وقفت سيدة وهى تمسك ثلاث حبات فقط من الطماطم على كف يدها موجهة كلامها للبائع "هنعمل زي الاجانب ونشتري الخضار بالواحدة".. بائع الخضراوات الذى يخشي من ركود بضاعته ومن ثم تلفها، كان يتحمل كثرة أسئلة المترددين على محله عن أسعار الخضراوات، على الرغم من أن السعر مرفوع فوق كل نوع، الطماطم 20 والبطاطس 14 والبصل 25 والفاصوليا الخضراء 40 والخيار 14 وهكذا، وكان يردد مع كل سؤال "خد اللى أنت عاوزه حتى لو كان ربع كيلو".
ارتفاع أسعار الخضراوات وخاصة الأساسية منها مثل الطماطم والبصل والبطاطس أصبح حديثا يتداوله كل الناس، بل أصبحوا يتندرون على سعر البصل باعتباره أغلى من المانجو، خاصة أن هذه المحاصيل الثلاثة تتشكل منها مائدة طعام غالبية الأسر المصرية، ناهيك عن أن معظم الخضراوات الأخرى ارتفع ثمنها بشكل مبالغ فيه وحتى أسعار الخضراوات الورقية هى الأخرى.
منذ فترة لا أجد الخس فى الاسواق وعندما وجدته عند إحدى البائعات سألتها عن السعر فقالت إن الواحدة بسبعة جنيهات والخس الافرنجي "الكابوتشا" 20 جنيها، أخذت واحدة من الخس فوجدتها تالفة من الداخل على الرغم من هذا السعر المبالغ فيه.
ماذا نطبخ من الخضراوات؟ سؤال يتردد على ألسنة معظم ربات البيوت إذا كانت أسعار البامية والفاصوليا والكوسة والبطاطس فاقت قدرتنا الشرائية، وإذا لجأنا إلى الحبوب المجففة مثل اللوبيا والفاصوليا فقد تجاوز سعرها الـ60 جنيها وبالمثل الفول والعدس تجاوزا الـ40 جنيها، فماذا نفعل؟؟
وفى إجراء لتجاوز أزمة ارتفاع سعر البصل صدر قرار بوقف تصديره لمدة ثلاثة أشهر، وطبقا لتصريحات حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة، فإن آخر سعر للبصل وصل لـ27 جنيهاً في الأسواق و21 جنيهاً في الجملة، وبرر ذلك بتأثر إنتاجية البصل وتدني المساحات المزروعة، نتيجة خسارة الفلاحين والتجار في العام الماضي مستنكرا هذا الارتفاع الكبير بقوله "ما حصلش في تاريخ مصر أن كيلو البصل وصل 25 جنيها".
النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، أكدت فى سؤال برلماني أن هناك حالة من التخبط تشهدها الأسواق، خاصة ما يتعلق بالخضراوات وهى تمثل أهمية كبيرة للأسر المصرية، والتى تعتمد عليها بشكل يومى.
وطالبت بضرورة وجود سياسة زراعية واضحة بشأن احتياجات السوق من الخضر والفاكهة، لتحقيق المعادلة ما بين تلبية مطالب المواطنين، وتوفير جزء آخر للتصدير باعتبار أن التصدير أحد أبرز موارد العملة الصعبة.
فى تصوري أن هناك حلقة مفقودة فى ارتفاع أسعار الخضراوات هذا العام بشكل مبالغ فيه وكذلك أسعار باقي السلع الغذائية، فهل كيلو الطماطم الذى يباع فى الاسواق بـ20 جنيه، وكيلو البصل الذى تجاوز الـ25 جنيها، خرج من الارض المزروع بها بنصف أو ربع هذا السعر حتى؟ المؤكد فى هذا الامر أن الاحتكارات وجشع التجار يلعبان دورا محوريا فى هذه الازمة التى تتطلب وقفة سريعة من الجهات المعنية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسعار الخضراوات
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار الذهب بقيمة 20 جنيها للجرام منتصف تعاملات اليوم
ارتفع الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد في ظل تحول المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد المخاوف المتعلقة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي من شأنها أن تزيد من التضخم وتؤدي إلى حرب تجارية عالمية.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 2954 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2934 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2952 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
وارتفع الذهب منذ بداية العام بنسبة 12.6% حتى الآن وسجل قمة تاريخية جديدة للمرة العاشرة وسط مخاوف من رسوم ترامب الجمركية، حيث تجتمع العوامل السياسة والاقتصادية الحالية لصالح دفع الذهب لمزيد من المكاسب ليقترب من مستهدفه عند 3000 دولار للأونصة.
ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي فرض رسوما جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية ورسوما جمركية أخرى بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم. وقال يوم الأربعاء إنه سيعلن عن التعريفات الجمركية المتعلقة بالأخشاب والسيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية خلال الشهر المقبل أو قبل ذلك.
تسببت سياساته في تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن وذلك على الرغم من قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة خلال أول اجتماع له هذا العام، وأظهر في محضر اجتماعه الذهب صدور يوم أمس أن المقترحات السياسية الأولية لترامب أثارت مخاوف بشأن ارتفاع التضخم وأكدت استمرار التوقف المؤقت لخفض أسعار الفائدة.
تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي خلال الأيام الأخيرة أكدت على نفس الفكرة، وبالتالي لن يجد الذهب دعم من انخفاض أسعار الفائدة الأمريكي على المدى القريب، إلا أن هذا لن يوقف صعود الذهب بسبب الدعم الكبير الذي يجده من كونه ملاذ آمن.
قامت مؤسسة جولدمان ساكس المالية برفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3100 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 من 2890 دولار للأونصة، وذلك بسبب الطلب المرتفع من البنوك المركزية، وأشارت جولدمان ساكس أنه إذا ظلت حالة عدم اليقين السياسي ومخاوف التعريفات الجمركية، فقد تصل أسعار الذهب إلى المستوى 3300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام.
أما عن سوق الذهب المادي فقد شهد انتقال للذهب من بورصات لندن وأوروبا بشكل عام إلى الولايات المتحدة الأمريكي بسبب تحوط المستثمرين من إمكانية ارتفاع رسوم واردات الذهب، وقد تسبب هذا في تأخر عمليات تسليم عقود الذهب وبالتالي ارتفاع أسعاره.
وأعلن البنك المركزي الصيني عن إضافة 5 أطنان أخرى إلى احتياطاته من الذهب في يناير الماضي لتمثل ثالث زيادة شهرية متتالية، لتبلغ حيازاته الرسمية من الذهب الآن 2285 طناً أي ما يمثل 5.9% من إجمالي الاحتياطيات.
إلى جانب هذا زادت عمليات سحب الذهب من بورصة شنغهاي للذهب بنسبة 3% على أساس شهري إلى 125 طنًا، ومع ذلك تظل عمليات السحب الإجمالية أقل بكثير من المستويات التي شوهدت في السنوات الماضية مما يسلط الضوء على التأثير السلبي لارتفاع أسعار الذهب على الطلب على أطنان المجوهرات الذهبية.
الذهب مستمر في الارتفاع إلى مستهدفه وسط ترقب الأسواق لموعد التصحيح السلبي، والذي قد يحدث إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا برعاية أمريكية، ولكن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة ضد الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد تدل على تأخر التوصل إلى اتفاق، وهو ما انعكس اليوم بشكل إيجابي كبير على أسعار الذهب العالمي.
أسعار الذهب محلياً
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع مع بداية تداولات اليوم بدعم من استمرار صعود الذهب العالمي وتسجيله مستوى تاريخي جديد اليوم قبل أن يتراجع السعر بشكل قليل، يأتي هذا على الرغم من تراجع محدود في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية بعد ارتفاعه الأيام الماضي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 4175 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4168 جنيه للجرام، وكان قد تراجع سعر الذهب يوم أمس بمقدار 20 جنيه ليغلق عند المستوى 4145 جنيه للجرام بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 4165 جنيه للجرام.
يقترب سعر الذهب المحلي أكثر من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 4200 جنيه للجرام وذلك بدعم من استمرار ارتفاع سعر الذهب العالمي وتسجيله مستوى تاريخي جديد خلال جلسة اليوم، خاصة أن تحركات سعر الذهب العالمي هو المؤثر الرئيسي على تسعير الذهب المحلي خلال الفترة الحالية.
من جهة أخرى شهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه تراجع محدود خلال تداولات اليوم بعد ارتفاعه خلال الأيام الماضي، ولكن لم يؤثر هذا التراجع بشكل كبير على تسعير الذهب الذي يتأثر بشكل أكبر بحركة الذهب العالمي.
اليوم يجتمع البنك المركزي المصري لتقرير سعر الفائدة وهو الاجتماع الأول لهذا العام، وتتباين الآراء بشأن قرار البنك اليوم وهل سيبدأ موجة خفض أسعار الفائدة أم ستظل ثابتة عند أعلى مستوياتها.
هذا وقد شهد التضخم تراجع تدريجي خلال الشهور الأخيرة ولكن لا يزال عند مستويات مرتفعة بالإضافة إلى عدم استدامة التراجع بوتيرة مناسبة، الأمر الذي قد يدفع البنك المركزي للإبقاء على الفائدة دون تغيير، وهو الأمر الذي سيكون حيادي بالنسبة لسعر الذهب المحلي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد بدعم من استمرار التوترات من قرارات الرئيس الأمريكي المتعلقة بالتعريفات الجمركية، بالإضافة إلى تصريحاته ضد الرئيس الاوكراني مما قد يؤخر عملية التوصل لاتفاق انهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع عند افتتاح جلسة اليوم بدعم من تسجيل الذهب العالمي قمة تاريخية جديدة، وذلك على الرغم من تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه من أعلى مستوى سجله اليومين الماضيين.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد عند 2954 دولار للأونصة ليستمر بالصعود بالرغم من تشبع المؤشرات الفنية بالشراء ولكنها لم تظهر علامة واضحة على البيع حتى الآن، وقد نشهد المزيد من الصعود مع استهداف منطقة المستوى 2970 دولار للأونصة كمستوى مقاومة للسعر.
أما عن السعر المحلي:
وصل سعر الذهب المحلي عيار 21 إلى المستوى 4175 جنيه للجرام مع بداية تداولات اليوم ليقترب من المستوى 4200 جنيه للجرام الذي يعد أعلى مستوى تم تسجيله، ويستمر الدعم لأسعار الذهب التي تستمر في الصعود بدون الدخول في تصحيح سلبي حتى الآن والذي قد يعطي فرصة لتجميع المزيد من الزخم الصاعد.