اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تصعيده ضد الفلسطينيين على مختلف الجبهات، والذي جاء عقب لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحمل رسالة واضحة على إصرار إسرائيل على قمع الفلسطينيين ومقاومتهم، ويعكس الانحياز الأميركي المطلق للاحتلال.

وشدد على أن الدور الأميركي بات محصورا في خدمة مصالح إسرائيل، وأن أي حديث عن ضغوط يمارسها بايدن على نتنياهو هو محاولة تضليل مكشوفة، وأن سياسة حكومته هي امتداد لسياسة حكومة سلفه دونالد ترامب، التي تستهدف توسيع دائرة التطبيع العربي مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية.

وجاء حديث البرغوثي خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/9/24) لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي تصعيده على أكثر من محور، والذي تنوع في الساعات الأخيرة بين اقتحامات واغتيالات واعتقالات واجتياح للمقدسات الفلسطينية.

وقد قتلت قوات الاحتلال فجر اليوم الأحد فلسطينيَّين خلال اقتحامها مخيمين بالضفة الغربية، كما أصابت فلسطينيين بقصف شرقي قطاع غزة، وعززت من وجودها على حدود القطاع، وجاء ذلك متزامنا مع اقتحام مئات المتشددين اليهود المسجد الأقصى، وتحذير الرئاسة الفلسطينية من استمرار التصعيد الذي اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترجمة لخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة.

وتساءلت حلقة "ما وراء الخبر" عن الرسائل التي يريد الاحتلال توجيهها بمواصلة تصعيده في الضفة والقدس وغزة بعد لقاء بايدن بنتنياهو، ودلالات ربط السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة هذا التصعيد برسائل نتنياهو من خلال خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

حرب دموية

ومن وجهة نظر البرغوثي، فإن تصعيد الاحتلال الأخير هو استمرار لحربه الدموية على الشعب الفلسطيني بأسره، حيث لم يترك موقعا إلا وارتكب فيه جريمة، ومع رسالته بالإصرار على قمع المقاومة، فهو يؤكد على سعيه لتهويد جميع الأراضي الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية إلى الخارطة التي أظهرها نتنياهو خلال خطابه أمام الأمم المتحدة، والتي أظهرت إسرائيل تضم جميع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، وذلك على مرأى ومشهد من الجميع دون إدانة أو تعقيب.

واعتبر البرغوثي أن أي حديث عن دور أميركي يمكن أن يشكل ضغطا على إسرائيل هو محاولة تضليل تتجاهل الحقائق الواضحة كالشمس، وأن الحديث عن اتفاق تطبيع جديد مع السعودية تسبقه تنازلات إسرائيلية لصالح الفلسطينيين هو بمثابة بيع وهم جديد كوهم اتفاق أوسلو، الذي لم يقدم إلا المزيد من الشهداء وضياع الأرض.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني تعلم من تجربته مع أوهام الاتفاقات السابقة، ولن تنطلي عليه أي محاولات جديدة، مؤكدا استمراره في مشروع المقاومة الذي يتجذر أكثر فأكثر، واعتبر أي اتفاقات تطبيع عربية مع الاحتلال تدعم تصفية القضية الفلسطينية، وتعطي مزيدا من الوقت لمشروعات الضم والاستيطان.

اتفاق وشيك

بدوره، يعتبر ريتشارد غودستاين، مبعوث الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، أن الخبر الأبرز في الآونة الأخيرة ما ظهر من مؤشرات لاتفاق وشيك بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، سيقوم -حسب زعمه- على تقديم إسرائيل تنازلات كبيرة تصب في صالح شرعنة الدولة الفلسطينية.

ولم ير، في حديثه لما وراء الخبر، ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة مؤخرا تصعيدًا، وإنما اعتبره حقا مشروعا لاستهداف مرافق صنع القنابل ومحاولة لإيقافها، وهو ما كانت ستفعله الولايات المتحدة لو وجدت ذلك على حدودها، على حد قوله.

واعتبر أن اتفاق تطبيع العلاقات الذي يتوقع حصوله بين السعودية وإسرائيل سيحمل تغييرا جذريا وملموسا في معيشة الفلسطينيين بالضفة وغزة، كونه كان شرطا أساسيا للجانب السعودي، مجددا التأكيد على أن نتنياهو لا يمكن له أن يمنع إسرائيل من التحرك ضد أي تهديد لها.

وعن التحذيرات الفلسطينية من مآلات التصعيد الإسرائيلي وإمكانية تأثيرها على المنطقة، أضاف غودستاين أن واشنطن لا تريد بالتأكيد إطلاق صواريخ من حزب الله وحماس، وما سيتطلبه ذلك من ضرورة الرد، معتبرا الدور الأميركي الممكن في هذا الإطار هو نقل لرسالة للطرفين مفادها أن أي تصعيد لن يكون مقبولا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

حراك دولي لتجنب الحرب الشاملة.. بايدن يحادث نتنياهو ووزير الخارجية الفرنسي في بيروت

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن من الضروري، تجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط، بعد التصعيد الأخير في لبنان.

وذكرت وكالة رويترز، أن بايدن سيتحدث إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون أن يحدد موعدا.

وأضاف بايدن لصحفيين "سأخبركم بما سأقوله له حينما أتحدث معه".

وردا على سؤال لصحفي عن الحاجة إلى تفادي نزاع إقليمي، قال بايدن "لا بد من ذلك، يتعين علينا حقا تفاديه".



وسبق أن قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن التصعيد نحو حرب شاملة لن يمكّن إسرائيل من تحقيق الهدف الذي أعلنته وهو إعادة نازحي الشمال إلى بيوتهم.

وأضاف كيربي، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أن بلاده تراقب ما ستفعله إيران، وأنها مستعدة للدفاع عن نفسها وعن دولة الاحتلال.

في ذات الوقت، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى لبنان مساء الأحد، وقالت الخارجية الفرنسية إن بارو "سيجري محادثات مع السلطات المحلية وسيقدم دعما فرنسيا، خصوصا إنسانيا".

وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن برنامج بارو الرسمي يتضمن تسليم مساعدة إنسانية طارئة لوزير الصحة اللبناني فراس الأبيض قبل اجتماع عمل يتناول وضع المواطنين الفرنسيين.

يأتي ذلك في ظل تهديد الاحتلال بعملية برية في غزة، حيث أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بيتر ليرنر، أنه يجري الاستعداد لتنفيذ عمليات برية محتملة في لبنان، لكنه "لن ينفذها" إلا إذا لزم الأمر، بينما كشفت القناة 12 أن  "المهمة هي إضعاف حزب الله قدر الإمكان حتى يتم التوصل إلى اتفاق سياسي لوقفه".

وأشار المتحدث بحسب شبكة "سي إن إن " إلى أن "رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي تحدث مع قوات الاحتياط في وقت سابق من هذا الأسبوع حول هذا الخيار".

وأوضح أن "الهدف الأساسي للجيش الإسرائيلي في ما يتعلق بحزب الله هو استعادة الأمن والسلامة في شمال إسرائيل حتى يتمكن 60 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من المنطقة من العودة إلى ديارهم".

وفي ما يتعلق باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال ليرنر إن الجيش الإسرائيلي استهدفه لأنه "كان يبني ترسانة ضخمة من الأسلحة"، بما في ذلك 200 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار لغرض وحيد هو "خوض حرب مع إسرائيل".



بدورها، أكد القناة 12 الإسرائيلية إن "خطة الهجوم في لبنان مستمرة بكل قوتها، والمهمة هي إضعاف حزب الله قدر الإمكان حتى يتم التوصل إلى اتفاق سياسي لوقفه".

وأضافت أنه "، تم تنفيذ هجمات كبيرة للقوات الجوية على مدار اليوم، بالإضافة إلى العديد من الاغتيالات، كما أن النشاط الإسرائيلي المستمر يعطل إطلاق النار باتجاه إسرائيل.. ولا يزال لدى حزب الله القدرة على إطلاق النار، لكن الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم".

وذكرت أن "الجهاز الأمني يقوم أيضا بالتحضير لمناورة برية في لبنان. من الأهمية بمكان استكمال تدمير مواقع حزب الله في المستوطنات اللبنانية القريبة من السياج، عندما تعتقد المؤسسة الأمنية أن تفكيكها وحده هو الذي سيضمن أمن عودة السكان إلى منازلهم".

مقالات مشابهة

  • بايدن: سأجري اتصالاً مع نتنياهو لدعم دفاعات إسرائيل
  • عاجل | مستشار الأمن القومي الأميركي: الهجوم الإيراني على إسرائيل أدى إلى مقتل فلسطيني
  • تعرف على تطورات الأوضاع في لبنان بعد الاجتياح البري لقوات الاحتلال الإسرائيلي.. إيران ترد على مقتل "هنية ونصر الله" بأكثر من 100 صاروخ.. بايدن يعلن استعداده لمساندة الصهاينة
  • بايدن يأمر الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل في إسقاط صواريخ إيران
  • خلال اتصال بـ نبيه بري.. وزير الخارجية يعرب عن إدانة مصر للتصعيد الإسرائيلي بلبنان
  • الصحة الفلسطينية: 41638 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 41615 شهيدًا
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41615 شهيدًا
  • حراك دولي لتجنب الحرب الشاملة.. بايدن يحادث نتنياهو ووزير الخارجية الفرنسي في بيروت
  • نتنياهو.. المجرم الذي لا يزال متعطشا للدماء