رغم أنه لا اختلاف على استحقاق أحمد شوقى للقب أمير الشعراء، إلا أن ظنى أن الرجل ما كان له أن يبلغ تلك المكانة بدون تلك القصائد الرائعة التى تشرفت كلماتها بمدح نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، تلك الكلمات التى ازدهرت بها أيضًا الحنجرة الذهبية للست أم كلثوم والتى أيضًا رغم عدم الاختلاف عليها إلا أننى لا أعتقد أنها تجلت وتألقت بمثل هذا الأداء الذى قدمته فى ولد الهدى وفى سلوا قلبى.
ولأن البشرية كلها تحتفل هذه الأيام بمولد خير الأنام فدعونا نردد مع الست وشوقي:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
ما أروعه من وصف وما أبلغه من تعبير ذلك الذى استخدمه شوقى، نعم، بميلاد سيدنا محمد أنار الكون كله بنوره الوضّاء. لو المساحة تسمح لكنت قد نشرت القصيدة كلها، فلا تعليق يقال فى مثل تلك المناسبة أفضل من مدح شوقى للرسول. تأمله فى سلوا قلبى وهو يقول:
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدرى بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِى اِنتِسابا
فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا
مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا
سَأَلتُ اللَهَ فى أَبناءِ دينى فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لى أَجابا
وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا
كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِم أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا
وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نورًا وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُم حِجابا
ولأن الشعر من أبلغ الطرق التى عبر بها الشعراء عن حبهم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) اخترت لكم قصديتين واحدة بالفصحى وأخرى بالعامية عبر فيها الشاعران عن مشاعرهما الفياضة فى تلك المناسبة العطرة، أما الفصحى فهى لشاعر الدقهلية الكبير رجب الصاوى الشهير بمحمد الصاوى ويقول فيها:
يا خير خلق الله يا نور الأنام
يا شافعا للخلق فى يوم الزحام
هذا ربيع قد أطل هلاله
فأنار كونًا قد كساه ظلام
شهر أطل على الوجود بنوره
بمحمد للعالمين إمام
حمل البشائر للبرية كلها
غسل العقول وحطم الأصنام
فوضعت قانونًا نسير بهديه
حتى نكون بمأمن وسلام
صلى عليك الله يا خير الورى
مادامت الدنيا، وما دام الوئام
أما العامية فهى لشاعر الأقصر الكبير حسن يوسف القاضى ويقول فيها:
مولد نبينا محمد رسولنا.. سيد البشر
ربيع يهل علينا.. والنور علينا ظهر
محمد نبينا هدينا والوجه زى القمر
سنة محمد لآلئ.. جواهر معاها درر
سيرته دى فيها دروس.. ولينا فيها العبر
فيها معانى المحبة.. لجميع صنوف البشر
الكل يحبه بشدة.. والكل بيه افتخر
محمد نبينا دا رحمة.. وهو نبى البشر
أما النثر فلم أجد أبلغ من كلمات الكاتبة العربية إيمان المشاقبة والتى تقول فيها:
بمولدك يا رسول الله ألف صلاة والسلام عليك، يا من نظمت الحياة بأسرها من الطهارات والصلوات والزكوات والصيام والحج والعمرة، والمعاملات، والعلاقات حتى أحكام ما بعد الموت من وصايا ومواريث فى ثلاثة وعشرين عامًا، ودللت البشرية على نقاء الإيمانيات، وأرشدتها إلى سمو الأخلاقيات، وجمع الله -تبارك وتعالى- لك الفضائل والشمائل. يا صدق الصدق، يا أمين الأمانة، يا شفيع الخلائق يوم القيامة، سلام عليك يوم ولدت ويوم بعثت، ويوم هاجرت، ويوم انتصرت، ويوم بلغت وهديت، ويوم انتقلت فى أعلى عليين. يا رسول الله بمولدك الكريم نتذكر ما تعلمنا منك عفة اللسان والصبر والأخلاق الفاضلة، فقد ابتليت فصبرت، لقد كذبك قومك واتهموك بسيل من الافتراءات والأكاذيب فصبرت وقلت «اذهبوا فأنتم الطلقاء» سنصبر على كل ما ابتلينا به، ونحن على دربك سائرون. سنقول لمن أساء إلينا: اللهم اهدِ قومى فإنهم لا يعلمون.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طلة أحمد شوقي أمير الشعراء
إقرأ أيضاً:
الشيباني: سوريا لن تمثل تهديدا لأي دولة بما فيها إسرائيل
جدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني٬ التأكيد على أن دمشق لا تشكل تهديداً لأي دولة، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف الشيباني الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا بأنها تهديد مباشر للاستقرار، تقوّض جهود إعادة الإعمار، وتقف عقبة أمام إحلال السلام.
وطالب مجلس الأمن بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي السورية، مجدداً التأكيد على أن سوريا لا تشكل تهديداً لأي دولة، بما في ذلك دولة الاحتلال.
في سياق آخر، قال خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي إن رفع العلم السوري الجديد أمام مبنى الأمم المتحدة لم يكن سوى ثمرة لتضحيات جسام قدمها الشعب السوري في سبيل نيل حريته، معتبراً أن هذه اللحظة تجسّد انتصار إرادة الشعوب، وتُتوَّج مسيرة الثورة السورية نحو الحرية والكرامة.
وأكد الشيباني، أن حضوره في هذا المحفل الدولي يمثل سوريا الجديدة، التي تسعى إلى ترسيخ السلام وتحقيق العدالة لكل من تضرر من ممارسات النظام السابق.
وأضاف أن الحكومة الحالية منحت للمرة الأولى المنظمات الدولية الكبرى حق الوصول إلى الأراضي السورية، وهو ما كان مرفوضاً في عهد النظام البائد.
وفي خطوة رمزية، أشار الوزير إلى أن الطائرات السورية، التي كانت في السابق تُلقي البراميل المتفجرة، باتت اليوم تُنثر الزهور، في إشارة إلى التغيير الجذري في المشهد السوري.
كما شدد على أن الحكومة المؤقتة نجحت في التصدي لتفشي المخدرات، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، وتوحيد الفصائل العسكرية، منهية بذلك مرحلة الانقسام والتشرذم.
وكشف الشيباني عن نية الحكومة الإعلان قريباً عن تشكيل هيئتين: إحداهما للعدالة الانتقالية والأخرى للمفقودين، ضمن مساعي ترسيخ المصالحة وكشف مصير الضحايا.
وأشار إلى عودة بعض اليهود السوريين إلى وطنهم، للمرة الأولى منذ عقود، وتفقدهم لمعابدهم، في رسالة تؤكد تنوع المجتمع السوري، ورفضه لمفاهيم التقسيم الطائفي.
وحذر الوزير من الأثر الخانق للعقوبات الاقتصادية، مؤكداً أن استمرارها يعيق دخول رؤوس الأموال والخبرات، ويدفع البلاد إلى الاعتماد على المساعدات، ويعزز ازدهار شبكات الاقتصاد غير المشروع.
ودعا إلى رفع هذه العقوبات، باعتبارها خطوة ضرورية لتحفيز التنمية، وتحويل سوريا إلى شريك فاعل في الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي.
وفي ختام تصريحاته، شدد الشيباني على أن سوريا فتحت أبوابها للتعاون الإقليمي والدولي، وقدّمت الأمل لشعبها في العودة وبناء مستقبل مستقر، إلا أن استمرار العقوبات يظل التحدي الأكبر أمام تحقيق هذه الأهداف.
وفي تصريحاته للصحافة عقب رفع العلم السوري الجديد خارج مبنى الأمم المتحدة، قال الشيباني: "أقف اليوم باسم الجمهورية العربية السورية، في لحظة تفيض بالكرامة والعزة، لأرفع علمنا الجديد في هذا الصرح الأممي للمرة الأولى، بعد أن طوينا صفحة مؤلمة من تاريخ وطننا"، مضيفاً أن هذه الخطوة ستعزّز من مكانة سوريا الجديدة داخل المؤسسات الدولية.
وقد رافق لحظة رفع العلم حضور عدد من السوريين المقيمين في نيويورك الذين هتفوا ابتهاجاً بهذه الخطوة، رافعين علم الاستقلال السوري المكون من ألوان الأخضر والأبيض والأسود وثلاث نجمات حمراء، وهو العلم الذي اعتمد لأول مرة عام 1932 خلال فترة مقاومة الاحتلال الفرنسي، وظل معتمداً حتى ما بعد الاستقلال في عام 1946.
وشارك الشيباني، بصفته الرسمية، في جلسة مجلس الأمن إلى جانب الدول الأعضاء، بالإضافة إلى حضور المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون.
في لحظة تاريخية، وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني يرفع علم الجمهورية العربية السورية في مقر #الأمم_المتحدة. pic.twitter.com/NnfItKpvuM — وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) April 25, 2025