قد ترى إثيوبيا ومصر في عضويتهما الجديدة في بريكس فرصة اقتصادية، لكن إدراجهما دون حل نزاعهما بشأن سد النهضة الإثيوبي قد يزيد من تقويض فعالية المجموعة، إلا إذا تمكنت الصين من الانخراط في وساطة ناجحة.

ذلك ما خلص إليه جوناثان هارفي، في تحليل بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن قمة بريكس الأخيرة بجنوب أفريقيا، في أغسطس/ آب الماضي، دعت كل من مصر وإثيوبيا والسعودية والإمارات وإيران والأرجنتين للانضمام إلى التكتل بداية من مطلع العام المقبل.

وأُسس هذا التكتل في 2006 ويضم حاليا 5 دول هي الصين وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند.

وتخشى دولتا مصب نهر النيل، مصر والسودان، من احتمال تأثير سد النهضة سلبا على تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل ومنشآتهما المائية، وتطالبان بالتوصل أولا إلى اتفاق قانوني ثلاثي ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، بينما تقول إثيوبيا إن ملء خزان السد حتى الآن لم يضر بأي طرف، ومن ثم لا ترى ضرورة لتوقيع أي اتفاق.

وقال هارفي إنه "على الرغم من بعض التقدم في المحادثات، إلا أن القضايا الرئيسية مثل إطلاق المياه أثناء فترات الجفاف لا تزال دون حل قبل الموعد النهائي في يناير/ كانون الثاني 2024 بشأن تشغيل السد".

ولفت إلى أنه في وقت سابق من العام الجاري، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من أن "جميع الخيارات مفتوحة" لحل النزاع، ملمحا إلى العمل العسكري ضد السد، الذي تقول إثيوبيا إنه ضروري لجهود التنمية عبر توليد الكهرباء للاستهلاك المحلي والتصدير.

وأردف أنه "نظرا لعدم قدرة مصر وإثيوبيا على حل خلافاتهما بشكل ثنائي، فإن الوساطة الخارجية أمر بالغ الأهمية، وقد تعثرت الجهود السابقة التي بذلتها الولايات المتحدة، في حين لم تنجح المساعي الإقليمية التي يقودها الاتحاد الأفريقي في تحقيق أي تقدم، باستثناء تسهيل المزيد من الحوار".

اقرأ أيضاً

اكتمال الملء "الرابع والأخير" لسد النهضة الإثيوبي.. ماذا يعني؟

مصلحة بكين

و"مع الموعد المقرر لانضمام إثيوبيا ومصر رسميا إلى بريكس في يناير/كانون الثاني 2024، فإن الدور المحتمل للصين في التوسط في نزاع سد النهضة يستحق الاهتمام، خاصة في ضوء مصلحة بكين الراسخة في ضمان نجاح المجموعة"، كما تابع هارفي.

وزاد بأنه "على الرغم من أن بكين كانت تأمل إلى حد كبير في تجنب التورط في الصراع، فقد قامت باستثمارات كبيرة في إثيوبيا، بينها البنية التحتية المرتبطة بسد النهضة".

وأضاف أن "هذه الاستثمارات الضخمة جعلت من الصعب على الصين الحفاظ على سياسة عدم التدخل التقليدية في الشؤون الأفريقية، وتجد نفسها الآن تسير على حبل دبلوماسي مشدود"، معتبرا أن "حل النزاع حول نهر النيل سوف يتلخص على الأرجح في تطبيق الأطر القانونية".

و"في حين أن التزامات الصين المالية عززت مصالح إثيوبيا، فإنها توفر أيضا النفوذ، لكن أي ضغط علني لحل النزاع قد يؤدي إلى تعقيد علاقة بكين مع أديس أبابا"، كما أردف هارفي.

ورأى أن "بكين قد تكون مترددة أيضا في السعي إلى منع إثيوبيا من القيام في نهر النيل بما كانت تفعله الصين نفسها على نهر ميكونغ على مدى العقد الماضي؛ مما أثار ذعرا كبيرا في دول المصب في جنوب شرق آسيا".

اقرأ أيضاً

فورين بوليسي: انضمام مصر لبريكس قد يساعد اقتصادها المريض

توترات أخرى

هارفي قال إن "فشل الصين في استخدام نفوذها على إثيوبيا قد يجعل مصر أكثر تهميشا ومعرضة لخطر مواجهة عواقب نقص المياه، والتي تتفاقم بسبب تأثير تغير المناخ، ومن الواضح حتى الآن أن عضوية بريكس المعلقة لم تكن بمثابة حافز لتحسين العلاقات بين إثيوبيا ومصر".

وتابع أن "احتمال أن يؤدي النزاع إلى خلق توترات داخل بريكس يضيف مزيدا من الأسئلة حول قدرة المجموعة على العمل بشكل متماسك، لاسيما وأنه كان عليها بالفعل أن تتغلب على التوترات القائمة بين الصين والهند".

واستطرد: كما أنه "على الرغم من اتفاق التطبيع الذي توسطت فيه الصين بين السعودية وإيران في مارس/آذار (الماضي)، إلا أن إدراج هذين المنافسين التقليديين يضيف المزيد من التعقيدات إلى المجموعة".

و"حتى السعودية والإمارات، وعلى الرغم من كونهما شريكتين منذ فترة طويلة في مجلس التعاون الخليجي، إلا أنهما تخوضان حاليا منافسة اقتصادية لجذب المزيد من الاستثمارات في الوقت الذي تعملان فيه على تنويع اقتصاداتهما التي تعتمد على النفط والغاز"، كما أضاف هارفي.

اقرأ أيضاً

توسيع "بريكس" بـ6 أعضاء بينهم 3 دول عربية.. ماذا يعني؟

المصدر | جوناثان هارفي/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر إثيوبيا سد النهضة نزاع بريكس الصين وساطة على الرغم من نهر النیل

إقرأ أيضاً:

العالم يعوّل على محادثات جدة لإحلال السلام بأوكرانيا.. السعودية منصة وساطة عالمية لإنهاء الصراعات

البلاد – جدة
يعول العالم على المحادثات التي تستضيفها السعودية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا؛ لتحقيق انفراجة تمهد الطريق لإحلال السلام بين موسكو وكييف، وإنهاء الحرب المندلعة منذ فبراير 2022، فيما بدأت الأطراف تليين مواقفها؛ لتهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح التسوية السياسية.
وتلعب المملكة دورًا محوريًا في محاولة إيجاد حلول سلمية للأزمة الأوكرانية منذ اندلاعها، حيث أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في وقت سابق، اتصالات مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، معربًا عن استعداد السعودية للقيام بمساعيها الحميدة؛ للإسهام في الوصول إلى حل سياسي؛ يفضي إلى سلام دائم.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تريد السلام، مضيفًا أمس (الاثنين) على تليجرام:” نسعى إلى السلام منذ اللحظة الأولى للحرب”، فيما أفاد مسؤول أوكراني بأن كييف ستقترح هدنة بالجو والبحر خلال المباحثات مع واشنطن بالسعودية، وأردف:” لدينا اقتراح لوقف إطلاق نار في الجو، ووقف إطلاق نار في البحر، لأن هذين الخيارين لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما”.
وأصبحت السعودية منصة وساطة عالمية لإنهاء الصراعات في خضم عالم متعدد الأقطاب، حيث احتضنت في الأسابيع الماضية محادثات روسية- أمريكية بحضور شخصيات سياسية رفيعة المستوى من الطرفين. فيما بذلت جهودًا كبيرة منذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة الروسية- الأوكرانية في محاولة احتواء تداعيات الصراع المشتعل في أوكرانيا.
وتسهم المحادثات المقررة في جدة، اليوم، في تحديد إطار من أجل اتفاق سلام ووقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا، وفقًا لمبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي سيحضر المحادثات ضمن وفد يضم ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، بينما يقود الوفد الأوكراني، أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي زيلينسكي.
ووصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، تصريحات مسؤولي إدارة ترامب حول أوكرانيا بأنها مشجعة بشكل عام. وقال في مقابلة إعلامية، أمس:” إنه من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات بعيدة المدى، لكن ما سمعناه حتى الآن من إدارة دونالد ترامب مشجع بشكل عام”.

مقالات مشابهة

  • 21 مارس موعد مباراة الفراعنة وإثيوبيا بالتصفيات المؤهلة للمونديال
  • شريف إكرامي: مارتن يول لم يترك بصمة في الأهلي.. وبيراميدز خطوة ناجحة لي
  • إرث البابا فرنسيس بأفريقيا.. وساطة وإصلاحات وصدامات عقائدية
  • بشأن غزة.. تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام
  • هل تعيد بريكس تشكيل موازين القوى الاقتصادية العالمية؟
  • عمليات ناجحة لطائرات الإنذار المبكر الروسية المحدثة في كورسك
  • العالم يعوّل على محادثات جدة لإحلال السلام بأوكرانيا.. السعودية منصة وساطة عالمية لإنهاء الصراعات
  • زيلينسكي في السعودية: وساطة جديدة وسط ضغوط أمريكية لإنهاء الحرب
  • مردود طيب لسعود عبدالحميد أمام إمبولي
  • بريطانيا: قلقون بشأن أنشطة بكين المزعزعة للاستقرار فى بحر جنوب الصين