اقتصاديات التعليم وأثرها في النمو والتنمية الاقتصادية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
تعتمد اقتصاديات التعليم على أفضل الطرق لاستخدام الموارد التعليمية ماليا وبشريا وتكنولوجيا وزمنيا، من أجل تربية البشر عقلا وعلما ومهارة وخلقا وذوقا ووجدانا وصحة وعلاقة فى المجتمعات التي يعيشون فيها حاضرا ومستقبلا، ومن أجل أحسن توزيع ممكن فهو يبحث في الجوانب الاقتصادية للعملية التربوية بما تتضمنه من تعليم وتدريب في جميع المراحل ومنها تعليم الكبار وتدريبهم وكذلك تدريب العاملين أثناء الخدمة والقوى البشرية المتعطلة والباحثة عن عمل.
وتسهم العملية التعليمية بمؤسساتها المختلفة في النهضة الاقتصادية للدول، ويوثر التعليم على النمو الاقتصادى فى الإسهام في صناعة الأهداف الإستراتيجية للدولة من أجل تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية وإعداد الكوادر اللازمة، وتخريج العمالة المطلوبة للتقليل من العمالة الوافدة، ورفع كفاءة العاملين على وفق مستجدات سوق العمل والتقدم التكنولوجي والعلمي، وإعادة تأهيل أصحاب التخصصات ممن يعملون في تخصصات جديدة وتشجيع المبادرات الإبداعية لاستثمار خبرات المجتمع بالشكل الأمثل في قطاعيْ الزراعة والصناعة، وتشجيع الطلاب في التخصصات النظرية والعلمية التطبيقية، وتزويد الأفراد بالمهارات الخاصة التي تفيد في العملية الإنتاجية، فضلا عن تزويد الأفراد بالمعلومات الاعتيادية وبطرق حل المشكلات التي تمكن الفرد من تطبيقها في ميدان عمله، مع تزويد الأفراد بالاتجاهات الملائمة للإنتاج عندهم.
ويهتم اقتصاد التعليم بالعلاقة بين النفقة والمنفعة سواء أكانت على مستوى الفرد أم على مستوى الاقتصاد الكلى من خلال دراسة اقتصاديات الموارد البشرية والتعليم في ضوء أهداف الاقتصاد الكلى، وتحليل العائد المادي من التعليم في ضوء التكلفة والإنتاجية التعليمية.
وتعد درجة المواءمة بين مخرجات نظام التعليم وحاجات الاقتصاد الوطني من اليد العاملة أحد معايير مستوى تطور النظام التعليمي. ويعد التعليم شرطا ضروريا لتحقيق النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإن ضعف العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي فى الدول النامية يعود إلى أن مستوى التعليم منخفض جدا وبالتالى لا يسهم في زيادة النمو والإنتاجية، ففى دراسة دنيسون عن النمو الاقتصادي الذي حصل فى أمريكا فى فترات مختلفة حيث يتضح أن الدخل القومي الأمريكي كان ينمو سنويا بنسبة 3% تقريبا وإنتاجية العمل 73% وإنتاجية رأس المال 22.5% وإنتاجية الأرض 4.5% ومن خلال الرجوع لسجلات التعليم خلال تلك الفترة يتضح أن 21% من النمو الاقتصادى يرجع الى التعليم، ودائما ينجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول التي لديها نواتج تعليمية اقوي وأفضل.
ولا يعتمد مقياس التقدم في هذا العصرعلى حجم ما تملكه الدول من موارد طبيعية، بل بقدر ما تملكه من رصيد للثروة البشرية المتعلمة بمختلف مجالات العلم، والقادرة على إنتاج المعارف. ولم يعد يُنظر إلى العملية التعليمية على أنها خدمات اجتماعية فقط بل أصبحت استثمارًا يهدف إلى تحسين مستوى الأفراد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمجتمع، ومن هنا أصبحت اقتصاديات التعليم من الأمور الأساسية التى توثر على خيارات الدول المختلفة في مواجهة المشكلات المتعددة، لذلك كان التركيز على العملية التعليمة من أجل إخراج قوى عاملة تتناسب وتوائم بين مخرجات العملية الاقتصادية التربوية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
تعليم البلينا تعقد اللقاء التشاوري الأول لمناقشة مقترحات تحقيق صالح العملية التعليمية
عقدت إدارة البلينا التعليمية جنوب محافظة سوهاج برئاسة أسامة المشنب مدير عام الإدارة أول لقاء تشاوري ضم أولياء الأمور والمعلمين ومجلس الأمناء والذي عقد بمدرسة البلينا الرسمية للغات في ضوء الجهود التي تبذلها الوزارة للتواصل بين كافة عناصر العملية التعليمية وصولا للنتائج المرجوة لمصلحة الطلاب وفي تجربة رائدة للحوار المجتمعي الهادف للنهوض بالمنظومة التعليمية بتوجيهات الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة.
