بوابة الوفد:
2025-02-16@22:27:58 GMT

شر البلية ما يُضحك

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

أعظم كوميديا تُفجر الضحك لدى الناس، تلك التى تخلو من أى انفعال، ويجد المتفرج نفسه أمام ضعفه وجهًا لوجه، فلا سبيل أمامه فى هذه الحالة إلا الضحك على نفسه.

 ولأن الإنسان لديه العديد من مواطن الضعف التى يعلمها والتى لا يعلمها، لذلك يجد المؤلف والممثل منجمًا من الأفكار التى يُضحك فيها الناس على أنفسهم. 

الأمر الذى يؤكد أن أكبر الضحكات نابعة من العجز الإنسانى.

ويقدم هذا فى العادة بكثير من العبارات الخشنة، رغم ذلك يستمر المتفرج فى الضحك، ولا يحس أن هذا الذى يقدم له ليس نصًا كوميديًا رغم ظاهره، إنما هو نص جاد وجاد جدًا. الهدف من ورائه الكشف عن العجز الإنسانى الذى يحاول أن يخفيه عن الناس وعن نفسه، رغم أن هذا العجز ليس شخصيًا إنما هو فى الحقيقة مرض مجتمع.

 وهو للأسف أسلوب حياة يحاول الإنسان فيها الموازنة بين المأمول والمتاح، ولأن المتاح سهل لا يبحث عن الحلم، حتى أصبحنا على هذه الحالة التى وصلنا إليها. ويقول المثل فى هذا «شر البلية ما يُضحك» أى أن كثيرًا من المواقف تُثير فينا مشاعر الأسى والعجز فلا تنطلق بسببها الصراخ والآهات إنما ينطلق مكانها الضحك.

لم نقصد أحدًا!

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

"الأسبوع".. مشوار العمر

منذ أيام جمعني لقاء مع مجموعة من الزملاء الصحفيين، وكان الحديث عن هموم المهنة والجدل الدائر فى نقابة الصحفيين حول انتخابات التجديد النصفي للمجلس، وعلى منصب النقيب، وتطرق الحوار إلى أوضاع المؤسسات المختلفة، سألتني زميلة عن "الأسبوع"، فأجبتها بأن هذا المكان اقترن بمشوار عمري المهني، وفيه أشعر بالارتياح فى العمل، وأن مقر الجريدة يشبه بيتى فى ذلك الشعور الذى يتسرب إلى النفس بالسكينة والاطمئنان والرغبة فى العطاء.

قبل أن تصدر "الأسبوع" كنت قد عملت مع الأستاذين مصطفى ومحمود بكري فى صحيفة حزبية صادرة عن حزب مصر الفتاة، وكانت تجربة ثرية بكل المعاني استمرت لفترة لا تزيد عن عامين، هذه البداية كانت محفزًا على الاستمرار فى "الأسبوع"، التى بدأت قوية منذ عددها الأول فى 17 فبراير عام 1997م، وكانت تحقق انتشارًا متزايدًا على مر السنين، كنا مجموعة من الشباب المتقاربة أعمارهم حديثي التخرج، وكان الحلم بالانتماء إلى نقابة الصحفيين يراودنا طوال الوقت، لم يكن الأمر سهلاً، حيث استمر زملاء فى صحف قومية سنوات اقتربت من العشر قبل أن يصدر قرار بتعيينهم، لذا كان صدور قرار بتعيين دفعات من شباب الصحفيين فى صحيفة "الأسبوع" بمثابة حلم طال انتظاره.

العمل بالصحافة يحتاج إلى المثابرة والجهد والتصميم والإرادة، ومن دون كل ذلك لا يمكن الاستمرار فى مهنة يسمونها مهنة البحث عن المتاعب، شخصيًا اخترت العمل فى تلك المهنة التى أدركت صعوبتها، وكان يمكن التحول نحو مجالات أخرى متعددة تتناسب مع دراستي فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولكن بعد كل هذه السنوات الطوال لم يساورني الشك، ولا الندم على اختيار الطريق.

أتاح العمل فى "الأسبوع" ظروفًا ملائمة وخاصة لى وللزميلات للتوفيق بين مسئولياتنا الأسرية والعمل، فقد كان، ومازال، هناك تفهم للظروف الخاصة، والتى يمكن أن تحول دون ممارسة العمل، أو تنفيذ الموضوعات الصحفية، ويستمر هذا التفهم إلى أن تمر بسلام.

فى كل المناسبات الاجتماعية لكل أسر الزملاء والزميلات تجد تواجدًا يعكس حالة من المودة والتواصل الإنساني، ولا يغفل الأستاذ مصطفى بكري الذى يعاملنا بمشاعر الأخ الأكبر، وكذلك الأستاذ محمود بكري، رحمه الله، أيًا من تلك المناسبات حتى لو تكبدوا مشقة السفر خاصة فى العزاء، وكذلك جميع الزملاء، فالواجب الإنساني لا يتأخر عنه أحد، كما أن حالة التلاحم ومؤازرة أى زميل يمر بمحنة مرض، أو ظرف اجتماعي، هى أهم ما يميز الروح الموجودة فى "الأسبوع".

البيت الكبير، أو بيت العيلة يجمع أبناء الأخوال والأعمام، بحكم صلة الرحم وليس أقواها من صلة، ونحن فى "الأسبوع" تجمعنا سنوات امتدت لـ28 عامًا تقاسمنا فيها أوقاتًا حلوة وأخرى صعبة، وواجهنا فيها صعوبات، وحققنا فى المقابل نجاحات، وجمعنا مكان نستشعر فيه أننا جميعًا أخوة تربطنا علاقات إنسانية غزلت بخيوط عشرة الأيام والسنين.

خلال الاحتفال الذى أقامته الجريدة قبل ثلاث سنوات بمناسبة مرور 25 عامًا على صدور العدد الأول، تمت دعوة كل الزملاء الذين بدأوا فى "الأسبوع"، وانتقلوا للعمل فى مؤسسات صحفية أخرى، وهو أمر عكس حالة من الحنين لكل الذكريات الجميلة التى جمعت كل العاملين.

هذه كلمات كنت كتبتها من قبل فى احتفالية 25 عامًا أعدت صياغتها بتصرف، ولم أجد تعبيرًا أفضل منها عن الامتنان للمكان الذى قضيت فيه "مشوار العمر".. كل عام وجريدتنا الغراء عنوان كبير فى بلاط صاحبة الجلالة.

مقالات مشابهة

  • موريس بيرل مؤلف كتاب «ادفعوا للناس»: أحب كوني مليونيرا ثريا لكني أطمع في بلاد فيها إحساس بالإنصاف.. تزدهر فيها الأعمال الجيدة
  • "الأسبوع".. مشوار العمر
  • غاز الضحك يغزو المغرب ويثير الجدل بعد وفاة مراهقة
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
  • مكي «الجريء» (بروفايل)
  • «الغاوي».. أكشن ودراما شعبية في حواري الجمالية (ملف خاص)
  • نيجيريا تخصص مبالغ لسد العجز جراء تجميد المساعدات الأميركية
  • محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!
  • الحديث عن على قاقارين لاينتهى
  • التجارة الدولية تتغذى من العجز التجاري الأمريكي