فعلى أيّ الجبهتين نميلُ ..؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
صراحة نيوز- حسين الرواشدة
ماذا ينتظر الأردنيون (أو بصيغة أخرى) ما الذي ينتظر الأردنيين في الأيام القادمة ؟ بين ما ننتظره ،وما ينتظرنا اختلاف واحد ، هو( الفاعل )، فإما أن نكون نحن ،أو المجهول الذي لا نعرفه ،،هذه -بالطبع- مشكلة ،لكن الأخطر منها هو (الفعل )المنتظر ،بما يضمره من أهداف قريبة أو بعيدة ، وبما يكشفه من خرائط للجغرافيا السياسية ؛ هذه التي تتداخل فيها خطوط المصالح وتقاسم النفوذ ، ومن تصميم جديد للأدوار، و تحولات في تصنيف من هو العدو ، ومن هو الصديق ، ثم يا تُرى على ( أي الجانبين نميل؟).
قد يبدو هذا الاستهلال غامضا ، لكنه ليس أكثر غموضا مما يجري في منطقتنا ، وعلى حدودنا أيضا ، فبلدنا اليوم محاط بسوار من الأحداث والمفاجآت ، ومفروض عليه أن يكون طرفا فيها، وأن يتفقد ما لديه من أوراق ،لكي( يقيس قبل أن يغوص )، تلك مهمة صعبة ،بالطبع ، لكن تكلفة الهروب منها لا طاقة لنا عليها ، كما أن الاستمرار باستخدام الأدوات القديمة لإدارتها ليس مقبولا ، ما يستدعي “خلق “إرادة سياسية لإجراء عمليات سريعة ،أهمها “لمّ الشمل الوطني)، وتجهيز الجبهة الداخلية وتعزيزها، وبناء توافقات تفرز قرارات تحظى بالثقة والإجماع ، تماما كما حدث في مطلع التسعينيات من القرن المنصرف.
أمامنا الآن جبهتان، جبهة حدودنا الغربية مع الكيان المحتل ،وجبهة حدودنا الشمالية مع النظام السوري، حين ندقق بالجبهة الغربية نجد أن قواعد اللعبة تغيرت تماما، الأدوار التي كنا نقوم بها لم تعد مهمة، الأطراف التي كنا نراهن عليها اختفت ، التفاهمات التي كانت تحفظ الحد الأدنى من مصالحنا تكاد تنتهي، أو يتم الاستغناء عنها بالتفاهم مع أخرين، تل أبيب الجديدة ، ورام الله المحاصرة والضعيفة ، وخطوط التطبيع التي امتدت إلى العمق العربي كله، وواشنطن التي ما تزال تحتفظ بنسخة صفقة القرن ، كل ذلك أصبح عبئا ثقيلا على عمان ، ما يعني أننا اصبحنا وحدنا في مواجهة نتنياهو ،وترسانته العنصرية.
حين ندقق، أيضا ، بالجبهة الشمالية ،نجد أننا أمام حرب مفتوحة ،عنوانها تهريب الأسلحة والمخدرات، وارتدادات الزلزال الذي عاد بسوريا 10 أعوام للوراء، كل الوصفات السياسية التي صرفناها ،لم تجد لدى النظام السوري أي استجابة ، التنظيمات التي تتمدد على حدودنا تتصرف بمنطق العصابات المؤجرة ، الصراع الدولي على سوريا يدفع باتجاه “التصفية” عبر وكلاء سبق ورفضنا أن نكون منهم ، وعليه تحولت سوريا الجديدة إلى مصدر تهديد لأمتنا الوطني، ولم يعد بمقدورنا ان نقف مكتوفي الأيدي انتظارا لدقات ساعة الانفجار ،التي يبدو أنها أصبحت قريبة.
أعرف ، ليست هذه المرة الأولى التي تنفتح فيها علينا الجبهات ،باسم الحرب أو باسم السلام والتسويات، أعرف ،أيضا، أن لدينا ما يلزم من أوراق للتعامل معها، وقدرة على الصمود لمواجهتها ،أعرف، ثالثا، أن كل ما نفكر فيه هو “إدارة الصراع ” لتجاوز الأخطار بأقل ما يمكن خسائر ، وأننا أبعد ما نكون عن المغامرة أو المكاسرة ، لكن ما اعرفه ،تماما، أننا أصبحنا وحدنا في الساحة ،بعد أن انهارت بعض الحواضر ، وانغمست الأخرى في حسبة مصالحها فقط، وأننا نعاني اقتصاديا واجتماعيا بعد انقطعت خطوط الدعم والمساعدات ، وأننا آخر العواصم التي ما تزال صامدة أمام عواصف التفتيت والتقسيم ، وإشعال فتائل القهر والغضب.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
نيويورك/ الأناضول ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة، الخميس، الهجمات الإسرائيلية على سوريا. وعقدت الجلسة الطارئة بناء على طلب الجزائر والصومال. وفي كلمة لها بالجلسة، أشارت نائبة المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة آصلي غوفن، إلى أنهم اجتمعوا الخميس
كازاخستان – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تبادل الموقوفين والسجناء بين روسيا والولايات المتحدة يخدم تعزيز الثقة، التي ستحتاج وقتا طويلا لإحيائها بين البلدين.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة في ألماتا بكازاخستان اليوم الجمعة: “تم إطلاق مبادرة لتبادل السجناء من الجانبين الروسي والأمريكي في آن واحد. وأنا على ثقة بأن أي بادرة إنسانية حتى عندما يتعلق الأمر بعودة شخصين فقط إلى ذويهما تكون دائما إيجابية”.
ولفت لافروف إلى أن “تبادل السجناء بين موسكو وواشنطن يساعد على بناء الثقة وتعزيزها بعد أن دمرتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، رغم أن إحياء هذه الثقة سيستغرق وقتا طويلا، حيث قوّضتها ودمّرتها إدارة بايدن.. هذا هو التبادل الثاني من نوعه للسجناء والموقوفين خلال الأسابيع القليلة الماضية”.
وأكد أن اتصالات روسيا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهرت إجماع الجانبين على ضرورة الحوار، ولفت إلى أن روسيا تتطلع إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وإحياء الثقة بين البلدين.
وأعلن الأمن الفيدرالي الروسي أمس الخميس عن مبادلة المواطن آرتور بتروف المتهم لدى واشنطن بانتهاك قانون الصادرات الأمريكي، بالأمريكية كسينيا كاريلينا المحكومة في روسيا بالسجن 12 عاما بتهمة الخيانة، وتمويل نظام كييف.
كما أعرب الأمن الفدرالي الروسي عن شكره لدولة الإمارات على وساطتها لإتمام التبادل الذي جرى في مطار أبو ظبي.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس عن امتنانه الشديد للسلطات الروسية على إطلاق المواطنة الأمريكية كسينيا كاريلينا.
المصدر: RT