بعد لقائه بايدن.. هل حصل نتنياهو على ضوء أخضر للتصعيد ضد الفلسطينيين؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تصعيده ضد الفلسطينيين على مختلف الجبهات، والذي جاء عقب لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحمل رسالة واضحة على إصرار إسرائيل على قمع الفلسطينيين ومقاومتهم، ويعكس الانحياز الأميركي المطلق للاحتلال.
وشدد على أن الدور الأميركي بات محصورا في خدمة مصالح إسرائيل، وأن أي حديث عن ضغوط يمارسها بايدن على نتنياهو هو محاولة تضليل مكشوفة، وأن سياسة حكومته هي امتداد لسياسة حكومة سلفه دونالد ترامب، التي تستهدف توسيع دائرة التطبيع العربي مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية.
وجاء حديث البرغوثي خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/9/24) لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي تصعيده على أكثر من محور، والذي تنوع في الساعات الأخيرة بين اقتحامات واغتيالات واعتقالات واجتياح للمقدسات الفلسطينية.
وقد قتلت قوات الاحتلال فجر اليوم الأحد فلسطينيَّين خلال اقتحامها مخيمين بالضفة الغربية، كما أصابت فلسطينيين بقصف شرقي قطاع غزة، وعززت من وجودها على حدود القطاع، وجاء ذلك متزامنا مع اقتحام مئات المتشددين اليهود المسجد الأقصى، وتحذير الرئاسة الفلسطينية من استمرار التصعيد الذي اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترجمة لخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة.
وتساءلت حلقة "ما وراء الخبر" عن الرسائل التي يريد الاحتلال توجيهها بمواصلة تصعيده في الضفة والقدس وغزة بعد لقاء بايدن بنتنياهو، ودلالات ربط السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة هذا التصعيد برسائل نتنياهو من خلال خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
حرب دمويةومن وجهة نظر البرغوثي، فإن تصعيد الاحتلال الأخير هو استمرار لحربه الدموية على الشعب الفلسطيني بأسره، حيث لم يترك موقعا إلا وارتكب فيه جريمة، ومع رسالته بالإصرار على قمع المقاومة، فهو يؤكد على سعيه لتهويد جميع الأراضي الفلسطينية.
وفي هذا السياق، أشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية إلى الخارطة التي أظهرها نتنياهو خلال خطابه أمام الأمم المتحدة، والتي أظهرت إسرائيل تضم جميع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، وذلك على مرأى ومشهد من الجميع دون إدانة أو تعقيب.
واعتبر البرغوثي أن أي حديث عن دور أميركي يمكن أن يشكل ضغطا على إسرائيل هو محاولة تضليل تتجاهل الحقائق الواضحة كالشمس، وأن الحديث عن اتفاق تطبيع جديد مع السعودية تسبقه تنازلات إسرائيلية لصالح الفلسطينيين هو بمثابة بيع وهم جديد كوهم اتفاق أوسلو، الذي لم يقدم إلا المزيد من الشهداء وضياع الأرض.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني تعلم من تجربته مع أوهام الاتفاقات السابقة، ولن تنطلي عليه أي محاولات جديدة، مؤكدا استمراره في مشروع المقاومة الذي يتجذر أكثر فأكثر، واعتبر أي اتفاقات تطبيع عربية مع الاحتلال تدعم تصفية القضية الفلسطينية، وتعطي مزيدا من الوقت لمشروعات الضم والاستيطان.
اتفاق وشيكبدوره، يعتبر ريتشارد غودستاين، مبعوث الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، أن الخبر الأبرز في الآونة الأخيرة ما ظهر من مؤشرات لاتفاق وشيك بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، سيقوم -حسب زعمه- على تقديم إسرائيل تنازلات كبيرة تصب في صالح شرعنة الدولة الفلسطينية.
ولم ير، في حديثه لما وراء الخبر، ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة مؤخرا تصعيدًا، وإنما اعتبره حقا مشروعا لاستهداف مرافق صنع القنابل ومحاولة لإيقافها، وهو ما كانت ستفعله الولايات المتحدة لو وجدت ذلك على حدودها، على حد قوله.
واعتبر أن اتفاق تطبيع العلاقات الذي يتوقع حصوله بين السعودية وإسرائيل سيحمل تغييرا جذريا وملموسا في معيشة الفلسطينيين بالضفة وغزة، كونه كان شرطا أساسيا للجانب السعودي، مجددا التأكيد على أن نتنياهو لا يمكن له أن يمنع إسرائيل من التحرك ضد أي تهديد لها.
وعن التحذيرات الفلسطينية من مآلات التصعيد الإسرائيلي وإمكانية تأثيرها على المنطقة، أضاف غودستاين أن واشنطن لا تريد بالتأكيد إطلاق صواريخ من حزب الله وحماس، وما سيتطلبه ذلك من ضرورة الرد، معتبرا الدور الأميركي الممكن في هذا الإطار هو نقل لرسالة للطرفين مفادها أن أي تصعيد لن يكون مقبولا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. حرب إسرائيل المدمرة في غزة بـالأرقام
يشهد قطاع غزة بعد أكثر من 14 شهرًا من العدوان الإسرائيلي، تدميراً واسع النطاق طال البنية التحتية والمرافق الحيوية، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
أصبح القطاع يواجه وضعًا مأساويًا، حيث الجثث ملقاة في أماكن متفرقة دون دفن، وأخرى لا تزال تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في المعدات اللازمة لانتشالها، وباتت الشوارع شبه خالية وتحولت إلى أودية من التراب، بينما تهيمن رائحة الموت والدماء على الأجواء.
