قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد، إن الاحتفاء بمولد النبي صلى الله عليه وسلم  في هذه في شهر مولده من أوجب الواجبات وفريضة دينية بل ضرورة حياتية إذ في هذا الاحتفال تذكير بشخصية فريدة لم تتكرر في العالم أجمع؛ 

 بُعث صلى الله عليه وسلم والعالم على حاله من الجهل والظلم والتخبط تتحكم فيه الأعراف الجائرة وتسود فيه الموازين المعوجة فلا كرامة لإنسان ولا موضع لضعيف ولا مكان لمحروم، ولا أدل على ذلك من وصف جعفر بن أبي طالب  رضي الله عنه لحالة هذا العالم للنجاشي، فكانت بعثته صلى الله عليه وسلم طوق النجاة لهذا العالم، والتي جاءت بالترغيب في الرحمة والمحبة والأمان وتنظر إلى الإنسان باعتبار إنسانيته لا فرق بين الجميع.

 

أضاف عياد خلال كلمته في احتفالية جامعة بني سويف بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف؛ بحضور د. سامح المراغي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، د. محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع، الشيخ رضا عبد الحليم مدير عام منطقة وعظ بني سويف وعدد من وعاظ وواعظات الأزهر وطلاب جامعة بني سويف، أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم يستوقفنا أمام جوانب عدة أمام هذه الشخصية العظيمة في جميع أحوالها وشؤونها؛ ولهذا لا غرابة أن نجد الله تعالى يحدثنا عن هذا النبي ويخبرنا عن حاله ويبصرنا بشأنه فيقول سبحانه {وإنك لعلى خلق عظيم}، أي على دين قويم وهدي مستقيم، وهو ما أنبأت به أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في الغار وعاد إلى بيته قلقًا فقالت له قولتها المشهورة "كلَّا والله ما يخزيك الله أبدًا"؛ إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" . وهو ما أكدته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت "كان خلقه القرآن".


أوضح الأمين العام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معلمًا فذًا فريدًا يستطيع أن يخاطب الناس على قدر أفهامهم وعقولهم ودرجاتهم؛ فكان يحسن الاختيار والتعليم لأصحابه رضوان الله عليهم، ويستثمر هذه الطاقات وتلك الإمكانات التي ميز الله عز وجل بها البعض، وكان صلى الله عليه وسلم يستدعي الظروف والبيئة التي نشأ بها الناس ويلتمس الأعذار .


وأشار إلى أننا إذا كنا نحتفي بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في مؤسسة علمية فهذا بالضرورة يدعونا إلى احترام العلم وتقدير العلماء والإعلاء من مكانتهم والحرص على بث تلك الروح في نفوس الطلاب.


وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن عصر الفضاء والتكنولوجيا والثورة المادية الهائلة التي قربت البعيد ويسرت العسير وفتحت الباب أمام كثير من الموجات الإلحادية والتيارات المادية وكل هذه الأقوال التي تتأتى من خلال هذه التيارات وتلك الاتجاهات ما هي إلا أقاويل ساقطة تسقط أمام العلم والبرهان والدليل والحجة .

وأشار إلى ضرورة الوقوف أمام تلك الموجات الإلحادية والتيارات المادية والدعاوى الشاذة التي يراد منها القضاء على الكرامة الإنسانية ومسخ الهوية الإنسانية والخروج على ميثاق الفطرة والطبيعة السوية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الاسلامية مولد النبي صلى الله عليه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

الأمين المساعد لـ البحوث الإسلامية: العداء للأمَّة عمره أكثر من أربعة عشر قرنا

قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلاميَّة، إنَّ العداءَ للأمَّة الإسلاميَّة ليس وليدَ اليومِ، ولا ابنَ الأمسِ القريبِ، وإنَّما هو عداءٌ قديمٌ عمرُه أربعةَ عشرَ قرنًا أو يزيد، منذ خُتمت رسالاتُ السَّماءِ بسيِّدِنا محمَّدٍ، وهو عداءٌ لا ينقطعُ، بل مستمرٌّ، ومتلوِّنٌ، بدأ بعداوةٍ صَريحةٍ في المجتمعين المكِّيِّ والمدنيِّ، ومرَّ بعداءٍ صُلبٍ اعتمدَ على قوَّةِ السِّلاحِ كما كان في الحروبِ الصَّليبيَّةِ، وانتهى إلى تغريبٍ ناعمٍ، وهو أخطرُ أنواعِ العداءِ المعاصرِ.

مرصد الأزهر يطلق دعوة لاعتماد ميثاق أخلاقي عالمي للإعلامالكرسي فارغ.. أول صور من مناقشة رسالة الدكتوراه للباحثة المتوفية في الأزهر

وأضاف الهواري -خلال كلمته بمؤتمر كلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة، الذي عُقِد صباح اليوم بمركز الأزهر للمؤتمرات حول (التَّغريب في العلوم العربيَّة الإسلاميَّة)- أنَّ خطورة التَّغريبِ تظهر  في أنَّه يختبئ وراء أبواب مشروعة، فإعمالُ الفكرِ مشروعٌ، وتنويرُ العقولِ مشروعٌ، والنَّقدُ البنَّاءُ مشروعٌ، وتجديدُ النَّظرِ والرَّأيِ مشروعٌ، ولكن خلفَ هذا التَّنويرِ والتَّفكيرِ والنَّقدِ والتَّجديدِ المشروعِ يقفُ هذا التَّغريبُ الممنوعُ متدثِّرًا بعباءةِ العلمِ أحيانًا وثيابِ الحرِّيَّةِ أحيانًا وزيِّ الإصلاحِ أحيانًا أخرى، وما إلى ذلك من شعاراتٍ برَّاقةٍ انخدعَ بها كثيرون.

