البوابة نيوز:
2025-02-20@01:33:40 GMT

يوميات تلميذ فقير جدا!

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

أيام قليلة، بل ساعات قصيرة، وينطلق العام الدراسي الجديد «2023/2024»، على أي حال، كل عام وأنتم بخير.. هو ليس خير، أنا أعرف وأنت تعلم وهم يعلمون والله يرى كل شيء، وينتظرنا جميعا في يوم الحساب العسير.

تصريحات صادمة أطلقها د. علاء عشماوي رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، قال إن مصر تحتاج من 40 إلى 80 ألف فصل لاستيعاب كثافة الطلاب سنويا.

 

الحق أقول وإن كان غير ذلك فاعتبره الحق..  كلنا لنا دور في المسرحية.. فلا هو تعليم ولا هي مدارس ولا المستقبل المشرق ينتظر أولادكم بعد رحلة تعليم 16 عاما، وحتى إن بيعت أعضائكم للأثرياء لتستثمروا نقودها في أطفالكم!.

 النتيجة محسومة، إما تكون عاطلا متعلما، أو «الحمد لله على كل شيء»، وهي عبارة يرددها الفقراء ليصبروا أنفسهم على البلاء فلا هم يعملون ويتقاضون أجرا يساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة، ولا هم عاطلون.. إنها البطالة المقنعة.. القوى العاملة التي لا تعمل ولا تعلم ولكنها تحاسب على «المشاريب».

مشوار طويل يسير فيه هذا الطفل التعيس، في رحلته مع المدارس الحكومية المكتظة بالطلاب كـ«علبة تونة مفتتة»، ولولا النوافذ المتهالك والزجاج لقتلتهم الروائح الكريهة سواء الناتجة عن مخرجات الغذاء غير الصحي، أو المنهمر من عرق الصيف.

 التغيرات المناخية التي قد يعتبرها البعض قضية نخبوية أو خطر قادم، بالنسبة للفقراء هو مصير مشئوم، فلا تكييفات تحميهم من درجات الحرارة، ولا بيوت تصمد أمام الأعاصير والكوارث، ولا مال للعلاج، حتى أطفالهم يدفعون الثمن باهظا.

لست اشتراكيا ولا أريد أن أكون يساريا أتربح من أوجاع الناس.. لكن لا تذهب بعيدا لترى ذلك الطفل الذي ملأ العالم ضجيجا وصراخا بعد أن ضربته أمه في الصباح الباكر عندما دقت عقارب الساعة السابعة صباحا، لأنه يمارس «الدلع» ولا يريد الاستيقاظ للذهاب للمدرسة، في الحقيقة هو «لا دلع ولا حاجة».. فهذا الطفل البائس لا يريد الرحيل عن «العشة» التي يسكن فيها ليذهب إلى «عشة كبيرة»!.

وأنت أيضا يا سيدتي لا تريدين رؤية الناظر البيروقراطي المتجهم الذي يهددكم يوميا بغلق الباب وأنه لن يسمح بدخول المتأخرين عن طابور المدرسة.

حياة بائسة يتم تمريرها لجيل وراء جيل.. زوج مكلوم يضرب زوجته المضطهدة وأم مجبورة تضرب طفلها فتقضي على بقايا الآمال في مستقبل مشرق… وبيئة هدامة ودورة حياة من المستحيل أن تنتج مجتمعي صحي.. الطفل يتعلم أن «من زرع حصد»، لكن والده يشقى طوال اليوم وأمه أيضا ويزرعون وهو يزرع أيضا لكن لا حصاد لا ثمار لا شيء «مفيش». 

طريق مسدود لا يعرف ولا يعلم ولا يريد أيضا.. فلا تكافؤ فرص ولا عدالة ولا مساواة.. مجتمعات تحكمها الواسطة والمحسوبية.. وفساد يحميه الفقراء قبل أصحاب المصالح.

فالفنانة الفاتنة تتعرى فيقولون له «حرية شخصية» وعندما تتعرى الفقيرة تصبح الاتهامات حاضرة من البؤساء قبل الأثرياء.. الفنان يقيم مع صديقته دون زواج فيقولون «زواج المؤانسة أو مساكنة» فتعقد اجتماعات التحرير في الصحف والمواقع والقنوات ويأتي شيوخ من عصور الجاهلية للإجابة على سؤال: هل هذا «حلال أم خلوة محرمّة»، على النقيض تمام هناك من يسب ويلعن هذا الشاب وتلك الفتاة لأنهم قررا الجلوس أمام نهر النيل ليتبادلا مشاعر بريئة قد يصحبها لمسات غير بريئة أحيانا!.. لكن العيون لا ترحمهما ولا الألسنة ولا المجتمع ولا حتى الفقراء!.

«عندما يعود الطفل من المدرسة وإن عاد أصلا!.. فإن لم يقتله البؤس، قد يقتله الجوع.. ويحتاج لوجبة غذاء عاجلة تساعد جسمه الهزيل.. لكن دائما ما يكون الجواب الحاسم من أمه «اتلهي على عينك وعين أهلك وأبوك» هو حد فيكم فلح علشان تفلح انت؟!.. الأم على صواب، لكنها تثأر لنفسها في ابنها، لكن للدقة «لا هو فلح ولا أبوه فلح ولا عمه ولا صديقه ولا حتى أنا!».

فقط نريد تعليم يليق بحجم مصر، وبيئة تليق بحق الطفل المصري، فقط نريد أن تتحول التصريحات الصحفية إلى واقع.. نحتاج إلى كل شريف ليتدخل بالمال أو الفكرة أو الدعم من أجل العبور نحو المستقبل فقط بـ«التعليم».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بدء العام الدراسى المدارس

إقرأ أيضاً:

مندوبية التخطيط : السياسات الإجتماعية مكنت الفقراء من الإستفادة من ثمرات النمو والوسط الحضري أكثر هشاشة

زنقة 20. الرباط

أفادت المندوبية السامية للتخطيط بأن معدل الفقر المطلق انخفض، على العموم، بين سنتي 2014 و2022، منتقلا من 4,8 بالمائة إلى 3,9 بالمائة بعد أن سجل 1,7 بالمائة في سنة 2019.

وأبرزت المندوبية في مذكرة حول أهم نتائج البحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر 2022/2023 أن الوسط القروي قد شهد الاتجاه نفسه، حيث انخفض معدل الفقر من 9,5 بالمائة سنة 2014 إلى 6,9 بالمائة سنة 2022.

وأشارت المندوبية إلى أن الوسط الحضري عرف، بالمقابل، ارتفاعا طفيفا في معدل الفقر، حيث انتقل من 1,6 بالمائة سنة 2014 إلى 2,2 بالمائة سنة 2022.

وفي المجمل، بلغ العدد الإجمالي للفقراء على الصعيد الوطني، سنة 2022، نحو 1,42 مليون شخص، من بينهم 512 ألفا في الوسط الحضري، و906 ألفا بالوسط القروي.

وسجلت خمس جهات في سنة 2022، معدلات فقر تفوق المتوسط الوطني (3,9 بالمائة)، وهي فاس-مكناس بنسبة 9 بالمائة، وكلميم-واد نون بـ 7,6 بالمائة، وبني ملال-خنيفرة بـ 6,6 بالمائة، ودرعة-تافيلالت بـ 4,9 بالمائة، وجهة الشرق بـ 4,2 بالمائة.

تزايد حدة الهشاشة في الوسط الحضري

سجل معدل الهشاشة، الذي يشير إلى مدى تعرض الأسر لخطر الوقوع في الفقر في حال غياب شبكات الأمان التي تمكنها من مواجهة الصدمات الاقتصادية والاجتماعية، ارتفاعا طفيفا، حيث انتقل من 12,5 بالمائة إلى 12,9 ما بين سنتي 2014 و2022، بعدما بلغ 7,3 بالمائة سنة 2019.

أما بالوسط القروي، فبقي معدل الهشاشة شبه مستقر، حيث بلغ 19,2 بالمائة سنة 2022، مقابل 19,4 بالمائة سنة 2014، عكس الوسط الحضري، الذي سجل ارتفاعا في مستوى الهشاشة، إذ انتقل من 7,9 بالمائة سنة 2014 إلى 9,5 بالمائة سنة 2022.

وبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة الاقتصادية في سنة 2022 حوالي 4,75 مليون شخص، من بينهم 2,24 مليون في الوسط الحضري و2,51 مليون في الوسط القروي.

وبذلك أصبحت هذه الظاهرة تتمركز بالأساس في الوسط الحضري، بحيث أن ما يقارب نصف عدد الأفراد المصنفين في وضعية هشاشة (47,2 بالمائة) خلال سنة 2022، هم من سكان المدن، مقابل 36 بالمائة سنة 2014.

تراجع ملحوظ في الفقر متعدد الأبعاد في الوسط القروي

عرف الفقر متعدد الأبعاد تراجعا كبيرا، حيث انخفضت نسبته من 9,1 بالمائة سنة 2014 إلى 5,7 بالمائة سنة 2022. وقد كان هذا الانخفاض أكثر وضوحا في الوسط القروي، حيث تراجع المعدل من 19,4 بالمائة إلى 11,2 بالمائة، في حين انتقل من 2,2 بالمائة إلى 2,6 بالمائة في الوسط الحضري.

وعلى المستوى الجهوي، سجلت أعلى معدلات الفقر المتعدد الأبعاد في كل من بني ملال-خنيفرة (11,6 بالمائة) وفاس-مكناس (10,4 بالمائة)، حيث تضم هاتان الجهتان حوالي 40 بالمائة من إجمالي السكان الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد.

وبحسب المندوبية السامية للتخطيط فإن تحليل محددات تراجع الفقر أفرز أن السياسات الاجتماعية التي تستهدف فئة الفقراء مكنت هذه الفئة الاجتماعية من الاستفادة من ثمرات النمو.

وأشارت المندوبية إلى أن تفاقم مؤشر “جيني” والتطور المتواضع لمستوى معيشة الطبقة الوسطى، يبرز كذلك ضرورة اعتماد سياسات عمومية لإعادة التوزيع موجهة لهذه الطبقة، بغية الحد من الفوارق الاجتماعية.

يذكر أن المندوبية السامية للتخطيط أنجزت هذا البحث الوطني، بين مارس 2022 ومارس 2023، لدى عينة من 18 ألف أسرة تمثل مختلف الفئات السوسيو اقتصادية وجميع جهات المملكة.

ويقدم هذا البحث الهيكلي، الذي يأتي بعد بحث مماثل أنجز سنة 2014، وآخر جزئي سنة 2019، نظرة محينة للديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية التي تميز المجتمع المغربي.

مقالات مشابهة

  • شقيقات الرجال أسيرات ومناضلات أيضا
  • قاليباف: العدو الصهيوني كما فشل حتى الآن لن ينجح في المستقبل أيضا
  • الديب: المسؤولون والأغنياء يعالجون على حساب خزينة الدولة والفقراء يبيعون أثاث بيوتهم
  • ما ظهر في نيروبي لم يكن فقط سقوط الأقنعة بل أيضا ملص السراويل
  • هل يجوز عمل العقيقة فى بلد آخر فقير؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • وزير إسرائيليّ يتّهم دولة جديدة بدعم حزب الله.. ماذا قال أيضاً عن الإنسحاب من لبنان؟
  • المفتي السابق يوضح حكم إخراج زكاة الفطر نقودا
  • المفتي السابق: يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا إذا تعذر إغناء الفقراء بالطعام
  • مندوبية التخطيط : السياسات الإجتماعية مكنت الفقراء من الإستفادة من ثمرات النمو والوسط الحضري أكثر هشاشة
  • ولأوروبا نصيب أيضا من ظاهرة ختان الإناث.. 600 ألف فتاة وسيدة عشن هذه التجربة المؤسفة