بوابة الوفد:
2024-07-09@18:27:51 GMT

وُلِـدَ الـهُـدى

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

رغم أنه لا اختلاف على استحقاق أحمد شوقى للقب أمير الشعراء، إلا أن ظنى أن الرجل ما كان له أن يبلغ تلك المكانة بدون تلك القصائد الرائعة التى تشرفت كلماتها بمدح نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، تلك الكلمات التى ازدهرت بها أيضًا الحنجرة الذهبية للست أم كلثوم والتى أيضًا رغم عدم الاختلاف عليها إلا أننى لا أعتقد أنها تجلت وتألقت بمثل هذا الأداء الذى قدمته فى ولد الهدى وفى سلوا قلبى.

ولأن البشرية كلها تحتفل هذه الأيام بمولد خير الأنام فدعونا نردد مع الست وشوقي:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

 الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

ما أروعه من وصف وما أبلغه من تعبير ذلك الذى استخدمه شوقى، نعم، بميلاد سيدنا محمد أنار الكون كله بنوره الوضّاء. لو المساحة تسمح لكنت قد نشرت القصيدة كلها، فلا تعليق يقال فى مثل تلك المناسبة أفضل من مدح شوقى للرسول. تأمله فى سلوا قلبى وهو يقول:

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدرى بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِى اِنتِسابا

 فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا

 مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا

 سَأَلتُ اللَهَ فى أَبناءِ دينى فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لى أَجابا

 وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا

 كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِم أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا

 وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نورًا وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُم حِجابا

ولأن الشعر من أبلغ الطرق التى عبر بها الشعراء عن حبهم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) اخترت لكم قصديتين واحدة بالفصحى وأخرى بالعامية عبر فيها الشاعران عن مشاعرهما الفياضة فى تلك المناسبة العطرة، أما الفصحى فهى لشاعر الدقهلية الكبير رجب الصاوى الشهير بمحمد الصاوى ويقول فيها:

يا خير خلق الله يا نور الأنام

 يا شافعا للخلق فى يوم الزحام

هذا ربيع قد أطل هلاله 

  فأنار كونًا قد كساه ظلام

شهر أطل على الوجود بنوره 

   بمحمد للعالمين إمام

حمل البشائر للبرية كلها 

 غسل العقول وحطم الأصنام

فوضعت قانونًا نسير بهديه

  حتى نكون بمأمن وسلام

صلى عليك الله يا خير الورى

 مادامت الدنيا، وما دام الوئام

   

   أما العامية فهى لشاعر الأقصر الكبير حسن يوسف القاضى ويقول فيها:

مولد نبينا محمد رسولنا.. سيد البشر

ربيع يهل علينا.. والنور علينا ظهر

محمد نبينا هدينا والوجه زى القمر

سنة محمد لآلئ.. جواهر معاها درر

سيرته دى فيها دروس.. ولينا فيها العبر

فيها معانى المحبة.. لجميع صنوف البشر

الكل يحبه بشدة.. والكل بيه افتخر

محمد نبينا دا رحمة.. وهو نبى البشر

أما النثر فلم أجد أبلغ من كلمات الكاتبة العربية إيمان المشاقبة والتى تقول فيها:

بمولدك يا رسول الله ألف صلاة والسلام عليك، يا من نظمت الحياة بأسرها من الطهارات والصلوات والزكوات والصيام والحج والعمرة، والمعاملات، والعلاقات حتى أحكام ما بعد الموت من وصايا ومواريث فى ثلاثة وعشرين عامًا، ودللت البشرية على نقاء الإيمانيات، وأرشدتها إلى سمو الأخلاقيات، وجمع الله -تبارك وتعالى- لك الفضائل والشمائل. يا صدق الصدق، يا أمين الأمانة، يا شفيع الخلائق يوم القيامة، سلام عليك يوم ولدت ويوم بعثت، ويوم هاجرت، ويوم انتصرت، ويوم بلغت وهديت، ويوم انتقلت فى أعلى عليين. يا رسول الله بمولدك الكريم نتذكر ما تعلمنا منك عفة اللسان والصبر والأخلاق الفاضلة، فقد ابتليت فصبرت، لقد كذبك قومك واتهموك بسيل من الافتراءات والأكاذيب فصبرت وقلت «اذهبوا فأنتم الطلقاء» سنصبر على كل ما ابتلينا به، ونحن على دربك سائرون. سنقول لمن أساء إلينا: اللهم اهدِ قومى فإنهم لا يعلمون.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة أحمد شوقي أمير الشعراء

إقرأ أيضاً:

رسالة الى زينب ع

بقلم : وجيه عباس ..

