الأسبوع:
2025-01-11@06:35:31 GMT

حميدتي وأمريكا والبرهان

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

حميدتي وأمريكا والبرهان

في خطوة فسَّرها المراقبون بأنها دليل على تغيُّر في السياسة الأمريكية تجاه البرهان، دخل قائد السيادة السودانية الولايات المتحدة الأمريكية وتم منحه تأشيرة أمريكية لدخول مقر الأمم المتحدة بنيويورك والسماح له بالتحدث إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ومطالبة الأعضاء باعتبار قوات الدعم السريع منظمة إرهابية، وهو المطلب الذي فاجأ به البرهان قيادات الدعم السريع وحلفاءهم من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الذين ارتبكوا وحاولوا صياغة رد فوري ولكنه على عجل على تلك المطالب التي يبدو أنها ستكسب أنصارًا كثر في الأيام القادمة.

وأمريكا التي سمحت للبرهان بالتحدث من منبر الأمم المتحدة قررت مساعدة ضحايا الحرب بـ130 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ تقدمه واشنطن لمساعدة السودانيين في تاريخها. ولا يغفل المراقبون مؤشرًا آخر على ذلك التغيُّر في الموقف الأمريكي الذي كان متصلبًا في مواجهة الجيش وقائده البرهان ومؤيدًا ومناصرًا وداعمًا لحميدتي وأنصاره من قوى الحرية والتغيير، وهذا المؤشر الخطير هو قيام قوات خاصة أوكرانية بضرب 14 هدفًا تتبع للدعم السريع وقوات فاجنر الروسية في العاصمة الخرطوم. وهذا المتغير يشير إلى أن أمريكا لم تغُضَّ الطرف تمامًا عن المتمرد حميدتي وقواته، ولكنها قررتِ التخلص منه على هامش عملياتها ضد قوات فاجنر في السودان وإفريقيا. وكانتِ الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت عقوبات على القائد الثاني في الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وقائد الدعم السريع في غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بعد أن وجهت لهما تُهمًا بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة جماعية ضد أبناء قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور. وكل هذه المؤشرات تقول إن أمريكا التي انحازت في الماضي إلى قائد الدعم السريع حميدتي كانت تحاول توظيفه لصالح مجموعة الحرية والتغيير بقصد اختطاف السلطة وتسليمها لها، وكانت أيضًا تستهدف توظيف الدعم السريع في تدمير الجيش السوداني والأجهزة الأمنية لإعادة فك وتركيب السودان وفقًا للهندسة الأمريكية في القارة السمراء. ويضاف كل ذلك إلى هدف قديم وهو استغلال ميليشيات الدعم السريع كقوات مرتزقة لمواجهة عمليات الهجرة غير الشرعية والجماعات المتطرفة، وتقوم بحماية المصالح الأمريكية في السودان، وأخيرًا المشاركة في ضرب وطرد قوات فاجنر الروسية من السودان وإفريقيا. لكن عندما اكتشف صناع القرار في الإدارة الأمريكية استحالة الصدام بين الدعم السريع وفاجنر، نظرًا للارتباط العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي بينهما، تحركت أمريكا بسرعة مذهلة لنقل الدعم السريع من مربع الأنصار إلى خانة الأعداء، وإن كان كل ذلك لا يعني أن واشنطن سوف تتخذ من الجيش السوداني وقائده البرهان حليفًا، وإنما تتوقف تكتيكيًّا لتنجز هدفها وهو التخلص من الدعم السريع، ثم تعود لأهدافها الاستراتيچية المتمثلة في ضرب الجيش وضرب وحدة السودان حتى يمكن التهام الكعكة دون منغصات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الخارجية السودانية: العقوبات الأمريكية على «حميدتي» خطوة في الاتجاه الصحيح

اعتبرت الحكومة السودانية أن القرارات الأمريكية بفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تمثل خطوة إيجابية في مواجهة الانتهاكات..

التغيير: الخرطوم

اعتبر وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، القرارات الأمريكية التي فرضتها واشنطن على قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو، خطوة في الاتجاه الصحيح.

وأوضح الوزير أن هذه العقوبات جاءت نتيجة لتزايد وتفعيل الانخراط السوداني مع الحكومة الأمريكية في سياق معالجة الأزمات الإنسانية والأمنية في البلاد.

وأضاف الوزير أن الحكومة السودانية تثمن الخطوات التي اتخذتها وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكتان من فرض عقوبات، مشيرًا إلى جهود بعثتي السودان في واشنطن ونيويورك.

وأوضح أن العقوبات تزامنت مع الزيارة الأخيرة لسلطان المساليت، السلطان سعد بحر الدين، ولقاءاته في أمريكا التي كشفت الفظائع التي ترتكبها  الدعم السريع ضد قبيلة المساليت في دارفور، مشيرًا إلى عمليات الإبادة الجماعية التي تعرض لها أفراد القبيلة.

وشدد الوزير على أن فرض العقوبات يأتي ضمن الجهود لتقليل قدرة الدعم السريع على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب السوداني، مؤكدًا أن العقوبات تستهدف أيضًا الحد من نهب وتهريب ثروات الدولة السودانية، خاصة من خلال معاقبة الشركات التي تمول الأنشطة الإجرامية للمليشيا.

ودعا وزير الخارجية السوداني الدول الأخرى إلى اتخاذ مواقف مماثلة لموقف الولايات المتحدة لمنع اقوات الدعم السريع من الاستمرار في انتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب السوداني.

والثلاثاء، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (أوفاك)  عقوبات جديدة على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098. وتستهدف العقوبات معاقبة الأفراد الذين يساهمون في زعزعة استقرار السودان وتقويض التحول الديمقراطي فيه.

وتأتي هذه الخطوة في وقت يعاني فيه السودان من صراع مسلح مستمر بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية منذ منتصف أبريل 2023، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليون شخص، بالإضافة إلى انتشار المجاعة في العديد من المناطق.

وشملت العقوبات “حميدتي” بصفته قائدًا لقوات الدعم السريع، التي ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإبادة الجماعية، والعنف الجنسي كسلاح حرب، والإعدامات الميدانية للمدنيين والمقاتلين العزل.

الوسومالخارجية السودانية حرب الجيش والدعم السريع واشنطون

مقالات مشابهة

  • الخارجية السودانية: العقوبات الأمريكية على «حميدتي» خطوة في الاتجاه الصحيح
  • خارجية أمريكا: لهذه الأسباب فرضنا عقوبات على حميدتي.. ليس دعما للجيش السوداني
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  
  • أول تعليق رسمي للسودان على العقوبات الأمريكية بحق حميدتي
  • أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
  • هل تعكس عقوبات بايدن على حميدتي فشلا أميركيا أم شعورا بالذنب؟
  • وزير الخارجية أنتوني بلينكن: تجاهل حميدتي بشكل متعمد الالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني وقواته ارتكبت جرائم حرب مثل العنف الجنسي
  • الخارجية السودانية تثمن العقوبات الأمريكية ضد قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلق على العقوبات الأمريكية ضد قائد الدعم السريع 
  • مسؤولة توثق اغتصاب قوات الدعم السريع لعشرات السودانيات.. أرقام صادمة