الرئيس الإيراني: احتجاجات مهسا أميني كانت حربا إعلامية يديرها العدو
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
اعتبر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن احتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، كانت بمثابة حرب إعلامية يديرها العدو، لكن غياب الدعم الشعبي أحبط خططهم.
جاء ذلك في مقابلة أجراها رئيسي مع برنامج جي بي إس الذي تبثه قناة "سي إن إن" الأمريكية.
وقال رئيسي "لا أريد أن أسمي شبكات تلفزيونية أو شبكات إخبارية، ولكن شبكات مقرها الرئيس في 3 دول أوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية التي تبث الأخبار على مدار 24 ساعة باليوم، يقومون بتدريس أساليب الإرهاب علانية.
وأشار إلى أن هذه الشبكات "تقوم بإجراء خطوات تعليمية حول كيفية صنع كوكتيل مولوتوف (زجاجة معبأة بمادة حارقة)"، موضحًا أن "هذا أحد أوجه العداء الذي تكنه الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك عداء بعض الدول الأوروبية تجاه إيران".
اقرأ أيضاً
البرلمان الإيراني يقر قانونا لتشديد قواعد لبس الحجاب
وأوضح رئيسي أن ما حدث في تلك الاحتجاجات هو حضور القلة، وليس حضور الشعب، موضحًا أن الشعب الإيراني لم يدعم "بأي شكل من الأشكال أولئك الذين قاموا بأعمال شغب في شوارع إيران.
وأضاف أن "هناك بعض الذين خُدعوا. وكان هناك آخرون ارتكبوا جرائم قتل وارتكبوا جرائم خطيرة".
وفيما يتعلق بمسألة موقفه من الحجاب الإجباري في بلاده، قال رئيسي: "القضية الأساسية هي أن الحجاب اليوم في الجمهورية الإسلامية هو قانون.
وتابع "عندما تصبح القضية جزءًا من القانون، فيجب على الجميع الالتزام بالقانون. لذا، فهو نفس الشيء في جميع أنحاء العالم".
اقرأ أيضاً
احتجاجات الحجاب.. متدينون يخشون التهميش وإضعاف هوية إيران
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إبراهيم رئيسي مهسا أميني
إقرأ أيضاً:
هل يشعل توقيف إمام أوغلو حربا أهلية في إسطنبول؟!
تظهر حالة الانفصال عن الواقع التي يعيشها الكثير من أنصار حزب الشعب الجمهوري في موقفين؛ أحدهما يمثل خطرا كبيرا على الأمن المجتمعي لتركيا عامة ولإسطنبول خاصة، ولا تعفي قيادة الحزب من المسؤولية عن تفشي هذه الظاهرة، فيما بعد توقيف رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، وهم في ذلك يستثمرون في الحدث من أجل مكاسب انتخابية، أكثر من سيستفيد منها هما رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس الحزب أوزغور أوزيل، ومن بعيد، يستفيد رئيس الحزب السابق، العجوز الماكر، كمال كليتشدار أوغلو، الذي يسعى للعودة إلى المشهد، بعد أن استطاع من الانتقام لنفسه، بإبعاد أكرم إمام أوغلو، بعد أن انقلب التلميذ على أستاذه.
الموقف الأول الذي يظهر حالة الانفصال عن الواقع، وعدم رغبة أنصار حزب الشعب الجمهوري تصديق الواقع، هي نتائج الانتخابات الداخلية في الحزب، والتي حصل فيها أكرم إمام أوغلو على نحو 15 مليون صوت في الانتخابات التمهيدية، والتي لم يكن فيها سوى مرشح واحد، ليصبح المرشح الرسمي لحزب الشعب الجمهوري بالانتخابات الرئاسية المقبلة، في خطوة يعرف جيدا من اتخذها في قيادة الحزب العليا أنها مردودة، وأنها نفسية لتحريك الأنصار، وأنها سياسية لإبعاد القيل والقال، الذي يمكن أن يلاحق المستفيدين الحقيقيين من الإطاحة بـ"ابن الإمام".
