في حين يستعد اليمنيون، على المستويين الرسمي والشعبي، للاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر 1962»، التي قامت ضد أسلاف الحوثيين من الأئمة، توعّد سياسيون في صنعاء بإيقاف عبث الجماعة والتصدي لمشروعاتها الطائفية.

ودعا بيان، صادر عن تحالف يضم سياسيين ومثقفين، إلى التذكير بالتحديات الكبيرة والمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق النخب السياسية لتوحيد اليمنيين في مواجهة المشروع الحوثي.

البيان، الذي وصلت نسخة منه إلى «الشرق الأوسط»، وصف ما تقوم به الجماعة الحوثية منذ انقلابها بأنه «مخطط خبيث ونوايا مشبوهة» لوأد ثورة «26 سبتمبر» وكل الإنجازات التي تحققت خلال أكثر من نصف قرن منذ قيامها.


وقال البيان: «إن الجماعة الحوثية تقوم بمحاولات بائسة لإعادة عجلة الحياة في اليمن إلى الخلف، وجعل اليمنيين عبيداً، ومن السلالية الحوثية أسياداً عليهم».

وكانت الجماعة الحوثية، أنفقت ملايين الدولارات للاحتفال بذكرى اجتياحها صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، بالتوازي مع مئات الفعاليات ذات الصبغة الطائفية في مختلف مناطق سيطرتها.

وأشار البيان إلى حجم معاناة اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، وقال: «إن حاويات النفايات صارت ملاذاً لكثير من الأسر للبحث عن بقايا العصابات لإطعام الأطفال».

وأكد بيان السياسيين أن «معظم أيام السنة تحوّلت إلى احتفالات طائفية مذهبية بإمكانات الشعب اليمني وأمواله ومقدراته، وسط اجتهاد حوثي لتجويع وإفقار وتجهيل اليمنيين وإذلالهم بكل وسائل البطش والاستبداد والقهر».

واتهم البيان الجماعة الحوثية بأنها «تتعمد إذلال اليمنيين وتبديد أموالهم من خلال أشكال الفساد، إضافة إلى السعي لترسيخ قدسية زعيمها والمنتمين إلى سلالته».

وشدد التكتل السياسي اليمني في صنعاء على ضرورة الدفاع عن سيادة اليمن وكرامته، وعن حق شعبه في الحرية والتعليم والتنمية والانفتاح على العالم بلغة المنافع والمصالح، وليس كما تهدف إليه الجماعة الحوثية، من خلال إغلاق منافذ الحياة ومنافذ التواصل مع العالم، ومنع مواكبة العصر والنهوض الإنساني. ودعا إلى وقف عبث الحوثيين وتقييد أيديهم عن مواصلة تجهيل اليمنيين، وإلى فكفكة خرافاتهم.

ودعا السياسيون في بيانهم اليمنيين كافة إلى الاحتفال بذكرى ثورة «26 سبتمبر 1926» في كل قرية ومدينة وسهل وجبل ووادٍ، في سياق الرد على الجماعة الحوثية التي ترمي إلى تكريس نهجها الطائفي.

خطاب رئاسي مرتقب
يترقب اليمنيون خطاباً من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عشية ذكرى «ثورة 26 سبتمبر»، بالتزامن مع الاحتفالات التي تشهدها محافظتا تعز ومأرب ومناطق الساحل الغربي المحررة، إضافة إلى مظاهر الاحتفال التي يعد لها السكان في مناطق سيطرة الحوثيين.

وكان العليمي أنهى نقاشات رفيعة في مدينة نيويورك ضمن الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي، وألقى كلمة بلاده إلى الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة، مخاطباً فيها المجتمع الدولي حول تطورات الحالة اليمنية، والتدخلات المطلوبة لاحتواء الأزمة الإنسانية التي صنعها الحوثيون المدعومون من إيران.


ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية، أن العليمي أحاط قادة العالم بمستجدات جهود السلام، بما في ذلك المساعي السعودية والعمانية، ورؤية مجلس القيادة والحكومة بشأن الاستحقاقات الموضوعية لتحقيق السلام الشامل والمستدام الذي يضمن استعادة مؤسسات الدولة ويمنع تجدد جولات الحرب والدمار.

وشملت تحركات العليمي في نيويورك، على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، نقاشات رفيعة المستوى مع رؤساء حكومات، ودبلوماسيين، وفاعلين إقليميين ودوليين، فضلاً عن لقاء مفتوح بقيادات وممثلين عن الجالية اليمنية في الولايات المتحدة.

ورغم الآمال اليمنية في أن تفضي الجهود السعودية والعمانية إلى إحداث اختراق في جدار الصراع يمهد لإحلال السلام، فإن مراقبين يتهمون الجماعة الحوثية بعدم الجدية في إنهاء معاناة اليمنيين، والاستعداد لجولات أخرى من الحرب.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هل يتكرر أحداث 11 سبتمبر… طائرة تتجه نحو برج إيفل و إعلان شركة طيران يثير عاصفة باكستان

 

في مشهد ذكّر بأحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، أثار إعلان لشركة الخطوط الجوية الباكستانية موجة انتقادات واسعة. فقد أظهر الإعلان طائرة باكستانية تتجه مباشرة نحو برج إيفل، في مشهد تماهى مع فاجعة الحادي عشر من سبتمبر، مع تعليق بسيط مفاده "باريس.. ها نحن قادمون".

رغم أن الهدف كان ببساطة الترويج لاستئناف رحلات الخطوط الجوية الباكستانية الدولية إلى العاصمة الفرنسية.

 موجة غضب لكنه أثار على مدى الأيام الماصية ولا يزال حفيظة وغضب العديد من المعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن الإعلان يتشابه مع الهجمات الإرهابية التي طالت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001. وقال أحد المعلقين على منصة "إكس": "هل هذا إعلان أم تهديد؟". بينما دعا آخرون إلى "طرد مدير التسويق في الشركة".

 في حين شوهدت صورة الإعلان أكثر من 21 مليون مرة على موقع X منذ نشرها في العاشر من الشهر الحالي، وفق ما أفادت شبكة "بي بي سي". من جهته، طلب رئيس الوزراء شهباز شريف إجراء تحقيق في الأمر.

كما انتقد نائب رئيس الوزراء إسحاق دار الإعلان أيضًا، وفق ما نقلت وكالة جيو نيوز الباكستانية.

يذكر أنه خلال هجمات 11 سبتمبر، أقدم عناصر ينتمون إلى القاعدة على خطف طائرتي ركاب متوجهين بها نحو برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في العاصمة واشنطن، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص. فيما اعتقل خالد شيخ محمد، العقل المدبر لتلك الهجمات في باكستان عام 2003.

مقالات مشابهة

  • لماذا لا يقرأ بعض الأئمة البسملة مع الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • إعلان لشركة طيران يُثير الغضب لتشابهه مع هجمات 11 سبتمبر .. صورة
  • مشروع بالكونغرس الأميركي لتصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»
  • بحضورٍ رسميٍ وشعبي : النوري تشارك في حفل أفتتاح فريق الجهد الخدمي والهندسي عددا من المشاريع في قضاء المجر الكبير .
  • بيان مهم لقوات صنعاء (نص البيان)
  • بمشروعات ضخمة.. البحر الأحمر تسابق الزمن استعدادًا للاحتفال بالعيد القومي
  • التطبيع وتصريحات المنقوش يثيران جدلًا سياسيًا وشعبيًا في ليبيا
  • شوبير لـ إمام عاشور..اختار طريقة عاشورية للاحتفال
  • هل يتكرر أحداث 11 سبتمبر… طائرة تتجه نحو برج إيفل و إعلان شركة طيران يثير عاصفة باكستان
  • حرائق لوس انجليس تستعر جراء رياح قوية