السودان: «الأمة القومي» يستبعد الحسم العسكري للحرب ويعلن سعيه لتحييد الأطراف المؤثرة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
شدد رئيس حزب الأمة القومي على سعيهم لتحييد، جميع الأطراف المؤثرة، في الصراع الحالي، لأن موقفهم الداعم للحرب، لا يؤدي إلى تعزيز النهج السلمي.
الخرطوم: التغيير
استبعد الرئيس المُكلف لحزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، حسم الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عسكرياً، مؤكدا سعيهم لتحييد جميع الأطراف المؤثرة، في الصراع لأن موقفهم الداعم للحرب، لا يؤدي إلى تعزيز النهج السلمي.
ونشر رئيس حزب الأمة القومي رسالة لتحييد الأطراف المؤثرة في الحرب أكد خلالها موقف حزبه المحايد والداعي لإيقاف الحرب.
وبجانب رئاسته بـ “التكليف” لحزب الأمة القومي شغل اللواء المتقاعد من الجيش السوداني “ناصر” منصب وزير الدفاع في آخر حكومة منتخبة في السودان والتي أطاح بها انقلاب المخلوع عمر البشير في العام 1989.
وكان “ناصر” قد نشر سابقاً رسالة مفتوحة لقيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حملت عنوان “نداء من أجل السلام”.
وفي رسالته التي نشرها اليوم الأحد، قال “ناصر”: “حزب الأمة القومي يرى، بأن الحرب الحالية، حلها سيكون ليس عسكريا، ولذلك سعينا منذ وقوعها، على إيقافها”.
وأضاف: “طول أمد الحرب ونتائجه فى القتل، التشريد، والترويع ، أثبت صحت موقفنا الرافض للحرب، والداعي للإيقاف الفوري لها، ونحن الآن أكثر حرصا على الإستفادة من هذا الموقف الصحيح، بتحييد الفصائل المتحاربة، والداعمة للحرب، وتعزيز الحل السلمي”.
منصة للحوارواعتبر رئيس حزب الأمة القومي أن موقفهم المحايد يوفر منصة، تسهل الحوار، وأن هذا الموقف اكسبهم مصداقية، وإحترام ، مما يجعل دورهم فاعل في إقناع الأطراف المتنازعة بالتفاوض”.
وتابع: “حاولت بعض التيارات، التى اسقطتها ثورة ديسمبر، والمتآمرة عليها، على تصوير موقفنا المحايد، لأغراض سياسية مجحفة. صورت موقفنا على أنه، تغاضي عن العنف، وأثبتت الأحداث الماضية، بأننا لا ندعو لغض الطرف، عن الإنتهاكات التى تحدث يومياً، من جانب، قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، بل نعمل على تحقيق نتيجة عادلة، وآمنة للشعب السوداني”.
تحييد الأطراف المؤثرةوشدد “ناصر” على سعيهم لتحييد، جميع الأطراف المؤثرة، في الصراع الحالي، لأن موقفهم الداعم للحرب، لا يؤدي إلى تعزيز النهج السلمي، في الحفاظ على الوطن والمواطن.
بجانب تسببه فى فقد الأرواح ، وتدمير البنية التحتية، وتفتيت الوطن، لدويلات هشة ومتنازعة.
وأضاف: “الحرب أوضحت أن هناك أطراف تدفع البلاد، نحو الحرب الشاملة، ولذلك نعمل على التأثير على الأطراف الخفية النشطة، حتى نوقف دورها السلبي فى التحريض من أجل مكاسب فانية”.
كذلك دعاء رئيس حزب الأمة من وصفهم بـ “الحكماء من النظام السابق”، بتصويب الأخطاء، والعمل نحو إيقاف الحرب، لأن إيقافها فيه صلاح للوطن، والمواطن.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع حزب الأمة القومي حزب الأمة القومی رئیس حزب الأمة
إقرأ أيضاً:
القاعدة الروسية تطل براسها من جديد
بقلم : تاج السر عثمان
١
اطلت براسها من جديد القاعدة البحرية الروسية في الاراضي السودانية، فقد جاء في الأنباء (قناة الان) إعلان وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، عن توصل الخرطوم وموسكو إلى اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية روسية في الأراضي السودانية. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات أجراها الشريف مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، حيث أكد الشريف عدم وجود أي عقبات أمام تنفيذ هذا الاتفاق، مشيراً إلى توافق كامل بين الجانبين، ولم يقدم الوزير تفاصيل حولها. في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أهمية الوضع في السودان، مشدداً على ضرورة إنهاء العمليات العسكرية بسرعة وبدء حوار وطني شامل يضم جميع القوى السياسية والعرقية. وأشار إلى أن القيادة السودانية قد وضعت “خارطة طريق” تهدف إلى تحقيق توافق وطني، مما يعكس رغبة موسكو في دعم استقرار السودان كخطوة لتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات تطوير الموارد المعدنية.
واضح ان هدف روسيا من استقرار السودان بالتسوية التي أشار اليها، الحصول على موطئ قدم عسكري في السودان، والاستمرار في نهب ذهب ومعادن وثروات السودان الآخر ي، ولتحقيق المصالح الجيوسياسية المتزايدة لموسكو في القارة الأفريقية بشكل عام.
