رغم التوترات السياسية.. الولايات المتحدة تسمح بدخول الإسرائيليين للبلاد بدون تأشيرة
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
تستعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الإسبوع للإعلان عن سماح المواطنين الإسرائيلي بدخول الولايات المتحدة بدون تأشيرة، وذاك على الرغم من مخاوف واشنطن المستمرة بشأن معاملة الحكومة الإسرائيلية للأمريكيين الفلسطينيين.
ووفقا أسوشيتد برس، فإنه من المقرر الإعلان عن انضمام إسرائيل إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية في أواخر الأسبوع، قبل نهاية سنة الميزانية الفيدرالية يوم السبت مباشرة، وهو الموعد النهائي لقبول إسرائيل.
إلغاء التأشيرات الأمريكية للمواطنين الإسرائيليين
وتدير وزارة الأمن الداخلي الأمريكية البرنامج الذي يسمح حاليًا لمواطني 40 دولة معظمها أوروبية وآسيوية بالسفر إلى الولايات المتحدة لمدة 3 أشهر بدون تأشيرات.
ومن المقرر أن يصدر وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس هذا الإعلان يوم الخميس، بعد وقت قصير من تلقي توصية من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بقبول إسرائيل، وفقا لمسؤوليين أمريكيين.
وقال المسؤولون إنه من المتوقع تسليم توصية بلينكن في موعد لا يتجاوز يوم الثلاثاء، وسيأتي الإعلان النهائي بعد 8 أيام فقط من لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك على هامش الجمعية العامة لـ الأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنه "ليس لديها ما تعلنه علناً في هذا الوقت"، مضيفة أنها ووزارة الأمن الداخلي ستتخذان "قراراً نهائياً في الأيام المقبلة".
وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية، أنه في الوقت الحالي تعمل الولايات المتحدة مع إسرائيل من أجل "الوفاء بمجموعة كاملة من متطلبات إنفاذ القانون والأمن القومي والمتطلبات المتعلقة بالهجرة للبرنامج.
وقد استوفت إسرائيل اثنين من المعايير الثلاثة الأكثر أهمية على مدى العامين الماضيين للأنضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية وهما، نسبة منخفضة من طلبات التأشيرة المرفوضة وانخفاض معدل تجاوز مدة التأشيرة.
كما كافحت إسرائيل من أجل تلبية الشرط الثالث، وهو شرط المعاملة بالمثل الذي يعني أنه يجب معاملة جميع المواطنين الأمريكيين، بما في ذلك الأمريكيين الفلسطينيين، على قدم المساواة عند السفر إلى إسرائيل أو عبرها.
وبدعوى أسباب تتعلق بالأمن القومي، كان لدى إسرائيل منذ فترة طويلة متطلبات دخول وعمليات فحص منفصلة للأمريكيين من أصل فلسطيني، حيث اشتكى الكثيرون من أن الإجراءات كانت مرهقة وتمييزية.
كما مُنع الأمريكيون الذين يحملون وثائق إقامة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى حد كبير من استخدام مطار إسرائيل الدولي، اضطروا، مثل الفلسطينيين الآخرين، إلى السفر عبر الأردن أو مصر للوصول إلى وجهاتهم.
وفي الأشهر الأخيرة، تحركت إسرائيل لتعديل متطلبات دخول الأمريكيين الفلسطينيين، بما في ذلك السماح لهم بالسفر من وإلى مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب والذهاب مباشرة إلى الضفة الغربية وإسرائيل، وتعهدت إسرائيل أيضًا بتسهيل حركة الأمريكيين الفلسطينيين الذين يسافرون من وإلى قطاع غزة.
السلطة الفلسطينية: إسرائيل تسعى لجر منطقة الشرق الأوسط إلى العنف رفع حالة التأهب وانتشار ضباط الشرطة في أرجاء إسرائيلالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي الحكومة الإسرائيلية إسرائيل التأشيرة الأمريكية وزارة الأمن الداخلي الأمريكية وزارة الخارجية الأمريكية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
هل هناك حدود للإجرام والوحشية الإسرائيلية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا؟
كنت أعتقد أن هناك حدودا يصعب حتى على أى مجرم مهما كان عتيا أن يتجاوزها، لكن ما تفعله إسرائيل فى قطاع غزة فاق كل خيال.
صدعت إسرائيل رءوسنا ورءوس العالم بخرافة أنها واحة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى غابة من الاستبداد العربى الإسلامى، إلى أن جاء عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى، ليكشف أنها منبع وأصل الوحشية والعنصرية.
