الأسبوع:
2025-04-07@07:39:49 GMT

حميدتي وأمريكا والبرهان

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

حميدتي وأمريكا والبرهان

في خطوة فسَّرها المراقبون بأنها دليل على تغيُّر في السياسة الأمريكية تجاه البرهان، دخل قائد السيادة السودانية الولايات المتحدة الأمريكية وتم منحه تأشيرة أمريكية لدخول مقر الأمم المتحدة بنيويورك والسماح له بالتحدث إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ومطالبة الأعضاء باعتبار قوات الدعم السريع منظمة إرهابية، وهو المطلب الذي فاجأ به البرهان قيادات الدعم السريع وحلفاءهم من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الذين ارتبكوا وحاولوا صياغة رد فوري ولكنه على عجل على تلك المطالب التي يبدو أنها ستكسب أنصارًا كثر في الأيام القادمة.

وأمريكا التي سمحت للبرهان بالتحدث من منبر الأمم المتحدة قررت مساعدة ضحايا الحرب بـ130 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ تقدمه واشنطن لمساعدة السودانيين في تاريخها. ولا يغفل المراقبون مؤشرًا آخر على ذلك التغيُّر في الموقف الأمريكي الذي كان متصلبًا في مواجهة الجيش وقائده البرهان ومؤيدًا ومناصرًا وداعمًا لحميدتي وأنصاره من قوى الحرية والتغيير، وهذا المؤشر الخطير هو قيام قوات خاصة أوكرانية بضرب 14 هدفًا تتبع للدعم السريع وقوات فاجنر الروسية في العاصمة الخرطوم. وهذا المتغير يشير إلى أن أمريكا لم تغُضَّ الطرف تمامًا عن المتمرد حميدتي وقواته، ولكنها قررتِ التخلص منه على هامش عملياتها ضد قوات فاجنر في السودان وإفريقيا. وكانتِ الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت عقوبات على القائد الثاني في الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وقائد الدعم السريع في غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بعد أن وجهت لهما تُهمًا بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة جماعية ضد أبناء قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور. وكل هذه المؤشرات تقول إن أمريكا التي انحازت في الماضي إلى قائد الدعم السريع حميدتي كانت تحاول توظيفه لصالح مجموعة الحرية والتغيير بقصد اختطاف السلطة وتسليمها لها، وكانت أيضًا تستهدف توظيف الدعم السريع في تدمير الجيش السوداني والأجهزة الأمنية لإعادة فك وتركيب السودان وفقًا للهندسة الأمريكية في القارة السمراء. ويضاف كل ذلك إلى هدف قديم وهو استغلال ميليشيات الدعم السريع كقوات مرتزقة لمواجهة عمليات الهجرة غير الشرعية والجماعات المتطرفة، وتقوم بحماية المصالح الأمريكية في السودان، وأخيرًا المشاركة في ضرب وطرد قوات فاجنر الروسية من السودان وإفريقيا. لكن عندما اكتشف صناع القرار في الإدارة الأمريكية استحالة الصدام بين الدعم السريع وفاجنر، نظرًا للارتباط العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي بينهما، تحركت أمريكا بسرعة مذهلة لنقل الدعم السريع من مربع الأنصار إلى خانة الأعداء، وإن كان كل ذلك لا يعني أن واشنطن سوف تتخذ من الجيش السوداني وقائده البرهان حليفًا، وإنما تتوقف تكتيكيًّا لتنجز هدفها وهو التخلص من الدعم السريع، ثم تعود لأهدافها الاستراتيچية المتمثلة في ضرب الجيش وضرب وحدة السودان حتى يمكن التهام الكعكة دون منغصات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

سجن سوبا.. الشاهد على جرائم وانتهاكات الدعم السريع بحق السودانيين

شهد سجن سوبا في الخرطوم انتهاكات جسيمة وظروفا إنسانية قاسية خلال السنتين الماضيتين، وفقا لتقارير حقوقية أممية متعددة، حيث استخدمته قوات الدعم السريع مركزا لاعتقال واحتجاز المدنيين والعسكريين.

