صحيفة صدى:
2024-12-29@19:02:29 GMT

وفاة الكاتب والصحافي هاني نقشبندي

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

وفاة الكاتب والصحافي هاني نقشبندي

الرياض

توفي الكاتب والصحافي السعودي هاني نقشبندي، اليوم الأحد، عن عمر يناهز 60 عاماً.

وكانت آخر تغريدة للنقشبندي على موقع إكس، بمناسبة احتفالات المملكة بعيدها الوطني 93، حيث قال: “أكثر ما جائتني من تهنئة باليوم الوطني السعودي، كانت من غير سعوديين، هم مقيمون في البلد منذ عقود، ما يعني أن المواطنة الحقيقية هي في الحب والانتماء لا في الهوية فقط”.

وأعرب كثير من الأوساط الإعلامية والثقافية في المملكة عن حزنهم الشديد لوفاة النقشبندي.

والجدير بالذكر تدرج نقشبندي في المناصب الإعلامية، وصولاً إلى رئاسة تحرير مجلة “سيدتي” و”المجلة” في لندن، بالإضافة إلى تقديمه برنامج “حوار مع هاني” عبر شاشة تلفزيون دبي.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. كان لنا

كان لنا

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 23 / 9 / 2017

الحياة مثل طاولة في مطعم، ما أن يرحل الناس  عنها حتى يأتي من يمسح مكان جلوسهم ويخفي آثارهم ويرتب المقاعد بطريقة مختلفة ويمحو حتى بصماتهم..

مقالات ذات صلة وفاة طفل خامس بسبب البرد في غزة / شاهد 2024/12/29

دائماً أتساءل ترى  لماذا تتغيّر #ملامح_المكان بمجرّد غياب روّاده، في حارتنا القديمة  مثلاً ..كان لنا جيران نألفهم كثيراً، نذكر أصواتهم حتى اللحظة، وطريقة ضحكهم، نذكر العلامات الفارقة في درجات بيوتهم، وألوان زجاج شبابيكهم، وكيف كانوا يستخدمون أواني الألمنيوم المثقوبة كلواقط لتحسين البث الأرضي، بيوت الطين متساوية الارتفاع ،لها مزاريب متشابهة، لا يوجد اجتهاد في التصميم ،ولا استعراض في التنفيذ..هي بيوت تؤوي الرؤوس المتعبة من كدّ النهار ليس إلا..

كانت حارتنا،  فيها أزقّة ضيقة تكفي للمشاة وبعض الشياه للعبور بين الحواري، دجاج كثير يجول الحارة لا يخشى أحداً لكنه يعرف العودة إلى مبيته دون الحاجة الى “جي بي اس”.. والسروة الكبيرة التي تتعارك على أغصانها العصافير قبل الغروب بدقائق كما يفعل الأطفال قبل النوم، هي معلم الحارة الأوحد، ونقطة الالتقاء، والانطلاق، وقياس المسافات…

لم أكن أتخيّل أن حارتنا ستتغيّر، قلت في نفسي ذات مساء، وأنا أنظر إلى بيوت الحي، إلى العربات الصدئة المهملة في الحواكير، إلى الشجر اليابس ولم يقطّع ولم يحتطب

كانت تجري مياه الأمطار من منحدر فوق بيتنا ،شقت المياه الحرّة طريقها بتعرّج مذهل أسميناه القناة، لم يتدّخل أي من رجالات الحي بتوسعة القناة أو تغيير مجراها، تركوها حرة تنزل من السماء وتسقي شجر من تشاء، بقيت سنوات طويلة تشقّ الأرض الواصلة بين ضفتي الحي كخيط جراحي محكم..

كان لنا في البيوت شركاء، عصافير كثيرة تنقر بالطين مكاناً لها تختبئ فيه من برد الشتاء، تجد مساحة بين القصّيب تنشد دفئاً يطالها من الأنفاس ومن حديث الأمهات ومن أحلام الأطفال الطري كقطن الوقت..الحمام يزّين السماء بأسراب تحلّق عالياً عالياً فنراها مثل حبّات القزحة في الرغيف، والمحاريث في باحات المنازل متكّئة على الجدار توشوش حبل الغسيل المعتقل عن طعم الحرية وهتاف السهول هناك..

لم أكن أتخيّل أن حارتنا ستتغيّر، قلت في نفسي ذات مساء، وأنا أنظر إلى بيوت الحي، إلى العربات الصدئة المهملة في الحواكير، إلى الشجر اليابس  ولم يقطّع ولم يحتطب، إلى “ألف ،باء” الصفوف الابتدائية التي تعود لمهندسي وأطباء وجنود وتجار وأدباء الحارة التي كتبت على أبواب بيوتهم الحديدية قبل ربع أو نصف قرن …قلت في نفسي: حارتنا مثل دور العبادة أن تغيّر عُبّادها فلن يتغيّر محرابها..لكن عندما رحل الكبار، وسقطت المحاريث عن الجدار، وتقاعد حبل الغسيل عن مرجحة القمصان اللاهية تغيّر كل شيء..

لم يعد يعنيني من بالجوار، بعدما رحلت الأمهات الطيبات أو أقعدهن المرض، لم يعد يعنيني أن أبقى في ركن الذاكرة وحيداً مثل زبون بليد

تلك القناة الحرة التي حفرت السماء مجراها، دُفنت وأُوقفت عن المسيل، جاء مسّاح ونصح المالك البناء فيها وفوقها..لم نعد نسمع الخرير القوي أيام كانون السخي، لقد اخرس الإسمنت صوتها..وتلك السروة الكبيرة قطعت وفرّت العصافير؛ بعضها طلب اللجوء وبعضها الآخر مات بسقوط السروة، لم تعد البيوت متساوية الارتفاع ولا متشابهة في التصميم،بل دخل التحدّي في التنفيذ..واحتلت البنايات التجارية كل ملامح حارتنا السكنية

صارت تطل من البيوت على عجل فتيات خائفات،بعد أن اعتدنا على الأمهات الواثقات ،كانت بيوتنا أفقية، نتساوى مع جيراننا بكل شيء، صارت طابقية طبقية، فكل من فوقك هو أعلى منك  وأقوى منك وأفضل منك..البيوت القديمة أزيلت ،وساحات اللعب صارت ساحات استثمار لا تفوّت، ونتيجة كل هذا لم يعد لنا في البيوت شركاء، فالعصافير لا تسكن منازلنا الحديثة، لا  تقترب من قرميدنا، حتى نحن القدامى تغيّرنا، صرنا نقفل الأبواب جيداً، ولا نفتح الستائر إلا إذا مرّت سيارة إسعاف أو حطّت في الحي سيارة نجدة..

لا أذكر أنه قد دخل حيّنا شرطي طيلة عقود، صار صوت الصافرات روتين يومي ،ونادراً ما أتدخّل، أتدخّل بمن وأنا  لم أعد أعرف من بالجوار، ولكن أكثر صراحة لم يعد يعنيني من بالجوار،  بعدما رحلت الأمهات الطيبات أو أقعدهن المرض، لم يعد يعنيني أن أبقى في ركن الذاكرة وحيداً مثل زبون بليد.. بعد أن  قام كل  الكبار عن كراسيهم تاركين طاولة الحياة لحاضرين جدد.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

مضى #181يوما … بقي #95يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة