لجريدة عمان:
2024-11-08@00:59:15 GMT

نوافذ: أن تعيش وراء «عقبة»!

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

لم يُخطئ من أطلق عليها اسم «عقبة العامرات»، فهي تجسدُ معنى العقبة والعقاب لسالكيها الماضين فوق جسد التواءاتها. لا سيما عندما يضطرُ أحدنا لأن يبقى مُعلقا لمدة تزيد على الساعة -في مسار واحد بعد إغلاق الآخر- قابضا على مكابح سيارته، زاحفا ببطء بغيض، خائفا من انزلاقات غير محسوبة، في اكتظاظ المركبات والحافلات، تحديدا في ذلك الوقت الحساس من ذروة الزحام الصباحي، الناتج عن عودة المدارس والجامعات، بصحبة الذاهبين إلى أعمالهم.

فما الذي سيُخرجك من «العامرات» التي تُحدق بها الجبال من كل صوب، إن لم تكن «العقبة» سيكون طريق «وادي عدي» الذي لن يقل ضراوة هو الآخر، في الصباحات المُعبأة بالبشر المُتسللين من كل حدب وصوب، فأنت في برهة الحقيقة الخاطفة ستسأل: من أين تخرج تلك الجحافل البشرية الهائلة شاقة دروبها المتعثرة، فطريق «وادي عدي» رغم خيباته السابقة والأودية التي غمرته وطمرته مرات ومرات، لم يُقدر له إضافة «حارات» تجعله يصمد في ظرف استثنائي كهذا، رغم أنّ المسؤولين يُراقبون عن كثب التحولات الديموغرافية التي تعصف بولاية «العامرات»، وهي تمتص الكيانات القادمة من مناطق سلطنة عمان المختلفة، الأمر الذي يُؤجج سيناريو لا متناهٍ من العقبات، تبدأ من صفوف المدارس المسائية، وقد لا تنتهي عند انتظارات المركز الصحي المضجرة!

في «العامرات»، المكان الذي يضيع فيه إحساسك، حول إن كنت تعيش في «قرية» كبيرة أم أنّك في جزء من فكرة المدينة المتوهمة، يُضطر طلاب الجامعات والكليات لأن يدفعوا لمواصلاتهم مبالغ إضافية لمجرد أنهم يقطنون وراء العقبة تماما! وتكسد إيجارات الشقق لأسباب مماثلة، ونجد أنفسنا نُنفق المال على صيانة سياراتنا وتغيير مكابحها بصورة مفرطة!

لطالما كانت هنالك أسباب لإغلاق «العقبة» منذ افتتاحها عام 2011، فإن لم يكن المطر فالحجارة المتساقطة، وإن لم تكن الحجارة فالحوادث المريعة أو السيارات التي تحترق في القيظ الملتهب، أما السبب الجديد الذي تغلق بسببه عقبة العامرات لمدة أربعة أشهر، فهو سبب يدعو للوجل حقا، «ضعف في التربة على المنحدر الجانبي للطريق»، الأمر الذي يستدعي تدعيم التربة بمواد مثبتة وأساسيات عميقة، كما صرح بذلك مسؤولون في بلدية مسقط.

لطالما شغلنا هذا السؤال: «لماذا نخاف من الأنفاق؟» لقد شقّ العالم أنفاقه منذ القرون الوسطى تحت القلاع والحصون لأسباب عديدة كان أولها جلب الماء بأدوات بدائية للغاية، ثمّ تطورت الدواعي والأساليب المتبعة. لم يعد الإنسان الحديث يشق الصخر وحسب، وإنّما تنمو أنفاقه تحت غمار البحار. وإن كنا نتجاوز السؤال حول كلفة إنشاء طريق «العقبة» في هذه الجبال الصلدة، سنسألُ عن كلفة الصيانة التي استمرت 12 عاما! فهل هو أمر طبيعي حقا ويحدث في شوارع مماثلة من العالم؟ أم أنّه استنزاف لترقيع خطأ ما؟ هنالك من يرى أنّ الأنفاق هي الأخرى تحتاج إلى صيانة، فعندما توجهت إذاعة الوصال بالسؤال حول أسباب كلفة أنفاق الشرقية التي تصل إلى 40 ألف ريال عماني شهريا، أجاب وكيل النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنّ هذه المبالغ ضرورية وتذهب لتأمين الحماية للأنفاق.

وعليه فإن كانت الخسارة المالية محسومة سلفا، سواء أكانت في «عقبة» أو «نفق»، فعلينا أن نختار ما هو أقل كلفة وأكثر جدوى للمواطن. فمن المؤكد أنّ النفق -رغم كلفته- سيختصر الطريق بين العامرات وولاية بوشر، وسينشط الحركة الاجتماعية ويشد من أزر الاستثمار والاقتصاد ويمكن أن تبقى «عقبة العامرات» متاحة ضمن قائمة الأنشطة الرياضية والسياحية، كأن تُضاف لها المقاهي والمطاعم لتصبح مكانا جذابا بإطلالة جميلة تنفتح على جبالها الفريدة من نوعها.

وإن كانت الكلفة التشغيلية التي تُقدم للشركات الأجنبية هي من يدفع الأمر إلى مزيد من التسويف، فينبغي الرهان على نشوء شركات وطنية توفر فرص عمل أولا وتقلل الكُلفة ثانيا.

لا نعرف على وجه الدقة كم مرة ستُجرح الأرض، وتفقد رصانتها تحت ضغط السيارات اليومي، وكم مرّة ستتكرر حادثة ضعف التربة والإغلاقات، وكم سنعلقُ فوق جبالنا مُنتظرين رأفة العبور!

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الدولار والأسهم العالمية تعيش حالة ترقب وسط الانتخابات الأمريكية

الدولار.. مع توجه أنظار العالم للولايات المتحدة الأمريكية، وانتظار المستثمرين اختيار الشعب الأمريكي رئيسهم الجديد، تحركت أسواق الأسهم بشكل طفيف وخيم هدوء حذر على العملات والسندات وذلك اليوم الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر.
ووفق لوكالة رويترز، احتفظ النفط بمكاسبه الحادة خلال الليل بسبب تأخير خطط المنتجين لزيادة الإنتاج، مما جعل العقود الآجلة لخام برنت القياسي تصل إلى 75.08 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 3% يوم الاثنين.
وكان مؤشر نيكاي في طوكيو (N225) مستقرا، وعاد السهم من عطلة وارتفع بنسبة 1.3% في التعاملات الصباحية، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.1%.
وتم تداول الدولار، الذي تراجع أثناء الليل مع قيام المتعاملين بإجراء التعديلات النهائية على مراكزهم، 152.35 ين وتم تداوله عند 1.0875 دولار مقابل اليورو.

توقعات بحالة الدولار مع مرشحي الرئاسة الأمريكية 

وقال إيمري سبيزر، استراتيجي بنك ويستباك: "لقد حددوا السعر الذي يعتقدون أنه قابل للتسعير وهذا كل شيء"، مضيفًا أن الفوز الواضح للجمهوري دونالد ترامب من شأنه أن يرفع الدولار، في حين أن فوز الديمقراطية كامالا هاريس من شأنه أن يدفعه إلى الانخفاض قليلاً.

تعادل مرشحي الرئاسة الأمريكية 

 وينتهي يوم الانتخابات بحملة متوترة هزتها محاولات اغتيال ترامب وانسحاب الرئيس جو بايدن لصالح هاريس، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تعادل المرشحين تقريبًا.
وتشعر الأسواق بالقلق بشأن الكيفية التي يمكن بها لسياسات الحماية التجارية التي ينتهجها ترامب على وجه الخصوص أن تؤدي إلى تأجيج التضخم والإضرار بالصادرات في أكبر سوق استهلاكية في العالم مع توقع تحرك السندات والدولار بناء على نتيجة الانتخابات.
وقال محللون في جيه بي مورجان في مذكرة "في نهاية المطاف، فإن الانتخابات الأميركية تتلخص في هذا - ما إذا كان الناخبون الأميركيون يريدون التصويت لصالح استمرارية السياسة الاقتصادية والاستقرار المؤسسي والديمقراطية الليبرالية (هاريس) أو سياسة تجارية جذرية، وتراجع آخر للعولمة وديمقراطية الرجل القوي(ترامب)"...باختصار، التصويت لصالح الاستقرار أو التغيير".