وبحسب هذه التقارير، فقد شهدت المعتقلات انتهاكات خطيرة شملت اعتقال أطفال وممارسة العنف الجنسي ضد النساء، فضلا عن انتشار الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا والنقص الحاد في الغذاء والدواء، وهذا أدى إلى وفاة العديد من السجناء والمعتقلين.

ووفقا لمراسل الجزيرة بابا ولد حرمة، فإن سجن سوبا يعتبر أحد أهم سجون الدعم السريع وأكبرها في السودان، حيث نُقل إليه قبل نحو سنتين آلاف المعتقلين والسجناء، معظمهم من جنود وضباط الجيش السوداني، بالإضافة إلى مدنيين.

وقد تجولت كاميرا الجزيرة في القسم رقم 6 الذي كانت قوات الدعم السريع تحتجز فيه العدد الأكبر من السجناء والمعتقلين، ووثقت الكاميرا شظف العيش والظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها.

ولم يقتصر الأمر على سجن سوبا، بل اتخذت قوات الدعم السريع عدة أماكن أخرى في الخرطوم لاعتقال المواطنين وعدد من الضباط المتقاعدين، فضلا عن أسرى الجيش.

معتقلات متعددة

ومن أبرز تلك المواقع المعسكر الذي أقامته قوات الدعم السريع بحي الرياض الذي يضم عدة أبنية إسمنتية، إلى جانب المباني المحيطة به مثل مكاتب الأدلة الجنائية التابعة للشرطة ومقر الجامعة العربية.

إعلان

وتشير المعلومات إلى أن سجن سوبا وحده كان يضم أكثر من 4 آلاف معتقل، وتوفي بداخله العشرات جراء الجوع والتعذيب والمرض، كما استخدمت قوات الدعم السريع مباني وعمارات في حي كافوري قبل استعادتها من قبل الجيش.

ويُعد السجن من أشهر معتقلات الدعم السريع، ويخضع -بحسب معلومات تحصلت عليها الجزيرة نت من مصادر أمنية سودانية- لإشراف مباشر من مدير استخبارات الدعم السريع العميد عيسى بشارة.

وكان مصدر ميداني قد كشف للجزيرة في الأسبوع الأخير من فبراير/شباط الماضي أن الجيش السوداني بسط سيطرته على الناحية الشرقية من جسر سوبا الواقع في ضاحية سوبا شرقي الخرطوم، وذلك بعد معارك مع قوات الدعم السريع استمرت أياما عدة.

وأضاف المصدر أن الجيش، مسنودا بسلاح الجو، تمكن من الوصول إلى جسر سوبا الرابط بين الخرطوم ومنطقة شرق النيل واستعادته من قوات الدعم السريع، وهذا مهد الطريق لتحرير السجناء وكشف المزيد من الانتهاكات التي حدثت في هذا المعتقل.

مقالات مشابهة

  • سجن سوبا.. الشاهد على جرائم وانتهاكات الدعم السريع بحق السودانيين
  • معاناة النازحين الفارين من هجمات قوات الدعم السريع في السودان
  • تجاهل مصري لـ«مزاعم» حول تدخل القاهرة في «حرب السودان» .. شقيق «حميدتي» تحدّث مجدداً عن غارات جوية ضد «الدعم السريع»
  • السودان يدعو الأمم المتحدة إلى الضغط لإيصال المساعدات للنازحين حول الفاشر
  • آلاف السودانيين يفرون إلى جنوب أم درمان خوفا من قوات الدعم السريع
  • اشتباكات في السودان بين الجيش والدعم السريع ونزوح جديد لـ 5 آلاف شخص
  • بالفيديو.. بداخله أفخم الأثاث وفي أرقى الأحياء بالخرطوم.. شاهد منزل قائد الدعم السريع “حميدتي” من الداخل بعد أن اقتحمه أفراد الجيش
  • السودان: انقطاع الكهرباء شمالا جراء استهداف الدعم السريع محطة مروي
  • كهرباء السودان تكشف تفاصيل ما حدث في سد مروي بعد هجوم الدعم السريع 
  • السودان.. مسيرة للدعم السريع تستهدف كهرباء سد مروي وتؤدي لانقطاع الكهرباء في عدة مدن