لأول مرة في تاريخها، تنجح وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا في الحصول على عينات محفوظة جيدًا حصلت عليها أوزيريس-ريكس، وهي مهمة استهدفت دراسة وإرجاع عينات إلى الأرض من الكويكب 101955 بينو (101955 Bennu).

انطلقت أوزيريس ريكس من الأرض في سبتمبر/أيلول 2016 وحلقت أعلى  كويكب بينو في ديسمبر/ كانون الأول 2018 وأمضت عدة أعوام في تحليل السطح للعثور على موقع مناسب لاستخراج عينة منه، ثم في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020 وقفت المركبة على ارتفاع حوالي 3 إلى 4 كيلومترات من الكويكب وهبطت لجمع العينات ثم صعدت للأعلى مرة أخرى، ونجحت في جمع عينة مقدارها يتراوح بين 400 غرام وأكثر من كيلوجرام.

ولا تقوم المركبة أوزيريس ريكس نفسها بتوصيل العينات للأرض، بل تمر بالقرب من الأرض لتطلق كبسولة محملة بالعينات فيستلمها المختصون من وكالة ناسا، بينما تكمل المهمة طريقها لدراسة كويكب آخر هو 99942 أبوفيس (99942 Apophis) وتصل إليه في عام 2029.

وبلغت تكلفة المهمة حوالي 800 مليون دولار أميركي، وتعد المهمة العلمية الثالثة لدراسة أجرام المجموعة الشمسية التي تم اختيارها في برنامج نيو فرونتيرز التابع للوكالة، بعد "جونو" التي أرسلت لدراسة المشتري، و"نيو هورايزنز"، التي انطلقت لدراسة بلوتو في 2006 ووصلت يوليو/تموز 2015.

بينو وأصل الحياة

وتم استهداف بينو لسبب رئيسي، حيث يمثل الكويكب جزء من البقايا القديمة التي عاصرت الأيام الأولى لنظامنا الشمسي وخلال 10 مليون سنة فقط من نشأته، ولذلك فهو يمثل شكلا من أشكال اللبنات الأساسية التي كوّنت الكواكب الصخرية.

وتقدم صخور بينو نظرة ثاقبة لتاريخنا، وهو وقت مضى عليه حوالي 4.5 مليارات سنة عندما كانت الأرض تتشكل لأول مرة.

ويبلغ عرض الكويكب حوالي نصف كيلومتر فقط عند خط الاستواء، وهو بذلك صغير جدًا، ويحتمل العلماء أن يكون جزء من كويكب أكبر قبل مليار أو ملياري سنة، ثم لسبب ما انفصل عن هذا الكويكب في شكل شظية صخرية عاشت كبداية ضمن حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، ثم انجرفت بالقرب من الأرض منذ ذلك الحين.

ويتمتع بينو بسطح مظلم للغاية ويصنف على أنه كويكب من النوع ب، وهو نوع فرعي من الكويكبات الكربونية التي لم تشهد تغيرا جيولوجيا يذكر منذ نشأتها، وبذلك احتوت على مادة كربونية نقية، وهي عنصر أساسي في الجزيئات العضوية الضرورية للحياة.

وبالفعل سيبدأ باحثو ناسا في دراسة تلك العينات للبحث عن أي أثر للمركبات العضوية مثل الأحماض الأمينية أو قواعد الحمض النووي.

اليابان كانت الأولى

ولا تعد هذه العينات الجديدة هي الأولى من نوعها في نطاق مهام العودة بالعينات‏، فقد نجحت المركبة هايابوسا 2 التابعة لوكالة الفضاء اليابانية "جاكسا" في ديسمبر/كانون الأول عام 2020 في إعادة حوالي 5 غرامات إلى الأرض، حصلت عليها من الكويكب "162173 ريوغو".

وفي يونيو/حزيران 2010، أعاد مسبار هايابوسا التابع لنفس الوكالة عينات من الكويكب "إيتوكاوا 24143" إلى الأرض، وعلى الرغم من فشل جهاز أخذ العينات، إلا أن المسبار استعاد ميكروغرامات من الغبار الخاصة بالكويكب، وهي أول عينات تمت إعادتها إلى الأرض في حالتها الأصلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من الکویکب إلى الأرض

إقرأ أيضاً:

ناسا تلتقط صورة للمستعر الأعظم تكشف مدى سرعة توسع الكون

التقطت كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam) الموجودة في تلسكوب جيمس ويب الفضائي مشهدًا غريبًا في منطقة تبعد 3.6 مليار سنة ضوئية عن الأرض: مستعر أعظم يظهر ثلاث مرات، في ثلاث فترات مختلفة أثناء انفجاره، في صورة واحدة. والأهم من ذلك، أن هذه الصورة قد تساعد العلماء على فهم مدى سرعة توسع الكون بشكل أفضل.

