لجريدة عمان:
2025-01-11@07:30:49 GMT

نوافذ: أن تعيش وراء «عقبة»!

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

لم يُخطئ من أطلق عليها اسم «عقبة العامرات»، فهي تجسدُ معنى العقبة والعقاب لسالكيها الماضين فوق جسد التواءاتها. لا سيما عندما يضطرُ أحدنا لأن يبقى مُعلقا لمدة تزيد على الساعة -في مسار واحد بعد إغلاق الآخر- قابضا على مكابح سيارته، زاحفا ببطء بغيض، خائفا من انزلاقات غير محسوبة، في اكتظاظ المركبات والحافلات، تحديدا في ذلك الوقت الحساس من ذروة الزحام الصباحي، الناتج عن عودة المدارس والجامعات، بصحبة الذاهبين إلى أعمالهم.

فما الذي سيُخرجك من «العامرات» التي تُحدق بها الجبال من كل صوب، إن لم تكن «العقبة» سيكون طريق «وادي عدي» الذي لن يقل ضراوة هو الآخر، في الصباحات المُعبأة بالبشر المُتسللين من كل حدب وصوب، فأنت في برهة الحقيقة الخاطفة ستسأل: من أين تخرج تلك الجحافل البشرية الهائلة شاقة دروبها المتعثرة، فطريق «وادي عدي» رغم خيباته السابقة والأودية التي غمرته وطمرته مرات ومرات، لم يُقدر له إضافة «حارات» تجعله يصمد في ظرف استثنائي كهذا، رغم أنّ المسؤولين يُراقبون عن كثب التحولات الديموغرافية التي تعصف بولاية «العامرات»، وهي تمتص الكيانات القادمة من مناطق سلطنة عمان المختلفة، الأمر الذي يُؤجج سيناريو لا متناهٍ من العقبات، تبدأ من صفوف المدارس المسائية، وقد لا تنتهي عند انتظارات المركز الصحي المضجرة!

في «العامرات»، المكان الذي يضيع فيه إحساسك، حول إن كنت تعيش في «قرية» كبيرة أم أنّك في جزء من فكرة المدينة المتوهمة، يُضطر طلاب الجامعات والكليات لأن يدفعوا لمواصلاتهم مبالغ إضافية لمجرد أنهم يقطنون وراء العقبة تماما! وتكسد إيجارات الشقق لأسباب مماثلة، ونجد أنفسنا نُنفق المال على صيانة سياراتنا وتغيير مكابحها بصورة مفرطة!

لطالما كانت هنالك أسباب لإغلاق «العقبة» منذ افتتاحها عام 2011، فإن لم يكن المطر فالحجارة المتساقطة، وإن لم تكن الحجارة فالحوادث المريعة أو السيارات التي تحترق في القيظ الملتهب، أما السبب الجديد الذي تغلق بسببه عقبة العامرات لمدة أربعة أشهر، فهو سبب يدعو للوجل حقا، «ضعف في التربة على المنحدر الجانبي للطريق»، الأمر الذي يستدعي تدعيم التربة بمواد مثبتة وأساسيات عميقة، كما صرح بذلك مسؤولون في بلدية مسقط.

لطالما شغلنا هذا السؤال: «لماذا نخاف من الأنفاق؟» لقد شقّ العالم أنفاقه منذ القرون الوسطى تحت القلاع والحصون لأسباب عديدة كان أولها جلب الماء بأدوات بدائية للغاية، ثمّ تطورت الدواعي والأساليب المتبعة. لم يعد الإنسان الحديث يشق الصخر وحسب، وإنّما تنمو أنفاقه تحت غمار البحار. وإن كنا نتجاوز السؤال حول كلفة إنشاء طريق «العقبة» في هذه الجبال الصلدة، سنسألُ عن كلفة الصيانة التي استمرت 12 عاما! فهل هو أمر طبيعي حقا ويحدث في شوارع مماثلة من العالم؟ أم أنّه استنزاف لترقيع خطأ ما؟ هنالك من يرى أنّ الأنفاق هي الأخرى تحتاج إلى صيانة، فعندما توجهت إذاعة الوصال بالسؤال حول أسباب كلفة أنفاق الشرقية التي تصل إلى 40 ألف ريال عماني شهريا، أجاب وكيل النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنّ هذه المبالغ ضرورية وتذهب لتأمين الحماية للأنفاق.

