في زيارة للمدينة القديمة في مراكش بدت الحياة طبيعية جداً وساحة الفناء مليئة بالزوار والسياح، وعند مسجد الكتبية الذي بدأت مئذنته التاريخية صامدة بإذن الله كصمود المغرب المؤمن في وجه كارثة الزلزال الكبير، وعادت عجلة الحياة سريعاً إلى مراكش حيث استأنفت شركات صيانة الطرق نشاطها من بعد توقف دام فقط ثلاثة أيام بعد الزلزال (كانت بدأت بإعادة سفلتة شوارع مراكش وإعادة رصفها وتزيينها منذ شهرين) وتم التأكيد على انعقاد مؤتمر البنك الدولي في وقته في شهر أكتوبر المقبل بمراكش ويستضيف المغرب فيه وفوداً من حوالي خمس وتسعين دولة.
عمل المغرب من بداية الزلزال كبلد مستعد لكل الأزمات، حيث ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلية الأزمة وتمت إدارة الأزمة أو الكارثة باقتدار أثار إعجاب كل دول العالم، وبدا المغرب كبلد مؤسسات نفذت كل منها مهامها المطلوبة على أكمل وجه، وفي أيام معدودات بعد إنقاذ الناجين من تحت الركام ونقل جثث الشهداء ودفنها وإسعاف المصابين إلى المستشفيات الميدانية التي بناها الجيش المغربي فور الكارثة، تم نصب أماكن إيواء على وجه السرعة وبناء مدارس موقتة للطلاب والطالبات، ودفع إعانة فورية لكل المتضررين، مع العمل على تصميم وبناء قرى بديلة عن تلك التي دمّرها زلزال الجمعة الحزينة بالسرعة الممكنة، وبأمر ملكي تم تخصيص ما يعادل 12 مليار دولار لعملية إعادة بناء تلك القرى في الأقاليم المنكوبة، وسيستفيد من هذه المبادرة الملكية ما يقارب 4 ملايين مغربي.
وأصدر الملك محمد السادس، أمراً بتسمية أيتام الزلزال بـ مكفولي الأمة، حيث تتكفل المملكة بهؤلاء الأيتام كفالة كاملة من رعاية خاصة في المسكن والتعليم والعلاج وأولوية التوظيف من بعد، والاهتمام الكافي بهؤلاء الصغار الذين فقدوا أهاليهم في الزلزال. وضعنا النقاط على الحروف! منذ 3 دقائق لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وتَأتيَ مِثلَهُ منذ 3 دقائق
المغرب بخير وسيتعافى سريعاً بإذن الله من آثار كارثة الزلزال، لإيمان قيادته وشعبه بالله ثم بقدرتهم على مواجهة هذه المصيبة بعزم ويقين المؤمنين بالله عز وجل، وكم سمعت الكثير يرددون (لعل في هذه المِحنة منحة ربانية)، لم يتزعزعوا أبداً بل كان الثبات هو عنوان كبير تجلت من خلاله آلاف المواقف الجبارة والمبهرة لشعب يردد دائماً (لا إله إلا الله محمد رسول الله) و (لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم)، حفظكم الله أينما كنتم...
وللحديث بقية.
jaberalhajri8@
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
إجلاء جوي من الداخلة إلى مراكش ينقذ سيدة إيفوارية في وضع صحي حرج
في استجابة طبية وإنسانية سريعة، تم اليوم نقل سيدة إيفوارية تعاني من مضاعفات خطيرة مرتبطة بالحمل من المستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة الداخلة إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، وذلك بفضل التعاون المثمر بين المديرية الجهوية للصحة بجهة الداخلة وادي الذهب، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وكانت السيدة، التي تقيم بالمملكة المغربية في وضعية غير نظامية، قد وصلت إلى المستشفى وهي تعاني من حالة طبية حرجة.
وقد قام فريق طبي متعدد التخصصات بتقديم العناية اللازمة لها فور وصولها، حيث خضعت لفحوصات طبية دقيقة أظهرت ضرورة نقلها بشكل عاجل إلى وحدة متخصصة في إنعاش النساء الحوامل بمراكش بسبب خطورة حالتها.
وفي إطار الجهود المشتركة بين مختلف الجهات المعنية، تم تنظيم عملية الإجلاء الجوي باستخدام طائرة طبية خاصة تابعة لشركة “Air Ocean Maroc”، التي تكفلت بعملية النقل الجوي بتنسيق مع وزارة الصحة. ويُذكر أن الشركة تملك أسطولاً من الطائرات الطبية المجهزة بأحدث التقنيات وطاقم طيران مؤهل للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.
وتعتبر هذه العملية مثالاً للتكامل الفعّال بين القطاعين العمومي والخاص، حيث لعبت شركة “Air Ocean Maroc” دوراً محورياً في ضمان نقل السيدة في ظروف مثالية، ما ساعد في إنقاذ حياتها وحياة جنينها.