تعتمد اقتصاديات التعليم على أفضل الطرق لاستخدام الموارد التعليمية ماليا وبشريا وتكنولوجيا وزمنيا، من أجل تربية البشر عقلا وعلما ومهارة وخلقا وذوقا ووجدانا وصحة وعلاقة فى المجتمعات التي يعيشون فيها حاضرا ومستقبلا، ومن أجل أحسن توزيع ممكن فهو يبحث في الجوانب الاقتصادية للعملية التربوية بما تتضمنه من تعليم وتدريب في جميع المراحل ومنها تعليم الكبار وتدريبهم وكذلك تدريب العاملين أثناء الخدمة والقوى البشرية المتعطلة والباحثة عن عمل.

وتسهم العملية التعليمية بمؤسساتها المختلفة في النهضة الاقتصادية للدول، ويوثر التعليم على النمو الاقتصادى فى الإسهام في صناعة الأهداف الإستراتيجية للدولة من أجل تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية وإعداد الكوادر اللازمة، وتخريج العمالة المطلوبة للتقليل من العمالة الوافدة، ورفع كفاءة العاملين على وفق مستجدات سوق العمل والتقدم التكنولوجي والعلمي، وإعادة تأهيل أصحاب التخصصات ممن يعملون في تخصصات جديدة وتشجيع المبادرات الإبداعية لاستثمار خبرات المجتمع بالشكل الأمثل في قطاعيْ الزراعة والصناعة، وتشجيع الطلاب في التخصصات النظرية والعلمية التطبيقية، وتزويد الأفراد بالمهارات الخاصة التي تفيد في العملية الإنتاجية، فضلا عن تزويد الأفراد بالمعلومات الاعتيادية وبطرق حل المشكلات التي تمكن الفرد من تطبيقها في ميدان عمله، مع تزويد الأفراد بالاتجاهات الملائمة للإنتاج عندهم.

ويهتم اقتصاد التعليم بالعلاقة بين النفقة والمنفعة سواء أكانت على مستوى الفرد أم على مستوى الاقتصاد الكلى من خلال دراسة اقتصاديات الموارد البشرية والتعليم في ضوء أهداف الاقتصاد الكلى، وتحليل العائد المادي من التعليم في ضوء التكلفة والإنتاجية التعليمية.

وتعد درجة المواءمة بين مخرجات نظام التعليم وحاجات الاقتصاد الوطني من اليد العاملة أحد معايير مستوى تطور النظام التعليمي. ويعد التعليم شرطا ضروريا لتحقيق النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإن ضعف العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي فى الدول النامية يعود إلى أن مستوى التعليم منخفض جدا وبالتالى لا يسهم في زيادة النمو والإنتاجية، ففى دراسة دنيسون عن النمو الاقتصادي الذي حصل فى أمريكا فى فترات مختلفة حيث يتضح أن الدخل القومي الأمريكي كان ينمو سنويا بنسبة 3% تقريبا وإنتاجية العمل 73% وإنتاجية رأس المال 22.5% وإنتاجية الأرض 4.5% ومن خلال الرجوع لسجلات التعليم خلال تلك الفترة يتضح أن 21% من النمو الاقتصادى يرجع الى التعليم، ودائما ينجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول التي لديها نواتج تعليمية اقوي وأفضل.

ولا يعتمد مقياس التقدم في هذا العصرعلى حجم ما تملكه الدول من موارد طبيعية، بل بقدر ما تملكه من رصيد للثروة البشرية المتعلمة بمختلف مجالات العلم، والقادرة على إنتاج المعارف. ولم يعد يُنظر إلى العملية التعليمية على أنها خدمات اجتماعية فقط بل أصبحت استثمارًا يهدف إلى تحسين مستوى الأفراد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمجتمع، ومن هنا أصبحت اقتصاديات التعليم من الأمور الأساسية التى توثر على خيارات الدول المختلفة في مواجهة المشكلات المتعددة، لذلك كان التركيز على العملية التعليمة من أجل إخراج قوى عاملة تتناسب وتوائم بين مخرجات العملية الاقتصادية التربوية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

الزراعة المستدامة.. السبيل لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية

تعد الزراعة من الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجية الأمن الغذائي في أي دولة، خاصة في الدول النامية التي تعتمد بشكل كبير على هذا القطاع في تلبية احتياجاتها الغذائية، وفي ظل التحديات العالمية مثل التغير المناخي، الزيادة السكانية، والضغوط الاقتصادية، بات من الضروري تعزيز دور الزراعة كأداة حيوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان توفير الغذاء لكل المواطنين.