وعليه فإن كانت الخسارة المالية محسومة سلفا، سواء أكانت في «عقبة» أو «نفق»، فعلينا أن نختار ما هو أقل كلفة وأكثر جدوى للمواطن. فمن المؤكد أنّ النفق -رغم كلفته- سيختصر الطريق بين العامرات وولاية بوشر، وسينشط الحركة الاجتماعية ويشد من أزر الاستثمار والاقتصاد ويمكن أن تبقى «عقبة العامرات» متاحة ضمن قائمة الأنشطة الرياضية والسياحية، كأن تُضاف لها المقاهي والمطاعم لتصبح مكانا جذابا بإطلالة جميلة تنفتح على جبالها الفريدة من نوعها.

وإن كانت الكلفة التشغيلية التي تُقدم للشركات الأجنبية هي من يدفع الأمر إلى مزيد من التسويف، فينبغي الرهان على نشوء شركات وطنية توفر فرص عمل أولا وتقلل الكُلفة ثانيا.

لا نعرف على وجه الدقة كم مرة ستُجرح الأرض، وتفقد رصانتها تحت ضغط السيارات اليومي، وكم مرّة ستتكرر حادثة ضعف التربة والإغلاقات، وكم سنعلقُ فوق جبالنا مُنتظرين رأفة العبور!

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تحذير .. سبب شائع وراء فقدان الأسنان بين الأطفال

يعانى عدد كبير من الأطفال تسوس الأسنان والتهاب اللثة ويؤدي إهمال علاج أى منهما إلى فقدان الأسنان في سن مبكرة.

وقدمت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا تليفزيونيا عن علاقة اهمال نظافة الفم وتراكم طبقة الجير بتدهور صحة اللثة والأسنان وكان التقرير بعنوان “إهمال نظافة الفم.. السبب الخفي وراء فقدان الأسنان لدى الأطفال”.

وكان أهم ماورد فى التقرير أن فقدان الأسنان يبدأ بتسوس بسيط كنتيجة طبيعية لعدم تنظيف الأسنان بانتظام خاصة بعد تناول الحلوى والمشروبات السكرية ومع مرور الوقت يتحول الأمر إلى التهاب اللثة ما يؤدي إلى ألم مستمر وضعف في الأسنان، وقد يصل إلى تآكل عظام الفك وتساقط الاسنان واللجوء الى الزراعة في سن مبكرة.

وهذه المشكلات لا يمكن أن تؤثر فقط على صحة الطفل بل تؤثر أيضا على ثقته بنفسه ونطقه وطريقة تناوله الطعام.

وفي النهاية أطباء الأسنان يشددون على أهمية اتباع اجراءات الوقاية كخطوة أساسية لتجنب حدوث هذه المشكلات فى وقت مبكر من العمر والاستماع بصحة جيدة وابتسامة جذابة طوال العمر.

مقالات مشابهة

  • الفتح يواجه عقبة مالية لضم نجم بشكتاش
  • من يقف وراء الهجوم على القصر الرئاسي في تشاد؟
  • "زكاة العامرات": توزيع 755.5 ألف ريال على 4456 أسرة خلال 2024
  • تحذير .. سبب شائع وراء فقدان الأسنان بين الأطفال
  • خبير جامعي يحلل نفسية بنكيران: شخصية نرجسية تعيش تناقضاً داخلياً ويوظف المظلومية لاستمالة الجماهير
  • زكاة العامرات: توزيع 755.5 ألف ريال على 4456 أسرة مستحقة
  • من نكونكو لـ إمام عاشور.. بالونة بيضاء تهز ميت عقبة "تقرير"
  • الإيجار/أسعار المواد الغذائية/ مؤشر كلفة المعيشة يكشف عن أغلى ثلاث مدن مغربية
  • للمرة الثانية... دبابة ميركافا استهدفت منزلا في حي عقبة مارون وعملية نسف كبيرة في الطيبة
  • العامرات يحتفظ بلقب دوري الشواطئ لكرة القدم.. وصلالة وصيفا