بعد ما يقرب من عامين من التوترات المتزايدة بين أوكرانيا وإسرائيل، التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر.

 

وكان حديثهما، الذي كاد طاقم نتنياهو أن يتسبب خلاله في حادث دبلوماسي من خلال إحضار خريطة من الحقبة السوفيتية لا تظهر أوكرانيا، أول لقاء وجهاً لوجه بين زعيمي البلدين منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي.

 

 

خلال هذه الفترة، تعرضت إسرائيل لانتقادات متزايدة من كييف بسبب رفضها المستمر لتزويدها بأنظمة الدفاع الجوي أو غيرها من المساعدات العسكرية.

 

وبينما وعد نتنياهو بأن بلاده ستواصل مساعدة أوكرانيا في المسائل الإنسانية، بما في ذلك التعامل مع الألغام المضادة للأفراد، فإن إعلانه كان أقل بكثير من مستوى الدعم الذي طلبه نظيره الأوكراني.

 

أظهر اجتماعهما أيضًا أنه لا يمكن فعل الكثير لتحقيق المواءمة بين البلدين.

 

لطالما اتهم النقاد أن سياسة نتنياهو الخارجية أعطت الأولوية للسياسة الواقعية على المخاوف الأخلاقية، خاصة تلك المتعلقة بحقوق الإنسان ومعاداة السامية وذكرى المحرقة.

 

بينما يعارض العديد من الإسرائيليين تسليح أوكرانيا، على الرغم من دعمهم بشكل عام لكييف، فإن سياسة نتنياهو الخارجية لا تحظى بشعبية كبيرة، حيث يعتقد الكثيرون أن رئيس الوزراء يضر بإسرائيل على المسرح العالمي على الرغم من النجاحات الأخيرة في تطبيع العلاقات مع العالم العربي.

 

على مدى الأشهر التسعة عشر الماضية من الحرب الشاملة، رفضت إسرائيل العديد من الدعوات الأوكرانية لإنشاء أنظمة مضادة للصواريخ مثل القبة الحديدية، قائلة إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضر بأمنها القومي ويمكن أن تعرض الطائفة اليهودية الكبيرة في روسيا للخطر، والتي واجهت ضغوطا رسمية لدعم الحرب.

 

أوضح الدكتور صموئيل بارناي، الأكاديمي في الجامعة العبرية وعضو مجلس إدارة المجلس الإسرائيلي للعلاقات الخارجية، أن "إسرائيل لديها أسباب للتصرف بهذه الطريقة". 

 

وقال: "هناك جالية يهودية كبيرة في روسيا، ونحن نعلم أن الروس يحاولون اللعب بهذه الورقة"، مستشهداً بتحركات الكرملين لإغلاق الوكالة اليهودية، المنظمة المسؤولة عن الهجرة إلى إسرائيل، وسط حملة ضخمة من نزوح اليهود من البلاد.

 

ومن المرجح أيضاً أن تكون إسرائيل مترددة في التورط أكثر من اللازم بسبب حقيقة أن انتقاد النزعة الانتقامية الروسية يمكن أن يؤدي إلى انتقاد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حتى لو حدث ذلك في ظل ظروف مختلفة ولا يمكن مقارنتها بشكل مباشر. 

 

متحدثًا شريطة عدم الكشف عن هويته، قال مصدر إسرائيلي مطلع لصحيفة "كييف إندبندنت" إن الوجود العسكري الروسي في سوريا هو المحرك الرئيسي لسياسة اسرائيل، مشيرًا إلى أن الجانبين أقاما "اتصالًا خاصًا" بعد نشر موسكو لقوات جوية عام 2015. 

 

كرر المصدر أيضا إصرار نتنياهو على أن الأسلحة الإسرائيلية المقدمة لأوكرانيا يمكن أن تنتهي في أيدي أعداء إسرائيل إذا تم الاستيلاء عليها في ساحة المعركة بسبب التعاون الروسي الإيراني المتزايد.

 

أضاف أن روسيا لا تزال لاعبا جديا في سوريا على الرغم من انسحاب بعض القوات، وقد قوبلت كلتا الحجتين بالسخرية في كييف.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: زيلينسكي أوكرانيا وإسرائيل نتنياهو

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تسعى لتقليص الرد الإسرائيلي على إيران.. نتنياهو توعد برد قاس

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه لا يؤيد شن هجوم على منشآت نووية إيرانية في أعقاب الضربات على الاحتلال.

وذكر بايدن للصحفيين، "سنناقش مع الإسرائيليين ما سيفعلونه، لكن دول مجموعة السبع نتفق على أن لديها الحق في الرد، ولكن يجب أن يكون متناسبا".

وأضاف بايدن أنه سيتم فرض المزيد من العقوبات على إيران، مشيرا إلى أنه سيتحدث قريبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.



من جانب آخر، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول أمريكي إن من بين خيارات الرد على طهران ضرب جماعات مدعومة من إيران أو توجيه ضربة لقوات الحرس الثوري باليمن أو سوريا.

كما نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى لتقليص حجم الرد الإسرائيلي بدلا من منعه بشكل كامل.

وأضاف المسؤولون أن غضب بايدن زاد مؤخرا مع تقلص تأثيره على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتحولت المكالمات بينهما لمشادات.

وعقب الهجوم الإيراني على الاحتلال أمس الثلاثاء، حذر الرئيس مسعود بزشكيان أنه "إذا ارتكب الصهاينة أي أخطاء، فسيتلقون ردا أقوى وأكثر تدميرا".

وكشف رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري عن أن الضربة استهدفت 3 قواعد جوية رئيسية ومقرا للموساد.

وقال إن من بينها قاعدة نفاتيم التي تضم مقاتلات "إف-35″، وقاعدة حتسريم التي قال إنها مسؤولة عن عملية اغتيال نصر الله، وأضاف أن الهجوم استهدف رادارات وتجمعا للدبابات وناقلات الجند في قطاع غزة.

وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الكابينيت قرر توجيه "رد قاس" إلى إيران. المجلس الوزاري المصغر اتخذ اتخاذ قرار بالرد على الهجوم الإيراني، وأشار مسؤولون سياسيون إلى أن الرد لن يؤدي إلى حرب إقليمية مع إيران.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المداولات لا تزال جارية لدى القيادة السياسية والأمنية حول طبيعة الرد الإسرائيلي المتوقع، مؤكدة أن "القرار لم يتخذ بعد".

ونقلت القناة عن مسؤولين سياسيين قولهم إن الرد "سيكون قاسيًا"، لكنهم شددوا على أن الضربة الإسرائيلية لن تؤدي إلى حرب إقليمية مع إيران.



وقالت القناة إن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبر أنه من غير المناسب القيام بعمليات في إيران بدافع "الانتقام"، بل ينبغي أن يتم الرد وفق خطة مدروسة.

وأفادت القناة بأنه كل من الولايات المتحدة وفرنسا والأردن ودول أخرى في المنطقة عمليت ضمن تحالف دفاعي إقليمي وساعدت إسرائيل في اعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تسعى لتقليص الرد الإسرائيلي على إيران.. نتنياهو توعد برد قاس
  • أستاذة قانون دولي: أمريكا والغرب يهاجمان روسيا بسبب أوكرانيا.. ويغضان الطرف عن جرائم إسرائيل
  • مجلس الحرب الإسرائيلي يقرر ردا صارما على إيران
  • الجيش الأوكراني يعلن سحب قواته من منطقة فوليدار الاستراتيجية على خط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا
  • روسيا تعلن السيطرة على بلدة جديدة في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا
  • الخارجية الهندية: نشعر بقلق عميق بسبب تصاعد الصراع الإسرائيلي
  • بسبب الحرب.. تباطؤ الاستثمارات بقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي
  • في الـ75 من عمره.. أمريكي يعترف بالقتال لصالح أوكرانيا ويواجه السجن في روسيا
  • روسيا تستهدف 11 موقعا أوكرانيا بالطائرات المسيرة.. وتسجل أعلى عدد من الهجمات في شهر واحد
  • بوتين يؤكد عزم روسيا على تحقيق أهدافها في أوكرانيا ويصف ضم المناطق الأربع بـ"الحدث المصيري"