمين العرب يواصل لقاءاته بقيادات التربية والتعليم في سوريا
  • وزارة الإعلام تحصد جوائز متنوعة في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس
  • نحو سياسة تعليمية جديدة
  • الرئيس الأسد يستقبل الأمين العام للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر والوفد المرافق
  • 3 مبادرات جديدة تطلقها ” جمعية الصحفيين الإماراتية”
  • وفاة الإعلامي الكبير عبدالعزيز شائف
  • دعوة ملغومة للحلفاء العرب
  • تطبيع الإعلام تطويع للسياسة!!