القصف الجوي والمدفعي استهدف المنازل السكنية، المستشفيات، المدارس، والبنية التحتية الأساسية مثل شبكات الكهرباء والمياه، مما أدى إلى معاناة إنسانية كبيرة.
تسببت هذه الهجمات في تهجير آلاف العائلات وتدمير ممتلكات المدنيين بشكل كامل أو جزئي، بينما تمثل المستشفيات والمرافق الطبية المتضررة تحديات ضخمة أمام توفير الرعاية الصحية للجرحى والمصابين.
تعتبر آثار الدمار في غزة بمثابة انعكاس مؤلم للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان، حيث أصبح الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الطعام والماء والكهرباء شبه مستحيل.
أكثر من 45,000 شهيداوأدت الحرب الشاملة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 45,000 شخص، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وفي أخر إحصائية أعلنت السلطات الطبية بقطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء في إلى 45,259 شهيدا، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت السلطات، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 107,627 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ووفقا للتقارير الدولية فأنه من المرجح أن يكون العدد الفعلي للشهداء المرتبطة بالحرب أكبر بكثير بسبب تأثيرات انهيار النظام الصحي، وانتشار الأمراض، والقيود الشديدة على الوصول إلى الغذاء والماء والمأوى.
وقد قدرت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام أن أكثر من 10,000 جثة لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.
كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلية في عدة مناسبات دخول المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية إلى القطاع، بالإضافة إلى تأخير أو حرمان المساعدات الإنسانية.
وفي إبريل، قال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن "كل عشر دقائق يقتل أو يُجرح طفل" في غزة. وأضاف أن الأطفال "يدفعون الثمن الباهظ في هذه الحرب بشكل غير متناسب".
واتهمت منظمات دولية وأممية قوات الاحتلال الإسرائيلية باستخدام القوة المميتة بشكل غير قانوني في عمليات إطلاق نار مميتة ضد فلسطينيين، بما في ذلك إعدام فلسطينيين عمداً على الرغم من أنهم لم يشكلوا أي تهديد أمني واضح.
تهجير حوالي 1.9 مليون شخصقدرت الأمم المتحدة أنه تم تهجير حوالي 1.9 مليون شخص، أي 90% من سكان غزة، قسرًا، واضطر العديد منهم إلى التنقل عدة مرات داخليا.
وأوضحت أن أقل من نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى تعمل جزئيًا، والنظام الصحي في حالة انهيار، وذلك خلال الفترة التي يغطيها التقرير من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024.
انتشار الأمراضيعاني الكثيرون من الفلسطينيين في غزة جروح الحرب والأمراض المزمنة، والتي تتفاقم بسبب غياب الرعاية الصحية الأساسية والأدوية. كما دفع النزوح القسري الناس إلى ظروف معيشية غير صحية، مما يزيد من انتشار الأمراض بسرعة.
نتيجة لذلك، انتشرت أمراض جلدية وأوبئة، وأمراض الجهاز التنفسي، والإسهال، والتي من المتوقع أن تزداد مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.
كما يعاني الأطفال في غزة من نقص في التحصينات الأساسية، مما يجعلهم عرضة لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال. وقد لوحظت زيادة كبيرة في حالات سوء التغذية، لكن من المستحيل إجراء فحص شامل بسبب انعدام الأمن والظروف الصعبة التي تمنع تطبيق تدابير فعالة لتخفيف آثار الصراع.
تدمير البنية التحتيةووفقا لآخر الإحصائيات الأمم المتحدة دمرت إسرائيل أكثر من نصف المباني في قطاع غزة، كما تضررت 360 ألف وحدة سكنية أخرى.
وقالت المنظمة الدولية إن صور الأقمار الصناعية أظهرت تدمير ما لا يقل عن 53 مدرسة منذ بدء الصراع .
مقتل الصحفيين وعمال الإغاثةقتل ما لا يقل عن 116 صحفيًا وعاملًا إعلاميًافي غزة، وفقًا للجنة حماية الصحفيين. واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل مباشر ما لا يقل عن خمسة مراسلين فيما صنفته منظمة مراقبة وسائل الإعلام ومقرها نيويورك على أنه “جرائم حرب”، وهذا جعل حرب إسرائيل في غزة أعنف صراع على الإطلاق للصحفيين.
كما قتل عمال الإغاثة أثناء عملهم في الميدان. ووفقًا للأمم المتحدة ، فقد فقد أكثر من 250 عامل إغاثة حياتهم خلال الصراع.
الأزمة الإنسانية في غزةيواجه ما يقرب من كامل سكان قطاع غزة المجاعة بسبب النقص الشديد في الغذاء، وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وقالت هيومن رايتس ووتش في ديسمبر إن إسرائيل استخدمت تجويع المدنيين الفلسطينيين كسلاح حرب في قطاع غزة، وهو ما يعد جريمة حرب .