بوابة الوفد:
2025-03-12@17:48:13 GMT

التعليم التعليم التعليم

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

النهايات قادمات. سرى النبأ فى ربوع القاهرة، ولاكه الناس فى كل مكان، من جامع لجامع، ومن حارة لحارة، ومن مقهى لمقهى.

«فى الجمعة القادمة سينتهى كل شيء؛ الأرض ومن عليها، الضيع والقصور والأكواخ والأسواق، المباهج والمواجع، فالقيامة ستقوم».

كان ذلك فى شهر ذى الحجة سنة 1147 هجرى، وهو يوافق مايو سنة 1755 ميلادية، وكانت مصر وقتها ولاية عثمانية، واليها هو عثمان الحلبى، والحكاية قصها لنا بتفاصيلها المؤرخ الجميل عبدالرحمن الجبرتى فى «عجائب الآثار والتراجم والأخبار».

لا أحد يعرف أصل الشائعة، ومَن أطلقها، ولِم، وكيف، لكن بسهولة عمت الشائعة مصر المحروسة، وآمن بها الناس لدرجة أن الرجال والنساء والأطفال خرجوا إلى الميادين والمتنزهات والغيطان ينظرون نحو المناظر الخلابة وهم يرددون: «دعونا نودع الدنيا». وفى الجيزة وقف الناس أمام النيل، وتوضأوا، ثم صلوا صلاة التوبة، واستغفروا الله موقنين أنها نهاية كل شيء.

والغريب كما يحكى «الجبرتي» أن بعض العقلاء قاموا فى الناس يخطبون ويخبرونهم أن هذا الكلام كذب لأنه لا يعرف موعد القيامة سوى الله، لكن الناس كانوا يشيحون وجوههم ويتركونهم مرددين «بقى لنا يومان».

والأغرب أن كثيرًا من اللاهين لم يرتدعوا، وذهبوا إلى الخمارات، وبيوت البغاء، وطلبوا الشراب ليشبعوا من دنياهم. ولما مر اليوم المنتظر دون أن يحدث شىء، ابتكر العامة الحل المرُضى، مرددين أن الشيخ الصوفى أحمد البدوى تشفع لدى الله ليؤجل يوم القيامة، وقبل الله شفاعته.

كانت هذه هى عقلية العوام التى تستعذب الغرائب، وتتقبل الترهات، وهى العقلية التى جعلت نابليون بونابرت بعد نصف قرن يدخل القاهرة منتصرا فى بضع ساعات، وهى التى دفعت المصريين إلى اختيار داهية أجنبى لحكمهم بعد جلاء الفرنسيين، دون أن يفكر أحدهم فى طرح اسم أى من أبناء الوطن للحكم.

ورغم أن مشروع محمد على قدم بعض منجزات الحداثة للمصريين، غير أنه لم يهتم بتغيير العقلية المنغلقة الاتكالية الملتحفة بالمعجزات والخيالات، والمناقضة للعلم الحديث، فانهزم المصريون بعد سبعة عقود تالية فى أول مواجهة مع قوة أجنبية، وانشغل المصريون عندما علموا بوصول الأسطول البريطانى إلى سواحل الإسكندرية بقراءة صحيح البخارى.

ومع وثبات ومقاربات لحكام الوطن فى عدة أزمنة، لم تتبدل العقلية العامة للناس، وبقيت الثقافة عند حدودها الدنيا. لا بحث علمى سليم، لا آداب للحوار، لا إيمان بالمنطق والعقل، ولا نظرة موضوعية للأمور، والكل قبض الريح كما يقولون.

من هُنا أتصور أن المشروع الأولى، والأهم، والأعجل الذى لا يجب على حاكم مصر القادم التفريط فيه هو تغيير العقلية القروسطية، البليدة الساكنة والناعسة. لو كنت مكانه وهذا حُلم خيالى لأنفقت كل ما لدينا من موارد على التعليم. التعليم التعليم التعليم ولا شىء آخر. التعليم قبل الطرق، والكبارى، والجسور، والقطارات، والمُدن الجديدة، وقبل المشروعات العملاقة، قبل كل شىء.

ليس أسوأ من اللافهم، اللاكتراث واللا أمل، النوم فى العسل أو حتى فى الوحل، النوم عن الحياة، العلم، القراءة، البحث، التفكير، التأمل.

إن الأدمغة المنغلقة تتكلم ولا ترى، تُكرر ولا تتدبر، تُجيب ولا تتساءل، تُصدق كل ما يُقال حتى لو كان متناقضًا. تستهلك وتساير وتنافق وتُمالىء وتصفق، وتُفسد كل مُنجز.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التعليم التعليم التعليم الأرض مصر المحروسة

إقرأ أيضاً:

البعض يُفسد على نفسه الشهر الفضيل باللهو ومتابعة المواد التلفزيونية الهابطة

 

تعد البرامج المختلفة احد النماذج التي تهدم النفوس وتضيع الأوقات في شتى المجالات وتختلف البرامج والأجهزة الإلكترونية التي تمسخ الناس عن ذكر الله وتضيع بسببها الأوقات في رمضان وهنا نقول الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك.. ففي كل عام تقدم القنوات كماً كبيراً من المسلسلات والمسابقات اغلبها هابطة بينما ينبغي على المرء أن يستغل أوقات الشهر الفضيل لذكر الله والاستغفار وتلاوة القرآن.

استطلاع/ رجاء محمد الخلقي

– تفكير شيطاني-
البرامج التي تبث في أوقات رمضان تعد برامج شيطانية تمنع الناس من الصلاة وذكر الله كثيرا هذا ما قالته أم محمد احمد ربة بيت من مديرية شعوب
وأضافت: القنوات جميعها تعلن عن قدوم حلقة كذا وبرنامج كذا ومسابقه كذا فأين موقع ذكر الله في هذه الحالة.. لقد اُنزل القرآن في رمضان وليلة القدر في رمضان وهي أعظم ليلة للناس وخير من الف شهر، فأماني اليهود والنصارى هو الإفساد وان يكفروا الناس ويلهوهم عن ذكر الله وهذا بعدهم..
– أم مثالية –
إما أم احمد غيلان فقد استاءت من هذه الأجيال والتي تقضي أوقاتها في مشاهدة البرامج الرمضانية والتي لا تنتهي حتى النوم وبعدها سحور ونوم واليوم التالي نفس الخطوات، فتقول:- بالنسبة للبرامج منعت أولادي من مشاهدة المسلسلات لأنها تلهيهم وتخرجهم لعالم أخر فرمضان شهر خير ومبارك وفيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار حتى صلاتهم لا أحسها بخشوع وإنما بسرعة فائقة وشاردين في هذه المسلسلات الماسخة والتي لا نخلص منها حتى نهاية رمضان.. وهنا أوجه لكل أم أن تمنع أولادها من هذا المسخ، فالمشاهدة لا تفوتهم ابدا وسيعاد كل ما يشاهدونه أما رمضان فلن يعود إلا بعد عام، لابد من استغلال الشهر بكل ما نمتلك من قوة وتفكير ووقت فأولادنا أمانة في أعناقنا..
– رحمة الله بعبده-
الأستاذة حنان سمير – أخصائية اجتماعية تقول: في هذا الشهر الكريم تعمل قنوات ومسلسلات على إغواء الناس عن طاعة الله وذكره وقراءة قرآنه.. وأضافت بالقول:- الكثير من الناس ينتظرون هذه المسلسلات بشغف وينسوا ذكر الله.
وتضيف: في هذا الشهر أنزل القرآن وهو خير من الف شهر وأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار…
وتتابع: شهر رمضان المبارك ، يفتح الله فيه أبواب الخير، ويغلق فيه أبواب الشر، ويصفد فيه المردة والشياطين، ويقال فيه لباغي الخير أقبل، ولباغي الشر أقصر، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، وتستجاب فيه الدعوات، وتمحى فيه السيئات، ويتجاوز الله فيه عن العظائم، ولله في كل يوم منه عتقاء من النار.
أما الأستاذة سمية غالب “مدرسة إسلامية” تُؤكد بأن التلفزيون والإلكترونيات بشكل عام مسخ للبشر ولابد من الابتعاد منها خاصة خلال شهر رمضان.
وتضيف بقولها:- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مستفيض بين عامة المسلمين وخاصتهم.
فعلى المؤمن الذي يرجو الله والدار الآخرة أن يستغل أوقات هذا الشهر المبارك في طاعة الله تعالى، وأن يتفرغ لذلك قدر استطاعته، فالكيّس الحاذق يتحين الفرص، ويتربص الموسم حتى لا يخسر في مواطن الربح.
وإن أفضل الوسائل لاستغلال الوقت فيما يعود على المرء بالنفع في دنياه وأخراه في هذا الموسم العظيم:
1 – الاستعانة بالله -سبحانه وتعالى- وحده، وصدق التوجه إليه، وتجديد التوبة النصوح إليه -سبحانه وتعالى-.
2 – إمعان النظر في حديث الله تعالى في كتابه العزيز عن هذا الشهر المبارك، وعن العبادة التي شرعها فيه، وما خصه الله تعالى به من الفضائل، مما يدل دلالة جلية على عظم قدره عنده سبحانه وتعالى وعلو شأنه، فقد اختاره طرفاً لإنزال القرآن، وحصول الأحداث العظام التي غيرت وجه التاريخ، كواقعة بدر الكبرى، والفتح الأكبر فتح مكة…
3 – إمعان النظر فيما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الفضائل لهذا الشهر المبارك، وكثرة ما رغب في الأعمال الصالحات فيه.
4 – إمعان النظر في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه، وهدى صحابته والسلف الصالح بعدهم -رضوان الله على الجميع-، ففي ذلك شحذ للهمم، واستنهاض للعزائم، واستثارة لكوامن الخير في المسلم.
5 – إعداد العدة له قبل دخوله، والتفرغ له مما لا بد منه من شؤون الحياة الضرورية.
6- تنظيم الوقت وتقسيمه تقسيماً دقيقاً محكماً بحيث يجعل جزءاً منه لتدبير شؤون معاشه التي لا بد له منها، وجزءاً آخر لأوراده اليومية وأذكاره الصباحية والمسائية، فإن ذلك مما يحفظ على المرء وقته بإذن الله تعالى, وجزءاً منه لنوافل عبادته الأخرى من صلاة وذكر ودعاء وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجزءاً أكبر من وقته لتلاوة كتاب الله تعالى وتدبر معانيه، فإن بين هذا الشهر وبين القرآن علاقة وارتباطاً قوياً ففي هذا الشهر أنزل القرآن، كما يلحظ ذلك في حديث القرآن عن شهر رمضان المبارك.

مقالات مشابهة

  • هشام عبد العزيز: الإسلام يضع منهجًا متكاملًا للأخلاق والمعاملات بين الناس
  • نصيحة ذهبية للشباب المقبل على الارتباط: متضيعش شقى عمر الناس
  • البراءة لموظف “مجنون” ببلدية أولاد جلال من التزوير ووضعه إجباريا بمستشفى الأمراض العقلية
  • «دار الإفتاء»: من صام ولم يصلِّ فقد أدى فرض الصوم
  • أحمد عمر هاشم: الرسول ﷺ نموذج في الوفاء والتقدير لزوجته خديجة
  • البعض يُفسد على نفسه الشهر الفضيل باللهو ومتابعة المواد التلفزيونية الهابطة
  • (نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد 1446هـ
  • نص المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1446هـ
  • الشيخ نعيم قاسم: مقاومة الشعب متجذرة ولن تُهزم
  • المفتي يوضح حكم التوسل بالأولياء والصالحين «فيديو»