اختار فريق من الباحثين مراقبة مجموعة المجرات PLCK G165.7+67.0، والمعروفة أيضًا باسم G165، بسبب معدل تكوين النجوم العالي فيها والذي يؤدي أيضًا إلى معدلات أعلى من المستعرات الأعظم.

 تُظهر إحدى الصور، التي يمكنك رؤيتها أعلاه، ما يبدو أنه خط من الضوء بثلاث نقاط مميزة تبدو أكثر سطوعًا من بقية الصورة.

 وكما أوضحت الدكتورة بريندا فراي من جامعة أريزونا، فإن هذه النقاط تتوافق مع نجم قزم أبيض منفجر.

 كما أنها عدسة جاذبية - أي أن هناك مجموعة من المجرات بيننا وبين النجم تعمل كعدسة، مما يؤدي إلى ثني ضوء المستعر الأعظم إلى صور متعددة.

 شبهتها فراي بمرآة ثلاثية الطي تُظهر صورة مختلفة للشخص الجالس أمامها. وتجدر الإشارة إلى أنها أبعد مستعر أعظم من النوع Ia، وهو مستعر أعظم يحدث في نظام ثنائي، تم رصده حتى الآن.

 

بسبب تلك المجموعة من المجرات أمام المستعر الأعظم، سافر الضوء من الانفجار في ثلاثة مسارات مختلفة، كل منها بطول مختلف. وهذا يعني أن تلسكوب ويب كان قادراً على التقاط فترات مختلفة من انفجاره في صورة واحدة: في وقت مبكر من الحدث، وفي منتصفه، وفي نهايته.

 وقال فراي إن صور المستعر الأعظم الثلاثية هي صور خاصة، لأن "التأخيرات الزمنية، ومسافة المستعر الأعظم، وخصائص العدسات الجاذبية تعطي قيمة لثابت هابل أو H0 (ينطق H-naught)".

تصف وكالة ناسا ثابت هابل بأنه الرقم الذي يميز معدل التوسع الحالي للكون، والذي بدوره يمكن أن يخبرنا بالمزيد عن عمر الكون وتاريخه. لم يتفق العلماء بعد على قيمته الدقيقة، ويأمل الفريق أن توفر صورة المستعر الأعظم هذه بعض الوضوح. وقال فراي: "تم تسمية المستعر الأعظم SN H0pe لأنه يمنح علماء الفلك الأمل في فهم أفضل لمعدل التوسع المتغير للكون".

في عام 2001، قادت ويندي فريدمان من جامعة شيكاغو فريقًا وجد قيمة 72. ووضعت فرق أخرى ثابت هابل بين 69.8 و74 كيلومترًا في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي. وفي الوقت نفسه، أبلغ هذا الفريق عن قيمة 75.4، زائد 8.1 أو ناقص 5.5.

 قال فراي: "نتائج فريقنا مؤثرة: تتطابق قيمة ثابت هابل مع قياسات أخرى في الكون المحلي، وتتعارض إلى حد ما مع القيم التي تم الحصول عليها عندما كان الكون شابًا". ومع ذلك، يحتاج المستعر الأعظم وقيمة ثابت هابل المستمدة منه إلى مزيد من الاستكشاف، ويتوقع الفريق أن تؤدي الملاحظات المستقبلية إلى "تحسين عدم اليقين" من أجل حساب أكثر دقة.

مقالات مشابهة

  • الطاقات المتجددة: بلوغ إنتاج حوالي 4 جيغاوات قبل نهاية السنة الجارية أو مطلع سنة 2025
  • غداً.. انطلاق فعاليات «هاكاثون ناسا» 2024
  • مسبار «هيرا» سينطلق لدراسة كويكب حرفت ناسا مساره
  • ناسا تلتقط صورة للمستعر الأعظم تكشف مدى سرعة توسع الكون
  • إشارة عمرها 8 مليارات سنة.. هل تكون رسائل غامضة من كائنات فضائية؟
  • مهمة فضائية أوروبية تهدف لإحداث كسوف كلي للشمس كل شهر!
  • الكويكب 2024 PT5 يقترب من الأرض مرة أخرى!
  • للحفاظ على عمرها التشغيلي.. شركة الزاوية لتكرير النفط تنهي الصيانة السنوية لمصفاتها
  • مصطفى مدبولي: تكلفة إنشاء فصل في مدرسة حوالي مليون جنيه
  • 75 فريقا يتنافسون في هاكثون ناسا بولاية بدية