الزراعة والأمن الغذائي: 

يعني الأمن الغذائي قدرة الدول على توفير الغذاء الكافي والمغذي لمواطنيها بشكل مستدام، بما يتناسب مع احتياجاتهم اليومية ويعزز صحتهم،  ولا تقتصر الزراعة على توفير المواد الخام اللازمة للطعام فقط، بل تساهم أيضًا في تحفيز الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل، وتحسين الوضع الاجتماعي للمزارعين وأسرهم.

في هذا السياق، تلعب الزراعة دورًا مزدوجًا في تحقيق الأمن الغذائي: من جهة، توفر المنتجات الغذائية الأساسية، مثل الحبوب والخضراوات والفاكهة، التي تعد الأساس في التغذية البشرية، ومن جهة أخرى، تساهم في توفير المواد الخام لصناعات أخرى مثل الزيوت والأعلاف والمواد الغذائية المصنعة.

رئيس جامعة قناة السويس يتفقد لجان الامتحانات العملية بكلية الزراعة

التحديات التي تواجه القطاع الزراعي

على الرغم من أهمية الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي، إلا أن القطاع الزراعي يواجه العديد من التحديات التي تهدد قدرته على تأمين احتياجات السكان. من أبرز هذه التحديات:

التغير المناخي: التغيرات في درجات الحرارة، ونقص المياه، والكوارث الطبيعية مثل الجفاف أو الفيضانات، تؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي وتزيد من صعوبة تحقيق الأمن الغذائي.زيادة الطلب على الغذاء: مع الزيادة المستمرة في أعداد السكان، يرتفع الطلب على المنتجات الزراعية، مما يضع ضغطًا على الإنتاج ويستدعي تقنيات وأساليب زراعية أكثر فعالية.نقص الاستثمارات: على الرغم من الحاجة الملحة لتطوير القطاع الزراعي، إلا أن هناك نقصًا في الاستثمارات والتقنيات الحديثة التي يمكن أن تسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية.التدهور البيئي: تدهور الأراضي الزراعية بسبب الإفراط في استخدام المبيدات، والتوسع العمراني غير المدروس، ونقص الوعي البيئي، يؤدي إلى تراجع المساحات الصالحة للزراعة، ما يهدد القدرة على تحقيق الاكتفاء الغذائي. وزير الزراعة: مكتبي مفتوح لتلقي الأفكار الزراعية الجادة من الشباب ودعم تنفيذها

الحلول والفرص

لتعزيز دور الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي، هناك عدة حلول يمكن أن تسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي وضمان استدامته:

الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية: يمكن لتكنولوجيا الزراعة الحديثة مثل الزراعة الذكية باستخدام نظم الري الحديثة، واستخدام التقنيات الجينية، أن تساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة المحاصيل بطرق مستدامة.تحسين إدارة الموارد الطبيعية: من خلال تحسين إدارة المياه والتربة، يمكن الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وزيادة قدرة الأراضي على إنتاج الغذاء بشكل مستدام.التوسع في الزراعة العضوية: تشهد الزراعة العضوية إقبالًا متزايدًا في العديد من الدول، مما يساعد على توفير غذاء صحي وآمن. إضافة إلى ذلك، تساعد الزراعة العضوية في تقليل الأثر البيئي على الأراضي الزراعية والمياه.دعم المزارعين: من خلال تقديم الدعم الفني والمالي للمزارعين، خاصة في المناطق الريفية، يمكن تحسين الإنتاجية الزراعية وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات الزراعية. وتشمل هذه المبادرات تحسين الوصول إلى الأسمدة، تقنيات الري، والتدريب على الأساليب الزراعية الحديثة.الاستثمار في البحوث الزراعية: إن زيادة الدعم للبحث والتطوير في المجال الزراعي يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف تقنيات جديدة لزيادة المحاصيل الزراعية وتحسين مقاومتها للأمراض والآفات.

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم والبحث العلمي يتفقد العملية التعليمية بأمانة العاصمة
  • إصدار دليل ممارسات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية
  • رئيس جامعة قناة السويس يتفقد الوحدات ذات الطابع الخاص لدعم العملية التعليمية والإدارية
  • محمد صبحي: الثقافة والفن لهما دور كبير في رفع مستوى الوعي لدى الأفراد
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تُتابع مع المدير الإقليمي للبنك الدولي ملفات الشراكة الجارية وجهود دفع معدلات النمو والتشغيل
  • الزراعة المستدامة.. السبيل لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية
  • وكيل تعليم أسيوط يتفقد بعض مدارس مركز القوصية للاطمئنان على العملية التعليمية
  • تفاصيل جولة وكيل التعليم بالدقهلية للوقوف على مدى انتظام العملية التعليمية بإدارة السنبلاوين
  • البنوس يتفقد العملية التعليمية في مديرية السبعين بأمانة العاصمة
  • «تعليم الجيزة»: إحالة أي معلم يعوق العملية التعليمية إلى الشؤون القانونية