في الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري، تمر الذكرى المئوية لميلاد «الأستاذ».. محمد حسنين هيكل.. «سيد الحرف» السائر منفردًا على حافة القمر، كبيرنا الذي علَّمنا سحر الكلمة وصلابة الموقف والثبات على المبدأ مهما تغيَّرتِ الظروف والأزمنة.
ولأن ما كُتب عن «الأستاذ» -حيًّا وميتًا- يكفي لملء عشرات الكتب، فإنني سأكتفي بالحديث عنه -بهذه المناسبة- من ثلاث زوايا أظن أنها مهمة للغاية في تفسير مسيرته الحياتية والعملية الزاخرة، وهي:
- أولًا: علاقته الخاصة جدًّا بالزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وأتوقف هنا أمام تخرُّصات بعض الكارهين لكليهما (ناصر، وهيكل)، فقد زعموا أنه لولا وجود عبد الناصر ما كان هيكل، وهذا أمر ينافي الحقيقة والتاريخ، فهيكل كان متحققًا وذا بريق لامع صحفيًّا قبل لقائه بـ«ناصر» وقبل قيام ثورة 23 يوليو 1952م.
- ثانيًا: اتهام هيكل بأنه كان يميل فكريًّا إلى اليمين (الليبرالية)، وهو ما نفاه «الأستاذ» بنفسه -وفقًا لرواية الكاتب الصحفي الكبير عبد الله السناوي- مؤكدًا أنه «يسار وسط».. مضيفًا: «كيف أكون يمينيًّا، وأنا مَن صاغ فلسفة الثورة والميثاق الوطني وبيان ٣٠ مارس والخُطب التأسيسية للتجربة الاشتراكية، التى أعلن فيها عبد الناصر التأميمات؟!!». وهنا تحضرني واقعة طريفة حدثت بين هيكل وصديقه الصحفي اللبناني الأشهر غسان تويني حين سأله: «لا أعرف كيف تكون الكاتب الأقرب من أمير الفقراء جمال عبد الناصر وأنت تــدخـن هـذا السيجار الرأسمالي الفاخر؟»، وبسرعة بديهته رد هيكل: «هذا سيجار كوبي.. بلد الثورة والاشتراكية!!».
- ثالثًا: رؤية هيكل للدين، حيث كان يراه مشعلًا للنور والهداية، ويجب ألا ينزل أبدًا إلى مستوى التجاذبات السياسية والأيديولوچية، فالدين «مطلق» والسياسة «نسبي»، ولا يجوز مطلقًا قياس المطلق على النسبي والعكس. أما على مستوى التديُّن الشخصي، فقد كان هيكل ذا تدين وسطي شأنه شأن الأغلبية الساحقة من المصريين، بدليل أنه أوصى قبل وفاته أن يخرج جثمانه من مسجد مولانا الإمام الحسين، حيث عاش مراحل حياته الأولى في حي الحسين بروحانياته وطيبة أهله. رحم الله «الأستاذ».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. محطات فنية هامة في حياة عماد حمدي
يحل اليوم الإثنين 25 نوفمبر، ذكرى ميلاد الفنان عماد حمدي، الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1909، ورحل عن عالمنا في 28 يناير 1984، ولقب بـ " فتى الشاشة الأول"، حيث يُعتبر حمدي واحدًا من نجوم السينما المصرية البارزين، وقدم العديد من الأعمال الفنية الناجحة والخالدة في أذهان جمهوره ومحبيه حتى الآن، ويعرض لكم "الفجر الفني" خلال السطور التالية أبرز المحطات الفنية في حياة عماد حمدي.
عماد حمديمعلومات عن عماد حمدي
هو ممثل مصري لقب بفتى الشاشة الأول، ولد في سوهاج حيث كان والده يعمل هناك موظفًا، وكان له أخ توام يدعى عبد الرحمن.
وتزوج من الراقصة حورية محمد ثم من الفنانة فتحية شريف وأنجب منها طفلًا يدعى نادر، ثم من الفنانة شادية ثم الفنانة نادية الجندي وأنجب منها هشام، وقد توفي توأمه عبد الرحمن قبله مما أثر على حالته النفسية تأثيرًا كبيرًا ونتج عن ذلك عزلة عماد حمدي في بيته حتى تدهورت حالته الصحية وأصابته بالعمى التام في سنوات حياته الأخيرة.
مشوار عماد حمدي الفني
كانت بداية عماد حمدى، لدخول مجال الفن فى 1945 فى فيلم السوق السوداء، وكان عماد حمدى يهوى التمثيل من صغره ولذلك شارك في أفلام دعائية في وزارة الصحة ينتجها استوديو مصر، وكانت بدايته الحقيقية في 1945 في فيلم السوق السوداء، وكان يتميز بأدائه الانفعالي الهادئ، علاوة على صوته المميز.
وقام عماد حمدي ببطولة العديد من الأفلام في السينما المصرية منها، أنا الماضي وحياة أو موت وموعد مع السعادة وبين الأطلال والرباط المقدس والرجل الذي فقد ظله وخان الخليلي وميرامار وثرثرة فوق النيل لنجيب محفوظ، والرجل الآخر والمذنبون، وكان آخر أعماله فيلم سواق الأوتوبيس عام 1982.
وفاة عماد حمدي
توفي عماد حمدي في يوم السبت 28 يناير عام 1984 في منزله عن عمرٍ ناهز الـ 74 عام على إثر أزمة قلبية حادة بعد معاناة طويلة مع العمى التام والاكتئاب المزمن.