دائما ما كان يُعانى قطاع الصناعة على مدار العقود الماضية من نُدرة الأيدى العاملة الماهرة المؤهلة لسوق العمل، وهو ما يجعل أصحاب المصانع والمستثمرين ورجال الأعمال يبذلون مجهودات واسعة فى رحلة بحث طويلة للفوز بأحد هؤلاء المؤهلين للعمل، الأمر الذى اختلف كثيراً مع انتشار مدارس التكنولوجيا التطبيقية على مستوى الجمهورية ، كان آخرها الإعلان عن إطلاق «ابدأ» العاملة فى تنمية المشروعات، نموذج المدارس الوطنية للعلوم التقنية NTSS، بعد توقيع بروتوكول واتفاق بينها وبين وزارة التربية والتعليم.

جمعية رجال الأعمال: ستُعزز مساعي تقليل الاستيراد من الدول

بدوره، قال مجد الدين المنزلاوى، أمين عام جمعية رجال الأعمال، لـ«الوطن» إن «ابدأ» جرى إطلاقها من قِبل القيادة السياسية للحفاظ على الصناعات، وتدشين مدارس خاصة بالعلوم التقنية استكمالاً لما بدأته المبادرة من نجاح أسهم فى تدفّق الكثير من قطع الغيار التى كانت تُستورد من قبل، وباتت حالياً تُصنع بالسوق المصرية، مضيفاً: «المبادرة نجحت فى تقليل الفجوة بين التصدير والاستيراد، حيث كان ضمن أحد أهدافها تشجيع القطاع الخاص، وهو ما ستسهم فيه المدارس التى جرى إنشاؤها بسبب الغرض ذاته الذى عملت عليه المبادرة الوطنية».

أصحاب المصانع: كنا نعانى من نقص العمالة الماهرة

وأوضح «المنزلاوى» أن المدارس التى سيتم إنشاؤها ستحول دون زيادة الاستيراد من الدول الأجنبية، وستُعظم من الأيدى العاملة الماهرة فى مختلف القطاعات الصناعية، مؤكداً أن المدارس الجديدة ستسهم فى تخريج طلاب جيدين وذوى مهارة عالية.

اتحاد المستثمرين: ستخدم الصناعة بزيادة نسب التصنيع المحلى بالصناعات المختلفة

من أجل تحقيق التصنيع المحلى على الأرض، ولتقليل ما كان يجرى استيراده من قبل، حيث إن المبادرة نجحت من قبل فى إبرام تحالفات وشراكات تحت مظلة واحدة، الأمر الذى سيُحقّق المزيد من الإنجازات حال إنشاء مدارس معدّة مسبقاً لتحقيق هذا الغرض: «لازم تكون فيه جهة محايدة تراقب مستوى الأسعار، وتكون شركة مستقلة فى آلية عملها».

فيما أكد سمير عارف، عضو مجلس إدارة اتحاد المستثمرين ورئيس جمعية مستثمرى العاشر من رمضان، أن مدارس المبادرة ستهدف إلى تعظيم المنتج المحلى وزيادة نسب التصنيع المحلى الخاصة بمدخلات الإنتاج فى الصناعات المختلفة، وهى التى كان يقوم رجال الأعمال باستيرادها من دول الخارج من قبل.

وأضاف: «المدارس التى سيجرى إنشاؤها لخدمة الصناعة فى مصر، ستكون استكمالاً للنجاح، الذى عمل فيه القائمون على المبادرة، وهم مجموعة من الشباب المحايد الواعى والواعد فى مجال التصنيع، وهم الأشخاص الذين استعانت بهم القيادة السياسية من أجل العمل على هذه المبادرة وإنجاحها».

وأكد «عارف» أن التصنيع المحلى للمنتجات بشكل عام أمر أساسى من أجل تقليل فجوة الاستيراد، ولتوفير الدولار الذى كان يجرى جذبه من الخارج، مشيراً إلى أن المدارس ستأتى استكمالاً لما أنجزته المبادرة من نجاحات على مختلف الأصعدة، ضمن ميزات كثيرة تسهم فيها المبادرة مع شركائها المحليين والدوليين.

وفى سياق متصل، أوضح د. محمد عبدالسلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، أن إنشاء «ابدأ» مدارس تكنولوجيا تطبيقية أمر مهم يعود بالنفع على الخريجين بوجه خاص، وعلى الصناعة بشكل عام، فيوجد نحو 47 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية ويرعاها رجال الصناعة والتجارة فى مصر.

وأوضح: «نتائجها ممتازة ومستوى الخريجين بها عالٍ جداً، والطالب فيها بيتعلم كل حاجة، وبيعرف إزاى يؤدى عمله على أعلى مستوى، بالإضافة إلى التزامه الكامل داخل منظومة المدرسة، وبالتالى لما بيتخرج بيبقى على قدر المسئولية الصناعية وملتزم داخل المنظمة الصناعية التى يعمل من خلالها».

وأشار «عبدالسلام» إلى أن خريجى هذه المدارس يكونون مؤهلين لسوق العمل مباشرة، والتجارب السابقة تؤكد أن كل من تخرج فى هذه المدارس بعد 3 سنوات دراسية، تم تعيينه فور تخرجه فى أماكن ذات مستوى عالٍ وبدخل شهرى مرتفع، مؤكداً أن هذه المدارس نماذج ناجحة وتحتاج إلى وقت طويل لإعدادها، واتحاد الصناعات يطمح إلى زيادة أعداد المدارس التكنولوجية خلال العام المقبل لتقترب من 20 مدرسة تقوم بها كل الغرف مع اتحاد الصناعات.

وقال محمد كامل، صاحب أحد مصانع الأجهزة الكهربائية بالقاهرة، إن مدارس التكنولوجيا التطبيقية قُبلة الحياة لإعادة الاهتمام بالصناعة مرة أخرى، موضحاً أنه لا سبيل للتقدّم فى مجال الصناعة وتحسين الإنتاج إلا عن طريق الاهتمام بتعليم الطلاب وحصولهم على التدريبات اللازمة، متابعاً: «لازم العامل اللى شغال على الماكينة يكون متدرب كويس علشان يقدر يطلع أفضل إنتاج».

وأوضح «كامل» أن الماكينات والإنتاج الجديد حالياً أصبح يعتمد بالكامل على التكنولوجيا الحديثة، والعامل يجب عليه الإلمام بها حتى يستطيع استخدام الآلات والأجهزة، مضيفاً: «العامل اللى مش فاهم هيتسبّب فى مشكلات كبيرة، ويؤثر بالتالى على الإنتاج والصناعة».

ووصف «كامل» مدارس التكنولوجيا التطبيقية بأنها الخطوة الأهم من جانب الدولة فى تصحيح مسار تطوير الصناعة وتوطينها خلال السنوات القادمة، وبداية خلق جيل جديد مهنى فى مختلف القطاعات والصناعات يستطيع تطوير عملية الإنتاج والتصنيع، ويمكن الاعتماد عليه فى تطوير الصناعة ودفعها إلى الأمام.

وأشار «كامل» إلى أن الصناعة تواجه الكثير من التحديات، ويأتى من أبرزها توفير المواد الخام التى تُستخدم فى عملية الإنتاج، ولكن حال توفيرها مع عدم توافر اليد العاملة المُدرّبة لن يتم الاستفادة من تصنيع هذه المواد الخام وتحقيق أكبر استفادة منها، بما يعود على الدولة المصرية بالنفع ويسهم فى توطين الصناعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزير التعليم مبادرة ابدأ الوطن ملفات الوطن التصنیع المحلى رجال الأعمال من قبل

إقرأ أيضاً:

وكيل تعليم الشرقية يتفقد مدارس العاشر من رمضان لمتابعة انتظام الطلاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أجرى عبد الرحمن عبد اللطيف وكيل مديرية التربية والتعليم بالشرقية، جولة تفقدية بعدد من مدارس إدارة العاشر من رمضان التعليمية لمتابعة الأداء داخل المدارس والتأكد من تطبيق التعليمات الوزارية على أرض الواقع.

ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني وحازم الأشموني محافظ الشرقية ومحمد رمضان غريب وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالشرقية

متابعة حقيقية داخل الفصول الدراسية

شملت الزيارة مجموعة من المدارس وهي مدرسة اللواء علاء الدين عبد اللطيف للتعليم الأساسي ومدرسة عمر بن عبد العزيز للتعليم الأساسي ومدرسة 25 يناير للتعليم الأساسي ومدرسة الشهداء للتعليم الأساسي ومدرسة الدكتور أحمد زويل الثانوية بنات بحضور الأستاذ حمدي سلامة مدير عام إدارة العاشر من رمضان حيث تجول وكيل المديرية داخل الفصول.

وتابع انتظام الطلاب والمعلمين واطمأن على توافر البيئة التعليمية المناسبة وناقش عددًا من الطلاب في المقررات الدراسية للتأكد من مدى استيعابهم للمحتوى العلمي

التزام بالتعليمات واهتمام بالتفاصيل

ركزت الجولة على مراجعة مدى التزام المعلمين بتطبيق التعليمات والقرارات الوزارية ومتابعة تحديث قوائم الفصول وتسجيلها إلكترونيًا والتأكد من معالجة مشكلات الكثافات الطلابية وموقف العجز والزيادة في أعضاء هيئة التدريس.

 كما تابع كراسة الحصة وآلية تنفيذ التقييمات والواجبات المدرسية داخل الفصل وحرص على التأكيد على ضرورة الالتزام بالجدول المدرسي لضمان سير العملية التعليمية بشكل منتظم

رسائل دعم وتحفيز للطلاب

حرص وكيل المديرية خلال جولته على توجيه رسائل مباشرة للطلاب والطالبات تحثهم على الالتزام بالحضور وعدم الغياب والحرص على استيعاب المناهج الدراسية وأكد أن الحضور المنتظم والمشاركة الفعالة داخل الفصل هما المفتاح الحقيقي للنجاح الدراسي

استعدادات لاختبار أبريل وتفعيل مبادرات داعمة

أكد وكيل المديرية في ختام زيارته على أهمية الاستعداد لاختبار شهر أبريل 2025 وشدد على ضرورة متابعة التقييمات الأسبوعية وجعلها جزءًا من الحصة الأولى وجزءًا من الحصة الأخيرة.

 كما وجّه بتفعيل مبادرة ساعة خير داخل المدارس وتنظيم مراجعات مجانية لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية العامة بالإضافة إلى تدريب طلاب الصف الثالث الإعدادي على نماذج الامتحانات بنظام البوكليت المنشورة على المواقع الرسمية
 

مقالات مشابهة

  • ذعر وإغلاق مدارس و51 هزة ارتدادية.. ماذا يحدث في إسطنبول؟
  • جولة مفاجئة لوزير التعليم بعدد من المدارس بمحافظة الشرقية
  • جولة مفاجئة لوزير التعليم في مدارس الشرقية لمتابعة سير الدراسة
  • مساعد وزير الصناعة يزور مشروعات رأس الخير
  • “مساعد وزير الصناعة للتخطيط والتطوير” يزور مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية
  • وكيل تعليم الشرقية يتفقد مدارس العاشر من رمضان لمتابعة انتظام الطلاب
  • “نور” … مبادرة تقدم خدمات فحص البصر في مدارس شهبا بالسويداء 
  • سيناريوهات تنتظر المتهم بقضية مقهى أسوان أمام محكمة جنايات مستأنف.. تفاصيل
  • الصناعات التقليدية ومزايا..
  • الشعب الجمهوري: مصر تمضي بخطوات ثابتة نحو توطين الصناعة