ما هو الجديد الذى يدفعنى للكتابة عن هذا الموضوع اليوم؟
صحيفة هاآرتس العبرية ذات الاتجاه اليسارى نشرت.
يوم الأربعاء الماضى عن قائد بالفرقة ٢٥٢ بجيش الاحتلال أن هناك خطا شمال محور الشهداء «نتساريم» فى قطاع غزة يسمى بخط الجثث ويعرفه أهالى المنطقة جيدا. يضيف أى شخص يتجاوز هذا الخط نطلق عليه الرصاص فورا، ولا يجرؤ الأهالى على سحب الجثث، بل نتركها لتأكلها الكلاب.
المئات من جثامين الشهداء ما تزال موجودة فى شوارع مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وكلما حاول الأهالى نقل الجثث تستهدفهم المسيرات مما يؤدى لسقوط شهداء جدد، والعشرات من المصابين ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم.
«صور الكلاب وهى تنهش جثامين الشهداء أمام أعين جنود وضباط الاحتلال تكشف - حسب بيان لحركة حماس - عن مستوى الوحشية وحجم السادية والإجرام واللاإنسانية فى سلوك جيش الاحتلال وقيادته الفاشية».
صحيفة هاآرتس أيضا التقت بمجموعة من قادة وضباط وجنود الجيش الإسرائيلى فى شمال قطاع غزة وجاءت أهم تصريحاتهم كالتالى:
محور نتساريم مصنف بأنه منطقة قتل، وكل من يدخل نطلق عليه النار فورا، وهناك سباق بين الوحدات لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين. نحن نقتل مواطنين ثم نعدمهم على أساس أنهم مسلحون. ولدينا أوامر بإرسال صور الجثث، وقد أرسلنا صورا لـ٢٠٠ قتيل، وتبين أن عشرة فقط منهم ينتمون لحماس. وأحيانا يتصرف الجيش فى غزة وكأنهم ميليشيا مسلحة مستقلة لا تلتزم بأى قوانين، ولدينا سلطات غير محدودة، وهناك عمليات تجرى من دون أوامر. وبعض القادة الذين خدموا فى المنطقة كانوا يبحثون عن صورة نصر شخصى، وأحد القادة قال لجنوده أن صورة النصر لفرقته سوف تتحقق بعد إفراغ شمال غزة من سكانه.
وأظن أن العبارة الأخيرة هى أحد الأهداف الأساسية للعدوان الإسرائيلى ضمن أهداف أخرى كثيرة. لكن هناك جيوشا كثيرة تحتل مناطق فى دول أخرى من دون أن تفعل ما فعلته وتفعله إسرائيل فى غزة من إجرام غير مسبوق.
فى نفس اليوم، لتقارير هاآرتس كانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية. المنظمة قالت إن السلطات الإسرائيلية فرضت عمدا على سكان غزة ظروفا معيشية مصممة لتدمير جزء من السكان من خلال تعمد حرمان المدنيين من الوصول إلى المياه بشكل كاف. مما أدى إلى آلاف الوفيات، إضافة إلى الحرمان من الصرف الصحى، وتعطيل البنية التحتية، خصوصا قطع الكهرباء وكلها أعمال تشكل جريمة حرب متمثلة بالإبادة.
المنظمة استشهدت بما قاله يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى السابق بعد بدء العدوان مباشرة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ «لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا ماء، ولا وقود. كل شىء مغلق». يومها وصف جالانت الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية!!!».
تقرير هومان رايتش ووتش استغرق إعداده عاما كاملا، ومن المستحيل اتهام أصحابه بأنهم مغرضون أو عرب معادون للسامية. هو اعتمد على مقابلات سكان مدنيين وصور بالأقمار الصناعية وبيانات وتحليل صور وفيديوهات. وبالطبع فإن وزراء الخارجية الإسرائيلية قال إن التقرير ملىء بالأكاذيب، وافتراء دموى لتعزيز الدعاية المناهضة لإسرائيل!!!
ولا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا التقرير ملىء بالأكاذيب فى حين أن أهم دليل على صحته هو سقوط ١٥٢ ألف شهيد وجريح فلسطينى وعشرة آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والمسنين والنساء وتدمير أكثر من ٧٠٪ من قطاع غزة ونزوح أكثر من ٨٠٪ من السكان، مما شكّل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم.
أما ما يحدث فى شمال قطاع غزة من تدمير منظم لكل شىء وتسوية المبانى والمنشآت بالأرض خير دليل على الجريمة العظمى التى ترتكبها إسرائيل.
ختاما يقول ضابط إسرائيلى: «نحن فى مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه بلا قيمة!!!».
(الشروق المصرية)