في خطوة فسَّرها المراقبون بأنها دليل على تغيُّر في السياسة الأمريكية تجاه البرهان، دخل قائد السيادة السودانية الولايات المتحدة الأمريكية وتم منحه تأشيرة أمريكية لدخول مقر الأمم المتحدة بنيويورك والسماح له بالتحدث إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ومطالبة الأعضاء باعتبار قوات الدعم السريع منظمة إرهابية، وهو المطلب الذي فاجأ به البرهان قيادات الدعم السريع وحلفاءهم من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الذين ارتبكوا وحاولوا صياغة رد فوري ولكنه على عجل على تلك المطالب التي يبدو أنها ستكسب أنصارًا كثر في الأيام القادمة.
وأمريكا التي سمحت للبرهان بالتحدث من منبر الأمم المتحدة قررت مساعدة ضحايا الحرب بـ130 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ تقدمه واشنطن لمساعدة السودانيين في تاريخها. ولا يغفل المراقبون مؤشرًا آخر على ذلك التغيُّر في الموقف الأمريكي الذي كان متصلبًا في مواجهة الجيش وقائده البرهان ومؤيدًا ومناصرًا وداعمًا لحميدتي وأنصاره من قوى الحرية والتغيير، وهذا المؤشر الخطير هو قيام قوات خاصة أوكرانية بضرب 14 هدفًا تتبع للدعم السريع وقوات فاجنر الروسية في العاصمة الخرطوم. وهذا المتغير يشير إلى أن أمريكا لم تغُضَّ الطرف تمامًا عن المتمرد حميدتي وقواته، ولكنها قررتِ التخلص منه على هامش عملياتها ضد قوات فاجنر في
السودان وإفريقيا. وكانتِ الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت عقوبات على القائد الثاني في الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وقائد الدعم السريع في غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بعد أن وجهت لهما تُهمًا بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة جماعية ضد أبناء قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور. وكل هذه المؤشرات تقول إن أمريكا التي انحازت في الماضي إلى قائد الدعم السريع حميدتي كانت تحاول توظيفه لصالح مجموعة الحرية والتغيير بقصد اختطاف السلطة وتسليمها لها، وكانت أيضًا تستهدف توظيف الدعم السريع في تدمير الجيش السوداني والأجهزة الأمنية لإعادة فك وتركيب السودان وفقًا للهندسة الأمريكية في القارة السمراء. ويضاف كل ذلك إلى هدف قديم وهو استغلال ميليشيات الدعم السريع كقوات مرتزقة لمواجهة عمليات الهجرة غير الشرعية والجماعات المتطرفة، وتقوم بحماية المصالح الأمريكية في السودان، وأخيرًا المشاركة في ضرب وطرد قوات فاجنر الروسية من السودان وإفريقيا. لكن عندما اكتشف صناع القرار في الإدارة الأمريكية استحالة الصدام بين الدعم السريع وفاجنر، نظرًا للارتباط العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي بينهما، تحركت أمريكا بسرعة مذهلة لنقل الدعم السريع من مربع الأنصار إلى خانة الأعداء، وإن كان كل ذلك لا يعني أن واشنطن سوف تتخذ من الجيش السوداني وقائده البرهان حليفًا، وإنما تتوقف تكتيكيًّا لتنجز هدفها وهو التخلص من الدعم السريع، ثم تعود لأهدافها الاستراتيچية المتمثلة في ضرب الجيش وضرب وحدة السودان حتى يمكن التهام الكعكة دون منغصات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الإخبارية»: الدعم السريع يستهدف قرى شرق جزيرة السودان
أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل، بأن ميليشيا الدعم السريع هاجمت قريتي «العيدج» و«السيال» بمحلية شرق الجزيرة في السودان بـ 35 عربة مسلحة، ونهبت مُمتلكات المواطنين وأجبرتهم على النزوح.