بعباءتين، أحمل قلقي، ألمُّ خطاك المتعثرات وهن يبحثن عن كفيلٍ لك في رمل كربلاء، لي أن أقف أنا الغريب بينك وبين الأمس وأقول: متى تتوقفين عن الانتظار مولاتي؟ لقد رحل جيش ابن سعد وبقيت الأعراب هنا بانتظار أن يتم تمليكهم الأرضَ التي قطعوا على أديمها رؤوس بني هاشم، كلهم.
للغربة وجه زينب، ولفاطمة بيتٌ للأحزان هناك، ومابين البيت وبين عباءة زينب، يخرج العراقُ لاطماً على رأسه وهو يصيح: إنها لهي المواساة، ولنا نحن اللا…نسمّى أن نحتفي بالقتلة، كل قاتل عربي يشهر سيفه بوجه الحسين حتى ينال رضا ولاة الربيع السلفي، وللضحايا أن يتلذذوا بحلاوة الدعاء على جدران أي حائرٍ حسينيٍ أبقانا حائرين حتى هذه الغفلة!.
قبل سنين من كربلاء، كانت زينب تحمل كوناً اسمه العباس، كانت تدلل هذا الباذخ بالغيرة، قمرٌ يسعى بين يديها، كانت كلَّه حين تغفو الأعين أو حين تصطف الأقدامُ للصلاة بين يدي الله، كان العباسُ يحبو لكفالتها منذ أن تعلّم كيف يُمسكُ بالقمر، وحين كبرت كفاه أوقفهما لها، كانت زينبُ خيمتَهُ التي تظلّلُه من الحزن، وكان العباس ظهراً لقدميها وهي تصعد إلى ظهر كربلاء لتسقط أصنام أميّة، كانت خيمته الكبرى حين تنوحُ الفاختة، وأقول طوبى لكفيك ياعباس وشفاه زينب تغمسهما بالدمع حتى لايأكل الترابُ جودها، وطوبى لعباءتك السوداء مولاتي وهي تقطرُ بالأكفِّ على جسد العلقمي وهو يشرب آخر قطرات الماء من جبين العباس.
دثار ليلك أيتها الزينبيةُ موحشٌ، وللنهارِ أسئلةُ السبايا، وأقول يازينبُ: ياجبلَ الصبر ترفّقي بأدمعنا وأنت تقفين هناك، بيننا وبينك رأسٌ حسينيٌّ وكفّان قطيعان أنبتهما عليٌّ في العباس.
لزينبَ هذا الليلُ نافذةٌ وبابٌ يبحثان عن يدٍ تطرقه في ليل المواجع، لا أحد هناك يجيبك عن يومنا هذا، للحسين كربلاءُ الدم، ولك هذي الكربلاءات التي توشحتْ بالسواد، الرؤوسُ التي توسَّدت الرملةَ حملتها النسوةُ إلى حيث ينتظرهنَّ رحيل جديد، وأقول يا ابنة الباب الذي باطنُه الرحمةُ وظاهرُه العذابُ: كيف تأتّى لك أن تخرجي في ليل الغاضرية تبحثين عن جسدٍ تغسّلينه بالدموع وعن كفّين تقبلينهما بالخشوع؟ وكيف يمكن لصوتك أن يحملَ كلَّ هذه الثورات؟.
خضابُكِ سِدرٌ، وحنّاؤك هذا الدمُ العلويُّ الذي يفيضُ بالفواطم، هذا الليل جَمَلٌ يحمل ركابَكِ وهو يبحث عن كفيلٍ يخرج من قبرِه ليجيء إليك كما البحرُ…كما النحرُ، أرايتِ بحراً مقطوع الكفين يلثم عتبة مرقدِكِ الموحشِ إلا من بضع عيونٍ حيرى؟.
سلامٌ عليك يوم ولدتِ، ويوم كبرتِ، ويوم خرجتِ، ويوم سُبيتِ، ويوم نطقتِ…سلامٌ عليك مذ كنتِ زينبَ ولمّا تزال..سلامٌ على خدرِكِ المسبيّ.. سلامٌ على صوتِكِ العلويّ.. سلامٌ على دمعتك السكيبة.. سلام على تربتك الغريبة… أيتها الحسينُ في النساء… أيتها الكربلاء التي حفظت دم الشهداء…سلامٌ عليك يا أميرة السبايا…أيتها البلايا…سلامٌ على ضياك..سلام على بُكاك…سلامٌ على العَلَويّات تساقطنها يداِك، سلامٌ على خباك..على عيونِك الدامعات…على جفونك الساهرات…اغفري للجميع انهم نائمون!.

وجيه عباس

مقالات مشابهة

  • فيها إيه يعني.. أحدث أعمال مصطفى غريب
  • ماذا يعني الاحتفال بالهجرة النبوية لنا ولإخواننا في غزة؟!
  • رسالة الى زينب ع
  • كيف أكون متّألقة في عملي بعدما كنت كذلك في مشوار تعليمي
  • عاجل.. رفض طعن قتلة الإعلامية شيماء جمال وتأييد حكم الإعدام عليهما
  • الزهراني يحتفل بزواج ابنه “ محمد “
  • عادة سنوية في الكعبة المشرفة يشارك فيها 159 شخصا
  • أمين الفتوى: “الأمل” درس مستفاد من الهجرة النبوية الشريفة
  • اعتقال أشهر كاتب في الأردن يفجر موجة غضب على شبكات التواصل… لماذا أسكتوه؟
  • ياسمين الحصري: اختيار الرسول للدليل في الرحلة كان فيها عدة دروس