خبراء: «القاهرة» حريصة على بناء علاقات متوازنة مع بنوك التنمية شرقا وغربا
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
تسعى الدولة المصرية إلى بناء علاقات متوازنة مع مؤسسات التنمية والبنوك الخاصة بها شرقاً وغرباً بلا استثناء، الأمر الذى ظهر مؤخراً، خلال بناء فصل جديد من الشراكة مع البنك الآسيوى للاستثمار، والذى من المأمول أن يُنهى احتكار وهيمنة مؤسسات التمويل الغربية.
«شعيب»: الدول النامية الأكثر تضرّراً من الأوضاع الاقتصادية العالميةحرص «القاهرة» على بناء علاقات متوازنة مع بنوك التنمية شرقاً وغرباً، أمر رآه بلال شعيب، الخبير الاقتصادى، مهماً وضرورياً ومُلحاً خلال الفترة الحالية، حيث قال إن الدولة المصرية لديها قضيتان خلال الفترة الحالية تعمل على إتمامهما والانتهاء منهما فى أسرع وقت، وهما قضية التغيّر المناخى وأزمات الديون.
وأضاف «شعيب» لـ«الوطن» أن جميع الدول النامية تأثرت وبشدة جراء الأزمات التى لاحقت اقتصاديات هذه الدول جراء أزمة فيروس «كورونا» والحرب الروسية - الأوكرانية، وأزمة سلاسل الإمداد، مما أدى إلى رفع أسعار الفائدة فى البنوك المركزية للدول النامية وحدوث تباطؤ كبير فى معدلات النمو الاقتصادى: «كلها أعراض عانت منها اقصاديات الدول، سواء الكبرى أو النامية».
وأوضح أن الدول النامية لديها الكثير من المشكلات الكبيرة فى ما يخص الموازنات العامة لها، كونها أقل بكثير من موازنات الدول المتقدّمة، كما أن الدولة المصرية ألزمت نفسها بتحمّل أقساط لقروض فى وقت كان فيه الوضع الاقتصادى فى العالم ليس على أفضل وجه، الأمر الذى انعكس بدوره على حدوث مشكلات تتعلق بالنقد الأجنبى وما شابه.
وأشار إلى أنه باعتبار مصر إحدى الدول النامية، فلديها برامج اقتصادية طموحة تخص إعادة هيكلة الديون من أجل تخفيف أعباء هذه الديون المتراكمة فى ما يجب على مؤسسات التمويل الدولية والجهات الشريكة من العمل قدماً تجاه إعادة هيكلة ديون الدول النامية لما واجهته هذه الدول من أزمات كبرى أدت إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية على أراضيها، الأمر الذى قد يُهدّد الأمن والسلم العام فى هذه الدول، وهو ما لا تريده الدول الغربية.
كما يجب على الدول الشريكة لمصر أن تساعد فى تخفيف الكثير من أعباء الديون عن كاهل الموازنة العامة للدولة، وكذا المضى قُدماً تجاه تخفيف الأقساط ومساعدة مصر فى حصولها على تمويلات جديدة لإتمام البنية التحتية التى تعمل عليها الدولة المصرية منذ فترة طويلة، كما أن الدول الأفريقية مجتمعة تحتاج إلى ما قيمته 100 مليار دولار من أجل تطوير وبناء البنية التحتية الخاصة بها والمساعدة فى نمو وازدهار اقتصاديات هذه الدول حتى تستطيع المنافسة.
وأكد أن الدولة المصرية تسعى خلال الفترة الراهنة لإحداث توازن مع جهات التمويل المختلفة من أجل حل وعلاج أزمات الديون المتراكمة، وفيما تقوم مصر بهذا فقد حذّرت منظمة الغذاء العالمية والتابعة للأمم المتحدة كل دول العالم من أن هناك 10% من سكان العالم، يواجهون نقصاً حاداً فى التغذية، حيث إن ما يقارب الـ36% ممن يواجهون النقص الحاد ذلك هم من سكان الدول الأفريقية.
وشدّد على ضرورة إشراك مؤسسات التمويل الدولية أصدقاء مصر والوقوف بجانبها والمساعدة فى عبور الأزمات الدولية الحالية والمتمثلة فى جدولة الديون القديمة لتخفيف الأعباء عن الموازنة العامة للدولة، حيث إن الموازنة العامة للدولة المصرية تأثرت كثيراً بسبب غلاء سعر طن القمح ووصوله إلى 500 دولار للطن، بعدما كان 265 دولاراً للطن فقط.
