%5.7 نمو الاقتصاد غير النفطي للإمارات خلال 2023
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
مصطفى عبد العظيم (دبي)
رفع معهد التمويل الدولي توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات خلال العام 2023 إلى 3.8%، مقارنة مع توقعاته السابقة الصادرة في شهر مايو الماضي والتي بلغت 3.2%، مدفوعاً بالنمو المتسارع للقطاع غير النفطي الذي يتوقع أن يصل إلى 5.7%، وفقاً لجاربيس إيراديان، كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى لدى المعهد.
وتوقع إيراديان، في حواره مع «الاتحاد»، أن تسجل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارات مستوىً قياسياً جديداً هذا العام يصل إلى 24 مليار دولار، مؤكداً أن اقتصاد الإمارات سيحافظ على زخم النمو خلال العام المقبل ليصل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 4.6%، فيما يلامس الناتج المحلي الإجمالي الاسمي حاجز تريليوني درهم للمرة الأولى، بوصوله إلى 534 مليار دولار (1.96 تريليون درهم).
وقال إيراديان: إن مؤشرات النمو القوي للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي لدولة الإمارات هذا العام، تضع الدولة في المرتبة الخامسة بين أسرع الاقتصادات الكبيرة نمواً في العالم، (التي يزيد ناتجها المحلي الإجمالي على 500 مليار دولار)، وكذلك في المرتبة 30 من بين أكبر 40 اقتصاداً في العالم.
وأرجع كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى لدى معهد التمويل الدولي، النمو المرتفع لاقتصاد دولة الإمارات خلال العامين الحالي والمقبل، إلى زخم انتعاش الاستهلاك الخاص والاستثمار العام في جانب الإنفاق، وازدهار أداء قطاعات الخدمات (خاصة السياحة ومبيعات التجزئة) في جانب الإنتاج.
وأشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة بلغ خلال العام 2022 نحو 504 مليارات دولار (ما يعادل 1.85 تريليون درهم)، متوقعاً أن يبلغ هذا العام نحو505 مليارات دولار (1.86 تريليون درهم)، قبل أن يقفز إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 534 مليار دولار (ما يعادل 1.96 تريليون درهم) خلال العام المقبل 2024.
قوة القطاع
وأوضح إيراديان، أنه على الرغم من توقع تراجع نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي من 7.2% في عام 2022 إلى 3.8% في عام 2023، متأثراً بانخفاض إنتاج النفط نتيجة اتفاق أوبك+، إلا أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي، وهو مؤشر أفضل للنشاط الاقتصادي، سيظل قوياً عند 5.7% في عام 2023، مدفوعاً بالاستهلاك الخاص والاستثمار العام في جانب الإنفاق، والخدمات في جانب الإنتاج.
ووفقاً لكبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن متوسط معدل التضخم سوف يتراجع من 4.8% في عام 2022 إلى 3.1% في عام 2023، وذلك مع توقعات انخفاض أسعار السلع العالمية وانخفاض التضخم العالمي.
وقال إيراديان: تحافظ دولة الإمارات على تسجيل فوائض قوية تعادل 7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العامين الجاري والمقبل، وذلك على الرغم من توقعات انخفاض متوسط أسعار النفط (انخفاض خام برنت من متوسط 99.6 دولار للبرميل في عام 2022 إلى 83 دولاراً للبرميل في عام 2023).
الاستثمار الأجنبي
وأشار إيراديان إلى أنه وفقاً لتوقعات معهد التمويل الدولي، فإن دولة الإمارات مرشحة لاستقطاب 39 مليار دولار من تدفقات رأس المال الأجنبي في عام 2023، مع وصول الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 24 مليار دولار أميركي، وهو ما يمثل أكثر من 60% من إجمالي تدفقات رؤوس الأموال غير المقيمة.
وأكد أن دولة الإمارات تُعد واحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية الأجنبية جاذبية في العالم، وأكبر متلق للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة، وذلك مع استقطابها استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 24 مليار دولار في عام 2023، والتي تشكل نحو 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي (وهو واحد من أعلى المعدلات بين الاقتصادات الناشئة والنامية).
وعزا كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التدفقات المرتفعة للاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة الإمارات، إلى ما تتمتع به الإمارات من اقتصاد متنوع ومنفتح وبيئة أعمال جاذبة، وبنية تحتية عالمية، وسياسات مرنة قابلة للتكيف، ووجود قطاع خاص ديناميكي.
ونوه إيراديان بتوسع دولة الإمارات في الاستثمار بالقطاعات ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة، والذي انعكس على نمو مشاريع الطاقة المتجددة، مشيداً بجهود الدولة لتحفيز التمويل الأخضر والاستثمار في المشاريع المستدامة، كجزء من جهودها لتنويع اقتصاداتها بعيداً عن النفط والغاز.
استثمارات قياسية
واستقطبت دولة الإمارات خلال العام الماضي مستوى قياسياً من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغ 23 مليار دولار، لتصعد إلى المركز السادس عشر كأكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم، والوجهة الأولى على مستوى الشرق الأوسط، وفقاً لتقرير «أونكتاد» الذي صنف دولة الإمارات رابع أكبر متلق لاستثمارات المشاريع الجديدة في العالم بإجمالي 997 مشروعاً، لتأتي بذلك بعد الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والهند، مسجلة ارتفاعاً بمعدل 80% في المشاريع الجديدة، مقارنة بالعام 2021، فيما عززت الدولة موقعها في صدارة الوجهات الجاذبة للاستثمار في دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن استقطبت 61% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر بالمنطقة في العام 2022.
السلامة المصرفية
قال كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن مؤشرات السلامة المصرفية قد تعززت، بما في ذلك السيولة الكافية، وارتفاع نسبة كفاية رأس المال، وارتفاع صافي الأصول الأجنبية، وانخفاض القروض المتعثرة.
فيما يتعلق بتطور السوق العقاري، توقع إيراديان أن يواصل سوق العقارات في دولة الإمارات نموه، مدعوماً بالطلب القوي، خاصة من المستثمرين الأجانب، مرجحاً أن يستمر السوق السكني في الإمارات في النمو، وإن كان بوتيرة أبطأ، مشيراً إلى أن أكثر من نصف إجمالي مبيعات العقارات تعتمد على النقد، وبالتالي فهي أقل تأثراً بارتفاع تكاليف الاقتراض نتيجة الرفع المتكرر للفائدة خلال الأشهر الأخيرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاقتصاد الإمارات اقتصاد الإمارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا الناتج المحلی الإجمالی الاستثمار الأجنبی الأجنبی المباشر دولة الإمارات تریلیون درهم ملیار دولار خلال العام غیر النفطی فی العالم فی عام 2023 فی جانب عام 2022
إقرأ أيضاً:
مدبولي: مصر صدرت مستحضرات الطبية بقيمة مليار دولار العام الماضي
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، احتفالية هيئة الدواء المصرية، التي تقام بالمتحف المصري الكبير، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة حصول الهيئة على اعتماد منظمة الصحة العالمية "مستوى النُضج الثالث" في مجال الدواء، وذلك بحضور الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية.
كما شارك في الاحتفالية كل من الدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، والدكتور أدهم إسماعيل، مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار السيد رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، وعددٍ من السفراء وكبار المسئولين، ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، ورؤساء عدد من الهيئات الحكومية، ونقيب الأطباء، ونقيب الأطباء البيطريين، وشركاء الصناعة في هذا القطاع، وقيادات هيئة الدواء المصرية.
وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالحضور في هذا الحدث الهام، والذي يأتي في سياق إنجاز وطني تاريخي حققته مصر مُمثلةً في هيئة الدواء المصرية، بحصولها على اعتماد منظمة الصحة العالمية لمستوي النضج الثالث في الرقابة على الأدوية.
وأضاف رئيس الوزراء، أن هذا الإنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة، التي لم تدخر جهدًا في تطوير منظومة رقابية مُتكاملة وفقاً لأعلي المعايير الدولية، مما عزز مكانة مصر إقليمياً وعالمياً كمرجع موثوق به في هذا المجال الحيوي.
وتابع قائلاً: لقد نجحنا في بناء بنية تحتية متطورة في قطاع الدواء، تعتمد على قدرات وطنية هائلة وإمكانات كبيرة للقطاعين العام والخاص، ذلك القطاع الذي يُعد شريكًا رئيسيًا في قيادة القطاع الدوائي، وبفضل هذه الجهود استطاعت مصر تصدير ما قيمته مليار دولار من المستحضرات الطبية خلال العام المالي الماضي، ونطمح إلى مُضاعفة هذا الرقم ليصل إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2030، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز صادراتنا من الأدوية التي تُصدر بالفعل لأكثر من 147 دولة حول العالم.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تواصل عملها الجاد لتوطين صناعة الدواء، خاصةً الأدوية المُتطورة مثل أدوية الأورام والأنسولين، بما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الدوائي المصري، مُضيفاً أن الحكومة تسعي أيضاً إلى دعم التعاون مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين لنقل التكنولوجيا المُتقدمة، وتطوير كوادر مصرية قادرة على الابتكار والريادة في هذا المجال.
وعلى صعيد توافر الأدوية، أشار الدكتور مصطفى مدبولي خلال كلمته، إلى أن الحكومة تبعث برسالة طمأنة واضحة للشعب المصري، مؤكدًا الحرص على المُتابعة الدورية لتأمين مخزون استراتيجي من الأدوية والمُستلزمات الطبية، وضمان استدامة توافرها بجودة عالية.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن جهود هيئة الدواء المصرية تأتي في هذا السياق عبر ضمان توافر المواد الخام والمستحضرات الطبية ومتابعة العمليات الإنتاجية والاستيرادية، فضلاً عن إطلاق حملات تفتيشية مُستمرة لمكافحة الممارسات الخاطئة في السوق الدوائية، مؤكدا أن الحكومة مُلتزمة بمواصلة هذه الجهود لضمان توفير احتياجات المواطنين، مع تعزيز قدراتنا التصديرية بما يدعم الاقتصاد الوطني.
وفي ختام كلمته، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديم خالص الشكر لـ الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على رؤيته ودعمه المستمر للقطاعين الدوائي والطبي، كما وجه الشكر لجميع شركائنا من القطاعين الحكومي والخاص على إسهاماتهم القيمة وما يبذلونه من جهود لتحقيق المزيد من الإنجازات لصالح مصرنا الغالية وشعبها العظيم.