جاء ذلك بحضور كل من عاطف أبورحاب رئيس مجلس الأمناء والآباء بالمركز ومحمد سليم وكيل الإدارة والدكتور محمد حلمي رئيس مجلس الأمناء والآباء بمدرسة البلينا التجريبية وعلاء سرحان رئيس قسم الأمن بالإدارة وحماده عجور عضو مجلس الأمناء والآباء بالمدرسة ونجلاء رجب مديرة المدرسة ونخبة من رؤساء الأقسام والموجهين بالإدارة وعدد كبير من أولياء الأمور والمعلمين وأعضاء مجلس الامناء والآباء.
بدأ اللقاء بالسلام الوطني ثم تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم أعقبه كلمة أسامة المشنب مدير عام الإدارة والتي أكد فيها على أن الوزارة أصبح لها توجه وفلسفة جديدة تولي من خلالها اهتماما كبيرا بالدور الذي تلعبه المشاركة المجتمعية لتحقيق صالح العملية التعليمية لأنها تهدف إلي تقارب المجتمع المحيط وأولياء الأمور بالادارت التعليمية ليكونا خير داعم ومساند للمعلم والإدارة المدرسية ، وذلك للتغلب علي أي تحديات تعوق سير العمل.
وأضاف مدير عام الإدارة أن هذا اللقاء التشاوري ينم عن فكر مستنير ورؤية ثاقبة للقيادات التعليمية بالمديرية لأنه يجمع بين أهم عناصر المنظومة التعليمية وهم (المعلم والإدارة المدرسية وأولياء الأمور ومجلس الأمناء) وذلك لعرض ومناقشة القرارات الوزارية وبحث المقترحات الجيدة التي تخدم العملية التعليمية .
ومن جانبه أكد عاطف أبورحاب خلال كلمته على ضرورة بحث المشكلات والتحديات لدى المعلمين وإيجاد حلول مناسبة لها حتي يؤدي المعلمون رسالتهم على أكمل وجه مشيدًا بالقيادة التربوية الواعية والمتمثلة في أسامة المشنب مدير عام الإدارة والذي وضح جليا من خلال ماتحققه الإدارة من إنجازات ونجاحات من مختلف المحافل التعليمية.
وطالب الدكتور محمد حلمي في كلمته بضرورة تنفيذ القرارات الوزارية لصالح العملية التعليمية ووضع التعليم في مقدمة أولوياتنا والاستفادة بالتطوير الذي حدث في حياتنا المعاصرة.
وأكدت المدرسة خلال كلمتها التي ألقاها عماد أبو سعيد مشرف قسم اللغة الانجليزية على أن التعليم هو إعداد للتنمية البشرية داخل المدارس بالتعاون مع الأسرة مؤكدا على أهمية دور أولياء الأمور في تعديل سلوكيات أبنائهم تجاه المعلمين والمعلمات.
وعقب انتهاء كلمات اللقاء تم فتح باب الحوار والنقاش حيث عرض الحضور كثيرا من المقترحات والتساؤلات يأتي في مقدمتها:
- المناهج الدراسية ومدي مناسبتها للمراحل التعليمية.
- الدروس الخصوصية وكيفية مواجهتها.
- الإهتمام باكتشاف المواهب وتنمية قدراتها
- جدوى التقييمات لاسيما في الصفوف الأولى
- أهمية وجود كتاب للمهارات المهنية
- ابراز دور مجلس الأمناء والآباء في منظومة التعليم بالتعاون مع الأسرة
- استمرارية مثل هذه اللقاءات لتحقيق الهدف منها.
وعقب هذه المقترحات والتساؤلات تفضل مدير عام الإدارة ورؤساء الأقسام والموجهين المعنيين بالرد عليها حيث أكد المشنب على أن التقييمات للصفوف الأولي تخضع حاليآ لتقويم مرحلي وليس نهائي وأن القرارات الوزارية جميعها في صالح العمل وماقدمه الحضور من مقترحات جديرة بالدراسة والاهتمام وسوف يتم رفعها للقيادات التعليمية بالمديرية لأنها داعم قوي للطلاب في مختلف المراحل التعليمية .
وفي نهاية اللقاء أعرب الحضور جميعا عن سعادتهم البالغ لمثل هذه اللقاءات الهادفة والتي تساهم لاشك في النهوض بالمنظومة التعليمية ، واستحق القائمون عليها كل ثناء وتقدير.