يحدث اضطراب الشخصية أو الانفصال عن الواقع عندما يشعر الإنسان أن الأشياء من حوله غير حقيقية، وأنه يعيش في حلم، وهو ما كان يعيش فيه أكرم إمام أوغلو خلال السنتين الأخيرتين، حيث كان لا يقتنع بأنه يمكن أن يحاسَب، ومن هنا جاءت دعوى إهانة القضاء. ظن الرجل أنه فوق المحاسبة، ومن ثم نقل هذا الشعور للأنصار، وللتغطية على هذا الشعور حاول وتحاول معه قيادات الحزب تحويل التهم إلى سياسية وليست جنائية
الموقف الثاني، هي تلك التظاهرات التي تخرج ليلا منذ القبض على رئيس بلدية إسطنبول، رغم قرار وزارة الداخلية بمنع التظاهر حتى شهر نيسان/ أبريل القادم، وعلى الرغم من أن هذه التظاهرات ليست حاشدة كما تحاول المعارضة، أو على الأقل حزب الشعب الجمهوري، إظهارها، إلا أنها مؤثرة إلى حد بعيد، لما تحمله من معان وإشارات ورسائل. فتكسير شواهد القبور الأثرية، والتبول داخل باحات المساجد، وشرب الخمور داخلها، بالإضافة إلى الهتافات والسباب الذي يتضمنها للرموز والأشخاص المحافظة، يجعل من هذه التظاهرات تحمل مخاطر، لا في الأطر السياسية، بل تتعدى إلى الأطر المجتمعية، التي حاولت حكومة العدالة والتنمية خلال الخمسة وعشرين عاما الماضية ترسيخها، وهي القيم الحقيقية للبرالية والديمقراطية، وبالتالي التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
يحدث اضطراب الشخصية أو الانفصال عن الواقع عندما يشعر الإنسان أن الأشياء من حوله غير حقيقية، وأنه يعيش في حلم، وهو ما كان يعيش فيه أكرم إمام أوغلو خلال السنتين الأخيرتين، حيث كان لا يقتنع بأنه يمكن أن يحاسَب، ومن هنا جاءت دعوى إهانة القضاء. ظن الرجل أنه فوق المحاسبة، ومن ثم نقل هذا الشعور للأنصار، وللتغطية على هذا الشعور حاول وتحاول معه قيادات الحزب تحويل التهم إلى سياسية وليست جنائية، وهو ما فندناه في مقال "أكرم إمام أوغلو بين إنفاذ القانون ولعبة السياسة".
والآن يلعب إمام أغلو بالنار، فالرسالة التي أرسلها إمام أوغلو من السجن تحمل عبارات النضال، رغم تهم الفساد وتعريض الأمن القومي للبلاد للخطر. يقول أكرم في رسالته: "يا شعبنا العزيز، لا تحزنوا، لا تيأسوا، لا تفقدوا الأمل، ما حدث من عبث بالديمقراطية، وما لحق بها من إساءة، سنجتثه معا، ونمحو هذه البقعة السوداء من تاريخنا المشترك، أيام الحساب قادمة، وسيسأل من تلاعب بإرادة الناس أمام العدالة".
هذه الكلمات التي أتمها بقوله: "أدعو كل فرد من أبناء هذا الوطن الـ86 مليونا، إلى أن يملأوا صناديق الاقتراع، ويُسمعوا صوتهم العالي في وجه الظلم، لنُخبر العالم أننا ما زلنا نؤمن بالديمقراطية، ونقاتل من أجل العدالة"؛ تحمل حالة من المظلومية باللعب بمشاعر الناس، وهو ما يحمله المحللون والصحفيون الموالون لحزب الشعب الجمهوري وحلفائه من المعارضة، إلى الجماهير على شاشات القنوات التلفزيونية التي أصبح كل همها في الفترة المسائية هو هذا الموضوع، ومع استدعاء المظلومية، وتصوير الأمر على أنه حرب من أجل الديمقراطية، لترسيخ فكرة أن ما قام بها أكرم إمام أوغلو وشراءه المتهمين في القضايا المختلفة، ومنهم أعضاء ومسؤولون في الحزب الحاكم، على أنه جهاد، من يتخلف عنه آثم قلبه.
