لجريدة عمان:
2024-07-05@12:21:48 GMT

نوافذ: أن تعيش وراء «عقبة»!

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

لم يُخطئ من أطلق عليها اسم «عقبة العامرات»، فهي تجسدُ معنى العقبة والعقاب لسالكيها الماضين فوق جسد التواءاتها. لا سيما عندما يضطرُ أحدنا لأن يبقى مُعلقا لمدة تزيد على الساعة -في مسار واحد بعد إغلاق الآخر- قابضا على مكابح سيارته، زاحفا ببطء بغيض، خائفا من انزلاقات غير محسوبة، في اكتظاظ المركبات والحافلات، تحديدا في ذلك الوقت الحساس من ذروة الزحام الصباحي، الناتج عن عودة المدارس والجامعات، بصحبة الذاهبين إلى أعمالهم.

فما الذي سيُخرجك من «العامرات» التي تُحدق بها الجبال من كل صوب، إن لم تكن «العقبة» سيكون طريق «وادي عدي» الذي لن يقل ضراوة هو الآخر، في الصباحات المُعبأة بالبشر المُتسللين من كل حدب وصوب، فأنت في برهة الحقيقة الخاطفة ستسأل: من أين تخرج تلك الجحافل البشرية الهائلة شاقة دروبها المتعثرة، فطريق «وادي عدي» رغم خيباته السابقة والأودية التي غمرته وطمرته مرات ومرات، لم يُقدر له إضافة «حارات» تجعله يصمد في ظرف استثنائي كهذا، رغم أنّ المسؤولين يُراقبون عن كثب التحولات الديموغرافية التي تعصف بولاية «العامرات»، وهي تمتص الكيانات القادمة من مناطق سلطنة عمان المختلفة، الأمر الذي يُؤجج سيناريو لا متناهٍ من العقبات، تبدأ من صفوف المدارس المسائية، وقد لا تنتهي عند انتظارات المركز الصحي المضجرة!

في «العامرات»، المكان الذي يضيع فيه إحساسك، حول إن كنت تعيش في «قرية» كبيرة أم أنّك في جزء من فكرة المدينة المتوهمة، يُضطر طلاب الجامعات والكليات لأن يدفعوا لمواصلاتهم مبالغ إضافية لمجرد أنهم يقطنون وراء العقبة تماما! وتكسد إيجارات الشقق لأسباب مماثلة، ونجد أنفسنا نُنفق المال على صيانة سياراتنا وتغيير مكابحها بصورة مفرطة!

لطالما كانت هنالك أسباب لإغلاق «العقبة» منذ افتتاحها عام 2011، فإن لم يكن المطر فالحجارة المتساقطة، وإن لم تكن الحجارة فالحوادث المريعة أو السيارات التي تحترق في القيظ الملتهب، أما السبب الجديد الذي تغلق بسببه عقبة العامرات لمدة أربعة أشهر، فهو سبب يدعو للوجل حقا، «ضعف في التربة على المنحدر الجانبي للطريق»، الأمر الذي يستدعي تدعيم التربة بمواد مثبتة وأساسيات عميقة، كما صرح بذلك مسؤولون في بلدية مسقط.

لطالما شغلنا هذا السؤال: «لماذا نخاف من الأنفاق؟» لقد شقّ العالم أنفاقه منذ القرون الوسطى تحت القلاع والحصون لأسباب عديدة كان أولها جلب الماء بأدوات بدائية للغاية، ثمّ تطورت الدواعي والأساليب المتبعة. لم يعد الإنسان الحديث يشق الصخر وحسب، وإنّما تنمو أنفاقه تحت غمار البحار. وإن كنا نتجاوز السؤال حول كلفة إنشاء طريق «العقبة» في هذه الجبال الصلدة، سنسألُ عن كلفة الصيانة التي استمرت 12 عاما! فهل هو أمر طبيعي حقا ويحدث في شوارع مماثلة من العالم؟ أم أنّه استنزاف لترقيع خطأ ما؟ هنالك من يرى أنّ الأنفاق هي الأخرى تحتاج إلى صيانة، فعندما توجهت إذاعة الوصال بالسؤال حول أسباب كلفة أنفاق الشرقية التي تصل إلى 40 ألف ريال عماني شهريا، أجاب وكيل النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنّ هذه المبالغ ضرورية وتذهب لتأمين الحماية للأنفاق.

وعليه فإن كانت الخسارة المالية محسومة سلفا، سواء أكانت في «عقبة» أو «نفق»، فعلينا أن نختار ما هو أقل كلفة وأكثر جدوى للمواطن. فمن المؤكد أنّ النفق -رغم كلفته- سيختصر الطريق بين العامرات وولاية بوشر، وسينشط الحركة الاجتماعية ويشد من أزر الاستثمار والاقتصاد ويمكن أن تبقى «عقبة العامرات» متاحة ضمن قائمة الأنشطة الرياضية والسياحية، كأن تُضاف لها المقاهي والمطاعم لتصبح مكانا جذابا بإطلالة جميلة تنفتح على جبالها الفريدة من نوعها.