من جانبه، قال الدكتور كريم العمدة، الخبير الاقتصادى، إن وجود المسئولين الحكوميين فى الدولة وحضورهم الاحتفالات والمؤتمرات العالمية، أمر يضيف ميزات دولية كبرى تتمثل فى لقاء يجمع المسئول المصرى ونظيره فى جهات التمويل الدولية من أجل شرح رؤية ووجهة نظر مصر فى الكثير من الأمور المختلفة.
وأضاف «العمدة» أن مؤسسات التمويل الدولية دائماً ما يكون لها دور كبير وأثر عظيم فى التقارير التى تصدرها تجاه أى دولة فى العالم، غير أن ما يقوم به المسئولون المصريون لإيضاح ونقل تجربة مصر فى شتى المجالات إلى جهات التمويل الشريكة أمر يساعد فى بناء التفاهمات بين مصر ومؤسسات التمويل والبنوك الدولية.
وأوضح أن مصر ذات ثقل كبير مع النظام الاقتصادى العالمى، لما يتمتع به الاقتصاد المصرى من سمعة جيدة مع جهات التمويل والبنوك الدولية، كما أن مصر أحد أعضاء صندوق النقد الدولى، كما افتتح بنك الاستثمار الآسيوى مقراً لعملياته فى مصر، بمحفظة تزيد على المليار دولار.
وأشار إلى أن الدول الأفريقية تتمتّع بالكثير من الموارد الاقتصادية الضخمة فى شتى القطاعات، غير أن تصدير المواد الخام لدول الخارج دون التصنيع المحلى للمنتجات أمر يضيّع عليها الكثير من الفرص، لذا يجب على الدول الأفريقية إجراء عمليات للتصنيع والتنمية والنمو.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر مؤسسات التمويل الدولية التمویل الدولیة الدول الأفریقیة الدولة المصریة مؤسسات التمویل الدول النامیة هذه الدول الکثیر من أن الدول من أجل
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة ورئيس وزراء مقدونيا الشمالية يبحثان علاقات التعاون بين البلدين
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” أمس معالي الدكتور كريستيان ميكوسكي رئيس وزراء جمهورية مقدونيا الشمالية الذي يقوم بزيارة عمل إلى الدولة.
ورحب سموه ــ خلال اللقاء الذي جرى بقصر الشاطئ في أبوظبي ــ بزيارة رئيس الوزراء المقدوني إلى الدولة متطلعا إلى أن تسهم الزيارة في دفع مسار العمل المشترك لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.. فيما نقل رئيس الوزراء إلى سموه تحيات فخامة غوردانا سيليا نوفسكا دافكونا رئيسة مقدونيا الشمالية وتمنياتها لدولة الإمارات مزيداً من التقدم والازدهار.. كما حمله سموه تحياته إلى رئيسة مقدونيا الشمالية وتمنياته لبلدها وشعبها دوام النماء والتطور.
وبحث الجانبان خلال اللقاء فرص توسيع آفاق التعاون بين البلدين خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والطاقة المتجددة والاستدامة بجانب البنية التحتية والسياحة وغيرها من القطاعات التي تشكل أولويات تنموية للبلدين.
كما استعرض سموه ورئيس وزراء مقدونيا الشمالية عدداً من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.. وأكد صاحب السمو رئيس الدولة في هذا السياق اهتمام دولة الإمارات بتعزيز شراكاتها التنموية مع دول البلقان ودعمها كل ما يحقق السلام والاستقرار فيها بجانب تسوية أي نزاعات من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية وذلك انطلاقاً من نهج الدولة الثابت في الدعوة إلى السلام وتسوية الخلافات من خلال الوسائل السياسية بما يدعم تطلعات شعوب العالم نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
من جانبه أعرب رئيس وزراء مقدونيا الشمالية عن تطلعه إلى أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التعاون بين البلدين بما يعود بالخير والنماء على شعبيهما..مؤكداً أن البلدين لديهما رؤية مشتركة طموحة لتطوير تعاونهما.. مشيراً معاليه إلى الفرص المتنوعة للتعاون في مختلف المجالات والتي يمكن استثمارها بما يخدم أهداف التنمية المستدامة في البلدين.
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومعالي الدكتور كريستيان ميكوسكي رئيس وزراء مقدونيا الشمالية خلال اللقاء مراسم إعلان مذكرتي تفاهم، الأولى بشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين والثانية بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ووزارة الخارجية في مقدونيا الشمالية.
حضر اللقاء والمراسم.. سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية ومعالي مريم بنت أحمد الحمادي وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء ومعالي فيصل عبد العزيز البناي مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الإستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ومعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي وعدد من كبار المسؤولين .. كما حضرهما الوفد المرافق لرئيس وزراء مقدونيا الشمالية.وام