عَرَفْنا الانتماء للوطن وقيمته وعوامل تحقيقه مِمَّا دَرسناهُ صغارًا في مادة «التربية الوطنية»، فماذا يمنع الآن (ونحن نواجهُ تحديات مختلفة) تدريس مادة مستقلة بمسمى «الانتماء الوطني» بكل المراحل الدراسية بدءًا من (دور الحضانة) والمرحلة الابتدائية حتى الثانوية، وتضاف درجة الامتحان فيها للمجموع الكلي؟، فالانتماء شعورٌ فطري يربِطُ الوليد بأمه ووالده ويمتد إلى باقي أفراد العائلة، ثم إلى محيطٍ أكبر كالقرية أو المدينة والمحافظة حتى يبلغ ذروته عند ارتباطه بالمجتمع كله، ويصبح الانتماء بقدر الارتباط.
فكيف نُنمِّي الشعور بالانتماء في
الطفل منذ إدراكه وتمييزه؟ يتم ذلك بحُسن معاملته ومنحه جَرعات حُبٍ واهتمام وتلبية احتياجاته (في حدود المتاح).. وفي المقابل يعتاد الطفل على وجوب العمل وفَهم أن قيمة الإنسان بعمله، وأن العمل الناجح مرتبط بالعلم المتطور والبحثِ الدائم. كما يُدركُ الطفلُ أن الاجتهاد والبحث يُكسِبان علمًا جيدًا، والعلم يمنحُ قيمةً اجتماعيةً للإنسان، وأن الانتماء المدعوم بالعلم والقوة بعواملها المختلفة (اقتصاديًّا وعسكريًّا) هو العامل الرئيس في بقاء الوطن بعزة وصلابة تواكب نهضة العالم وتقدمه، فالانتماء الوطني هو حب الوطن والتضحية من أجله. وبحكم انتمائي الوطني تراودني (منذ سنوات) فكرة تعديل قانون التجنيد الحالي ليشمل إلغاء فقرة الإعفاء النهائي لمَن بلغ من الشباب سِن التجنيد، ليعرف الشاب قدر وقيمة ما يبذله قرينهُ المُجنَّد (والمتطوِّع) على حدود المواجهة مع الأعداء القدامى وجماعات الإرهاب حديثة النشأة. فحياة الجُنديَّة ضِمن صفوف الجيش بقطاعاته المختلفة ووجوده في أنحاء البلاد لاسيما المناطق الجبلية الوعِرة والصحراوية القاحِلة تُكْسِبُ الجندي صلابةً وقدرةً علىٰ التحَمُّل. لذلك أقترح إنشاء مركز بكل محافظة للتنجيد التأهيلي. فكل شاب يبلغ سِن التجنيد الإجباري ولديه أسباب قانونية تعفيه نهائيًّا من التجنيد الإجباري يتم إلحاقه بمركز التجنيد التأهيلي الأقرب إلى مسكنه لمدة أربعة أشهر تُراعى فيها حالته الصحية والاجتماعية ومؤهلهِ الدراسي للاستفادة منه عند اللزوم، ويُصرَف له راتبٌ شهريٌّ تحدده الدولة، على أن يتضمن برنامج التدريب الأمور التالية: * التعريف بالجُنديَّة وعقيدتها القتالية. * الأمن الحربي وتعريف درجات سرية المعلومات العسكرية وأهميتها. * التحصين ضد محاولات الأعداء لتجنيد عملاء أو الانجراف إلى الجماعات المتطرفة. * إعداد الشاب وتقويته بدنيًّا وتدريبه عسكريًّا وكيفية استخدام الأسلحة الخفيفة (بندقية، رشاش خفيف، طبنجة.. إلخ)، لرفع كفاءته القتالية ليصبح جاهزًا في حالات التعبئة العامة أثناء الحروب. هذا التأهيل سيجعل منه رجلًا شجاعًا منضبطًا صبورًا يعتمد على نفسه يُحسِن التصرف في المواقف الصعبة فيدافع عن عِرضهِ وممتلكاتهِ ولا يكون عبئًا على أحد عند الأزمات. والأهم هو أن يدركَ معنى كلمة «الوطن» وأهمية ارتباطه به في كل الظروف التي يمر بها، وبالتالي يزيد انتماؤه واستعداده لبذل جهده ودمه فداءً لوطنه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
ن التجنید
إقرأ أيضاً:
مصدر إسرائيلي: سنتفاوض حول وقف الحرب إذا وافقت حماس على مسار ويتكوف
قال مصدر سياسي إسرائيلي، إن تل أبيب ستتفاوض حول وقف الحرب؛ إذا وافقت حماس على مسار ويتكوف.
جاء ذلك حسبما أفادت قناة العربية، في نبأ عاجل.
وكان القيادي في حركة حماس باسم نعيم، أكد، اليوم، أنه على الرغم مما قدمته حركة حماس من مرونة في الرد على مقترح الوسطاء في إطار المسؤولية الوطنية بهدف وقف الحرب؛ إلا أن نتنياهو أعلن اليوم وبكل صلافة، أنه لا ينوي وقف الحرب، ولا زالت تراوده أحلام فاشية تجاه شعب فلسطين، وفي مقدمتها مشروع التهجير، والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها.
نتنياهو وحكومته

حماس تدعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال للعودة لاتفاق وقف إطلاق النار

حماس: المقاومة وسلاحها
مسألة وجودية.. ونتنياهو يقود المنطقة للدمار

هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب تعارض طلب حماس بالانسحاب التام من غزة

هيئة البث الإسرائيلية: المفاوضات مع حماس تجري بشكل متواصل

حماس تدين المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة وتدعو للتصعيد
وقال نعيم، في تصريحات له: “نؤكد أن الحركة ما زالت متمسكة بالاتفاق الموقع في 19 يناير الماضي، والعرض الأخير الذي قدمه الوسطاء لتجاوز الأزمة”.
وأضاف: “ما فشل نتنياهو وحكومته في إنجازه على مدار شهور بكامل قوته العسكرية مدعوماً من الغرب وحكوماته؛ لن يتمكن من تحقيقه مهما تلاعب في ملف المفاوضات (على حساب أسراه) أو بالقوة الغاشمة، لأن بقاء شعبنا في أرضه ليس خطاً أحمر بل هو مسألة حياة أو موت”.
وتابع: المقاومة وسلاحها بالنسبة لنا كشعب تحت الاحتلال، مسألة وجودية، لا سيما مع عدو لا يفهم إلا هذه اللغة.