وإن كانت الكلفة التشغيلية التي تُقدم للشركات الأجنبية هي من يدفع الأمر إلى مزيد من التسويف، فينبغي الرهان على نشوء شركات وطنية توفر فرص عمل أولا وتقلل الكُلفة ثانيا.

لا نعرف على وجه الدقة كم مرة ستُجرح الأرض، وتفقد رصانتها تحت ضغط السيارات اليومي، وكم مرّة ستتكرر حادثة ضعف التربة والإغلاقات، وكم سنعلقُ فوق جبالنا مُنتظرين رأفة العبور!

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تضم تنوعا حيويا فريدا.. جهود حكومية لإدراج محمية العقبة البحرية في لائحة التراث العالمي

المحمية تحتوي على تنوع حيوي فريد و300 نوع من الشعب المرجانية

عقد وزير السياحة والآثار مكرم القيسي ورئيس مفوضي سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز اجتماعا بحضور مدير دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي ومفوض البيئة في السلطة الدكتور أيمن سليمان بالاضافة الى ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نضال العوران والخبير الدولي البريطاني جونثان مكيو للوقوف على آخر المستجدات والملاحظات المقدمة من اليونسكو على ملف إدراج محمية العقبة البحرية في لائحة التراث العالمي لليونسكو.

اقرأ أيضاً : هل تشمل البلاغات الحكومية بشأن العطل مؤسسات القطاع الخاص في الأردن؟

وجاء الاجتماع الحكومي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية واستكمالا للجهود التي تقوم بها وزارة السياحة والآثار وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في جهود إدراج ملف محمية العقبة البحرية في لائحة التراث العالمي لليونسكو وللوقوف على الملاحظات التي تم مناقشتها في مقر اليونسكو في باريس مؤخرا.

وتسعى الجهات المسؤولة إلى التنسيق مع الجهات المعنية والخبراء الدوليون للوصول الى المستوى الامثل لتقديم الملف الى اليونسكو حسب الجداول الزمنية المحددة ووضع خطط وجداول زمنية لكل مرحلة من مراحل تجهيز المسودة النهائية للملف ليصار الى تقديمه إلى اليونسكو بصيغته النهائية.

كما وقام القيسي يرافقه الأمين العام للوزارة الدكتور عماد حجازين ومدير عام الآثار الدكتور فادي بلعاوي والفريق الفني للوزارة والسلطة بزيارة ميدانية الى المحمية واطلع على خطط العمل لتحسين إدارة الخدمات السياحية والمحافظة على البيئة البحرية وتثقيف الزوار بأهمية الحفاظ على البيئة وأهمية دخول المحمية على لائحة التراث العالمي لليونسكو.

اقرأ أيضاً : الأردن يستضيف مؤتمر اليونسكو للدراية الإعلامية والمعلوماتية

ويذكر أن محمية العقبة تحتوي على تنوع حيوي فريد و300 نوع من الشعب المرجانية الصلبة والرخوة و 512 نوع من الاسماك المختلفة و3 انواع من التجمعات العشبية البحرية ونوعان رئيسيان من مجتمعات الاعشاب البحرية الضحلة على عمق نصف متر الى 40 مترا بالاضافة الى الشعب المرجانية المقاومة لآثار التغير المناخي حسب الدراسات المنشورة.

مقالات مشابهة

  • شيري عادل عن انفصالها مرتين: "الناس تخرج بالمعروف أحسن من أنها تعيش تعيسة"
  • صنعاء ومَنْ تحت سيطرة وكيل طهران.. العيش تحت طائلة التُهم
  • «الدخلية» تكشف تفاصيل فيديو أطفال يخرجون من نوافذ سيارة بالمنصورة
  • صبا مبارك تعيش حالة كبيرة من النشاط الفني
  • “هيئة الطرق”: عقبة برمة.. شريان عسير النابض الذي يربط بين جبال السراة وسهول تهامة
  • ورد الآن : معلومات تكشف تجاوز ’’عقبة مهمة’’ في مفاوضات مسقط وهذه هي التفاصيل
  • هيئة الطرق:«عقبة برمة» شريان عسير النابض للربط بين جبال السراة وسهول تهامة
  • تضم تنوعا حيويا فريدا.. جهود حكومية لإدراج محمية العقبة البحرية في لائحة التراث العالمي
  • سر جديد وراء خسارة الأهلي الصفقة التي حددها كولر
  • محللان سياسيان: إسرائيل تعيش صراعا على هويتها والجيش أدرك خطوة الوضع الراهن