الصين اكثر الدول المعرضة لمخاطر التعريفات الجمركية 

وتعتبر الصين في مقدمة الدول المعرضة لمخاطر التعريفات الجمركية، وتتداول عملتها على وجه الخصوص على أعصاب متوترة مع تقلبات ضمنية مقابل الدولار عند مستويات مرتفعة قياسية.
وحوم اليوان حول 7.1065 مقابل الدولار، في حين استقرت أسواق الصرف الأجنبي الأوسع نطاقا. 
ويراقب المتعاملون قرار بنك الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة، المقرر صدوره في الساعة 0330 بتوقيت جرينتش، رغم أنه من غير المتوقع حدوث أي تغيير في السياسة ويفضل معظمهم البقاء على الحياد من أجل التداول بسرعة بناء على نتائج الانتخابات.
 

واستقر الدولار الأسترالي عند مستوى 0.6590 دولار أمريكي.
هكذا قال خبراء استراتيجيات العملات في سيتي:"ببساطة، إذا فاز هاريس، فإننا نفضل بيع الدولار/الين وشراء الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأميركي، وإذا فاز ترامب، فإننا نفضل شراء الدولار الأميركي مقابل اليورو والكرونة السويدية والكرونة النرويجية".
حافظت أسواق الخزانة، التي أخذت في الحسبان أيضًا خفض أسعار الفائدة الأميركية يوم الخميس، على مكانتها في آسيا مع استقرار عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.30%.

انخفاض البيتكوين 

أما عن العملات الرقمية فانخفض سعر البيتكوين، الذي يُنظر إليه على أنه مستفيد من بيئة تنظيمية أكثر ليونة في حال فوز ترامب بالمنصب، من أعلى مستوياته الأخيرة واستقر عند 67924 دولارًا اليوم الثلاثاء.
وعندما تظهر النتائج بعد منتصف الليل بتوقيت جرينتش، فسوف يتركز الاهتمام على الولايات المتأرجحة وهي جورجيا، وكارولينا الشمالية، وبنسلفانيا، وميشيغان، وأريزونا، وويسكونسن، ونيفادا.
قد لا يكون الفائز معروفًا لعدة أيام، وقد أشار ترامب إلى أنه سيحاول محاربة أي هزيمة، كما فعل في عام 2020.

مقالات مشابهة

  • أستاذ زراعة: مصر تعيش نهضة كبيرة في مجال الصادرات
  • النظام المصري يسجن مواطنين بعد إخفائهم قسرا.. بينهم طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة
  • بالأرقام..الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد الأكثر كلفة في التاريخ ... أرقام فلكية
  • تعديل أو إلغاء .. بيان عاجل من الخطوط الجوية الأردنية بشأن رحلاتها
  • اليوم.. الأهلي يتحفز لمواصلة الانتصارات وعبور عقبة زد بالدوري
  • عطاء لحفر بئرين لتطوير حقل السرحان لاستكشاف النفط
  • “حقل” .. لؤلؤة المملكة وثغرها الباسم على خليج العقبة
  • الدامجة: تقليص عدد الأندية في الدوري الممتاز أكبر عقبة أمام اللجنة المؤقتة
  • مصر تعيش أجواء الهزيمة.. فما الحرب التي خاضتها؟
  • الدولار والأسهم العالمية تعيش حالة ترقب وسط الانتخابات الأمريكية