كيف نضمن الرعاية الشاملة لمرضى السرطان؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
في إطار اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى الثاني بشأن التغطية الصحية الشاملة، والمنتظر قريبا، من المتوقع أن تتبنى حكومات العالَـم مجموعة جديدة من التعهدات التي تركز على التعجيل بتنفيذ التغطية الصحية الشاملة. ولن يكون أي حل مكتملا إذا لم يتناول صراحة خدمات السرطان الشاملة.
يتسبب السرطان في إحداث ما يقدر بنحو 10 ملايين وفاة كل عام.
عندما يبلغ مرض السرطان مراحل متأخرة، يجب أن يكون النطاق الكامل من العلاجات الجيدة ــ بما في ذلك الجراحة، والإشعاع، والعلاج الكيميائي ــ متاحا للجميع بتكلفة معقولة. وعندما يتعلق الأمر بالأمراض غير المعدية في عموم الأمر، من الممكن أن يعمل كل دولار مُـستَـثمَـر في التدخلات الفعّـالة من حيث التكلفة على توليد عائد يصل إلى 7 دولارات من خلال خفض تكاليف الرعاية الصحية وتحسين الإنتاجية. على الرغم من أهمية الوقاية والعلاج، فإن الرعاية الـمُـلَـطِّـفة ضرورية أيضا، فهي تخفف من المعاناة غير الضرورية التي يتحملها المرضى وأسرهم ومقدمو الرعاية، وتوفر خطط البقاء على قيد الحياة من أجل حياة موفورة الصحة.
في أعقاب الجائحة التي عطلت بدرجة كبيرة خدمات الرعاية التلطيفية، ومع ارتفاع أعداد الناجين من السرطان في مختلف أنحاء العالَـم، أصبحت الاستثمارات في كل من المجالين مطلوبة بشكل عاجل. تشكل الرعاية الشاملة لمرضى السرطان ضرورة أساسية لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية المرتبطة بالمساواة والعدالة الاجتماعية والصحة. وبالاستعانة بالقدر الكافي من الإرادة السياسية، يصبح من الممكن تحقيق الرعاية الشاملة.
في باكستان، تقدم شبكة مستشفيات شوكت خانوم للسرطان رعاية عالمية المستوى لمرضى السرطان. وتعمل مؤسسة ومركز الحسين للسرطان على توسيع نطاق رعاية مرضى السرطان والبحث العلمي في الأردن، كما تتعاون مع شركاء دوليين مثل مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال لتقديم الرعاية لمرضى من سوريا ولبنان.
لكن البلدان تواجه تحديات عديدة في دمج رعاية مرضى السرطان في خطط التغطية الصحية الشاملة. في كينيا، على سبيل المثال، ساعدت الجهود التعاونية التي تبذلها مجموعة من منظمات مكافحة السرطان في توسيع نطاق القدرة على الوصول إلى الخدمات وإزالة الحواجز المالية، لكن الوصول إلى سكان الريف يظل أمرا صعبا.
في إندونيسيا، عمل النظام الصحي اللامركزي على تحسين مستويات العدالة الصحية، لكن الفجوات تظل قائمة في الوقاية من السرطان والتشخيص المبكر. وحتى في تايلاند، التي أدمجت ستة من مجالات مكافحة السرطان ــ معلوماتية السرطان، والوقاية الأولية، والكشف المبكر، والعلاج، والرعاية التلطيفية، وأبحاث مكافحة السرطان ــ في مخطط التغطية الصحية الشاملة، تظل الحاجة قائمة إلى مبادرات معززة للتوعية العامة لضمان توظيف الخدمات ذات الصِـلة. مع ذلك، يسلط النموذج التايلاندي الضوء على الفوائد المحتملة في مجال الصحة العامة نتيجة لخطط التغطية الشاملة التي تشمل الرعاية الشاملة لمرضى السرطان.
إدراكا لهذه الإمكانية، يعمل الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، والذي يضم أكثر من 1150 عضوا في أكثر من 170 دولة ومنطقة، على نحو مستمر مع الحكومات وأصحاب المصلحة في مختلف أنحاء العالَـم لتطوير وتنفيذ استراتيجيات وطنية لمكافحة السرطان ودمجها في خطط التأمين الصحي الوطنية. تماما كما نعتبر الهدف بدون خطة محض أماني، فإن أي خطة تفتقر إلى موارد مخصصة لن يكون مصيرها إلا الإهمال.
ما لم تكن خدمات السرطان الأساسية مغطاة عن طريق خطط التأمين الصحي الأساسية، فسوف تظل بعيدة عن متناول أعداد كبيرة من أولئك الذين يحتاجون إليها أو قد لا يمكنهم تحمل تكاليفها. وحيثما يتوفر التأمين، يشكل فرض القيود على الإنفاق المباشر أهمية بالغة. كثيرا ما يصل مرضى السرطان إلى مستوى المبلغ القابل للخصم بعد وقت قصير من تشخيص مرضهم، وذلك نظرا للعدد الكبير من الاختبارات والإجراءات اللازمة. لكن العلاج يدوم غالبا لأشهر أو سنوات ويتضمن زيارات عديدة للأطباء، وإجراء الاختبارات، والعمليات الجراحية، والعلاج الإشعاعي، والأدوية، وغير ذلك من الخدمات.