خطورة وجود القاعدة البحرية الروسية تجعل السودان في مرمى وقلب الصراع الإقليمي والدولي على الموارد في أفريقيا، فضلا عن الرفض الجماهيري الواسع لها، بعد اتفاق المعزول البشير حولها مع الروس في أيامه الأخيرة، وتجميدها بعد ثورة ديسمبر، اضافة للتفريط في السيادة الوطنية ، وأن روسيا غير قادرة على حماية حكومة الأمر الواقع في بورتسودان التى لاتملك اي شرعية في إبرام اتفاق كهذا، وان روسيا وقاعدتها البحرية لن تنقذها من زوالها المحتوم ، كما أكدت تجربة البشير وأخيرا نظام بشار الأسد في سوريا الذي ذهب لمزبلة التاريخ رغم استقوائه بروسيا وإيران. الخ، فوجود القاعدة البحرية الروسية يؤدي إلى المزيد من التصعيد للصراع الدولي والإقليمي على الموارد في السودان وأفريقيا، شعب السودان في غنى عنه، ومصلحته في قيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.
٢
أشرنا في دراسة سابقة إلى اشتداد الصراع الدولي في إطار أزمة الرأسمالية العالمية والليبرالية الجديدة، مع الحروب بهدف السيطرة على الموارد والطاقة كما هو حاصل في السودان وأفريقيا والحروب الجارية بين روسيا وأوكرانيا بهدف إضعاف روسيا، والحرب في السودان، والحرب في غزة التي يشنها الكيان الصهيوني بهدف تهجير وإبادة شعب فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية ونهب موارد غزة من الغاز وغيره، بدعم من أمريكا وحلفائها في المنطقة بهدف الهيمنة في صراع النفوذ على منطقة الشرق الأوسط لموقعها الاستراتيجي الغنية بموارد الطاقة.
يتم هذا في ظروف تشتد فيها أزمة النظام الرأسمالي، والصراع على الموارد بين أقطاب الدول الرأسمالية.
٣
إضافة لارتفاع الإنفاق العسكرى على صعيد العالم واتساع تجارة السلاح على حساب الإنفاق على التعليم والصحة، كما حدث في السودان في التنافس بين الجيش والدعم السريع على الثروة والسلطة حتى نشوب الحرب اللعينة بينهما حيث بلغت ميزانية الأمن والدفاع 70%، فضلاً عن استحواذ شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة على 82% من الموارد، وصرف الدولة على الدعم السريع وجيوش حركات جوبا.
بحيث أصبح من نتائج أزمة الرأسمالية زيادة الأغنياء غنىً والفقراء فقراً. فضلاً عن ازدياد عدوانية حلف "الناتو" بهدف نهب الموارد في أفريقيا وبقية بلدان العالم، في صراعها مع الصين وروسيا. كما يشتد التناقض بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بسبب هيمنة الولايات المتحدة، وفرض مقاطعة روسيا عليها، التي تضررت من نقص الطاقة الواردة من روسيا بأسعار أقل.
٤
لا يمكن فصل التدخل الدولي الكثيف عن اشتداد حدة الصراع الدولي لنهب موارد السودان، فما هو جارٍ الآن من حرب وإبادة جماعية في ولايات الخرطوم والجزيرة وكردفان، دارفورو النيل الأزرق والشرق، وبقية المناطق هدفه نهب الأراضي وتشريد سكانها الأصليين، والموارد لصالح الشركات الزراعية والعاملة في التعدين الإقليمية والعالمية، وتسليح المليشيات لتلعب دورها في خدمة تلك المصالح كما في مليشيات الدعم السريع الذي اعترف قائدها حميدتي صراحة بالتبعية للخارج، فالمخطط الذي جرى قبل الحرب لنهب أراضي وموانئ البلاد في غياب الحكومة الشرعية والبرلمان المنتخب مثل: قيام ميناء “ابوعمامة” على البحر الأحمر، ومشروع “الهواد” الزراعي، وخط السكة الحديد بورتسودان– أدري بتشاد، تهدف الحرب الجارية لتحقيقه، إضافة لصراع أمريكا لإبعاد الصين وروسيا من السودان، كما في اعتراضها على السماح لروسيا بقيام قاعدة في السودان، ونشاط شركات “فاغنر” مليشياتها في التعدين، وهدفها الانفراد بالسودان والعمل على استقراره لضمان نشاط شركاتها في السودان.
٥
لقد فرّط نظام الإنقاذ والرأسمالية الطفيلية الإسلاموية في سيادة الوطن وباعت أراضي السودان الزراعية أو تأجيرها لسنوات تصل إلى 99 عاماً، وأبرمت شروطاً مجحفة في اتفاقات التعدين نالت بموجبها الشركات 70% من العائد، بدون شروط لحماية البيئة والعاملين وتعمير مناطق الإنتاج، وربطت البلاد بالأحلاف العسكرية والمشاركة في محرقة حرب اليمن، وفقدان السودان لأجزاء منه بالاحتلال.
مما يتطلب توسيع التنسيق الجماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، والاستفادة من التجربة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها.. حتى لا يتم إعادة إنتاج الأزمة والشراكة مع العسكر والدعم السريع اللذين يجب أبعادها عن السياسة والاقتصاد، وعدم الإفلات من العقاب بتقديم المسؤولين عن جرائم الحرب والاغتصاب للمحاكمات.
إضافة للتنسيق من أجل: رفض قيام القاعدة البحرية الروسية على الأراضي السودانية، وإعادة النظر في كل الاتفاقات المجحفة حول الأراضي التي يصل إيجارها إلى 99 عاماً، ومع شركات التعدين.وحماية السيادة الوطنية وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم لمصلحة شعب السودان بعيداً عن الأحلاف العسكرية والمحاور الإقليمية. وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية التي تُجرى في نهايتها انتخابات حرة نزيهة.
alsirbabo@yahoo.co.uk