الإفتاء توضح حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وفوائده

اقتربت ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الذكرى العطرة والتي ينتظرها المسلمون في جميع أنحاء الأرض كل عام تبركا بقدوم الحبيب المصطفى، حتى يقومون بإحياء ذكراه، فيما ذهب البعض إلى أن الاحتفال لابد وأن يكون له ضوابط شرعية لا يخرج عنها من أراد الاحتفال.

ويمثل ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم دورة جديدة للإنسانية، فهي حياة طيبة فيها تغذية القلوب وتنوير العقول بأنوار العلم والإيمان والعمران والتعاون على الخير، وفي ذلك يقول الله تعالى: {لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٌ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128].

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَيْن وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم لهو أصدق تعبير عن الفرح والحب لهذا النبي، الذي محبته أصل من أصول الإيمان، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ».

الاحتفال بالمولد النبوي

وعن زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الْآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: «الآنَ يَا عُمَرُ». أخرجهما البخاري.

وتابعت دار الإفتاء، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه المنَّة كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «فضلُ الله: العلمُ، ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم».

فوائد الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- العمل بمقتضى القرآن والسُّنة.

- الاقتداء بالنبي وصحابته في ذلك.

- العمل بإجماع الأمة.

- الفرح به.

- إظهار محبته.

- إدخال السرور على الأسرة.

الاحتفال بالمولد النبويالقراءة في سيرة النبي محمد

وأوضحت «الإفتاء»، أن القراءة العصرية لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتطبيقها تطبيقًا عمليًّا صحيحًا- أصبح ضرورة مُلحَّة في ظل ما نعيشه من أحداث تتطلب منا التمسك بأخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتحقيق مقاصد الإسلام السمحة.

وأضافت أن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم العطرة مليئة بالمواقف والأحداث التي تعلمنا قيمًا إنسانية راقية تستقيم معها الحياة وتُعمَّر بها الأرض، إذا ما ترجمناها إلى واقعٍ عملي في حياتنا، فهو صلى الله عليه وآله وسلم القدوة المطلقة، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

حكم صيام يوم المولد النبوي الشريف

ولفتت دار الإفتاء المصرية إلى أنه يجوز شرعًا صوم يوم المولد النبوي الشريف شُكرًا لله تعالى على هذه النعمة الكبرى، وهذا النوع من الصيام فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد مَرَّ بأُناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء، فقال: «مَا هَذَا مِنَ الصَّوْمِ؟» قالوا: هذا اليوم الذي نجَّى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصام موسى عليه السلام شكرًا لله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ»، فأمر أصحابه بالصوم. أخرجه أحمد.

اقرأ أيضاًالطرق الصوفية تعلن مكان وموعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

ما هو حكم شراء حلوى المولد النبوي الشريف؟.. أمين الفتوى يجيب

«الإفتاء» تحسم الجدل حول الاحتفال بالمولد النبوي: أمر واجب ومشروع

المصدر: الأسبوع