إذا وضعنا جنبا إلى جنب هذا الخطاب الإعلامي والتعبوي، الذي كانت نتائجه إقرار هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية عقوبة توقيف البث لمدة 10 أيام لقناة " Sözcü TV" بتهمة "تحريض الجمهور على الكراهية والعداوة"، مع فرية أن المستفيد الأول من الإطاحة بأكرم إمام أوغلو هو الرئيس أردوغان، وحديث البعض عن نية الرجل حل البرلمان، من أجل إيجاد فرصة دستورية لنفسه بالعودة إلى استحقاق جديد، هو كلام يحمل الفرى والبهتان، ولدينا تحليلنا الخاص، وهو تحليل تحمله الشواهد واستطلاعات الرأي، فالأزمة الاقتصادية، والخلافات التي شهدها حزب العدالة والتنمية خلال السنوات القليلة الماضية،المستفيد من المشهد حتى الآن هو من له مصلحة في إبعاد أكرم إمام أوغلو، ومن يلعب بمشاعر أنصار حزب الشعب الجمهوري هو نفسه من يؤجج مشاعر الناس، ومن ثم هو نفسه من أفسح الطريق لانتخابات داخلية من مرشح واحد في الحزب، وهو يعلم أن الترشح والتصويت هما لعبة سياسية، تبتعد كثيرا عن حقيقة إمكانية تنفيذها والسياسات التي أبعدت شريحة ليست بالقليلة من المحافظين والإسلاميين، الظهير الشعبي الحقيقي للحزب الحاكم، والتغييرات الدولية والإقليمية، غير المساندة للحزب ورئيسه، تجعل من الحديث عن إقدام الرئيس أردوغان على الترشح مجددا هو درب من دروب الانتحار السياسي، لا سيما بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
الانتهاكات التي شهدتها تظاهرات أنصار حزب الشعب الجمهوري، والتي يؤججها خطاب قادة الحزب ورئيسه، وجهات خارجية من وراء الستار، ومساسها بالحريات والمقدسات، دفعت بعض المصلين للتمترس أمام الجوامع للحفاظ على المقدسات، ومنع المتظاهرين من المساس بها، وإذا كانت وقفات المتدينين اليوم دفاعية، فلا يعلم أحدنا ماذا تحمل الأيام من تطورات، ولا يعلم أحدنا إلى أين يمكن أن يأخذ من يقود مشهد الغاضبين!
المستفيد من المشهد حتى الآن هو من له مصلحة في إبعاد أكرم إمام أوغلو، ومن يلعب بمشاعر أنصار حزب الشعب الجمهوري هو نفسه من يؤجج مشاعر الناس، ومن ثم هو نفسه من أفسح الطريق لانتخابات داخلية من مرشح واحد في الحزب، وهو يعلم أن الترشح والتصويت هما لعبة سياسية، تبتعد كثيرا عن حقيقة إمكانية تنفيذها، ثم يصرح: "إذا لم يكن من الممكن ترشيح إمام أوغلو رسميا، سيظهر شخص آخر كمرشح.. لا يهم من يكون بديل إمام أوغلو، فهو سيفوز بالانتخابات باسم أكرم إمام أوغلو".
هذا اللعب بالمشاعر، والذي يذهب بالمناصرين إلى أبعد مدى، قد ينزلق إلى منزلق لا يمكن إيقافه، لكن الحقيقة أن من يلعب بالنار حتما ستحرقه.