يمانيون:
2024-11-22@07:15:47 GMT

المولد والتغيير

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

المولد والتغيير

عباس السيد

اختار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين، ذكرى المولد النبوي الشريف موعداً لإعلان رؤيته الهادفة إلى تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة، والتي ستتضمن ” تغييرا جذريا “، بحسب وعد من عهدناه صادق الوعد .
وعد القائد بمثل هذه الخطوة الهامة، وفي مثل هذا التوقيت، جعل الداخل والخارج يترقبون يوم ذكرى المولد النبوي الشريف، حتى اليهود سيترقبون ذكرى المولد باهتمام أكبر من ذي قبل .


خلال أكثر من ثماني سنوات، خسر تحالف العدوان وحلفاءه في الداخل والخارج، كثيراً من الأوراق التي راهنوا عليها لكسب معركتهم وتحقيق أهدافهم في اليمن .
خسروا الرهان على القوة العسكرية، خسروا رهان الحصار والحرب الاقتصادية، خسروا الحرب الإعلامية، ولم ينفعهم نفاق المنظمات الدولية وتواطؤ الدول العظمى، حتى لعبة تمديد الوقت لم تكن في مصلحتهم .
لم يتبق لدى هذا التحالف سوى أوراق رهان محدودة جدا، أبرزها أو أهمها ورقة الهزيمة من الداخل، والتي ستتم – بحسب توقعاتهم – بسبب فشل السلطة في صنعاء وعلى رأسها أنصار الله في إدارة الدولة ومؤسساتها، وهو ما سيؤدي إلى تآكل تدريجي للحاضنة الشعبية ينتهي بثورة شعبية ومعارك مع الصدور العارية.. وما أكثر العراة الذين سيدفع بهم التحالف لو تراكمت الاختلالات والأخطاء، وتُركت دون معالجات .
التحالف نفسه أصبح عاريا بعد ثماني سنوات من الحرب، ولا نستبعد أن يدفع إلى المعركة بـ “مخلسين ملط”، وعلينا أن لا نستهين بالمحاربين العراة، فقد ” انتصر عمرو بن العاص على الإمام علي بهذا السلاح القذر” .
في خطابه الأخير – بالذكرى التاسعة لثورة الـ21 من سبتمبر – بدا قائد الثورة مدركا لهذه الورقة ومستعدا لمواجهتها، ليس من خلال القوة العسكرية الضاربة التي عرضت للتو في ميدان السبعين، بل من خلال ” التغيير الجذري ” لإصلاح الاختلالات في أداء مؤسسات الدولة .
لم يقدم السيد عبدالملك تفاصيل حول خطوات هذا التغيير وقراراته، ووعد بإعلان ذلك في ذكرى المولد النبوي الشريف .
من الواضح أن اختيار هذا اليوم لإعلان مثل هذه الخطوات، لم يكن صدفة . فقد أراد السيد عبدالملك أن يكون يوم الثاني عشر من ربيع الأول 1445هـ، يوم ميلاد يمن جديد وعظيم مقترنا بميلاد الرسول الأعظم .
أراد السيد لوعده بالتغيير أن يكون عهدا وميثاقا يتم في حضرة الرسول الكريم..
وليس مجرد وعد سياسي يترك أمر تنفيذه للمستجدات والظروف والأمزجة.
اشار السيد في خطابه إلى أن الهوية الإيمانية ستشكل أحد منطلقات التغيير والإصلاح، فالمسيرة القرآنية كل لا يتجزأ، بما فيها توجيهات الله لنا بالتفكر والتدبر وقراءة التأريخ وأخذ العبر من الأحداث والأمم السابقة .
ولأن المسيرة القرآنية مستمرة والقرآن صالح لكل زمان ومكان، فإن ذلك يقتضي من قياداتنا في مؤسسات الدولة أن لا يتوقفوا في مسيرتهم بالتدبر والتفكر عند ” ناقة صالح “، عليهم أيضا أن يتفكروا ويتدبروا أيضا في ” خيل صالح وسلطته “، وفي هذه لا يحتاجون إلى تفاسير ابن كثير ولا ابن قليل، فقد شهدناها بأم أعيننا .
مسؤولية القيادات في مؤسسات الدولة يجب أن لا تقتصر على إعلان تأييدها ومباركتها لقرارات السيد عبدالملك بالتغيير الجذري ” قبل أن تعلن ” .
مسؤوليتهم ستتجسد في دعم خطوات التغيير والاستعداد للتضحية بالمناصب والمكاسب، بروح إيمانية، أو رياضية، إن تعذر الإيمان .
” شماعة إحنا في عدوان، بح، انتهت “، صحيح أن العدوان والحرب على اليمن لم ينته بعد، لكن بناء الدولة وإصلاح مؤسساتها وتطوير أدائها بات هدفا أول أيضا .. هكذا أعلنها السيد القائد .
التغيير الجذري من أجل البناء والإصلاح هو حلم الملايين، وهو وعد مِنْ صادق الوعد، ومثلما أثبت مصداقيته وجدارته في إدارة المعركة العسكرية سينجح – بإذن الله – في الجبهة الإدارية الداخلية .
ومدد يا رسول الله

