مفتي جنوب إفريقيا في ملتقي التصوف العالمي: حياة رسول الله شكلت خارطة طريق
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
تحدث الدكتور أرشد محمد، مفتى جنوب إفريقيا، خلال مشاركته في الجلسة الثانية من جلسات الملتقي العالمي للتصوف، عن معالم المواطنة في وثيقة المدينة وخطبة الوادع من وجهة نظر صوفية، مشيرًا إلى أن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، شكلت خارطة طريق لكل باحث عن الهدى والسبيل القويم في الحياة الفردية والجماعية، سبحان من جعله قرآنا ونبراسا يمشي على الأرض، عجت حياته الكريمة بأحدات ومحطات بارزة أهمها في سياقنا هذا إصداره لوثيقة أو صحيفة المدينة المنورة عند دخوله المدينة كأول إعلان رسمي على قيام دولة إسلامية، ثم جاءت خطبة الوداع بعدها بسنين حافلة بالإنجازات والتضحيات الجسام، هذه الخطبة التي كانت الإعلان عن قرب تسليم راية القيادة ومغادرة هذه الدنيا للإلتحاق بالرفيق الأعلى.
وتابع: شكلت الوثيقة وخطبة الوداع مثالا تاريخيا لا يزال حيا على الدوام للحقوق والواجبات التي تربط المواطنين في أي زمان ومكان، بين بعضهم البعض وبينهم وبين غيرهم، أوبينهم وبين وطنهم...فتحدد واجباتهم وحقوقهم في تكامل ليس به تفريطا ولا إفراطا.
وأوضح قائلا: قبل أن ندخل في تفاصيل هاتين الوثيقتين باعتبار أن خطبة حجة الوادع هي وثيقة أيضا وسنطلق عليها في هذه المداخلة وثيقة الوداع. نود أن نعرج على بعض المصطلحات المستخدمة في حديثي هذا، فتعريف المواطنة، هو أن "فالوطن محل الإنسان.... وأوطَنتُ الأرضَ اتخذتها وطنًا"،وقال ابن منظور: "الوطن المنزل تقيم به، وهو موطن الإنسان ومحله، فالمواطنة اصطلاحًا عَرَّفَت دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنها: “علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة”. وتُعَرِّفُهَا موسوعة كولير الأمريكية بأنها “أكثر أشكال العضوية في جماعة سياسية اكتمالًا،ونرى أن المواطنة حسب التعريفين هي الكيان أوالإطار الإجتماعي الذي يحدد واجبات وحقوق الفرد داخل الدولة بشكل يضمن سيرورة المجتمع والمساواة والعدل بين أفراد هذا المجتمع.
مفهوم المواطنة في الشريعة الإسلامية، وقضية المواطنة في الإسلام، ليست مجرد قضية إنسانية، وإنما هي قضية دينية في المقام الأول، مستمدة من ثوابث الإسلام وقائمة مبدأ "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍۢ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً" وعلى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُم مِّن ذَکَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". وعلى "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المدينة المنورة
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب؟.. علي جمعة: 10 عجائب
تعد معرفة ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب ؟، من أهم الأمور ، خاصة وأننا نعلم جميعًا فضل شهر رجب العظيم وكذلك الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم - والتي بها تحل البركة وتملأ حياتك بالخير ، فيما لم يتبق منه سوى أيام قليلة من هنا تنبع أهمية معرفة ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب ؟، والتي قد تكون بوابة الفرج ، فلا ينبغي تفويتها، لعلنا نغتنم ما تبقى منه.
هل التسبيحة في رجب تعادل ألفا في غيره؟.. انتبه لـ5 حقائقبـ 3 أعمال آخر ساعة قبل الظهر في رجب.. تفتح لك أبواب السماءماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجبقال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ينبغي علينا أن نلتمس الخير من يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو يعلمنا الأدب مع ربنا، إلى أن يصل بنا إلى شاطئ الأمان، منوهًا بأن الاتصال برسول الله -صلى الله عليه وسلم - يكون بالصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم-.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب ؟)، أن فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عظيم .. فضله ونوره - صلى الله عليه وسلم - أعلى وأتم من نور الملك ونور الملكوت ، والرهبوت ، والرحموت ، والجبروت ، واللاهوت ، فنور النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا شيء آخر.
وأضاف أنه ينبغي علينا أن نتصل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عن وسيلة شرعية، وهى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، التي أمرنا الله بها، فقال - سبحانه وتعالى - { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } ثم أمر { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } .
واستشهد بقوله عز وجل في آية أخرى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } وقال بعض العارفين : فهذا هو حقيقة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - التي نتلوها بألسنتنا .. حقيقتها في العمل هي أن نسلم لأمره وحكمه ، ثم لا نجد في أنفسنا حرجًا مما قضى.
وأشار إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أنا منكم مثل الوالد للولد) وهو صاحب الشفاعة، وهو رحمة للعالمين، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، فهذا النبي المصطفى الكريم - صلى الله عليه وسلم - ينبغي أن نسلم انقيادنا له .
وأفاد بأن هذه حقيقة الصلاة على النبي نتلوها بألسنتنا، ونستحضر هذا المعنى في أذهاننا، ونستعد بسلوكنا وأفعالنا أن نكون طوع أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فنترجم الحب الذي في قلوبنا إلى جعله أسوة حسنة نتبعها لأننا نرجو به - صلى الله عليه وسلم - وباتباعه الله، ونرجو به اليوم الآخر { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }.
ونبّه إلى أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عظيمة ، بها تستنير القلوب، وتغفر الذنوب، وتستر العيوب، وتيسر الغيوب، وكل عمل بين القبول والرد إلا الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فهي مقبولة أبداً، من الفاسق والعاصي، لا تحتاج إلى نية، ولا تحتاج إلى إخلاص، ولا تحتاج إلى شيء لتعلقها بالجناب الأعظم - صلى الله عليه وسلم - ، وبها تزيد الجنة في الاتساع.
واستطرد: والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ( من صلى على واحداً صلى الله بها عليه عشراً ) ولم يشترط في ذلك لا إخلاص ولا تقوى ولا مقامات ولا غير ذلك ، ولذلك فهي تصلح لمن أراد أن ينجذب إلى طريق الله - سبحانه وتعالى - على أي حالٍ كان فإن ذلك من الذكر ، والصلاة من الذكر ، وذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعله الله - سبحانه وتعالى - مقروناً بذكره.
صيغة الصلاة على النبيورد أن أفضل صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم هي: الصلاة الإبراهيمية أو الصيغة الإبراهيمية، فقد اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بأن يعرفوا صيغة الصلاة عليه فقالوا: «يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». (رواه البخاري).
فضل الصلاة على النبينبهت الكثير من نصوص الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة ، إلى فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل وقت وحين، ذلك لأن الصلاة على النبي من أحب الذكر إلى الله جل وعلا ، ومن هنا تأتي أهمية معرفة فضل الصلاة على النبي ، ومنه:
يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.يكفي الله العبد المصلي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أهمّه.تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.تنقذ المسلم من صفة البخل.سبب من أسباب طرح البركة.سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.التقرّب إلى الله تعالى.نيل المراد في الدنيا والآخرة.سبب في فتح أبواب الرحمة.دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.سببٌ لدفع الفقر.تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.سببٌ لإحياء قلب المسلم.التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.