من الأهمية بمكان أن تعكس أي استراتيجية وطنية لمكافحة السرطان فهما دقيقا لفعالية التكلفة والتي لا تشمل التكاليف الأولية فحسب، بل وأيضا تحقيق وفورات طويلة الأجل، بما في ذلك من خلال تحسين نوعية الحياة وزيادة الإنتاجية. يجب أن تتضمن أيضا الالتزام ليس فقط بمعالجة المرض في حد ذاته، بل وأيضا الخبرة الشاملة لكل فرد، والعزم الراسخ على هدم الحواجز المالية والثقافية التي تحول دون التشخيص والعلاج المبكرين. يقدم اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى فرصة نادرة لرفع مستوى رعاية مرضى السرطان على أجندة التغطية الصحية الشاملة العالمية. لهذا السبب، كان من الأنباء الطيبة أن يُـشار إلى مرض السرطان في مشروع القرار الذي سيصدره الاجتماع. ولكن لا يجوز للحكومات أن تتوقف عند مستوى التعهدات النبيلة والالتزامات الشفهية. الواقع أن التدابير الملموسة في تنفيذ التغطية الصحية الشاملة التي تتضمن خدمات السرطان العالية الجودة وتراعي الاحتياجات المتنوعة للسكان عبر مختلف الطبقات والمناطق الاقتصادية، هي وحدها الكفيلة بضمان عدم تحول رعاية مرضى السرطان إلى قطعة مفقودة في لغز الصحة العالمية.
سونالي جونسون رئيسة قسم المعرفة والدعوة في الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التغطیة الصحیة الشاملة الرعایة الشاملة لمکافحة السرطان لمرضى السرطان السرطان فی العال ـم
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يتفقد مركز الرعاية الصحية بسيجر وأعمال تطوير محيط السيد البدوي
أجرى اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية جولة ميدانية مفاجئة، شملت تفقد مركز الرعاية الصحية الأولية بمنطقة سيجر بمدينة طنطا، في إطار حرصه على متابعة كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين على أرض الواقع، والوقوف على مستوى أداء المنشآت الصحية الحيوية.
جهود محافظ الغربيةوخلال تفقده للمركز، شدد المحافظ على ضرورة تقديم خدمة صحية لائقة ومتطورة للمواطنين، موجّهًا بتوفير كافة المستلزمات الطبية والأدوية، وضمان تواجد الأطقم الطبية بانتظام، وتحسين بيئة العمل بما ينعكس مباشرة على جودة الرعاية الصحية المقدمة.
واستمع المحافظ إلى عدد من المواطنين داخل المركز، واطمأن على مدى رضاهم عن الخدمات، مؤكدًا أن صحة المواطن تمثل أولوية قصوى في خطط المحافظة، وأن الارتقاء بالمنظومة الصحية على رأس جدول أعمال الجهاز التنفيذي.
دعم الأسر والعائلاتوأكد اللواء أشرف الجندي أن مراكز الرعاية الصحية الأولية تُعد خط الدفاع الأول في المنظومة الطبية، ويجب دعمها باستمرار لتأدية دورها بكفاءة، مشيرًا إلى أن المحافظة لن تتهاون في متابعة الأداء داخل كافة المرافق الخدمية، وأن الجولات المفاجئة مستمرة لتحقيق الرقابة الميدانية الفعلية.
جولة ميدانيةوعقب تفقده لمركز سيجر، انتقل محافظ الغربية إلى محيط مسجد السيد البدوي، لمتابعة أعمال التطوير الجارية ضمن خطة التنسيق الحضاري وإعادة تنظيم المنطقة كأحد أهم المقاصد الدينية والثقافية في دلتا مصر.
واطلع المحافظ على نسب التنفيذ، ووجه بالإسراع في تنفيذ الأكشاك الموحدة، ورفع كفاءة الأرصفة والمرافق، وتحسين الصورة البصرية بما يتماشى مع مكانة المسجد التاريخية.
وأوضح المحافظ أن تطوير محيط مسجد السيد البدوي يجري ضمن خطة شاملة تهدف إلى تنظيم الحركة التجارية، وتقديم بيئة حضارية للزوار، إلى جانب تعزيز الجانب الجمالي للمنطقة، بما يعكس وجه طنطا الحقيقي كمدينة تراثية وروحية ذات طابع خاص.
وفي ختام الجولة، شدد اللواء الجندي على أن محافظة الغربية تتحرك وفق رؤية متكاملة لتحسين جودة حياة المواطن، تقوم على تطوير الخدمات الحيوية، ورفع كفاءة المنشآت، وتعزيز الاستجابة الميدانية لكافة احتياجات الشارع الغربي، تحقيقًا لمبدأ “خدمة المواطن أولاً.