وأوضح الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني أنَّ من تأمَّل الواقع الآن يتوقَّفُ أمامَ إلحادٍ يزاحمُ الإيمانَ، وشكٍّ يزاحمُ اليقينَ، وهشاشةٍ وضعفٍ تقابلُ الرُّسوخَ والثَّباتَ، واضطرابٍ وقلقٍ يقابلُ السَّكينةَ والسَّلامَ، ولا تخطئُ عينٌ ما نعاني ويلاتِه من أنماطِ تفكيرٍ غريبةٍ، وأنماطِ استهلاكٍ عجيبةٍ، وأفكارٍ دخيلةٍ مريبةٍ، وتقليدٍ مذمومٍ دون مراعاةٍ لخصوصيَّةٍ ثقافيَّةٍ ولا لهُويَّةٍ دينيَّةٍ، وتهميشٍ مقصودٍ لمكوِّناتِ هُويَّتِنا من عقيدةٍ، ولغةٍ، وقيمٍ، وتاريخٍ، حتَّى وصلَ الأمر ببعضِ الشَّباب إلى أن يُقلِّدَ حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّة!

وأشار إلى أنَّ المجتمعاتِ الَّتي تتوقَّفُ عند الأوجاعِ والآلامِ دون أن تتجاوزَها مجتمعاتٌ يوشكُ أن يطويَها الزَّمنُ، وإنَّ من الصَّوابِ أن تسعى المجتمعاتُ إلى وضعِ علاجٍ ناجعٍ لأمراضِها في ضوءِ ما تملكُه، وأنَّ الوعيَ بمخاطرِ التَّغريبِ، وإدراكَ وسائلِه، ومعرفةَ مؤسَّساتِه خطوةٌ ضروريَّةٌ، ولكنَّها ليست خطوةً أخيرةً؛ بل هي بدايةٌ لطريقِ تصحيحٍ طويلٍ، ندركُ فيه الواقعَ، ونستلهمُ الماضي، ونخطِّطُ للمستقبلِ.

وتابع: من الواجبِ ونحن نواجهُ التَّغريبَ الَّذي يهدِّدُ المجتمعاتِ المسلمةَ أن نتذاكرَ أسسًا ضروريَّةً، منها: أنَّ التَّمسُّكَ بهويَّتِنا ومكوِّناتِها ضمانةٌ حقيقيَّةٌ ضدَّ أيِّ اختراقٍ، وستبقى محاولةُ فرضِ النَّموذجِ الغربيِّ بتفاصيلِه في المجتمعاتِ المسلمةِ في ميادينِ العقيدةِ، والفكرِ، والتَّعليمِ، والإعلامِ، محاولةً فاشلةً، فما تزالُ هويَّتُنا سَدًّا منيعًا حافظًا ما لم نفرِّطْ فيها، ومنها: أن نوقنَ أنَّ الإسلامَ لا ينادي بالانغلاقِ ولا بالجمودِ، بل إنَّ الإسلامَ يقرُّ التَّعدُّديَّةَ، ويحترمُ الاختلافَ، ويدعو إلى التَّعارفِ المثري، ولكنَّه لا يُلغي الخصوصيَّاتِ ولا الهويَّاتِ، ومنها: أنَّ الإسلامَ يقدِّمُ نموذجًا تربويًّا متفرِّدًا شاملًا يُعنى بالعقلِ والقلبِ، والمادَّةِ والرُّوحِ، والدُّنيا والآخرةِ، في توازنٍ وتكاملٍ وتناغمٍ فريدٍ، وذلك في مقابلِ نموذجِ حضارةِ اللَّذةِ والشَّهوةِ والمادَّةِ فحسب.

واختتم الدكتور محمود الهواري بأنه إذا كانت أدوارُ الأزهرِ الشَّريفِ متعدِّدةً فإنَّ من أهمِّ أدوارِه أن يحافظَ على تواصلِ الأجيالِ، وأنَّ الأجيالَ لا تتواصلُ ما لم يكن بينها رباطٌ وثيقٌ ينتقلُ من جيلٍ إلى جيلٍ، يفيدُ منه، ويبني عليه، وهذا هو التُّراثُ الَّذي يُعنى الأزهرُ الشَّريفُ بنقلِه ومدارسته، وأنَّ الوصولَ إلى وعيٍ فكريٍّ آمنٍ فريضةٌ دينيَّةٌ، وضرورةٌ مجتمعيَّةٌ، ومسئوليَّةٌ تضامنيَّةٌ، يجب أن يسعى لتحقيقِها الجميع.

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية يناقش رسالة ماجستير بكلية الدعوة.. صور
  • الأمين المساعد لـ البحوث الإسلامية: العداء للأمَّة عمره أكثر من أربعة عشر قرنا
  • مجمع البحوث الإسلامية: الأزهر والداخلية شريكان في بناء وعي الشخصية المصرية
  • أمين البحوث الإسلامية يشارك في المؤتمر السنوي لكلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة
  • انتبه لـ7 أفعال عند النوم حذر منها النبي.. تفتح عليك أبواب الجحيم
  • دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
  • دعاء بعد الركوع تحبه الملائكة وتتسابق عليه أيهم يصعد به إلى السماء
  • البحوث الإسلامية: افتتاح معرض الكتاب الدائم ومقر لجنة الفتوى بجامعة الأزهر
  • المواظبة على الاستغفار والصلاة على النبي..تعرف على فضل كل منهما
  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله