دبلوماسي يكشف أهمية زيارة وفد الحزب الشيوعي الصيني لمصر
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وفد من الحزب الشيوعي الصيني برئاسة عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي باللجنة المركزية وهو أعلي مؤسسات الحكم في الصين؛ هو تعبير عن درجة التنسيق السياسي والشعبي بين البلدين.
مستشار الأونروا: السيسي الرئيس الوحيد الذي ذكر الأونروا في خطاباته الطرق الصوفية: مصر بها 20 مليون صوفي.. وندعم السيسي في الانتخابات الرئاسية مباركة للشراكة
وأضاف "حجازي" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، المذاع علي قناة "الحياة"، اليوم الأحد، أن البعد الشعبي والبرلماني هام جدًا في العلاقة بين مصر والصين، وبالتالي مباركة للشراكة الاستراتيجية المصرية الصينية والتي شهدت في جوانبها العديدة العديد من المكاسب.
تعبير عن مكانة مصر وما تستحقهوأشارت إلى أن هذه الزيارة تعبير عن مكانة مصر وما تستحقه بحضور رئيس مجلس الشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، وتأكيد علي أن العلاقات المصرية الصينية علاقات متنوعة ومتشعبة وتعبير صادق عن مضمون الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
العلاقات المصرية الصينية متنوعة ومتشعبة
ونوه بأن العلاقات المصرية الصينية متنوعة ومتشعبة وتعبير صادق عن الصداقة الاستراتيجية التي وقعت عام 1999، مشيرًا إلى أن قناة السويس تربط بين الشرق والغرب، وبها العديد من الاستثمارات الأجنبية التي تقام داخل المنطقة الاقتصادية بها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق ن الحزب الشيوعي الصيني الصين برنامج الحياة اليوم المصریة الصینیة
إقرأ أيضاً:
زيارة جنبلاط إلى دمشق.. صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية!
لم يكن مستغربًا أن تحظى زيارة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط إلى سوريا، بالحفاوة والاهتمام الكبير الذي شهدته، والذي وصفه البعض بـ"المبالَغ به"، ليس فقط لأنها أول زيارة لمسؤول لبناني بهذا المستوى إلى الشام، ليس منذ سقوط نظام بشار الأسد فحسب، بل منذ سنوات، ولكن بالنظر إلى "الرمزية" التي تنطوي عليها، والتي تجعل منها زيارة "استثنائية" بكل المقاييس والمعايير...لعلّ "رمزية" الزيارة أنّها تأتي بعد "قطيعة طويلة" استمرّت لأكثر من 13 عامًا، غاب عنها وليد جنبلاط عن سوريا، منذ قرّر الوقوف في صف "الثورة السورية" في العام 2011 ضدّ النظام، ونظرية "المؤامرة" التي استند إليها لقمع المظاهرات والاحتجاجات، ولكنّ "الرمزية" التي تحملها الزيارة، تتخطّى هذا التفصيل، لتعود إلى جذورها التاريخية، من بوابة دور نظام الأسد (الأب)، باغتيال والد جنبلاط، الزعيم كمال جنبلاط.
وأبعد من هذه "الرمزية"، ثمّة من اعتبر أنّ أهمية الزيارة تكمن في كونها "تأسيسية"، فهي تفتح الباب أمام فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، صفحة يقول كثيرون إنّ أساسها سيكون الاحترام المتبادل، بعيدًا عن نهج الوصاية والتدخّل الذي اعتمده النظام السابق، فأيّ انعكاسات محتملة للزيارة على هذا المستوى، وإلى أيّ مدى تبدو هذه "الصفحة الجديدة" واردة فعلاً، في ظلّ التغيّرات التي تشهدها سوريا هذه الأيام؟
زيارة "شخصية".. وعامة
تكتسب زيارة جنبلاط إلى سوريا أهمية "شخصية" بالنسبة إلى وليد جنبلاط، الرجل الذي لطالما عنَت له سوريا، وهو الذي كان من أوائل من أيّدوا "ثورتها" منذ أشهرها الأولى في العام 2011، وبقي "ثابتًا" على موقفه رغم كلّ ما يُحكى عن "انعطافاته" المتكرّرة في السياسة، مع مراعاته لمصلحة أبناء طائفته، بعكس ما فعله الكثيرون من خصومه، الذين زايدوا على النظام في الدفاع عنه، قبل أن "ينقلبوا" عليه في لحظة سقوطه، من دون أيّ حَرَج.
ويقول العارفون إنّ البعد "الشخصي" للزيارة يكتسب أهمية أيضًا، ببعده "التاريخي" المرتبط باغتيال الزعيم كمال جنبلاط، وكأنّ "البيك" الذي حطّ في دمشق بعدها غادرها الأسد، شعر بـ"ثأر تاريخي" ربما، وهو ما عبّر عنه بصورة أو بأخرى حين قال إنّه جاء "ليهنئ" الشعب السوري بأسره من أقصاه إلى أقصاه، واعتبر أن "شمس الحرية تشرق على كل الشعب السوري"، ولكن من خلاله أيضًا "على لبنان".
وهنا يكمن البعد "العام" للزيارة وفق العارفين، باعتبار أنّ جنبلاط أراد أن تكون زيارته، التي جاء توقيتها معبّرًا في ظلّ الحراك الدبلوماسي الذي تشهده العاصمة السورية منذ أسبوعين، والذي بلغ ذروته في الأيام الأخيرة، على المستويين العربي والغربي، أن تكون "فاتحة" على زيارات يقوم بها مسؤولون آخرون في الأيام المقبلة، لإعادة ترتيب العلاقات اللبنانية السورية، وفق أسُس جديدة، مختلفة عن كلّ ما كان سائدًا سابقًا.
عناوين "يُبنى عليها"
بهذا المعنى، يقول العارفون إنّ زيارة جنبلاط إلى سوريا يمكن أن تكون فعلاً "تأسيسية"، ولا سيما أنّها شكّلت فرصة للحديث الصريح بالكثير من العناوين التي "يُبنى عليها"، حيث يلفت العارفون إلى أنّ قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أبدى حرصًا على "الفصل" مع النظام القديم، وعلى الحديث عن علاقات احترام متبادل، بعيدًا عن النهج السابق، حين كانت سوريا "مصدر قلق وإزعاج، وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبيًا"، وفق قوله.
وإذا كان الشرع، وفق العارفين، أبدى إيجابية بالحديث عن العلاقة اللبنانية السورية المستقبلية، سواء لجهة قوله إنها يجب أن تكون قائمة على التعاون المشترك والاستقرار المتبادل، أو تأكيده على الوقوف "على مسافة واحدة ن الجميع"، فضلاً عن احترام سيادة لبنان واستقراره الأمني، فإنّه كان حريصًا أيضًا على "تأجيل" البحث بالملفات الإشكالية العالقة، بما في ذلك موضوع مزارع شبعا وترسيم الحدود، وملف النازحين، وغيره.
ويقول العارفون إنّ مثل هذا الأمر طبيعي، فهو لا يمكن أن يُحسَم من خلال مؤتمر صحافي، بل يتطلب عملاً جادًا ومسؤولاً من قبل حكومتي البلدين، علمًا أنّ أولويات الإدارة السورية تبقى حاليًا في مكان آخر، وتحديدًا في مجالي الأمن والاقتصاد، إضافة إلى الحوار الداخلي الذي يفترض أن يؤسّس لـ"سوريا الجديدة"، ولو أنّ الجميع يدرك أنّ تمتين العلاقات بين لبنان وسوريا تندرج في إطار "تحصين" البلدين، وهو ما يتناغم مع الأولويات المطروحة.
صحيح أنّ اللبنانيين انقسموا منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام السوري، بين "مهلّل" للحدث التاريخي والاستثنائي، ومن اختار "الاحتفاء" بالقيادة الجديدة "البديلة"، في مقابل من لجأ إلى "التخويف" من هذه القيادة، والتصويب عليها، استنادًا إلى تاريخها، رغم التحوّل في خطابها. إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ مثل هذه الانطباعات تبقى آنيّة، بانتظار فتح الملفات العالقة جدّيًا، وهو ما يأمل كثيرون أن تكون زيارة جنبلاط قد فتحت الباب واسعًا أمامه...