أبحاث الفضاء لخدمة المرضى على الأرض.. إمكانات هائلة ونتائج منتظرة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
أدت الأبحاث الطبية في الفضاء إلى نتائج يمكن استخدامها لعلاج المرضى على كوكب الأرض، بالنظر إلى الظروف المتغيرة للجاذبية في الفضاء، التي أتاحت إجراء تجارب لا يمكن القيام بها على كوكبنا، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بشأن الموضوع إن العلماء، على نحو متزايد، يجرون أبحاثا في الفضاء مخصصة لخدمة صحة الإنسان مع إدراكهم للإمكانات التي تتيحها الجاذبية الصغرى، التي تظهر فيها الأجسام وكأنها عديمة الوزن.
والجاذبية الصغرى تشير إلى حالة الجاذبية المنخفضة التي يكون فيها البشر والأشياء في الفضاء وكأنهم في حالة طفو.
وتؤدي إزالة تأثير الجاذبية إلى تغيير الأنظمة البيولوجية، مما يتيح إجراء تجارب لا يمكن إجراؤها على الأرض.
ويرسل الباحثون مواد إلى الفضاء لدراسة علاجات للسرطان وأمراض القلب والاضطرابات العصبية والعمى وغيرها من الحالات في حالة الجاذبية هذه.
ومن المعروف أن السفر إلى الفضاء يتسبب في فقدان العظام والعضلات، وتثبيط المناعة، وحدوث تغيرات في الجهاز العصبي المركزي وغيرها من التأثيرات التي يستفيد منها العلماء لتطوير علاجات.
ويؤكد علماء أن التعرض للجاذبية الصغرى يكرر آثار الشيخوخة على المستوى الخلوي، ويقول مايكل روبرتس، كبير المسؤولين العلميين في المختبر الوطني الأميركي في محطة الفضاء الدولية. إنه نتيجة لذلك، يمكن للباحثين خلال أشهر فهم ما يحدث من الدراسات التي قد تتطلب سنوات من البحث على الأرض.
آرون شارما، من مركز سيدارز سيناي الطبي، يقول: "إن ما يحدث في الفضاء يشبه الشيخوخة المتسارعة.. يمكننا دراسة الشيخوخة بطريقة أسرع في الجاذبية الصغرى".
وتعمل شركات على الاستفادة من الجاذبية الصغرى لتحسين العلاجات الحالية، مثل شركة "ميرك" التي تجري تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدواء "كيترودا" المضاد للسرطان بهدف تطوير طريقة أفضل لإعطاء الدواء من الحقن في الوريد لمدة 30 دقيقة.
وتسعى شرك LambdaVision لتطوير شبكة عين اصطناعية للأشخاص الذين يعانون من العمى بسبب أمراض الشبكية، وقال كبير المسؤولين العلميين، جوردان فريكو، إن الشركة اكتشفت أن شبكية العين الاصطناعية تتجمع بشكل أفضل في الجاذبية الصغرى.
وتوقعت نيكول فاغنر، الرئيسة التنفيذية للشركة أن تدخل شبكية العين الاصطناعية التجارب السريرية في غضون 3 سنوات تقريبا، وقالت إنه إذا حصلت على موافقة الجهات التنظيمية، فسوف تصنعها الشركة في الفضاء.
وتتعاون الشركة ع شركة "سبيس تانغو" للتكنولوجيا الحيوية لابتكار هذه الشبكية.
وحصلت الشركتان على منحة من وكالة "ناسا" لإجراء سلسلة من الدراسات على متن محطة الفضاء الدولية لهذا الغرض.
وتخطط "ناسا" لإرسال مهمات مأهولة طويلة المدى إلى القمر، وفي نهاية المطاف إلى المريخ، ومع الاستعدادات الجارية للمهمات، يعمل العلماء على تطوير تقنيات لمساعدة رواد الفضاء على تحمل السفر إلى الفضاء لفترة طويلة ومواجهة الأمراض وحالات الطوارئ الطبية.
وخلال هذه الرحالات المأهولة، سيحتاج رواد الفضاء إلى أدوية.
لكن الأدوية تتحلل بشكل أسرع في الفضاء بسبب مستويات الإشعاع العالية، وفق فيليب ويليامز، أستاذ الفيزياء الحيوية في جامعة نوتنغهام، لذلك فهو يعمل مع باحثة في "ناسا" لتطوير صيدلية فلكية تشبه الحقيبة التي تمكن رواد الفضاء من إنتاج الأدوية حسب الطلب.
وقال ويليامز: "إذا تمكنا من صنع الدواء لرواد الفضاء، فيمكننا صنعه لأي شخص".
واستطاعت "ناسا" من خلال أداة "موكسي" المتواجدة على مركبة "بيرسيفيرانس"، تفكيك جزئيات هواء المريخ وتوليد إمدادات صغيرة وثابتة من الأوكسجين، بحسب تقرير نشره موقع "سينس أليرت".
ناسا تؤكد إمكانية إنتاج أوكسجين في المريخ قالت وكالة إدارة الفضاء الأميركية "ناسا" إن إنتاج "الأوكسجين القابل للتنفس في الغلاف الجوي للمريخ أمر ممكن".المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجاذبیة الصغرى فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
علماء يحاولون الوصول إلى علاج لإبطاء الشيخوخة
في اختراق علمي جديد، نجح باحثون من جامعة كاليفورنيا - سان دييغو في إبطاء الشيخوخة لدى الفئران المسنة باستخدام جزيء صغير من الحمض النووي الريبي يُعرف باسم miR-302b. الدراسة التي نُشرت في مجلة Cell Metabolism، كشفت أن هذا الجزيء يمكنه تقليل علامات الشيخوخة وتحسين الصحة العامة، مما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامه مستقبلاً في إبطاء التقدم في العمر لدى البشر.
تعتمد فكرة البحث على فهم التغيرات التي تطرأ على الخلايا مع التقدم في العمر، حيث تتوقف بعض الخلايا عن الانقسام وتبدأ في إفراز مواد التهابية تُضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب. وهنا يأتي دور miR-302b، وهو أحد جزيئات الـ microRNA، التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم عمل الجينات، وقد أثبتت التجارب أنه يساهم في تحسين المناعة وقمع الخلايا السرطانية، بل ويعيد تنشيط الخلايا المسنة عبر الحويصلات الخارجية (exosomes) المستخرجة من الخلايا الجذعية.
لاختبار فعالية هذا الجزيء، قام الباحثون بحقن مجموعة من الفئران المسنة، التي تعادل أعمارها البشرية 60-70 عامًا، بحويصلات تحتوي على miR-302b، بينما تلقت مجموعة أخرى محلولًا ملحيًا. وبعد فترة من المتابعة، ظهرت نتائج غير متوقعة؛ إذ عاشت الفئران التي تلقت العلاج لمدة أطول بنحو 4.5 أشهر، وهو ما يعادل 10-15 عامًا بالنسبة للإنسان. كما استعادت كثافة فرائها، وحافظت على وزن صحي، وأظهرت توازنًا وقوة عضلية ملحوظة، بالإضافة إلى تحسن في قدراتها الإدراكية، حيث نجحت في اجتياز الاختبارات المتعلقة بالذاكرة بشكل أسرع. والأهم من ذلك، أظهرت الفئران انخفاضًا بنسبة 50% في مستويات البروتينات الالتهابية، التي عادة ما تتراكم مع التقدم في العمر، مما يشير إلى تأثير مباشر على تقليل الشيخوخة الخلوية.
لكن رغم هذه النتائج المبشرة، يحذر العلماء من التسرع في اعتبار miR-302b علاجًا مضمونًا للشيخوخة. فما زالت هناك تساؤلات حول ما إذا كان هذا الجزيء قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة على البشر، مثل زيادة خطر الأورام السرطانية، إذ إن الفئران تعيش لفترة قصيرة نسبيًا، مما قد لا يكون كافيًا لرصد تأثيرات طويلة الأمد مثل نمو الأورام.
إيرينا كونبوي، مهندسة الطب الحيوي وأحد المشاركين في البحث، أكدت على أهمية هذا الاكتشاف، لكنها شددت على ضرورة إجراء مزيد من التجارب لضمان أمانه قبل التفكير في استخدامه سريريًا، قائلة: "النتائج مشجعة للغاية، لكن الطريق لا يزال طويلًا. يجب أن نتأكد من أن هذا العلاج لا يحمل آثارًا جانبية خطيرة قبل اختباره على البشر."
لا شك أن هذا البحث يمثل خطوة هامة نحو فهم أعمق لآليات الشيخوخة، وإذا ثبتت فعالية miR-302b وأمانه في التجارب المستقبلية، فقد يكون ذلك نقطة تحول في الطب التجديدي، ما قد يمهد الطريق لعلاجات قد تساعد البشر في العيش لفترة أطول وبصحة أفضل.