لجريدة عمان:
2024-07-03@18:34:17 GMT

جمال عبد الناصر.. سباقٌ مع الموت

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

بين السادس عشر والسابع والعشرين من سبتمبر عام 1970، نشب صراع دموي في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. فبعد أن فقد الأردن السيطرة على الضفة الغربية بعد احتلالها من قبل إسرائيل عام 1967، نقل الفدائيون الفلسطينيون قواعدهم إلى الأردن، وصعّدوا هجماتهم على إسرائيل والأراضي المحتلة، فتطور الأمر إلى معركة واسعة مع القوات الإسرائيلية في بلدة الكرامة الأردنية على طول الحدود مع الضفة الغربية، ممّا أدى إلى زيادة الدعم العربي للمقاتلين الفلسطينيين في الأردن؛ لكن مع نمو قوة منظمة التحرير في الأردن، بدأت المناوشات بين الجانبين بعدما اتهم الأردن منظمة التحرير الفلسطينية بأنها أصبحت دولة داخل الدولة، فنشبت مواجهات عنيفة بينهما، لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت عملية اختطاف خمس طائرات مدنية من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أجبرت ثلاثا منها على الهبوط في صحراء الزرقاء، وفجّرت الجبهة الطائرات مباشرة بعد إخلائها من مئات الركاب، واحتجزت العشرات كرهائن، فأمر الملك حسين الجيش الأردني بالتحرك، فحاصر المدن التي تتواجد بها منظمة التحرير بما في ذلك عمّان وإربد، وبدأ قصف الفدائيين الذين تمركزوا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات، وسقط في القتال نحو ثلاثة آلاف مقاتل فلسطيني وجندي أردني - حسب التقديرات الأردنية - بينما قدرت منظمة التحرير الفلسطينية عدد القتلى بعشرات الآلاف.

تحرك الزعيم جمال عبد الناصر لوضع حد لإراقة الدماء. وبعد عشرة أيام من القتال الدامي وُقّع اتفاق وقف إطلاق النار في القمة العربية التي عُقدت في القاهرة في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1970، وأطلق سراح آخر الرهائن الذين احتجزتهم الجبهة الشعبية بعد يومين، وكان هذا الاتفاق هو آخر ما أنجزه عبد الناصر قبل رحيله في الثامن والعشرين من سبتمبر.

في ذلك اليوم كنتُ في الثامنة من عمري، ولا أذكر تفاصيل أحداث «أيلول الأسود»، لكني أذكر تمامًا يوم الرحيل الحزين، ومظاهر الحزن التي عمت العالم، ومنها تلك القرية النائية التي كنا نعيش فيها شمال تنزانيا، حيث أقام العرب والمسلمون مجالس العزاء حزنًا على رحيل الرجل، الذي رأوا فيه الأمل.

روى الراحل محمد حسنين هيكل، وقائع الرحيل في كتابيه «عبد الناصر والعالم»، و «الطريق إلى رمضان»، وفيهما وصفٌ دقيق لتفاصيل ما حدث في اللحظات التي تلت مؤتمر القمّة الذي دعا إليه عبد الناصر، كما أنّ السيدة تحية كاظم حرم الرئيس روت اللحظات الأخيرة في كتابها «ذكرياتٌ معه»؛ ففي سبتمبر 1970، قَطَعَ عبد الناصر إجازته الطبية الإجبارية في مدينة مطروح، وعاد ليعمل على حقن الدماء العربية، فدعا إلى مؤتمر القمّة العربية، لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه. وظلّ عبد الناصر يُردِّد طوال يوميّ 27 و28 سبتمبر: «إننا في سباق مع الموت»، ولم يكن يُدرِك أنّ السباق مع الموت ليس بين الفلسطينيين والأردنيين فقط، وإنما كان بينه شخصيًا والموت؛ فقد سابق الرجل الموت فأنهى آخر مهمة في حياته، وهي حقن دماء العرب، بالتوقيع على اتفاق بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية ينهي القتال بينهما، بعد ماراثون طويل من المفاوضات، وقصة أقرب إلى قصص الأفلام، عن نقل عرفات من عمّان إلى القاهرة.

على أرض المطار، وبينما كان عبد الناصر ينتظر تحرّك طائرة الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت، شعر بألمٍ في صدره، وراح العَرَق يتصبَّب منه بغزارةٍ، فطلب سيارته إلى حيث كان يقف لأنه لا يستطيع أن يسير بنفسه إليها كما هي عادته. وفي السيارة طلب من سكرتيره محمد أحمد أن يُبلغ طبيبه الدكتور الصاوي حبيب بالحضور إلى البيت. كانت الأسرة كلها في انتظاره، وأحسوا أنه متعب، ولكنه وقف وسطهم دقيقة يتحدث فيها مع حفيديه هالة وجمال، ثم توجه إلى غرفة نومه، وارتدى بيجامة بيضاء مخططة بخطوط زرقاء، ودخل إلى سريره، ويجيء الدكتور الصاوي، ويشعر منذ أول لحظة أنّ هناك طارئا خطيرًا.. ويخرج من الغرفة ليتصل بمحمد أحمد، ويطلب منه استدعاء الطبيبين منصور فايز وزكي الرملي، ويعود إلى الغرفة، ليبدأ محاولاته لوقف الطارئ الخطر. كان تشخيصه على الفور أنّ هناك جلطة في الشريان الأمامي للقلب، وبما أنّ الجلطة السابقة في سبتمبر من العام الماضي قد أثرت في الشريان الخلفي، إذن فالموقف دقيق وحرج. ويصل الطبيب منصور فايز، وعند وصوله، تحس قرينة الرئيس أنّ هناك شيئًا غير عادي باعتبار منصور طبيب القلب الخاص للرئيس، كانت طوال الوقت واقفة تنتظر في قاعة الجلوس التي تجتمع فيها الأسرة، اقتربت منه - والقلق يشد ملامحها - لتقول له: «لا تؤاخذني، لا أقصد إساءة، ولكن مجيئك يقلقني، أنت تجيء عندما يكون هناك شيء غير عادي»، طمأنها ودخل الغرفة، وبعد قليل لحقه الدكتور زكي الرملي، وكان التشخيص واحدا، فيما كانت الإسعافات التي بدأها الدكتور الصاوي مستمرة، وكان الرئيس متنبهًا إلى كلّ ما يجري، وحوالي الساعة الخامسة، بدأ الأمل يقوى، إذ انتظم النبض وعادت ضربات القلب إلى طبيعتها، واستراح الأطباء، والتقطوا أنفاسهم وهم بجواره، وهو يراقبهم بابتسامة هادئة على شفتيه. كانت الساعة الخامسة إلا خمس دقائق بالضبط، وقال له الدكتور منصور: «الرئيس في حاجة إلى إجازة طويلة»، رد الرئيس: «كنت أريد أن أذهب إلى الجبهة قبل الإجازة، هل أستطيع أن أذهب وأرى «أولادنا» هناك قبل أيّ إجازة». قال الدكتور: «ذلك سوف يكون صعبًا».

همّ الرئيس من فراشه ومدّ يده إلى جهاز راديو بجانبه وفتحه، يريد أن يسمع نشرة أخبار الساعة الخامسة من إذاعة القاهرة. وبينما اللحن المميز لنشرة الأخبار من إذاعة القاهرة ينساب في الغرفة، ويبدد بعض الشيء جوها المشحون بالطارئ الخطر، خرج الدكتور منصور من الغرفة وطمأن زوجة الرئيس بأنه بخير؛ لكن في غرفة النوم، كان المشهد يتغير بسرعة لم تكن متوقعة. استمع الرئيس إلى مقدمة نشرة الأخبار ثم قال: «لم أجد فيها الخبر الذي كنتُ أتوقع أن أسمعه»، ولم يقل شيئًا عن الخبر، وتقدم منه الدكتور الصاوي قائلا: «ألا تستريح سيادتك.. إنك فتحت جهاز الراديو ثم قفلته ولا داعي لأيّ مجهود الآن». عاد الرئيس يتمدد تمامًا على فراشه، ويقول بالحرف: «لا يا صاوي... الحمد لله... دلوقت أنا استريحت»، ولم يفرغ الدكتور الصاوي من عبارة يقول فيها: «الحمد لله يا فندم...»، ونظرُه مركز على الرئيس، حتى وجده يغمض عينيه ثم وجد يده تنزل من فوق صدره، حيث كان وضعها، وتستقر بجواره. بعدها لم يشعر عبد الناصر بشيء.

يقول هيكل الذي روى اللحظات الأخيرة: «دخلت زوجة الرئيس إلى الغرفة المشحونة بالجلال والحزن.. لا يمكن لأحد أن يصف أحزانها المتوهجة كالجمر المشتعل، أمسكت يده تقبلها وتناديه، وسمعت أحد الباكين يقول: الرئيس.. الرئيس، والتفتت تقول: «لا تقولوا الرئيس، قولوا إنه جمال عبد الناصر وكفى. سيبقى بالنسبة لي وللناس كلهم جمال عبد الناصر»، ثم انحنت عليه تقبل يده مرة أخرى وهي تقول: «لم يكن لي في الدنيا سواه، ولا أريد في الدنيا غيره، ولا أطلب شيئا إلا أن أذهب إلى جواره حيث يكون». واستدار كلّ من في الغرفة خارجين، تاركين لها اللحظة الأخيرة وحدها معه. وعندما جاءت السيارة لنقل جثمانه إلى قصر القبة، كانت في وداعه حتى الباب، وكانت كلمتها المشبوبة باللهب الحزين والسيارة تمضي به: «حتى بعد أن مات أخذوه مني، لم يتركوه لي». سرى نبأ الوفاة المفاجئة كعاصفة برق ورعد وزلزال، فقالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عند سماعها الخبر: «من الذي أطلق هذه النكتة السخيفة»؟

لقد حقن عبد الناصر - في آخر عمل له في حياته - دماء الفلسطينيين والأردنيين، ونجح في الحفاظ على قوَّة منظمة التحرير الفلسطينية وضمان استمرار عملها، تجسيدًا لنضال الشعب الفلسطيني، لكن لم تمض سوى إحدى عشرة سنة من رحيله إلا وتشتت الفدائيون الفلسطينيون في المنافي العربية والصحاري المقفرة، بعد أن غزت إسرائيل لبنان عام 1982، والذين لا يُعرف مصيرهم الآن، لأنهم فقدوا من ناصرهم وأيدهم، وانتهت منظمة التحرير الفلسطينية.. وسكر القوم بخدعة السلام الزائف، فأصبح الكيان الإسرائيلي يسرح ويمرح في الوطن العربي، وما كان عيبًا أصبح شيئًا عاديًا، وتكالبت الأمم على الأمة العربية من كلّ حدب وصوب، فانهارت الدولة الوطنية في أكثر من قُطر عربي، والدور آت على الكل - وهذه حقيقة أقر بها العرب أم أنكروا - فيما سيطر المال على مقادير الأوطان، فكان سببًا في التدمير بدلا من التعمير.

ورغم مرور ثلاثة وخمسين عامًا على الحدث، إلا أنّ الأشراف من أبناء الأمة يستذكرون الزعيم جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله، ولو لم يكن له غير إيجابية حقن دماء العرب في ذلك اليوم لكفاه ذلك.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب «الطريق إلى القدس»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منظمة التحریر الفلسطینیة جمال عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

أصوات فلسطينية: البيت الفلسطيني يحتاج قيادة جديدة تحمي الأرض والشعب

لم يكن انعقاد ملتقى الحوار الفلسطيني الثاني في إسطنبول مطلع هذا الأسبوع حدثا عاديا، ليس من حيث التوقيت الذي يأتي بعد 9 أشهر من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة فقط، بل من حيث الروح الجديدة السارية بين المشاركين، وكذلك من خلال أهمية أوراق العمل والقضايا التي ناقشتها الجلسات على مدى يومين.

وتعالت أصوات المجتمعين بضرورة المقاومة ومساندتها ودعمها بوصفها الركيزة الأساسية التي ينبني عليها مشروع التحرير الفلسطيني، وحتمية إعادة بناء البيت الفلسطيني على أسس جديدة لا تستثني أحدا ولا ينفرد أحد بقرارها، وأن يكون ذلك عبر الحوار الوطني الذي يبدأ الآن دون أي تأخير.

شخصيات من مختلف الطيف الفلسطيني ناقشت بإسطنبول تداعيات معركة طوفان الأقصى (الجزيرة نت) المقاومة ضرورة

وعلى هامش الملتقى الذي نظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أجرت الجزيرة نت عددا من المقابلات مع أصوات متعددة تمثل الواقع الفلسطيني الراهن، وتعبر عما يتطلع إليه الشارع الفلسطيني.

يقول رئيس دائرة العلاقات الوطنية بالخارج في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) علي بركة إن القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى دخلت مرحلة جديدة عنوانها "المقاومة والتحرير والعودة والاستقلال".

ويشاركه هذه الرؤية رئيس العلاقات العربية والدولية في حركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا قائلا إن "الشعب الفلسطيني ومكوناته كلها مُجمع على خيار المقاومة ومساندة شعبنا في غزة والضفة ضد هذا العدوان الوحشي والهمجي والإجرامي".

ويعمق عطايا رؤيته لدور المقاومة الفلسطينية بأنها "الحاضرة في الميدان بقوة، وهي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني الذي أثبت جدارته وقدم التضحيات الجسام على طريق التحرير ومقاومة هذا العدوان في غزة والضفة، وعلى مستوى المقاتلين الذين يستبسلون في مواجهة هذا العدو وتوجيه ضربات موجعة له".

وفي ما يتعلق برؤية الفلسطينيين في الخارج، يرى الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني ماجد الزير أن بيئة سياسية محلية وإقليمية ودولية نشأت حول القضية الفلسطينية عقب طوفان الأقصى، وهي تفرض قواعد جديدة في التعامل مع مستقبل الشعب الفلسطيني بخلاف ما كان سابقا.

وتكمن أهمية رؤية الزير في أنه يشغل كذلك منصب النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وهو مشارك في كثير من الفعاليات الأوروبية التي تناصر القضية الفلسطينية وتتضامن مع قطاع غزة المحاصر في محنته الحالية.

إصلاح البيت الفلسطيني

ولا تقل إعادة بناء البيت الفلسطيني أهمية عن المقاومة وفعلها في التصدي للعدوان، إذ يرى الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني أن الكل الفلسطيني غير متردد اليوم في إعادة ترميم البيت الفلسطيني، وأن ذلك يمثل حاجة وطنية إستراتيجية، خاصة بعد نحو 9 أشهر من العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ومن أجل ذلك، فإنه ينبّه إلى وجوب استثمار الحراك العالمي والحالة السياسية والإعلامية والقانونية من أجل الدفع بإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية حتى تكون مظلة جامعة لكل كيانات الشعب الفلسطيني وفي الداخل والخارج، وتعتمد مبدأ الانتخابات ليخرج لنا مجلس وطني جديد وقيادة جديدة.

قيادة مسؤولة

ولا يبتعد عن هذه الرؤية السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم، إذ يقول إن "إعادة ترميم البيت الفلسطيني بحاجة إلى قيادة فلسطينية مسؤولة تتولى هذا الشأن من حيث إيجاد قيادة بديلة تتحمل مسؤولية حماية الأرض والشعب الفلسطينيْين وغزة التي تعاني ما تعانيه الآن".

ويشغل السفير حلوم حاليا رئيس لجنة العلاقات الدولية في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وكان سابقا عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح وفي منظمة التحرير.

ويرى الدبلوماسي السابق أن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني تحتاج إلى "ترك المجال لقيادات شابة، فنحن بلغنا من العمر عتيا، ودورنا جزء مكمل لدور شبابنا وأبنائنا، وجيلنا القادم لديه القدرة على مواجهة هذه الأحداث لو أننا أحسنا التصرف".

ويتساءل عطايا "هل البيت الفلسطيني اليوم قادر على استيعاب كل مكونات الشعب الفلسطيني أم أنه حكر على بعضها؟".

ويجيب بنفسه بأنه يجب "الإقرار بأن من أخذ البيت الفلسطيني إلى مشاريع التسوية والاستسلام مع العدو، أو من وقّع أوسلو وما زال يحافظ عليها، قد فشل وعليه أن يتخلى عن هذا المشروع ويذهب إلى خيار الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال". وأضاف "نأمل أن يستوعب الجميع أن المقاومة مهمة من أجل إعادة بناء البيت الفلسطيني بجميع مكوناته ولا يكون حكرا على جزء دون باقي المكونات".

أما رئيس دائرة العلاقات الوطنية بالخارج في حماس، فيشرح المتطلبات التي يجب أن تتوفر لإعادة بناء البيت الفلسطيني خاصة بعد مرحلة طوفان الأقصى، ومن ذلك:

أولا- الحوار الوطني الفلسطيني الشامل. ثانيا- تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يمثل الداخل والخارج. ثالثا- إجراء انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير ورئيس للمنظمة على أساس برنامج طوفان الأقصى الذي يقوم على المقاومة، لأن كل الخيارات فشلت في استعادة الحق الفلسطيني منذ أوسلو عام 1993. ملتقى الحوار الفلسطيني الثاني (الجزيرة) الحوار الفلسطيني

النقطة الثالثة التي أشار إليها المتحدثون -للجزيرة نت- تتعلق بضرورة الحوار الفلسطيني الفلسطيني وأهميته في بناء الدولة الفلسطينية في ظل الظرف الراهن الذي يحتم البدء فيه من الآن.

ولذلك يقول بركة إن حماس مستعدة الآن لأي حوار يعيد بناء البيت الفلسطيني على الأسس التي ذكرت في الأعلى، و"كنا تلقينا دعوة للذهاب يوم 23 من الشهر الجاري إلى الصين، لكن للأسف ألغى الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس هذا اللقاء، وهو يتحمل مسؤولية فشل الحوار الوطني الفلسطيني".

وأضاف القيادي في حماس أن "عباس يسيطر على منظمة التحرير ويغلق أبوابها أمام حماس والجهاد الإسلامي، لكن عليه أن يعلم أن طوفان الأقصى أكدت أن فصائل المقاومة هي الأساس، وهي التي تدافع عن الحقوق الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني، ولن تكون هناك منظمة تحرير ومصالحة من دون فصائل المقاومة".

ويرى الزير أنه في ظل انسداد الأفق حاليا، فإن الحوار الفلسطيني يتطلب إرادة صادقة، ويقع على القوى الشعبية وأبناء الشعب الفلسطيني مجهود مهم من أجل أن تكون هناك حالة ديمقراطية محلية وعالمية، وتكون هناك "انتخابات للجاليات مع اعتمادها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا".

ويشرح هذه الرؤية بأنها تقوم على "مبدأ استعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال بكافة الوسائل التي شرعتها القوانين الدولية" وأن "وحدة الأرض ووحدة القضية ووحدة الشعب ووحدة البرنامج هي الأساس في هذا".

تشكيل قيادة

من ناحيته، حيا السفير الفلسطيني السابق كل جهد يبذل من أجل الحوار الفلسطيني، وقال "علينا أن نعود إلى ضمائرنا، وبشكل خاص أولئك الذين لم يتحركوا وبيدهم صنع القرار، فعليهم أن يقوموا بواجبهم، وأن يتم تشكيل قيادة سريعا في إطار منظمة التحرير التي جردوها من ميثاقها القومي".

ويضاف حلوم أن "رئيس السلطة الحالي ألغى الميثاق القومي الفلسطيني الذي تنص المادة الأولى فيه على أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين". ويكمل "على السلطة الفلسطينية أن تعيد لمنظمة التحرير ميثاقها القومي وتبدأ في التنفيذ، لكنها غير قادرة على ذلك ولا تريد لأن مصيرها مرتبط بصمتها".

من يمنع الحوار؟

أما القيادي في حركة الجهاد فيرى "أن الحوار الفلسطيني موجود ومفتوح وليست هناك مشكلة في التواصل بين مكونات الشعب الفلسطيني، سواء في منظمة التحرير أو من فصائل المقاومة، وهذا الحوار مرّ بمسارات ومحطات عديدة آخرها كان في موسكو".

ولكن عطايا يستدرك بأنه "للأسف الشديد نحن نعتقد أن من يعيق الوصول إلى تفاهم فلسطيني هو الأميركي والصهيوني، فالفلسطينيون حريصون على وحدة موقفهم ووحدة صفهم، ولكن للأسف الشديد هناك ضغوط وأحيانا محاولات خبيثة لزيادة الشرخ الفلسطيني وزيادة الخلافات ومحاولة الوصول إلى صدام فلسطيني فلسطيني".

ويختم تصريحاته للجزيرة نت بأن "القيادة الفلسطينية وقيادة المقاومة واعيتان وتدركان أن الصدام الداخلي قاتل لكل الفلسطينيين وليس الحل، لذلك نحن حريصون دائما على أن يكون سلاحنا موجها للعدو الصهيوني، ويكون هدفنا موجها لإزالة الاحتلال وكسر هذا المشروع" لأن انكساره في فلسطين مؤشر على انكسار "سايكس بيكو" وهزيمة كل المشروع الاستعماري في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أصوات فلسطينية: البيت الفلسطيني يحتاج قيادة جديدة تحمي الأرض والشعب
  • استطلاع يكشف التوجه الديمقراطي بشأن انسحاب بايدن من سباق الرئاسة
  • بدء فعاليات دورة التأهيل للعمل بالسلك الجامعي ببني سويف
  • قصور الثقافة تناقش سبل تنمية الثقة بالنفس للأطفال ذوي الهمم
  • مهلة عامين للمغتربين الحاصلين على إجازة دون راتب
  • استراتيجية جديدة.. لماذا يرفض بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة؟
  • عاجل.. الموت يفجع عضو فريق واما "أحمد الشامي"
  • المبادرات الوطنية الفلسطينية: ما المطلوب؟
  • وكيل مديرية الصحة بالقليوبية يجري جولة مرورية بمستشفى أبو المنجا المركزي
  • تزايد الضغوط الإعلامية على بايدن للانسحاب من سباق الرئاسة