انطلقت يوم الاثنين الماضي الموافق ١٨ من شهر سبتمبر الجاري أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين بنيويورك بأمريكا، تلك القمة التي كان يعول عليها العالم في حل قضاياه وأزماته الشائكة، وعلى رأسها قضية المناخ، وقضية التنمية المستدامة، الغذاء، الفقر، وقضايا اللاجئين، ثم بحثها لمشكلة الحروب والنزاعات التي تحدث بالكثير من الدول، وبخاصة في إفريقيا والشرق الأوسط، وكيفية إحلال السلام والأمن الدوليين في بؤر الصراع والحروب، إضافة إلى التوصل للتنسيق الفعال لجهود الإغاثة الإنسانية، والعمل علي إخلاء العالم من الأسلحة النووية، وخلال كلمته الافتتاحية شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش علي أهمية وقف الحروب، وتحقيق الرفاهية لكل الشعوب، ومع حضور الكثير من قادة وزعماء ومندوبي دول العالم إلى القمة إلا أنها قد غاب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، بسبب الموقف العدائي الذي تشنه أمريكا والغرب على كل من روسيا والصين، إضافة إلي غياب رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن القمة، مما أثر سلبا على مخرجات تلك القمة التي ستستمر في انعقادها حتي يوم الثلاثاء المقبل الموافق ٢٦ من سبتمبر الجاري، ومع تلك المشكلات الدولية المتفاقمة، والأزمات الخطيرة التي تعصف بالعالم وعلى رأسها تداعيات قضية المناخ وأزمات الحروب والانقلابات وغيرها من الأزمات الإنسانية، إلا أن القمة قد طغى عليها منذ اليوم الأول موضوع الحرب الروسية - الأوكرانية، وذلك عندما بدأت بخطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي فرض موضوع الأزمة الأوكرانية علي القمة، إضافة إلي وجود الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي الذي حول هو الآخر هذه القمة لصالح أزمة بلاده عندما ندد بانتهاك القوات الروسية الأراضي الأوكرانية، وداعيا دول وقادة العالم إلى مؤتمر سلام دولي لوضع نهاية لتلك الحرب، حيث عرض زيلينسكي خطة سلام لحرب بلاده مع روسيا، وانتقد الأمم المتحدة بشدة لفشلها في منع النزاعات، وطالب بتجريد روسيا من حق النقض " الفيتو"، الأمر الذي أثار غضب وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي ألقي بدوره كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منتقدا تصريحات زيلينسكي المشينة لبلاده، ومنوها بأن حق النقض الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن الدولي هو أداة قانونية مشروعة وممنوحة للأعضاء الخمسة الدائمين في هذه الهيئة.
إن أجواء تلك القمة قد غلب عليها موضوع الحرب الروسية - الأوكرانية، والعلاقات المتوترة بين دول الغرب وأمريكا تجاه الصين وروسيا، ولا شك أن هذا الاستقطاب الدولي سينعكس سلبا علي النزاعات الدولية، مما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من البطء الشديد والتراجع نحو تحقيق الأهداف الإنسانية التي تسعى الأمم المتحدة لتحقيقها، بسبب التقصير الحاصل من الدول الكبرى، لعدم تلبيتها للحاجات الملحة التي تتطلبها الدول النامية، ولا يتوقع الأمين العام استجابة دولية مناسبة، وبسبب تلك التطورات الدولية بين الدول الكبرى وبخاصة الحرب الباردة التي تحدث الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب مع الصين وروسيا لا يتوقع أن يهتم العالم ويقوم بمسئولياته تجاه كل تلك القضايا والأزمات التي تعصف بالعالم، لتجد الأمم المتحدة نفسها وحيدة وعاجزة في مواجهة كل تلك القضايا والتحديات الإنسانية المتفاقمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: للأمم المتحدة الأمم المتحدة من الدول
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي للولايات المتحدة: إذا تخليتم عنا سنهزم أمام روسيا (شاهد)
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، من أن بلاده ستُهزم أمام الجيش الروسي إذا قطعت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية، في ظل مخاوف كييف وحلفائها الغربيين من أن إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب قد توقف هذه المساعدات.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، قال زيلينسكي: "إذا قطعوا (المساعدات)، فسنُهزم، أعتقد أننا سنُهزم". وأضاف أن أوكرانيا ستستمر في القتال رغم أن إنتاجها العسكري ليس كافياً للانتصار أو البقاء على قيد الحياة.
❗️If the US cuts aid, Ukraine will lose the war, Zelenskyy for Fox News.
“Yes, we have our own production, but it is not enough to win. Not enough even to survive." pic.twitter.com/oDx8WSS0Fp — big ben (@alternative_war) November 20, 2024
وانتقد ترامب إنفاق إدارة الرئيس جو بايدن عشرات مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، متعهداً بحل النزاع "خلال 24 ساعة" دون توضيح كيفية تحقيق ذلك.
وأكد زيلينسكي عبر "فوكس نيوز" أن "أكثر ما يهم" هو "الوحدة" بين أوكرانيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن ترامب يمكن أن يؤثر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب "لأنه أقوى بكثير من بوتين".
وأوضح أن بوتين "قد يكون راغباً في إنهاء الحرب، لكن الأمر يعتمد بدرجة أكبر على الولايات المتحدة. بوتين أضعف من الولايات المتحدة".
وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأمريكي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يُفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.
ويذكر أن صحيفة واشنطن بوست، نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس جو بايدن وافق على إمداد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للأفراد. وأفادت الصحيفة بأن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام الألغام في المناطق المكتظة بالسكان.
وفي سياق متصل، وقع الرئيس الروسي مرسوماً يوسع إمكانيات استخدام ترسانة بلاده من الأسلحة النووية، رداً على سماح واشنطن لكييف باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نقلته وكالات الإعلام الرسمية، أن الجيش الأوكراني أطلق خلال الليل صواريخ أميركية بعيدة المدى على أراضيها في منطقة بريانسك، وهو أول قصف من نوعه منذ بدء الحرب قبل ألف يوم.
وأضافت أن طواقم الدفاع الجوي الروسيين استخدموا أنظمة "إس-400" و"بانتسير" لإسقاط 5 من هذه الصواريخ، بينما تضرر صاروخ واحد، مشيرة إلى أن شظايا الصواريخ سقطت على الأراضي التقنية لمنشأة عسكرية في مقاطعة بريانسك، ما تسبب في نشوب حريق، وتم إخماده على الفور.