بغداد اليوم - بغداد

مع استمرار التشديد الأمريكي على رقابة التحويلات المالية والوصول الى الدولار، تطرح تساؤلات عن مدى الدور الأمريكي ومايحتاجه العراق من واشنطن للمساعدة في مكافحة الفساد، غير انه يبدو مقتصرًا على "فساد الدولار" ولايمتلك سلطانًا على فساد الدينار والاموال الضخمة التي يتم الحصول عليها وتحويلها الى اصول في داخل العراق.


المختص في الشأن المالي ناصر الكناني، لخّص شكل المساعدة التي يحتاجها العراق من الولايات المتحدة الامريكية لمكافحة الفساد المستشري في الدولة العراقية.

وقال الكناني اليوم الاحد (24 أيلول 2023)، في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "القضاء على الفساد المستشري في الدولة العراقية يحتاج الى قرار سياسي في الدرجة الأولى"، لأن الفساد بحسب الكناني "محمي سياسياً"، وهناك جهات وشخصيات متنفذة هي المسؤولة عن الفساد وتحمي الفاسدين، وتعتاش سياسياً على موارد الدولة العراقية".

قرار سياسي

ويشير الكناني الى ان "العراق ممكن ان يحتاج الولايات المتحدة الامريكية بقضية مكافحة الفساد من خلال تتبع أموال الفساد التي تهرب الى الخارج، فأمريكا ممكن ان تتبع حركة أي دولار يخرج من العراق الى أي دولة كانت، وهنا العراق بحاجة لواشنطن، لكن يبقى قرار مكافحة الفساد والقضاء عليه بحاجة الى قرار سياسي"، معتبرا ان "هذا الامر بصراحة غير موجود بشكل حقيقي، وما موجود هي مجرد شعارات ليس الا".

ويقتصر الدور الامريكي حاليا على رقابة تحويلات الدولار من البنك المركزي والجهات التي يصل اليها، لكن الرقابة على الدينار هي من مسؤولية اجهزة الدولة التنفيذية والرقابية.

وتقول السفيرة الامريكية الينا رومانوسكي في شباط 2023 خلال نقاشات الطاولة المستديرة مع مجلس الاعمال الاميركي-العراقي، ان "الولايات المتحدة عملت بشكل وثيق وعلى مدى سنوات مع البنك المركزي العراقي للحيلولة دون وصول المجرمين والفاسدين إلى النظام المصرفي الدولي ولجعل البنوك العراقية ممتثلة للمعايير الدولية، ومن خلال التنسيق مع البنك المركزي العراقي، أجرينا تغييرات تنظيمية من شأنها تحسين الشفافية في المعاملات المالية".

الدينار بدلا من الدولار

وفي وقت سابق من اليوم، قال محافظ البنك علي العلاق في بيان تلقته "بغداد اليوم"، ان "نسبة تنفيذ الحوالات المحقّقة وصل إلى أكثر من 95 بالمئة" مبينا ان "البنك يسعى إلى فتح قنوات تواصل مباشرة للمصارف العراقية مع نظيرتها الأجنبية في المراسلات والتبادل التجاري".

ولفت الى، ان "السّنة المقبلة ستشهد حصر جميع التعاملات التجارية الداخلية وغيرها بالدينار العراقي بدلاً من الدولار".

وأعلن العلاق عن "دخول معظم التجار إلى قنوات التحويل الرسمية وتوفير الدولار بسعر (1320) ديناراً (وهو السعر الرسمي للدولار في العراق)" مشيراً الى ان "النظام الجديد للتحويل الخارجي وبيع الدولار يوفر حماية من المخاطر لأطراف العمليات كافة".

ولفت الى، ان "مصرف (ريادة) سيكون نافذة للراغبين في فتح مشاريع إنتاجية وتجارية صغيرة تسهم في تطوير الاقتصاد المحلي وخفض نسبة البطالة".

وكانت اللجنة المالية النيابية، أعلنت في وقت سابق اليوم ان "أزمة الدولار في طريقها الى الحل النهائي لوجود حراك حكومي حقيقي" وبالفعل انخفض سعر الصرف صباح الوم الى 1520 ديناراً بعد ان لامس في الأيام الماضية الـ 1600 دينار.


الدولار.. معركة

واعتبر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الثاني من آب الماضي قضية الدولار في العراق بـ"معركة بين الدولة التي تصر على اكمال اصلاح النظام المالي والمصرفي، وبين فئة متضررة من المضاربين والمهربين تعتاش على هذه العملية وتعمل على عرقلة الإصلاحات"مشيرا الى ان "النزيف المستمر للعملة الصعبة في العمليات التجارية استمر لسنوات بطريقة خاطئة دون معالجات".


المصدر: بغداد اليوم

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

رمضان ينعش الدينار العراقي على حساب الدولار

بغداد – تراجع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق الموازية بالعراق بصورة ملحوظة خلال الأسبوعين الأول والثاني من شهر رمضان، مسجلًا 1480 دينارًا لكل دولار، من مستوى 1520 دينارًا قبل بداية الشهر.

ويعود الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها الإجراءات الصارمة التي اتخذها البنك المركزي العراقي للسيطرة على الاستيرادات والتحويلات المالية الإلكترونية، إضافة إلى انخفاض الأنشطة الاقتصادية للمواطن العراقي خلال شهر رمضان.

إجراءات صارمة

يقول المستشار الحكومي علاء الفهد إن انخفاض سعر الدولار في السوق الموازية يعود إلى تطبيق البنك المركزي لإجراءات صارمة تهدف إلى السيطرة على الاستيرادات والتحويلات المالية الإلكترونية.

ويضيف، في تصريح للجزيرة نت، أن هذا الإجراء يعكس نجاح السياسة النقدية للبنك المركزي، إذ بدأت المصارف العراقية تنفيذ عمليات المراسلة مع المصارف الدولية التي تربطها بها علاقات تجارية.

وأضاف أن تنويع سلة العملات ساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على الدولار، وأن معظم واردات السلع الاستهلاكية والغذائية يتم تمويلها عبر المنصة الرسمية للبنك المركزي وبالسعر الرسمي، مؤكدا أن أي تداول خارج هذا الإطار يعد تعاملًا غير رسمي.

وأشاد الفهد بإعلان البنك المركزي عن تطبيق المعاملات الرقمية وتشجيع السياحة، مؤكدًا أن هذه الخطوات ساهمت في تخفيف الضغط على السوق الموازية لأسعار الصرف.

إعلان

وتوقع الفهد استمرار الاستقرار في السوق، خاصة مع تغطية معظم احتياجات رمضان وموسم العيد عبر المنصة الرسمية وبالسعر الرسمي، مشيرا إلى أن التوقعات تشير إلى استمرار انخفاض سعر الدولار في الفترة المقبلة.

وزاد سعر صرف الدولار مقابل الدينار في الأسبوع الأخير قبل شهر رمضان بشكل ملحوظ، مسجلًا 1520 دينارًا لكل دولار للبيع و1510 دنانير للشراء في البورصات الرئيسية، لكن في الأسبوع الأول من شهر رمضان، سجل سعر الصرف انخفاضًا كبيرًا، حيث وصل إلى 1465 دينارًا لكل دولار للبيع و1475 دينارًا لكل دولار للشراء في البورصات الرئيسية في بغداد وأربيل والبصرة.

وفي الأسبوع الثاني من شهر رمضان، ارتفع سعر الصرف قليلًا، وسجل 1485 دينارًا لكل دولار للبيع و1480 دينارًا لكل دولار للشراء، مع تباين صعودًا أو نزولًا لا يتجاوز الدولارين والنصف.

تتأثر أسعار صرف الدينار العراقي مقابل الدولار بعدة عوامل رئيسية من بينها:

حجم المبيعات اليومية في مزاد بيع العملة إجراءات البنك المركزي المتعلقة بالتحويلات الخارجية حاجة التجار لاستيراد البضائع وخاصة من دول تخضع لعقوبات أميركية ما يزيد الطلب على الدولار في السوق الموازية. تهريب الدينار العراقي إلى دول أخرى للاستفادة من فروق الأسعار. رمضان يغير قواعد اللعبة

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي أحمد الأنصاري، أن تراجع الطلب على الدولار خلال شهر رمضان يعود بشكل أساسي إلى انخفاض الأنشطة الاقتصادية للمواطن العراقي، والذي يتجلى في تراجع حركة العقارات والسيارات والخدمات الأساسية.

وأوضح الأنصاري في حديث للجزيرة نت أن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين ساهم أيضًا في تقليل حجم الاستيراد، مما أدى إلى خفض الطلب على الدولار في السوق الموازية.

وأضاف أن إجراءات البنك المركزي التي تهدف إلى تقليل الاستيراد عبر السوق السوداء وتشجيع التجار والمستوردين على الاستيراد عبر المصارف المعتمدة وتحويل الدولار بالسعر الرسمي، كانت سببًا إضافيًا في هذا الانخفاض المؤقت.

الدينار العراقي ارتفع في بداية رمضان (غيتي إيميجز)

وتوقع الأنصاري انتعاشًا قويًا للأسواق بعد شهر رمضان وبحلول عيد الفطر، مما قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في سعر الدولار أو عودته إلى مستواه السابق، مؤكدا أن سعر الدولار يتأثر بشكل كبير بقوة العرض والطلب في السوق، حيث يرتفع كلما زاد الطلب عليه في السوق الموازية.

إعلان

وأشار إلى أن استمرار التسهيلات التي يقدمها البنك المركزي، مثل توفير دولار المسافرين، سيشجع المواطنين على التعامل بالسعر الرسمي وتجنب مكاتب الصرافة والبنوك التي تبيع الدولار بأسعار أعلى.

وصادق مجلس الوزراء في 7 فبراير/شباط 2023 على قرار مجلس إدارة البنك المركزي العراقي بتعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار، بما يعادل 1300 دينار للدولار الواحد، حيث ألزم المصارف بالبيع بسعر 1310 دنانير لكل دولار وبسعر 1320 دينارا لكل دولار لعمليات تحويل العملة حال استخدام البطاقات الإلكترونية أثناء السفر أو عبر الإنترنت، مع تحديد سقف 3 آلاف دولار بالسعر الرسمي تمنح لكل مسافر يقدم تأشيرة وتذكرة سفر مع جوازه الرسمي.

مقالات مشابهة

  • الملف الأسود.. إيرادات موازية للنفط تضيع خارج خزينة الدولة: 3 حلول مطروحة (تفاصيل)
  • الملف الأسود.. إيرادات موازية للنفط تضيع خارج خزينة الدولة: 3 حلول مطروحة (تفاصيل) - عاجل
  • ماذا عن العراق؟ .. الأمواج التركية تدفع الإيرانيين بعيدا عن سوريا - عاجل
  • رمضان ينعش الدينار العراقي وتوقعات رسمية بانخفاض مستمر للدولار- عاجل
  • رمضان ينعش الدينار العراقي على حساب الدولار
  • معضلة العراق المستعصية .. وعود لم تر النور والإرادة السياسية العائق الأكبر- عاجل
  • استقرار سعر الدولار مقابل الدينار العراقي اليوم
  • انخفاض جديد يطرأ على أسعار الدولار مقابل الدينار في بغداد واربيل
  • حلم محمد صلاح.. ماذا يحتاج ليفربول لحسم لقب الدوري الإنجليزي؟
  • العقوبات الأمريكية على الفصائل العراقية .. المواطن في مأمن- عاجل