#ذكرى المولد النبوي الشريف

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ذکرى المولد النبوی الشریف السید عبدالملک مؤسسات الدولة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى الاستقلال والانتخابات.. اللبنانيون يأملون في الديمقراطية وخلق نظام جديد

يحتفل لبنان، البلد الذي يحظى بديمقراطيته الفريدة وسط مشهد إقليمي معقد، بحدثين هامين: عيد الاستقلال وانتخاباته الديمقراطية، وتمثل كلتا المناسبتين عناصر عميقة لهويته وتطلعاته للمستقبل.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن بودكاست مناظرة للدكتور سامر عبد الله، رئيس مركز الدراسات القانونية والسياسية في الجامعة اللبنانية سلط فيه الدور على أهمية الانتخابات وعلاقتها بمسيرة لبنان المستمرة نحو ديمقراطية أقوى وأكثر شمولا. 

يشدد عبد الله على أن الانتخابات ليست مجرد إجراء إجرائي في لبنان بل تشكل العمود الفقري للتجديد الديمقراطي، مشيرا إلى أن ”الانتخابات مفهوم دستوري وسياسي مرتبط بالحريات العامة“، ومسلطًا الضوء على دورها في ضمان المساءلة وتجديد القيادة السياسية.

ففي النظام البرلماني في لبنان، تمثل السلطة التشريعية في لبنان حجر الزاوية للسلطة، فهي ليست مكلفة بسن القوانين فحسب، بل أيضًا بمراقبة الحكومة ومساءلتها. 
ويتناغم هذا المنظور بعمق مع احتفالات عيد الاستقلال في لبنان. فكلا الحدثين يرمزان إلى سيادة الشعب وحقه في تقرير مصيره، وكما يحتفل عيد الاستقلال بذكرى التحرر من الحكم الاستعماري، فإن الانتخابات تمكّن المواطنين من التأثير على مسار أمتهم.

وبحسب عبد الله، فإن لبنان يواجه تحديات في تحقيق نظام انتخابي عادل، منتقدا الأسس الطائفية للسياسة اللبنانية، وواصفا إياها بأنها عوائق أمام الإصلاح الحقيقي.

وأوضح "كان الهدف من النظام النسبي الذي طبق في الانتخابات الأخيرة أن يكون أكثر إنصافا ولكنه في نهاية المطاف، عزز الانقسامات الطائفية، ولا يزال غياب نهج وطني غير طائفي في السياسة يشكل عقبة كبيرة". 

كما يشدد على الحاجة إلى قانون أحزاب عصري لرعاية مشهد سياسي قائم على الجدارة والأفكار بدلًا من الانتماءات الطائفية، ويؤكد: "نحن بحاجة إلى إطار عمل يسمح بوجود أحزاب سياسية تنافسية ويشجع الشباب والنساء على المشاركة"، مشيرًا إلى التمثيل المحدود للمرأة في البرلمان وإمكانية أن تضفي القيادات الشابة الحيوية على السياسة اللبنانية. 

وتؤكد الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19 العالمية، على ضرورة الاعتماد على الذات والحوكمة الفعالة، ويشير د. عبد الله إلى أن الانهيار الاقتصادي كشف عيوب اعتماد لبنان على القطاع المصرفي والسياحة والمساعدات الخارجية، داعيا إلى الاستفادة من الإمكانات الزراعية والصناعية المحلية، مشددًا على ضرورة وجود مجلس نيابي يمثل احتياجات المواطنين ويلبيها بصدق.

ويحذّر من أن الأزمة الاقتصادية الحالية، التي تفاقمت بسبب غياب المساءلة، تؤدي إلى تآكل ثقة المواطنين. ويقول: ”لا يرى المواطنون أي تغيير ويشعرون بخيبة الأمل عندما تستمر نفس الوجوه والهياكل على الرغم من الانتخابات المتكررة“. وتهدد خيبة الأمل هذه بتقويض المشاركة ونسيج الديمقراطية في لبنان. 

ويختتم الدكتور عبد الله بدعوة إلى الإصلاح الوطني والمشاركة المدنية. ويشدد على أهمية غرس الثقة في نفوس المواطنين من خلال الحوكمة الشفافة والسياسات الشاملة والجهود الحقيقية لمعالجة القضايا الملحة. ويؤكد أنه ”عندما يرى الناس النتائج، سيشاركون، وستزدهر الديمقراطية في لبنان“.

مقالات مشابهة

  • ناطق الحكومة يُعبر عن الفخر بقيادة السيد القائد لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد .. 21 نوفمبر 2024
  • السيد القائد: الصمود العظيم لحزب الله نموذج مشرف أمام عدوان غير مسبوق
  • السيد القائد .. اليمن تحدى امريكا باساطيلها .. وهذه النتيجة ..؟
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • في ذكرى الاستقلال والانتخابات.. اللبنانيون يأملون في الديمقراطية وخلق نظام جديد
  • الحريري في ذكرى الإستقلال: حمى الله لبنان وشعبه الطيب
  • المولد وأبو شوصاء يلتقيان حكام القدم
  • “صُنَّاع التغيير.. أساطير تتجاوز حدود الملعب”| ماجد وسامي ضمن جلسات منتدى مسك العالمي 2024
  • توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي