مستشار أونروا: 95% من ميزانية المنظمة تبرعات تطوعية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قال عدنان أبوحسنة المستشار الإعلامي لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن 95% من ميزانية المنظمة تبرعات تطوعية، ولا أحد يحاسب أحدًا، عندما قطعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب 360 مليون دولار، لم يستطع أحد أن ينطق، لأن منظومة التبرعات تقوم على تبرعات طوعية، لكن ما كان يصرف على 4 ملايين بات يصرف على 6 ملايين لاجئ، وبالتالي نحتاج زيادة التبرعات.
وأضاف خلال مداخلة عبر سكايب من غزة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج «مطروح للنقاش» على شاشة القاهرة الإخبارية، أن المنظمة تحاول توسيع قاعدة المانحين والحصول على تعهدات، ويساندنا في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وهذا لزيادة الدعم لكل المنظمات وليس أونروا فقط.
وزير الخارجية سامح شكري يلعب دورا كبيراوأكد أن وزير الخارجية سامح شكري يقوم بدر هائل ومهم، وهو خبير في شئون الأونروا، والرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس الوحيد الذي ذكر الأونروا في خطاباته تاريخيًا، ويركز على أهمية دور المنظمة، الدبلوماسية المصرية عريقة في فهم دور الأونروا.
ولفت إلى أن المنظمة لديها برامج لكنها لا تحل محل الدولة، وتقدم خدمات صحة وتعليم وإغاثة، لكن لا يمكن أن نستبدل السلطة الفلسطينية، وهناك 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية؛ فالقطاع الخاص مدمر، والدخول والخروج من غزة صعب، والتصدير معدوم، وبسبب الحرب في سورياجرى تشريد 350 ألف لاجئ فلسطيني من بين نصف مليون بسوريا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أونروا فلسطين اللاجئين الفلسطينيين سامح شكري
إقرأ أيضاً:
سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (4)
تخيل عزيزى المواطن أن أحدهم هتف فى واحد من شوارع القاهرة وهو يصرخ: «خدلك ساتر إحنا فى حرب». فإذا نظرت إلى السماء لم ترَ طائرات ولا مُسيَّرات ولم تسمع أصوات طلقات البنادق، فهل ستصدق ما يقول؟!
فماذا لو أخبرتك أننا نحارب بالفعل منذ سنوات، وأن تلك الحرب ممكن أن يصبح سلاحها كتاباً وفيلماً ومسلسلاً، بل من الممكن أن يكون رواية وقصصاً وأشعاراً وأغنيات؟!
رسَّخت الدراما المصرية فى عقولنا أن الكتب لن نراها سوى مع شخصيات مثقفة، وتعريف مثقفة هنا أى شخصيات لا (تستحم) ضربها الجنون تهيم فى الأرض دون رابط أو ضابط. وأغلبنا يذكر المشهد الكوميدى للفنان الراحل «أحمد راتب» فى فيلم «يا رب ولد» وهو يقول: «أنا مثقف بوهيمى يفعل ما يحلو له»، وكيف رفض أن (يستحم) لأنه مثقف!
ربما يرد قارئ أنه لا يعرف القراءة أصلاً ولا خطر عليه بالتالى، وإلى ذلك المتحدث نقول إن الكتاب أصبح بصيغة صوتية ومتاحاً بكل سهولة على هاتفك. وأصبح فيلماً تشاهده، أو محاضرة دينية يقدمها داعية يرتدى ملابس أنيقة ويظهر أمامك فى كل وسيلة مسموعة أو مرئية حتى يقدم لك الأفكار التى يرى من وجهة نظره أنها الدين الصحيح!
ذكرنا فى مقال سابق أن أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية قررت تجنب خطأ الإنجليز، والألمان، والفرنسيين، والروس؛ بعد ما شاهدت إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس وهى تنهار بسبب الحروب التى دمرتها، وبدأنا نسمع مع الأمريكان عن الحرب الثقافية الباردة، وهناك تفصيلات أكبر لمن يحب أن يقرأ كتاب «من الذى دفع للزمار؟» لـ«ف. س. سوندرز».
الأمريكان أدركوا مبكراً حجم الخطأ فى إرسال جنودهم للموت فى دول أخرى، وفكروا فى وسائل مختلفة أوصلتهم إلى فكرة شيطانية؛ سنحارب الدول بشعوبها! وأسهل طريقة للسيطرة خلال تلك الفكرة هى اللعب فى أدمغة الشعوب المراد التحكم بها.
أدركت أمريكا متأخراً أن خطر الجماعات الإرهابية التى صنعوها فى أفغانستان ضد الروس ليس بعيداً عنهم، وأن تلك المجموعات من الضرورى السيطرة عليها، وأسهل طريقة لذلك هو توجيه تلك الطاقة العدوانية إلى داخل المنطقة العربية بعيداً عن المواطن الأمريكى.
فى تلك المرحلة أصدر مركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع الأمريكية تقريراً شديد الخطورة حول كيفية احتواء خطر الجماعات الإرهابية. والاحتواء هنا لا يُقصد به القضاء على الإرهاب بشكل عام، لكن المقصود توظيف تلك المجموعات داخل الدول العربية نفسها، فمن جانب سيتخلص الأمريكان من تكرار توجيه سلاح القاعدة للداخل الأمريكى، ومن جانب آخر تصبح تلك المجموعات ورقة ضغط ضد أى دولة عربية تحاول مواجهة الغرب على أى مستوى!
تقرير مركز الأبحاث الأمريكى هدف إلى تكوين شبكة تحالفات داخل الدول العربية تروج للثقافة الأمريكية، وتدفع الناس لمشاهدة الحياة بعين أمريكا وليس بعيونهم الشرقية دون الانتباه لقدم تاريخ الفكر الشرقى الموجود قبل نشأة أمريكا نفسها بآلاف السنين!
من أجل تقريب المسألة سنعطى نموذجاً لتبسيط المسألة وتقريبها للأذهان؛ فى عام 2006 منحت هيئة المعونة الأمريكية 20 مليون دولار لشركات نشر مصرية فى مقابل تأسيس مكتبات فى مدارس التعليم الابتدائى، حيث تدفع الهيئة كامل تكاليف الكتب والورق والطباعة، والمقابل المقدم من الشركات فى سبيل تنفيذ تلك المنحة هو طبع قصص أطفال تعمل على تهيئة عقل من يقرأها إلى قبول الثقافة الأمريكية عموماً، بمعنى أن ذلك العقل الخام سوف يصبح مهيأ مستقبلاً لاستقبال أفكار أكثر (أمركة) وتقبلاً للحريات بمفهومها الغربى!
فى تلك الفترة، بالتحديد عام 2005، وصل عدد المدونات التى دشنها شباب مصرى إلى 150 ألف مدونة على الإنترنت يكتبون من خلالها أفكارهم، ثم بمرور الوقت أصبح هناك فيس بوك والذى يستخدمه الآن أكثر من نصف الشعب المصرى!